كلما قامت مجموعة بربرية بعمل بربري خرج علينا رجال الدين الإسلامي ورؤساء الدول الإسلامية ببيان يشجبون ماحدث وينفونه عن الإسلام. كلما قامت مجموعة إرهابية همجية بعمل إرهابي لا إنساني، خرجوا علينا شيوخنا يعلنون إن تلك الأعمال الحيوانية ليست من الإسلام فى شىء. لماذا؟ لماذا علينا أن نرفع دائما وابدا شبهة الإرهاب والقتل عن الإسلام؟ لماذا نزج بإسم الإسلام فى بيانتنا بعد كل عملية إرهابية. وهل يعني إنتساب القتلة إسميا إلى الإسلام أن الإسلام يدعو إلى مثل تلك الأفعا&aacutute; الإجرامية؟ لماذا سنظل دائما وأبدا فى موقف المدافع، والذي دوره فى الحياة الدنيا تلميع الإسلام بقطعة من القماش كلما قامت عاصفة هوجاء بعيدة كل البعد عن الإسلام.
متى سيصبح الإسلام أكبر وأقيم من مجموعة من العاهات البشرية التي تعيش فى كهوف تورا بورا وترتدي عمائم القرون الوسطى؟ متى سيصبح الإسلام أعظم من مجموعة من الإرهابيين الذين يتطاولون على البشرية إتباعا لإلههم إله العنف والدمار. لماذا ندخل الإسلام دائما فى تلك البيانات؟ لماذا لا يلتزم علماءنا وشيوخنا ورجالنا الصمت عند حدوث تلك الأفعال وليكن إثباتهم لشرف وعلو الإسلام من خلال الأفعال وليس من خلال بيانات لا تغني ولا تسمن من جوع. إننا فى حاجة إلى مسلميين يفعلون ولا يتكلمون، كفانا بيانات، وكفانا شجب! فها هو الرئيس الأفغاني الموظف من قبل الأمريكيين والغزاة، يشجب وينفي هذا الجرم عن الإسلام؟ لماذا يدخل الإسلام فى كلامه؟ إن لم يكن عنده خطه لحماية أمن بلاده من الإرهاب وإن كان فاشل فى حماية ضيوف بلاده، فليصمت ويعتزل منصبه بدلا من التلميح من القريب أوالبعيد إلى إنه يعاني من الإرهاب الإسلامي. لقد سئمنا هذا الحديث. لا يوجد إرهاب إسلامي، وإن وجد فإن هناك إرهاب يهودي سبقه وإرهاب مسيحي سبق الإثنين وطلع بهما إلى الوجود. فالإرهاب نتاج للظلم والإستبداد ويسأل عنه من زرعه. هل سمعنا عن كنيسة أو معبد يهودي أو هندوسي أو بوذي يشجب أفعال أتباعه وينفي إجرامهم عن ملتهم المتبعة؟ لم أسمع فى حياتي كلها عن رجال دين يصدرون بيانات نفي وشجب مثلما يفعل رجال الدين الإسلامي، لقد أصبحنا نحن المسلميين منقسمين إلى مجموعة تقتل ومجموعة تشجب!!
لقد قامت الكنيسة الكاثوليكية بمباركة حملات صليبية همجية على بلاد الشرق بحجة حماية أرض المسيح، وإستباحوا دماء ونساء وأعراض المسلميين واليهود فى غضون ذلك، ومع ذلك لم نرى أو نسمع أو نشاهد حتى فى متحف بيانا من أي من رجال المسيحية ينفون الهمجية عن المسيحية أو المسيح مثلما نفعل نحن معشر المسلميين. لم نرى بيانا مسيحيا يشجب أفعال الكنيسة ضد اليهود والمفكرين فى القرون الوسطى والذين أرهبوهم وقتلوهم بمحاكمات تفتيش إرهابية لاإنسانية. لم نسمع قسيسا يقول إن تلك الأفعال لا تمت للمسيحية ولا صلة لها بتعاليم المسيح. لم نسمع الكنيسة الكاثوليكية تعتذر عن الأفعال الإجرامية للرئيس الأمريكي فى العراق وأفغانستان بما أن سيادته كاثوليكي الديانة. فلماذا نحن دائما من يعتذر عن أفعال من ينتسبون بالإسم إلى الإسلام؟ لماذا لم يعتذر رجال المسيحية عن أفعال هتلر مع اليهود والغجر؟ لماذا لم يطلعوا ببيان يقول "والله إن المسيح والمسيحية براء من أفعال هتلر الخسيسة". لماذا لا يعتذر رجال المسيحية عن التفجيرات التي وقعت فى شمال أيرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت؟ لماذا لم نسمع واحد منهم يقول إن أفعال الكاثوليك والبروتستانت الأيرلنديين لا تمت للمسيحية بصلة ولا علاقة لها بتعاليم السيد المسيح!
