الموتى والصُم البُكم الذين لا يعقلون .
عثمان محمد علي
في
الأحد ١٨ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
الموتى والصُم البُكم الذين لا يعقلون .
سؤال مُركب:
هل من يُناقشك ويرفض دليل القرءان ،أو لا يُريد سماعه أصلا كافر وأصم وأبكم كما قال القرآن (قل إنما أُنذركم بالوحى ولا يسمع الصُم الدعاء إذا ما يُنذرون)؟
==
التعقيب :
تحياتى : دعنا ننظر للموضوع من زاويتين ،الأولى :
هى أنه رُبما يسمع لأول مرة أن الإسلام هو القرءان وفقط ،وأن الأحاديث تخالف القرءان ،وأن المسائل الفقهيية المبنية على الروايات تخالف القرءان،وبالتالى فعليه أن يؤمن بالقرءان وحده فى الدين . فترى عليه صدمة ورفض أولى سريع بدون وعى وبدون تفكير.فهنالا نقول بكُفره مباشرة.لأنه لو كان إنسانا عاديا وعقله ليس محشوا بروايات الحشوية وملوثاتها فسيُفكر فى الأمر ، وستترك عنده لمبة إضاءة تنير رغما عنه عندما يسمع آية قرءانية تتحدث عن موضوع ما كان يؤمن به سابقا بشكل خاطىء ،وسيبدأ واحدة واحدة يُفكرفى الأحاديث ويكتشف انها ( كلام هزل وعيب وقلة أدب ووووووو) وسيسير في طريق التصحيح والإيمان بالقرءان وحده خطوة خطوة .
أما الزاوية الأُخرى::
فهى تتمثل في التعامل مع الأنعام والمواشى من مشايخ ضيعوا عُمرهم في دراسة لهو الحديث والإيمان به والدفاع عنه وتجمدت عقولهم عند أراء الفقهاء والمحدثين والمُفسرين.فهؤلاء يُجادلون فى آيات الله مُعاجزة في كتاب الله ولإثبات أنه ناقص وعاجز وان البخارى والشافعى وووووو هم أصلح منه، ولولاهم ما كان كتاب الله وما كان الإسلام. فهؤلاء المواشى والبقر والأنعام هم كافرون مُشركون بالله.ونقول لهم أنتم كافرون مُشركون بالله ،ونقول للناس أن هؤلاء الناس كافرون، وأنهم أئمة للضلال ويدعون الخُسران المبين يوم الدين .وهذا من باب الوعظ والإرشاد والحرص عليهم ،لعلهم يتوبوا إلى الله وليس لنا قبل فوات الآوان، فنحن لا نريد منهم جزاءا ولا شكورا. فنحن نعظهم هم وأتباعهم تجلية لحقائق الإسلام وتبرئة له منهم ومن أقوالهم ومؤلفاتهم وخُطبهم المنبرية .ونقول لهم وللناس هذا صدعا بالحق وعُذرا لنا عند ربنا .وسيحكُم الله بيننا وبينهم يوم القيامة ،كما ندعوا الله أن نكون من الأشهاد عليهم يوم القيامة مع النبيين والصديقين وحسُن أولئك رفيقا.
=
وقد وصفهم القرءان الكريم بأنهم كالموتى وكالأنعام الصُم البكم الذين لا يعقلون حين قال سبحانه وتعالى :
﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾
﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ﴾
﴿قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾
﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾
﴿أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾
فلو إستمعوا وعقلوا وتابوا إلى الله وأتبعوا نور القرءان وحده فى الدين فسيُبدل الله سيئاتهم حسنات(﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ ويُصبحون ممن قال عنهم القرءان :
(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾
﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾
﴿رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا﴾.