مهازل التعليم الجامعى فى مصر
رضا البطاوى البطاوى
في
الأحد ١٩ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
مهازل التعليم الجامعى فى مصر
بالقطع التعليم العالى وهو التعليم الجامعى كان له عيوبه المعروفة فى مصر وانتقل لبلاد أخرى وفى الفترة الأخيرة زادت تلك العيوب عيوبا أخرى كلها تصب فى خانة اثقال كاهل الطالب وولى أمره بأمور مالية لم تكن موجودة من قبل
أول العيوب المعروفة هو :
الوراثة والمحسوبية والواسطة فى تعيين المعيدين فبدلا من قاعدة تعيين الأوائل من الدفعات المتخرجة يتم تعيين الأقارب والمحاسيب من غير الأوائل وعلى المتضرر اللجوء للقضاء كما يقولون
والغريب فى أمر اللجوء للقضاء هو أن العديد من القضاة لا يحكمون الحكم الصحيح وهو :
فصل من عين بطريق غير قانونى
معاقبة من عين المعيد بطريق غير قانونى
عدم معاقبة من يزورون الأوراق الدفاعية ويشغلون وقت القضاة سنوات من الإدارة القانونية ورؤساء الجامعات والأقسام والكليات
تغريم الدولة المال بدلا من تغريم الموظف المخطىء وهو مرتب المتضرر طوال فترة التضرر
حكم القضاء فى غالب الأحوال هو تكريس الوضع الخاطىء بابقاء المعيدين المعينين فى وظائفهم مع تعيين المتضررين ونادرا ما يصدر حكم بفصل المعينين بطريقة اجرامية ولعل القضاة هم الآخرين فى أحكامهم غير القانونية يراعون أنهم هم الآخرون يخالفون أحكام القانون بتوريث أبناءهم وأقاربهم وظائف القضاء ويستندون فى عدم فصل المعينين بطريق الخطأ على أحد مواد قانون العمل وهو تثبيت الموظف فى وظيفته طالما مر على تعيينه ست شهور ولم يصدر فيه تقرير بعدم الصلاحية
والغريب أن فى تلك القضايا تحدث مهازل مثل رفض طلب المتضرر لفوات الموعد القانونى للتظلم والمفترض أن الحقوق لا تسقط بالتقادم وإنما هى باقية ما بقى الحق ضائع
ومن الغرائب أن الكثير من الأقسام فى بعض الكليات تجد فيها الجد والأب والحفيد وأحيانا الزوجة ولا تجد غيرهم
والأغرب أنه فى احدى كليات الدلتا طالبة عندما دخلت الصف الأول فى الكلية قالت للزميلات أنها ستعين معيدة وبالفعل تم تعيينها بعد مرور الأربع سنوات معيدة رغم أنها لم تكن من أوائل الدفعة والأغرب أنها تخلفت فى احدى السنوات عن امتحان مادة من المواد والأغرب أن مجموع درجاتها الكلى فى شهادة التخرج لا يتفق مع مجموع درجات المواد والسبب أن تحصل على الامتياز مع أنها طبقا لقانون الكلية حصلت على جيد جدا وأما من حصلت على الامتياز بالفعل لأول مرة فى قسمها منذ إنشاء الكلية من نصف قرن وكانت الأولى فلم تعين
إنها عملية قتل للمتفوقين والمتفوقات علميا فى المجتمع وقهر لهؤلاء الأولاد والذى انتحر أحدهم منذ فترة لأن لجنة التوظف رفضت طلبه للوظيفة لأن أبوه يعمل بناء مع أنه أكثر من استحق الوظيفة بشهاداته وحالات أخرى كثيرة حيث تجد أوائل الدفعة يعملون ماسحو أحذية أو باعة على الأرصفة
وفى احدى كليات الدلتا أيضا وهى أول كلية تشتهر بأنها كلية رياضية عائلية أحضر الوالد الأستاذ ابنته التى لم تكن من أوائل الدفعة وأحضر لها صور الطالبين الأوائل وقال لها أن عليها أن تختار زوجها منهما لكى يتم تعيينه معيدا معها
وثانى العيوب المعروفة
اكساب الأستاذ الجامعى مكانة لا يستحقها وهى مكانة غير قانونية فالأستاذ يعامل وكأنه غير محاسب قانونيا فالطالب إذا تظلم من درجته فالويل ثم الويل له ثم الويل له فسوف يرسب فى مادة من اشتكاه عاجلا أو آجلا