لماذا لا يقوم رجال الدين اليهود بشجب المماراسات الإسرائيلية فى فلسطين؟ أوليس الإسرائيليون يهود وأن قتلهم الابرياء قد يمس شرف وسمعة اليهودية؟ لماذا لا يتأثر أي دين بالقتلة المنتسبين إليه مثلما يتأثر الدين الإسلامي وسمعته؟ لماذا لم نشاهد كاريكاتور يرسم النبي موسى رافعا نجمة داود ويتساقط منها دماء الأبرياء على غرار أفعال إسرائيل! لماذا لم نرى رسومات للسيد المسيح مصوبا الصليب إلى بطون الأبرياء على غرار ما يفعله أتباع المسيحية من أمثال بوش وبلير وبابا الفاتيكان الذي يصدر قرارات عنصرية يوما بعد الآخر! لماذا فقط الرسومات والسخرية والتبجح يكون لنبي الإسلام والإسلام ونحن أهل الوسط أصبحت كل مهمتنا الصراخ والعويل قائلين "والله إنه ليس من الإسلام". لماذا لا يلتزم رجال الإسلام الصمت مثل رجال باقي الأديان ولا يزجوا بالإسلام فى بياناتهم لأن هذا يفتح الفرصة للقيل والقال وإقتناع البعض إنها فعلا ذات صلة بالإسلام.
إن أفغانستان فى حالة حرب، فالأرض فى حالة إستعمار خارجي مما لا شك فيه، ولقد أستغلت تجاريا لفتح سبل جديدة للعولمة الإقتصادية، إذن ما دخل الإسلام بهذا؟ ليس معنى أن مجموعة من المتخلفين عقليا ترتدي ملابس مثل أعراب القرن الأول الميلادي ويقولون أنهم مسلمون مجاهدون أن يقوم رجالنا الأجلاء بالرد عليهم والقول "والله ما هم بمسلمون" فلن نقوم بالرد على كل مجذوب يقذفنا بالحجارة، وما أكثرهم. فإن جاء وقح وشتم رجل أو إمرأة وقال إنه فاجر أو إنها فاجرة، فإن رديت عليهم فقد صدقت إدعاءهم وإن تركتهم ينبحون مثل الكلاب المسعورة فقد أثبت كذب إدعاءاتهم، والأفعال هي ما تثبت الفرق بين الإنسان والكلب المسعور. لسنا فى حاجة إلى الرد على هؤلاء. فإن أراد هؤلاء أصحاب العمائم الكبيرة أن يحرروا أرضهم فهذا حقهم، وإن أرادوا أن يقتلوا أسرى دول أخرى فهذه مسئولية رئيس الدولة الأفغانية ورئيس دولة الأسرى والذي أرسل برعاياه إلى مثل هذا المكان المشئوم. لماذا ترسل كوريا بأفرادها إلى مثل تلك البلاد المليئة بالخونة والمعاتيه والغزاه؟ طالما هان أفراد البلد على رئيسها وحكامها وأرسلوهم إلى أرض الفتن والإرهاب فلا تتوقعون أن يرحمهم معاتيه تورا بورا!
يرحم الله شهداء الإرهاب والظلم والفساد...