إنكار معلوم من القرآن بالضرورة
أحاديث شيطانية

نهاد حداد في الأحد ٢٣ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


هي أحاديث من وحي الشيطان ورسول الله عليه السلام وٱل بيته بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف.وهي  تناقض القرآن بشكل صارخ ومع ذلك لا يفتأ المحدثون من ترديدها جهارا نهارا دون العودة ولو هنيهة للتحقق من مدى موافقتها أو مناقضتها للقرآن .بل إنك تجد ملايين المسلمين يرددون القرآن الكريم في صلواتهم وإنهم لَيحُثّون بعضهم بعضا على ختم القرآن قراءة عدة مرات  ولكن لايعقلون مايقرؤون .'' أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها''. صدق الله العظيم  

يقول رب العزة جل جلاله : ''وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ'' سورة الذاريات (55). من هذا المنطلق نعيد تأكيد تشبثنا بالقرآن وبالإسلام دينا وَنُذَكِّرُ لعل الذكرى تحيي قلوب الغافلين .

في هذه السلسلة سنقوم بمقابلة كل حديث بآية مع علو كلام المولى عز وجل عن كلِّ كلام بشريٍّ علوًّا كبيرا. عملي هذا سيكون مقتصرا في كل مرة على موضوع معين ومخالفته للقرآن. وسأبدأ بكل ما يتعلق بالسيدة عائشة رضي الله عنها وبالأحاديث التي يقال أنها من سردها. ونحن نربأ بأم المؤمنين بما قالوه عنها.فبشهادة الأئمة والشيوخ والفقهاء ،فإن كل الأحاديث هي أحاديث ٱحاد ولا يعتد بها، أعرف أن أهل القرآن قد تجاوزوا كل هذا لكن لا يجب أن ننام على الزهور لأن بسطاء الناس أو لنقل عموم الناس مازالوا يتبعون لهو الحديث بغير علم فضلّوا وسيُضِلّون غالبا عن غير قصد بل عن غير علم.

أولا ماأحلّه القرآن حلال وما حرّمه حرام.

يقول المولى عز وجل'' النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ''.

زوجات النبي عليه السلام رضوان الله عليهن هن أمهات المؤمنين، ويقول رب العزة :" حُرِّمت عليكم أمهاتكم '' إذن عائشة رضي الله عنها أمٌّ للمؤمنين  وكل من يدخلُ بيتها هو ابنها بحكمِ القرآن. إذن ماحاجة سيدة قرر عزّ وجلّ أنها أمّ للمؤمنين، ماحاجتها لحديث إرضاع الكبير ؟ هي أم المؤمنين فهل هي في حاجة لتكون خالتهم في الرضاعة حتى يدخلوا بيتها، ثم من الأكثر قرابة، الأم أم الخالة؟

ثم إن الإستناس بالحديث في بيت النبي منهيٌّ عنه.حيث قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ".

وأما المؤمنون فهم يعرفون حق المعرفة أنه لا يجب عليهم دخول بيت النبي إلاّ إذا دُعوا إلى طعامٍ، وقد كان هذا في حياة النبي عليه السلام فما بالُك بعد وفاته؟  إلاّ أن يكون المؤمنون قد ارتدّوا عن دين الله ،وفي هذه الحالة لماذا لم يحاربهم أبو بكرالصديق  أو عمربن الخطاب لعصيانهم أمرا سماوِيًّا ؟ لماذا احتاج المسلمون للدخول على عائشة رضي الله عنها و سؤالها وفيهم أبوها وأمير المؤمنين ! كيف يقصدها المؤمنون وفيهم عمربن الخطاب الذي رفض أن يكتب شيئا في احتضار النبي وقال بأن الرسول عليه السلام قد ترك لنا كتاب الله وهو حسبنا! كيف يقصدون عائشة وفيهم أبو ذر الغفاري وأنس بن مالك وأبو هريرة وغيرهم، كيف يقصدونها وفيهم من يؤم المؤمنين في كل صلاة  ويحدثهم كل جمعة  على المنبر؟

إلّا أن يكون في قلب هؤلاء مرض! 

وإذا كان في قلوبهم مرض فقد نبه الله عز وجل نساء النبي وكذا المؤمنين قائلا:''يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ " .  ويزيد جلّ جلاله :" وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ''.وَاذْكُرْنَ هنا بمعنى ولْتَتَذَكّرْنَ مايُتْلى في بيوتكن من الآيات والحكمة، لأن الله يريد أن يبعد الرجس عن آل البيت ويطهرهم تطهيرا .حيث يقول القرآن :"وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ''

أفبعد هذا القول قول؟

إلّا أن تكون عائشة رضي الله عنها قد كانت أول المرتدّين لأنها أنكرت معلوما من الدين بالضرورة ؟وحاشا لله أن تكون كذلك ! فإنّ هناك خياران لاثالث لهما: إماّ الإعتراف بأنّ حديث رضاع الكبير إفك وكون عائشة كانت تأمر أخواتها بإرضاع من يريدون الدخول إليها بهتان وإماّ أن تصدّقوا بأنها قد سايرت هواها وارتدت عن الدين. وقد حارب أبوها المرتدّين على أقلّ من هذا !

لانريد أن نتحدّث هنا عن منافات رضاع الكبير للأخلاق، فهذا نتركه للفطرة الإنسانية السليمة! أما مايهمنا في هذه السلسلة من المقالات بإذن الله فهو مقارنة كل حديث مع ما يناقضه من القرآن. لِنُذَكِّرَ بآيات الله والحكمة ،ونبرأ أنفسناوآل البيت أمام الله وشهدائه من الناس علينا،وكان الله لطيفا خبيرا
اجمالي القراءات 2382