من الذى يتحمل تكلفة سرادقات العزاء،وهل يجوز له التصرف فى أموال اليتامى ؟؟
عثمان محمد علي
في
الأربعاء ٠٥ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
من الذى يتحمل تكلفة سرادقات العزاء،وهل يجوز له التصرف فى أموال اليتامى ؟؟
إيه الحكاية ؟؟
شاهدت منذ شهر تقريبا فيديو لسرادق عزاء ضخم جدا جدا بإحدى قرى طنطا -مصر وتُقدر تكلفته بالمقرئين (غير تكلفة الأكل والشرب ) (مليون جنيه على الأقل ) . فقفز إلى عقلى سؤال لم اُفكر فيه من قبل وهو ::: من الذى يتحمل تكلفة مثل هذه السرادقات ،هل يتحملها إخوة وأعمام وأصهار (نسايب ) المتوفى ، أم أنها تُخصم من حصص أولاده اليتامى قبل توزيع التركة ؟؟ وهل إسلاميا مثل هذه السرادقات حلال أم حرام ؟؟
==
التعقيب ::
أولا :::
حقوق المتوفى علينا فى الإسلام هى - دفنه ،والصلاة والقيام على قبره بالدعاء له بالرحمة والمغفرة ....ولا يوجد فيها ما يُسمونه تلقين الميت وتجهيزه للرد على سؤال الملكين فى القبر فهذا هراء ولغط وجهل كبير ..... ونقطة ومن أول السطر .
ثانيا :
حقوق أهل المتوفى إجتماعيا ::: مواساتهم والوقوف بجانبهم فى مُصابهم ، ومن هذه المواساة يُمكن لأهله وأسرته الكبيرة أن تشترك فى تكلفة جلسة مُصغرة لإستقبال أقاربههم ومعارفهم من البلاد المُجاورة الذين لم يحضروا تشييع الجنازة وتقديم واجب الضيافة لهم دون أى مساس بحقوق يتامى المتوفى فى ميراثهم . ومن المُممكن فتح موضوعات للتذكير بالموت ،وبقيمة الإيمان والعمل الصالح للفلاح والفوز برضوان الله ورحمته يوم القيامة وهكذا .
ثالثا :::
قراءة القرءان بالطريقة التى نراها والتى نُسميها التغنى بالقرءان وإحضار مُقرئين (مطربين ) للغناء والتمايل بالقرءان فى هذه الجلسات والسرادقات هو طعن فى القرءان وإستخفاف به وتحويله من كتاب تدبر وتفقه ودراسة وإستنباط أحكام إلى حفلةلعب ولهو وتجعير حناجر المُستمعين بأنكر الأصوات وشراء لأيات الله بثمن بخس ،يأثم عليه كُل من يشارك فيه ولو بالحضور والجلوس للإستماع لمثل هذا الإستخفاف والتغنى واللهو بالقرءان .
رابعا ::
وهى صُلب موضوعنا : من الذى يتحمل تكلفة هذا الإسراف والبذخ والفشخرة والتبذير فى مثل هذه السرادقات ؟؟؟
فلو كان أهل وأقارب وأصهار المتوفى (وأنا أستبعد هذا ) فهذا لهو ولعب وإسراف وتبذير سيُسألون عنه يوم القيامة ،وسيُسألون على مُساهمتهم وتبنيهم للتغنى بالقرءان ولشراء آياته بثمن بخس ،وتحويله من كتاب هداية إلى كتاب تسلية وغناء فاضح فاجر بآيات الله .وكان الأولى بهم أن يتصدقوا بهذا المبلغ على اليتامى من ابناء المتوفى وعلى فقراء بلادهم وعلى مدارسها وعلى مستشفياتها ......................
. ولو كانت التكلفة سيدفعها الورثة واليتامى من تركة والدهم أو والدتهم .فهو جُرم وذنب أعظم وأكبر على من إتخذ هذا القرار لأنه أتخذ قرارا فى التصرف فى مال ليس من حقه أن يتصرف فيه ، وأضاع أموال من أموال اليتامى وكان من المفروض عليه قرءانيا وإسلاميا أن يُحافظ لهم عليها ويعمل على تنميتها لهم حتى يكبروا ويبلغوا لسن الرُشد العقلى ثم يُسلمها لهم ....... فهو هنا خائن للأمانة فسيحاسب على ذلك ،ومُشاركا رئيسيا فى آكل أموال اليتامى ظُلما وعدوانا ،فهو يأكل فى بطنه نارا لأنه دفع بها وضيعها على الإسراف والتبذير فى مثل هذه السرادقات . ووجب عليه أن يدفع لليتامى من ماله الخاص ما تسبب فى ضياعه من أصول ميراثهم ويتوب إلى الله ويستغفره على فعلته هذه قبل فوات الآوان ....
==
قد يقول قائل ان هذه التكلفة من مال المتوفى وبالتالى هم لم يأخذوا شيئا من مال الورثة ؟؟؟
نقول له لا يا عزيزى فمنذ لحظة الوفاة فقد تحول المال وأصبح ملكا للورثة الشرعيين بما فيهم اليتامى وليس لأحد أن يتصرف فى جنيه واحد منه قبل توزيع الميراث ،وأى إسراف أو تبذير فى أموال اليتامى هو وأكل النار واحد ومن يفعل هذا مصيره جهنم والعياذ بالله (ان الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )