الشعب الميت بين الخوف وثقافة الموت
شادي طلعت
في
الأحد ٠٤ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
كيف لشعب أوتي من خيرات الله الكثير لا يبحث عن الحياة.
يتحدث الأحفاد عن حضارة لآلاف السنين، غير مدركين الحقيقة، فما كانت حضارتهم إلا تجسيد للخرافات، ودليل على الخوف المترسخ في النفوس من الدنيا دوماً.
فحكم العبيد الغرباء أصحاب الأرض الذين آثروا الخرافة على المواجهة.
لقد عاش القدماء أسرى لجهل ومعتقدات زائفة، بدليل أن قبورهم تنبش في كل ساعة لنيل ذهبها وآثارها.
إن الموت هاجس مسيطر على المصريين، منذ ميلادهم وحتى وفاتهم.
فكانت أكبر مقابر الدنيا هي الأهرامات، بل وصنفت أنها من عجائب الدنيا، ولما لا تصنف بالعجائب، وكافة شعوب الأرض لم تعطي مساحة للقبور، ولا للآخرة كما أعطى المصريون.
ويبقى السؤال : هل من خير ينتظر الأحفاد الذين استباحوا حرمات القبور، غير عابئين بالجثث المحنطة.
ليست (الحضارة المصرية) بحضارة .. بل إنها تجسيد كامل للأنانية بكل معانيها، فكُل كان يسرق ما يقدر عليه، ليؤازره في العالم الآخر المجهول.
إنها (ثقافة الموت) تعشش في عقول وقلوب المصريين.
فتركوا الحياة بأسمى معانيها، واستحسنوا العالم المجهول، الذي هو من وحي أساطير الأولين.
في النهاية : يتجلى جهل الماضي مع كل ساعة تنبش فيها قبور الماضي البغيض.
وكأنها رسالة مفادها أن الأولين قد ماتوا بلا أي علم يذكر.
لذا .. كتب على أصحاب الأرض الحزن إلى يوم الدين، فماتوا في نفس يوم مولدهم.
وعلى الله قصد السبيل
#شادي_طلعت