والطالب إذا تحاور مع الأستاذ أى حوار لا يعجب الأستاذ فالأستاذ يطرده ولا يسمح له بحضور محاضرته أو تدريباته وعليه أن يعرف أنه راسب فى مادته حتى ولو نجح فيها
الأستاذ الجامعى بالنسبة للطالب أصبح فوق القانون وهذا لا ينطبق على الطلاب العاديين بل إن المعيدين ومن هم أقل درجة منه فى الوظيفة عليهم أن يخضعوا تماما للأستاذ الجامعى خضوع العبيد من أجل أن يقدروا على الحصول على درجة الماجستير والدكتوراه فى الفترة الزمنية المقررة قانونا وإلا سيفقدوا وظائفهم
ومن ثم يجب تغيير مادة الفترة الزمنية للحصول على الدرجة العلمية بفتحها وعدم ربطها بنفس الكلية لأن المشاكل الشخصية بين هؤلاء الموظفين للأسف أصبحت تتحكم فى الدرجات العلمية والكثيرين من الأساتذة فقدوا أهليتهم فى العدالة وعندى حالات كثيرة فى كلية واحدة فى احدى الجامعات بالدلتا منهم احداهن تعاركت مع خطيبة الأستاذ المعيدة مثلها فقال لها أنه سيفقدها وظيفتها بسبب ذلك وأخذ محمولها وهى الأخرى كانت سجلت له كلامه عن افقادها الوظيفة والغريب فى الأمر أن الأستاذ فى سن والد خطيبته
والسؤال لماذا تقبل شابة الارتباط بشيخ إلا إذا كان الهدف هو الحصول على الدرجة العلمية من خلاله؟
وفى تلك الكليات تزداد حالات طلاق المعيدات والحاصلات على الماجستير لأن الزواج فيها مبنى على مصلحة ما وعندما تحدث المصلحة ينتهى الزواج
ثالث العيوب وهو عيب جديد أن العديد من أساتذة الجامعة تحولوا لوظيفة ما يسمى فقى الترب أو فقى الكتاتيب الذى كان يحصل على قرصة طرية أو رغيفين عيش أو بطة أو فرخة نتيجة حفظ الطفل القرآن أو أجزاء منه فعلى المعيدين من طلاب الدرجات العلمية أن يقيموا لهم وليمة فى مطاعم فاخرة أو يحضروا لهم أكل من تلك المطاعم على حسب اختيار الأساتذة وأسرهم ويحضروا لهم سيارات خاصة تنقلهم من وإلى قاعة المناقشة فى الكلية التى أصبحت هى الأخرى تؤجر بعدة آلاف وأصبحت الرسالة تتكلف حسب أخر ما سمعت من عشرين إلى ثلاثين ألف جنيه أكل وسيارات وتأجير
وحقيقة كما يقول المثل :
اللى اختشوا ماتوا
رابع العيوب وهو عيب جديد وهو تكلفة الطالب وولى أمره ما لا يطيق فقد كان الطالب يدفع المصروفات الدراسية ويحصل على الكتب ثم أصبح يحصل على بعض الكتب من مكتبات خاصة يتعامل معها الأساتذة مع أن الكليات التى يعملون بها كليات حكومية
الآن أصبح الوضع كالتالى الطالب يدفع المصروفات الدراسية التى زادت 300% فى تسع سنوات أو أكثر يدفعها ولا يأخذ كتب نهائيا
الكتب يتم دفع ثمنها من خلال فيزا حكومية وهى لا تعطى فى صورة ورقية وإنما فى صورة ملفات إلكترونية
على الطالب طباعة الكتب على حسابه أو على حساب ولى أمره وفى العديد من المواد على الطالب أن يسلم الصفحة الأولى من الكتاب لأستاذه الفاضل وما هو بفاضل وإلا عليه أن يعرف أنه سيرسب فى المادة حتى ولو دخل الامتحان ونجح فيه
يعنى ولى الأمر مطالب بدفع ما يسمى بالمصاريف ثلاث مرات
بالقطع أن أومن أنه لا فائدة من خطاب أساتذة الجامعات فى مصر لأن الكثير منهم باع العلم وفقد أهليته وأصبحت الوظيفة عنده مجرد جمع مال لأكل العيش
هذا المقال هو تسجيل للجرائم التى ترتكب باسم التعليم والعلم وعلى خلاف القانون ولا أتكلم عن خلاف الشريعة والحساب فى القيامة التى نساها الكثير من أساتذة الجامعات ونسوا معها الرحمة بالناس ولم يعودوا يتذكرون أيام كان معظمهم من الفقراء وكان الكثير يرحمهم ويرأف بهم سواء من أساتذتهم أو غيرهم من أباءهم أو اخوانهم الذين كانوا يعملون ليل نهار لكى يكفوهم حاجاتهم فى الجامعة ولكن من يتذكر ؟