أثناء الزواج : شهادات واقعية عن ضرب الزوجة فى عصرنا ( ج 1 )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٣٠ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


 أثناء الزواج : شهادات واقعية عن ضرب الزوجة فى عصرنا ( ج 1 )

 إن هناك نماذج من النساء في الحياة الواقعية تكون حاجتهن شديدة وماسّة للضرب حتى ينصلح حالها  .

( 1 )

أعرف رجلاً غاية في دماثة الخلق وقد أمضى نصف قرن فى حياة زوجية غاية في التعاسة ، مع سيدة شديدة البخل والسيطرة ، وهو معها كالطفل ، وقد اقترب من السبعين ولا يزال يعمل ، ولا يزال يعطيها كل ما يكسب وينتظر منها المصروف ، وهي تبخل عليه بماله ، بل وتستعذب إذلاله امام بناته اللائي تحررن من سيطرتها بالزواج ، وتتحسر البنات على حال أبيهن وهو أسير لدى زوجته ، ويحكين كيف أنه يلجأ إليهن ليستكمل غذاءه ويستدين منهن بعض المال ، وتتمنى البنات لو استطاع أبوهن أن يعطي امهن علقة تستعيد بها عقلها واحترامها لزوجها الضعيف القلب ..!!! ولكن ذلك محال لأن الأب المسكين غارق إلى أذنيه في حب زوجته الحيزبون ، مع انها لم تعطه حقه الشرعي (الجنسي) منذ ربع قرن تقريباً ، وهو يتحمل هذا الهوان ن ولكن لا يتحمل أي سوء يحدث لحبيبة قلبه القاسية القلب. لو كان هذا رجلاً منذ البداية لأراح وأستراح وعاش مع زوجته في سعادة ، فالمؤكد ان تلك السيدة تحتقر ضعف زوجها وتزدريه وتعاقبه على ضعفه معها ، بل انها تعاقب بناتها إذ تطالبهن بدفع نفقة لها ، مع كثرة الأموال المكدسة لديها من عرق زوجها. والواضح ان نشوز هذه السيدة قد تعدى الزوج إلى البنات في بيوتهن ، مما أدى بهن إلى مقاطعة الأم ورعاية الأب الجائع باستمرار وسراً . وهذه قصة واقعية رأيتها وأرويها بنفسى ..

( 2 )

 وأضيف لذلك قصة جاءتنى وأنا هنا فى أمريكا من زوج كتبها مليئة بالأخطاء الاملائية ، وانقل معناها .

قال :

عشت فى أمريكا عشرين سنة ، وكانت لى علاقات نسائية متعددة ، ثم قررت الاستقامة والزواج من فتاة من بلدى تكون مختلفة عن من عرفت من الأمريكيات . تذكرت فى آخر زيارة لى لمدينتى أن رأيت فتاة جميلة جامعية وأبوها فقير يتعب لكى ينفق على تعليمها وأخوتها . سافرت ، وقابلت اباها ورأيتها ، واتفقنا على الزواج . وقضيت عامين حتى لحقت بى فى أمريكا زوجة لى . فى العامين تحملت نفقاتها ، وأغدقت على أبيها وأسرتها . وكان أبوها وأمها فى منتهى الامتنان لى . فى الزواج إكتشفت فيها إنسانا آخر ، عصبية وأنانية وتتبرم من أى شىء . لم تكن تعمل ، وتقضى كل وقتها على التليفون مع أهلها وأصحابها فى مصر . وأنا أعمل 12 ساعة يوميا ، واعود فأجد البيت متبهدل ، ولا طعام ، واضطر أن اجهز الطعام بنفسى ، وهى لا تكف عن الشكوى لأنى أتركها طول النهار . شكوتها لأبيها وأمها ، ونصحوها فرفضت ، طلبوا من أن أضربها حتى ينصلح حالها ، سمعت هذا فهددتنى بابلاغ البوليس وسجنى لو ضربتها ، وأنا أعرف أنها تستطيع ذلك . تحملتها ، حتى كانت تستفزنى وخوفا من أن أفقد أعصابى كنت أخرج وأترك لها البيت ساعات حتى أهدأ وتنام . خرجت بها فى الويك إند كالمعتاد ، وكالمعتاد نغّصت علىّ الفسحة ، وظلت تطلب منى أن تزور أهلها . وافقت ، وسافرت بها الى أهلها ، وطلقتها هناك ، ورجعت بدونها ، وقدمت وثيقة الطلاق للجهات الرسمية . مرت سنة وعدة شهور ، لم تتحمل الحياة فى مصر ، ظلت تتصل بى وترجونى وهى تبكى أن أرجعها ، وتتعهد بأن تبوس حذائى كل يوم، وأنها إذا أخطأت فمن حقى أن أضربها . كنت قد ارتبطت بسيدة أمريكية عربية الأصل ، وأصبحت حاملا منى . أهملت الرد على طليقتى . ويكفى أننى أعطيتها حقوقها بعد طلاقها . أنتهى ..

