هذا سؤال مضحك.
لقد قرأتها خطأ فاستنتجت خطأ مضحكا. انها ليست دار ( الفطرة ) بكسر الفاء ، ولكنها دار ( الفطرة ) بضم الفاء. اى ما يعرف عند المصريين بفطرة العيد أى حلويات العيد.
2 ـ معظم أجدادنا المصرين كانوا أقباطا حتى العصر الفاطمى ثم أعتنقوا الاسلام ـ بالطبعة الفاطمية الشيعية ـ فى العصر الفاطمى. ومن هذا العصر لا تزال العادات الفاطمية الدينية مستمرة من كعك العيد و الفطرة و الكنافة و حلوى عاشورة ، علاوة على الاحتفالات و الأعياد الدينية و القومية المصرية مثل شم النسيم. وكان من طقوس الفاطميين الاحتفال بكل المناسبات المصرية و الفرعونية و القبطية و المسيحية و الشيعية و الاسلامية. وبها تحببوا للمصريين فدخلوا فى التشيع أفواجا ثم خرجوا منه فيما بعد أفواجا و لكن ظلوا يحتفظون بتلك العادات الفاطمية كطقوس اسلامية.
3 ـ نأتى بعدها الى دار الفطرة أو دار الحلوى التى كانوا يفطرون عليها بعد انتهاء رمضان ، وكيف كانت إحدى طقوس الدولة الفاطمية ووسائلها فى التحبب للناس :
ـ دار الفطرة :
بناها العزيز بالله الفاطمي خارج القصر الكبير في القاهرة الفاطمية .. وكانت مخزناً للمواد الغذائية الخاصة بفطرة رمضان والعيد من السكر والعسل والزعفران والطيب والدقيق والفستق وأنواع الفواكه النادرة. ويبدأ تجميعها منذ النصف الثاني من شهر رجب ، ويقوم الكتبة بإعداد قوائم بمن تفرق عليهم الفطرة ، ويقوم مائة صانع بتجهيز الحلوى من تلك المواد الغذائية ويستعد مائة فراش لتفرقة الفطرة على مستحقيها ..
ــ وفي النصف الثاني من شهر رمضان ، يحضر الخليفة والوزير إلى دار الفطرة فيجلس على سريره بها ويجلس الوزير على كرسي بين يديه ومعهما قوم من كبار الحاشية ، ويشاهدون حواصل الفطرة المعبأة مثل الجبال من كل صنف ، فيأمر الخليفة بتفريقها بين يديه من ربع قنطار إلى عشرة أرطال إلى رطل واحد وهو أقل نصاب ، وبعد أن يطمئن الخليفة إلى حصول كل مستحق على نصيبه حسب ظروفه وحاجته ينصرف بعد أن يعطي المستخدمين في دار الفطرة دينارا هدية .
ــ وبعد خروجه يشرف الوزير والحاشية على خروج الفطرة من دارها إلى بيوت المستحقين داخل وخارج القاهرة .