هل -محمد توفيق صدقى - كان كاتبا قرءانيا ؟؟
عثمان محمد علي
في
الأربعاء ١٩ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
هل -محمد توفيق صدقى - كان كاتبا قرءانيا ؟؟
أرسل لى صديق كريم جزءا من مقال لأحد الكُتاب يقول فيه أن الطبيب -محمد توفيق صدقى - كان كاتبا قرءانيا وكتب عن هذا مقالا فى مجلة المنار سنة 1920
بعنون (الإسلام هو القرءان وحده ) ....فهل كان الطبيب محمد توفيق صدقى كاتبا قرءانيا حقا ؟؟؟
===
التعقيب ::
فى الحقيقة أنا أول مرة فى حياتى أقرأ عن ذلك الرجل ،فبحثت عنه و عن كتاباته المُنصفة للقرءان الكريم والتى تُثبت أن القرءان هو مصدر الإسلام الوحيد . وللاسف وجدت الآتى :
خلاصة الموضوع أنه كان يدخل فى مناظرات وحوارات مع صديق له مسيحى .وصديقه المسيحى كان يُفحمه فيهالأنه كان يستشهد له بروايات وأحاديث وتناقضاتها وما بها من خرافات وهى عند المسلمين جزء لا يتجزأ من الإسلام ..مما جعل محمد توفيق يُفكر فى كيف يهزمه فى حواراته فأنكر الأحاديث (ليس إنتصارا للإسلام ولكن إنتصارا له هو شخصيا ).فأسلم صاحبه المسيحى ودخل فى الإسلام وطلب منه أن يكتب رأيه هذا فى مجلة المنار التى كان يُصدرها (رشيد رضا -صانع الإخوان المسلمين فى مصر وعميل عبدالعزيز آل سعود ضد المملكة المصرية ) فكتب مقالات متبرأ فيها من مقاله ومن فكره وإعلان عودته إلى حظيرة المُسلمين المؤمنين بالقرءان والسُنة مرة أخرى ثم كتب مُدافعا عن السُنة والأحاديث وتقسيماتها متواتر وآحاد وما فيه من تقسيمات من صحيح وحسن وضعيف وموضوع ووووووو . وواصل تأليف الكتب فى التدين السُنى وفى مقارنة الأديان والصراع الفكرى اللاعقلانى بين المخبولين والمجانين من بعض أتباع المسيحية والإسلام فى بيان أيهم أفضل من الآخر المسيحية أم الإسلام .
===
ومن هنا فأنا أعتبره ليس كاتبا قرءانيا ولا كاتبا إسلاميا ولا علاقة له بهذا .وليس له أى فضل أو تاريخ يذكر فى التأريخ للقرءانيين .وإنما كاتبا عاديا مثله مثل مشايخ الأزهر الذين يؤمنون بخماسية مصادر الإسلام من قرءان وأحاديث وفقه وإجماع وقياس .
وبالرغم من أنه عاش فى عصر الليبرالية والحُرية الفكرية وكان من تلامذة الشيخ الإمام محمد عبده وعاصر كبار المفكرين أصحاب الرأى الثاقب الذىن كانت لهم ولكتاباتهم علامات مُضيئة فى بدء مسيرة الإستنارة من أمثال الشيخ (على عبدالرازق -صاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم ) و قاسم أمين وكتاباته عن تحرير المرأة من ظلم التراث والمجتمع ، وسعد زغلول وكتاباته عن الإصلاح السياسى وإستقلال مصر -وطلعت حرب وكتاباته ومشروعه فى نضة مصر الإقتصادية إلا انه (محمد توفيق صدقى ) لم يستفد ولم يستغل من هذا الزخم الفكرى والعلمى فى عصره ولا من مناخ حرية الفكر والرأى والمعتقد فى عصر الليبرالية المصرية فى أواخر القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين (1952) ولم يثبت على رأيه الدينى الذى كتبه عن مصدرية القرءان وحده فى الإسلام ،ولكنه (لنه لم يكن يؤمن به حق الإيمان )سرعان ما تراجع عنه وتبرأ منه وأخلد بنفسه وبفكره إلى الإنحدار والإنحطاط الفكرى الذى كان عليه مشايخ الأزهر والسلطان وعوام الناس آنذاك من أمثال الشيخ عليش وتلامذته .......فلا يُمكن أن يُعد(محمد توفيق صدقى ) بأى حال من الأحوال بأنه كان كاتبا قراءانيا أو دعى يوما ما إلى إعتماد القرءان وحده مصدرا للإسلام . وهذا للإنصاف وللتأريخ عن القرءانين فى القرن العشرين .