هل سنلتقي باهلنا في الجنة بعد ان تقوم الاشهاد؟
ثلاث سنوات خلت

نهاد حداد في السبت ١٨ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


مات من مات وبقي من بقي وفقدنا من فقدنا وحل بحياتنا أناس لم نعتقد يوما أنهم موجودون على أديم هاذي البسيطة.مر العمر يجري وحول الطاعون حيواتنا.  طوت الأيام عهودا مضت وتوالت الأيام بعد أن وارى الثرى عيون أناس أحببناهم. لم نبكهم كما يستحقون أو على الأقل بقدر الحب الذي كنا نكنه لهم.لم اعلم قبل اليوم أن عقل الإنسان قادر على الإنكار كي يحمي صاحبه من الموت حزنا حتى جربت ذلك شخصيا.مضت سنتان ومازلت لا استطيع أن أجد العزاء. لم انعها حق نعيها.لم انتحب كما يليق بفجيعة كتلك.ومازال الحزن مختنقا بداخلي.

فهل يعقل هذا؟

لقد بكيت على أناس لا اعرفهم أكثر من بكائي عليها وقد كانت نعم الأم .تقبلت أخطائي. غفرت شطحاتي ، تجاوزت عن هفواتي ولم تعاتبني يوما على خطا ارتكبته.

لم اعلم بموتها .لم يخبرني احد بذلك حتى دخلت الصالون على حين غرة كي افاجاها بعودتي كما كانت عادني دوما.  

وجدت سيدة لا اعرفها تجلس مكانها فظننت أنها فقط في المطبخ أو أنها تصلي مع انه لم يكن وقت صلاة.جلست حوالي ربع ساعة اسلم على الجميع واسأل عن أحوالهم وانأ انتظر دخولها ووجدت نفسي افقد الصبر واسأل .

 أين الحاجة؟

الحاجة في ذمة الله .البقية في حياتك .

هكذا بكل بساطة.

انسدل الستار.انسدل على حياة ولو دامت قرنا من الزمان لما اردت لها  ان تنتهي.

أهذه هي الحياة ؟ سنون طوال تنطفئ في لمح البصر وكان شيئا لم يكن؟

كلمة واحدة أنهت كل شيء ؟ وضعت حدا للحب والشوق والرحمة والحياة والفرح والانتظار والحرارة والعناق والحديث  والصمت ووووووووووو............

بجرة قلم محوتموها من الوجود.وبجرة قلم يجب أن أفكر بحياتي الباقية.

ما هذا الهراء؟ متى رحلت وكيف ؟

كيف هان عليها فراقنا.كيف سولت لها نفسها الرحيل ؟ كيف تودعني بابتسامة وعناق فتخذلني ثم لا اجد عند عودتي إلا كلمات فوق لحد يغطيه التراب ؟ من قال لها بأننا استغنينا عنها ولو عاشت ألف سنة ؟

رحلت في هدوء دون ان تزعج أحدا تماما كما كانت تمشي الهوينا كي لاتقض مضاجعنا ونحن نيام.

فارقتنا في هدوء .وأطبق الصمت على حياتنا.

كيف أتركك واقفة عند الباب لتوديعي وأعود فلا تستقبلينني؟ كيف هنت عليك؟ هل تذكرتني وأنت تتلين الشهادة؟ هل دعوت لي أم إن سكرات الموت لم تمهلك؟

ترحلين وتتركين على شفاهي ألف سؤال.

تصدع الجدار الذي كان يسند ظهري فتهاوى في لمح البصر. فمن لي سواك يا أمي؟

ألف رحمة على روحك الطاهرة. ارقدي في سلام حتى نلتقي.

 أو سنلتقي ؟

لا اريد خمرا ولاعنبا ولا انهار عسل .اريد فقط ان ارى وجه امي . كيف يرزقنا الله بهن في دنيانا ويحرمنا من رؤيتهن في الآخرة.

قالوا لنا باننا لن نرى اهلنا في الجنة .                                                                                                      

فاية جنة هاته التي لن نرى فيها من نحب ؟                                                                                                 

 اعلم انه يوم تخشع الوجوه والابصار لاتزر وازرة وزر اخرى وان لا اخا ولا ابا يشفع لناعند بارئنا ولكن يقيني برحمة الله الشاملة التي وسعت كل شيء تجعلني واثقة بان رب العزة سيرأف لامحالة بنا  ويرحم ضعفنا.فهو اعلم بحالنا. لذلك اقول ان الله وان  حرمنا ممن نحب  في الدنيا لابد ان يجعلنا نلقاهم في الاخرة. والا فاي معنى للحياة او الموت او العبادة اذا لم نجازى بحرارة اللقاء بمن نحب.

كيف جعلونا نقنط من رحمة الله الواسعة و اختزلوا جزاء العبادة والعمل الصالح في حور عين تصدح بالغناء؟ مع ان وجه الله ابقى وجنته ارقى وانقى مما يتخيله السفهاء.فيا ضعاف النفوس قوموا فان الله لايابه لهكذا هراء.بل ان جنة الخلد اطهر من تشجيع الرفاء .ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يجازيه عنه من هو اعلم بما  في القلوب من الصفاء.                                          

 

 

 

 

 

 

 

 
اجمالي القراءات 2070