وجهة نظر في وجهات النظر:
ما بني على باطل فهو باطل
نهاد حداد
في
الثلاثاء ٠٤ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
إن مجتمعات تبني أُسَراً من زيجات تنطلق من احتمال الطفلة الوطأ وليس لرجاحة عقلها وقدرتها على تحمل المسؤولية ليس من حقها أن تغضب أو تثور لكرامة الرجل. فإنك حين تتزوج امرأة تكون قدوتها امرأة كانت تقول لزوجها ''إني أرى ربك يسايرك في هواك '' لايمكن إلا أن تكون سليطة اللسان .
إن امرأة لا يرى فيها الرجل إلاماهو مادي كما جاء في مقال الدكتور أحمد صبحي منصور '' شهادات واقعية عن ضرب الزوجة فى عصرنا ''حيث يقول صاحب الرسالة أن العروس كانت جاهزة ولا تنتظر إلا العريس لايمكن أن تعامَل إلا كسلعة ،ناهيك عن أن تلك السلعة اختارتها أخته وأمه .امرأة كانت تنتظر عريسا ،أيَّ عريس ورجل تزوج بامرأة لم تُحِبَّه ولم يُحْبِبْها لن تكون علاقتهما إلاّ علاقةً سامة . نعم هناك علاقات زوجية تقليدية ''ناجحة '' ولكن هل يقاس نجاح علاقة بطول مدتها أم بالحب والمودة والرحمة التي تغمرها؟
حين يقال لك بأن نبيك أراد أن يطلق زوجته سودة بنت زمعة لأنها شاخت فأعطت ليلتها لعائشة فإنه لايمكنك أن تنظر للمرأة إلا كوعاء لإفراغ طاقتك الجنسية ،وحين تكِلُّ المرأة أو تتعب يصبح من حقك الاستغناء عنها لأن نبيك فعل ذلك؟ أنا أتحدث عن نبي من صنع عباسي، أما النبي الحق فقد كانت أولى زوجاته امرأة في الأربعين وكان هو في الخامسة والعشرين،فيا للمفارقة،كيف يقولون بأنه رفض الاستمرار مع سودة بنت زمعة حين صارت أربعينية لعدم قدرتهاعلى الجماع مع أنه كان خمسينيا حين تزوجها وقد تزوج أربعينية وهو في ريعان شبابه؟
إن امرأة تُنكَح لمالها أو لجمالها أو حتى لدينها كما قالوا لنا في أحاديثهم المكذوبة لا يمكن إلا أن يتملكها الغرور والاستعلاء والتسلط ،فزواجها منذ البداية مبني على أشياء لاعلاقة لها بشخصها أو بإنسانيتها بل بمالها أو بجمالها.
أما دينها ،فما هو مقياس تدينها؟حجابها،صلاتها،صومها؟
كل هذا كلام واه لا يعدوأنه مجرد مبرر لإسكات وخز الضميرحين لايكون لأحدهم القدرة للزواج من امرأة غنية حسناء . فيوهم نفسه بأنه تزوجها بسبب دينها.وهم أصلا يرفضون زواج المسلمة من غير المسلم، إذن فالزواج بسبب الدين كذبة كبيرة.لأن الوحيد الأوحد الذي يعلم بذات الصدور هو علام الغيوب رب العزة جل جلاله..
إن امرأة رُبِّيت على أنها ناقصة عقل ودين لن تتصرف إلا بنقصان عقل ونقصان دين !
ثم إن امرأة ترى بأنها تقبل وتدبر في صورة شيطان لايمكنها التصرف إلا بالطريقة الشيطانية التي أقنعوها بأنها طبيعتها.
فحين تعرف المرأة أنها أكثر أهل النار فإنها لا شعوريا تنطلق من تلك القناعة وتتصرف حسبها تماما كأي شخص فاشل. فإنك حين تعيره يوميا بفشله فالمسألة لن تصبح فارقة معه أو عنده . وسيتصرف كفاشل بشكل لا شعوري.
إن العيب في العلاقات السامة بين المرأة والرجل أكبر من أن نختزله في وقاحة أوطول لسان المرأة أوعجز زوجها عن تغييرسلوكها أو تطليقها،بل هي مسألة تربية ونسيج اجتماعي يرفض العلاقات الرضائية المبنية على الحب ويحبذ العلاقات المبنية على النفاق والمحاباة والأحاديث المكذوبة.
لم نتحدث هنا إلا عن المرأة لأن النقاش كان حولها ولكن كم من امرأة مظلومة مكسورة الجناح تُعَذَّبُ وتُهدَرُ كرامتها لنفس الأسباب حيث أن نفس ماتحدثنا عنه آنفا يجعل الرجل ينظر للمرأة على أنها ناقصة عقل ودين بل إنها شيطان أخرس يُتَعَوَّذُ من شرها كما في حديث المرأة والدابة والدار ،فالشر عندهم في الدابة والمرأة والدار، حيث أنك إذا اشتريت بيتا أو دابة أو تزوجت امرأة ،يجب عليك أن تضع يدكك على ناصيتها و تتعوذ من شرها وشر ما جُبِلت عليه. فيصبح الرجل وإن كان مثقفا إلا من رحم ربي، يعامل زوجته كالدابة والشيطان يستعيذ من شرهما .
بل وإنها خُلِقَتْ من ضلع أعوج على الرجل إصلاحه بكسره.
ملحوظة عن الرجل المنكسر الذي قالت عنه بناته أنه لايستطيع رفض طلب لزوجته مع أنها تذله وتستصغره وتهينُه ومع ذلك فإنه يتقبل الوضع، فكل منهما مريض نفسي ،فهي سادية لأنها تتلذذ بتعذيبه و وهو مازوشي لأنه يتقبل الإهانة والرضوخ، وإلا لماذا يبقى مع تلك المرأة مع أن بناته كبرن وأصبحن يساعدنه ويوفرن له كل حاجياته ؟
أحيانا تصبح العلاقات السامة سجنا وهميا لايمكن الهروب منه بالرغم من غياب القضبان .