 ( 3 )

شهادة من بريد الأهرام

 

في بريد الأهرام ، يوم الجمعة 31/3/1995م وردت هذه الرسالة ، وانقلها كما هي :ــ

(الحمد لله على السراء والضراء وبعد ... سيدي الفاضل لقد تزوجت منذ خمس سنوات وليتني ما تزوجت ، ولكن أقول مرة أخرى الحمد لله على السراء والضراء طما ذكرت في بداية هذا الخطاب أو هذا المنشور الأسود   الذي أشكو إليك فيه همي . اننى أتذكر الآن بحسرة يوم ان جاءت إلى أختى تزف إليّ البشرى عن عثورها على الإنسانة التي طلبتها لكي تشاركني حياتي ن وكيف أنها جاهزة من كله ، فتلقفت الخبر بابتهاج وفهمت من والدتى أن العروس الجاهزة هي التي تمتلك أدوات الجهاز كله ولا تنتظر إلا العريس ، لكني لم اعرف حقيقة كله هذه عمليا إلا بعد الزواج ، فقد توكلت على الله وتزوجت بلا مشاكل من ناحية القائمة او الفرح او أي شيء ’خر ، فلم يمض أسبوع والله يا أستاذ عبد الوهاب على الزفاف حتى تبين لي ان العروس جاهزة فعلا ، ولكن باللسان الطويل والعصبية الشديدة والاندفاع الأهوج ، كأنها بركان يتفجر دوما ، وبعد الزواج بعشرة أيام طلبت منها كوب ماء . كوب ماء وليس شيئا مرهقا ، فقالت على الفور : قم انت هاته .. فقلت حاضر ونهضت لأشرب وامتثلت لأقداري وحاولت بقدر جهدي ارشادها على تعاليم ربها ورسولها صلى الله عليه وسلم عن حقوق الزوج على زوجته واحترامها له ، ولكن بلا جدوى ، لجأت إلى أبيها وامها فلم يقدرا عليها واكتشفت مرضها بالربو الشُّعبي فطفت بها على الأطباء ، وقلة الأدب كما هي ، واللسان الطويل على حاله ، أضيف إليها أيضا حركات الأصابع التي تنم عن البيئة القذرة وحركات الذراع التي تدل على وضاعة الأصل ، جن جنوني من هذه الفضائح وأنا الرجل هاديء الطباع خافت الصوت الذي لا يراه الجيران إلا ذاهبا على المسجد او عائداً منه ، فقلت لها ذات مرة : عيب لا يصح ، ماذا يقول عنا الجيران ، فإذا بالجواب الحكيم من زوجتي : ملعون أبو الجيران .... ماذا لديهم ضدي..؟ هل ضبطوني مع رجل آخر ..؟ وألجمني الرد فلم استطع أن انطق بكلمة ، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ، وجمعت الأهل مرة أخرى وعرضت عليهم المسألة ، وسألتهم : هل يرضيكم هذا ..؟ فأجابوني: " معلهش ... آخر مرة سماح من أجل الجنين الذي في بطنها " ، وبطيبة قلبي سامحت وقلت عفا الله عما سلف ، وبعدها بيوم واحد عاتبتها على ارتفاع الصوت وسالتها لماذا تتيح للجيران ان يعرفوا أسرارنا فكان جوابها كلمة نابية جرحتني بها وجرحت كرامتي كرجل ، بل وجذبتني أيضا من عنق الجلباب الذي كنت ارتديه وهي تتحدث معي ، ففقدت اعصابي وصفعتها على وجهها ، ومع ذلك فقد صالحتها في نفس الليلة وأمضيناها على خير ، ثم خرجت على عملي في اليوم التالي ورجعت منه فوجدت الشقة خالية تماما من الأثاث ، وسألت الجيران عما حدث فأفادوني بأن زوجتي قد زعمت لهم أننا سننتقل الى شقة أخرى وحملت أثاثها على سيارة نقل وانصرفت . ولم تمض لحظات حتى جاء من يستدعيني إلى قسم الشرطة حيث وجدت زوجتي قد حررت ضدي محضراً بالاعتداء عليها ، ووجدت تقريراً طبياً ، و (س) و (ج) لي انا الذي لم يدخل قسم الشرطة في حياته . وواجهتها أمام الضابط وقلت لها متألما : شعرك مازال مبتلا من أثر لقائنا ليلة امس ، ثم تستدعين زوجك إلى قسم الشرطة في اليوم التالي ..؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، ونزف قلبي دما بعد أن أصبحت سيرتي على كل لسان ، ورغم ذلك كله فقد رجعت إلى بيتها بعد تدخل اهل الخير . ورجعنا إلى حياتنا وأصبح لدينا طفلتان صغيرتان ، لكن المرارة ترسخت في اعماقي إلى الأبد منذ ذلك اليوم الذي استدعتني فيه إلى قسم الشرطة ، والوضع بيننا الآن في سطور قليلة هو كالآتي :ــ اكره هذه السيدة كُرها كبيرا لكن لي منها طفلتان ، الأولى عمرها خمس سنوات ، والثانية عمرها ثلاث سنوات ... وطبعا سيكون سؤالك عن الأطفال ، لهذا أجيبك عنه قبل أن تسألني : حبي للطفلتين لو وزع على قلوب الآباء جميعا لكفاها ... وهذه نقطة ضعفي التي تعرفها عني وتشهرها كالسلاح ضدي ، وهي موظفة وأنا موظف ، لكن كفانا الله شر نقودها ... ومن قبله شر لسانها ، ولا تريحني حتى في حقوقي الزوجية ، وعقدت مجلسا عائليا بهذا الشأن ، فاعترفت هي بذلك بلا حياء ، وجربت معها الهجر في الفراش أكثر من مرة كوسيلة للإصلاح ... ولا نتيجة ... ولو هجرتها عامين لما شكت ، منتهى البرود ، والأمر لله من قبل ومن بعد ..أمي تدعو لي بالصبر ، لكن فكرة الزواج اختمرت في رأسي تماما الآن ، لأني على ثقة تامة أننى إذا استمررت مع هذه الزوجة فسوف تراني ذات يوم قريب في برنامج "مواجهة" بالتليفزيون .. أحب أولاد ويحبونني جداً ، لكن لا تنصحني بالصبر والاحتمال من أجل اولادي ومستقبلهم ، فكفاني ألماً وذُلاًّ ومرضاً ... والسؤال أين هي الزوجة الصالحة ..؟ اننى لو عرفت بوجودها حتى في حلايب لذهبت إليها زحفاً ، فأنا مهندس زراعي وعمري 39 سنة ، ولست اطلب من الله سوى زوجة مهذبة وعطوف ولا تسد نفسي عن الطعام ... ولا عنها ، كما أنني أريد أن اموت حين يأذن الله على صدر حنون وليس على فراش من الشوك والألم والذكريات السوداء ، فهل هذا كثير علىَّ يا سيدي ..؟ وهل توفقني عليه ، ام ستنصحني رغم كل ما قلت لك بأن أصبر وأتحمل من اجل أبنائي ..؟ .. أ . هــ ..

وقد رد المحرر الأستاذ /عبدالوهاب مطاوع قائلا : لا يا صديقي لن أنصحك بمواصلة الصبر والاحتمال إذا كانت النتيجة المحتمة لذلك أن أراك ذات يوم لا قدر الله في برنامج يتحدث فيه القتلة عن جرائمهم . والأستاذ/ عبد الوهاب مطاوع  نادراً  ما ينصح بالطلاق ...

وربما لو كان صاحب المشكلة حازما منذ البداية وأعطاها علقة مناسبة وفرض احترامه عليها ما استهانت به وملأت قلبه بالحقد عليها..

هذا ما نصحت به الأستاذة أمينة السعيد صاحبة أشهر باب في المشاكل الاجتماعية ، وهو باب "اسألوني" ، وهي أيضا صاحبة الصوت العالي في الدفاع عن حقوق المرأة ..
اجمالي القراءات 2367