حوار حول قوله تعالى (لا يمسه إلا المُطهرون ).
عثمان محمد علي
في
السبت ١٥ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
حوار حول قوله تعالى (لا يمسه إلا المُطهرون ).
سؤال من صديق عزيز: يمكن بعد إذنك دكتورنا بيان معنى الآيات الكريمة ۞فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ (75) وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ (77) فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ (78) لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (80) أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ (81) وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ (82) )الواقعة ؟؟
==
التعقيب:
يا مساء الأنوار.
القسم بمواقع النجوم فيه إعجازعلمى فهمناه فى العصر الحديث وهو الفارق بين اليوم الزمنى للأرض واليوم الزمنى لباقى الكواكب والمجرات. فمن الممكن أن يموت النجم ولكن يظل أثره باقيا معنا سنوات وسنوات نظرا للفرق الزمنى بين يومنا على الأرض(24 ساعة ) ويوم الكوكب والمجرة التى كان فيها . فلذلك قال القرءان العظيم فى هذه الأية الكريمة (فلا اُقسم = بمواقع =النجوم .وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) . ثم أكّد على قيمة هذا القسم العظيم فإن القرءان كتاب كريم مرتفع الشأن والقيمة والقدروالمكانة ،فلا يشعر بقيمتة ولا يمس قلبه ويزداد به إيمانا إلا المُطهرون اصحاب القلوب الصافية الطاهرة السليمة الذين ذكرهم رب العزة جل جلاله أنهم هم أصحاب الجنة فى قوله تعالى ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ .فالقلب الطاهر السليم الخالى من الشرك بالله ،والذى يعيش صاحبه على حقيقة لا إله إلا الله بكل معانيها هو الذى سيشعر بالقرءان ويعرف قيمته .
وأن هذا الكتاب الكريم العال القدر والشأن والمكانة نزل من رب العالمين . فهو ليس كتابا بشريا.ولو كان كتابا بشريا فلتأتونا بمثله أو بعشر سورمثل سورة أو بسورة من مثله أوآية مثل آياته، سواء كانت آية قرءانية أو آية كونية تحدث عنها القرءان ((﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾) . فلماذا تُكذبون به أيها الجهلاء المُتخلفون ؟؟؟؟؟ والمُصيبة أن المُكذبين به يتخذون من تكذيبهم به وسيلة لرزقهم (مثلما يفعل شيوخ وفقهاء الأزهر والأوقاف والسعودية والسلفية والإخوان والفضائيات وووووووو) وأن تكذيبهم به هومهنتهم ووظيفتهم سواء كانت وظيفة رسمية في الدولة الدولة أو في الإعلام أو فى طباعة وتأليف الكُتب أو فى قنوات اليوتيوب والفيس بوك ووووووو.
قال صديقى :
كم فسروا لنا ان معنى هذه الآية أن لا نلمس القرءان إلا بعد الوضوء فأضاعوا المعنى العظيم لهذه الآية:
= قلت :
نعم هم فى خصومة دائمة مع القرءان ويشرحونه طبقا لأقوال أئمتهم الفاسقين المعتمدين على روايات لهو الحديث. فالمصحف سواء كان ورقيا أوعلى فلاشة أو إسطوانة أو برنامجا على الكمبيترفهومُباح حمله وقراءته لكل الناس (المسلمون وغير المُسلمين ) (المُغتسلون وغير المُغتسلين) و(وكذلك المرأة الحائض والمُتطهرة من الحيض) ويجوز حمله وقراءته فى كل مكان ،فى المكتبة وفى المسجد وفى المطبخ وفى الحديقة وفى الحقل وفى الملعب وفى السيارة وعلى الدابة وفى السفينة وفى الطائرة ،فلا توجد أي موانع أو محاذيرعلى المُسلمين أو غير المُسلمين في حمل أو قراءة القرءان في أي وقت أو في أي مكان .
قال صديقى ::
فلا أقسم بمواقع النجوم : كم هذه الآية فيها من العلم العظيم والقوة وخاصة قول الله بعدها وإنه قسم لو تعلمون عظيم. ثم ياتي بعد هذا القسم العظيم : التأكيد على عظمة القرءان،فعلا إنها آيات ينفطر لها القلب,
قلت ::
نعم - ولذلك قال القرءان العظيم فى آية أخرى( إنما يخشى الله من عباده العلماءُ).فكلماعرف المؤمنون بالقرءان وحده حقائق علمية كونية زاد إيمانهم بالله وخشوعهم له سبحانه . فهم يؤمنون بأن القرءان عظيم كتاب من عند الله حقا وصدقا ويشرح بعضه بعضا .فيتكاملون معرفيا ويتواصون فيما بينهم بالحق ،ويؤمنون بأنهم كُلهم أمامه تلاميذ (وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ).