الختان ( 2 من 2 ) : الأزهر والختان .!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٥ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


الختان ( 2 من 2 ) : الأزهر والختان .!
القسم الثانى من الباب الثالث : التشريعات الاجتماعية
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
الخــتـان ( 2 من 2 ) : الأزهر والختان .!
أولا : شيخ القبيلة معذور
1 ـ فى منتصف القرن الماضى تقريبا أراد أحد شيوخ القبائل فى افريقيا أن يعلن إسلامه ، أرسل برغبته هذه الى الأزهر ، وأخبر بأن كل افراد قبيلته يشاركونه الرغبة ، فأرسل شيخ الأزهر وقتها يطلب من شيخ القبيلة وافرادها أن يختتنوا أولا قبل الدخول فى الإسلام .نظر شيخ القبيلة إلى عضوه الذكرى ، وربما قال لنفسه : هى الحكاية ناقصة تقصير؟ وماذا سيبقى منه .! سأل قبيلته، ورفضوا جميعا الاختتان والإسلام ..
.2 : شيخ القبيلة معذور، فقد صدق فعلا أن شرط الإسلام أن يقطع هذه القطعة من جسده .. فأشفق على نفسه من تلك التجربة ومن دخوله فيها فى اواخر عمره ..وربما لو كان قد حدث له ذلك فى الصغر لكان الأمرهينا ، ولكن اجراء هذه المذبحة الدامية له ولكل قبيلته كان أمرا مروعا ، لذا فضل الاحتفاظ بما لديه وآثر السلامة !!
ثانيا : شيخ الأزهر الذى طالب بالاختتان واسالة الدماء هو الآخر معذور..
1 ـ فقد عاش على أنه هو الذى يمسك بيده مفتاح الجنة ، وأن شرط دخولها هو الاختتان، إذ لا مكان فى الجنةلأى " غرل " (بضم الغين وضم الراء: ـ أى الرجل الذى لم يختتن) . وشيخ الأزهر يعتقد ان مهمته هى التأكد من ذلك حتى لايتسلل الى الجنة من لا يستحقها ، وليس مهما بعدها إن كان تقيا صالحا ، فتلك مجرد تفصيلات ، والأهم منها هو الختان وقطع ذلك الجزء الملعون من جسد الانسان ..
2 ـ شيخ الأزهر ايضا معذور . فليس لديه الوقت ليتعلم أن الإسلام لا مكان فيه لكهنوت او لأى هيئة تتوسط بين الناس ورب الناس، وأن أى إنسان يمكنه دخول الاسلام دون أن تعطيه مصلحة حكومية شهادة رسمية بختم النسر تفيد أنه مسلم ، فالإسلام علاقة خاصة بين العبد وربه؛ تقوم على الايمان بالله تعالى وحده لا شريك له وباليوم الآخر وتقوى الله تعالى حيث لامجال للرياء أوالنفاق أو أخذ تصريح من أحد..
3 ـ شيخ الأزهر أيضا معذور ..
فقد تعلم أن الاسلام الموجود فى الساحة هو أوراق رسمية ، وكلمة توضع فى الديانة فى البطاقة الشخصية واسماء ( اسلامية ) يطلقها الناس على أنفسهم واولادهم ،ثم بعدها لا شأن له بما أصبح عليه أغلبية المسلمين من تأخر وجمود وتكاسل وتفرق وتحارب،كل ذلك لايهم طالما حافظوا على الختان.
4 ـ وشيخ الأزهر أيضا معذور..
لأنه ليس مسلما على دين الاسلام الحق ، ولكنه يقف إماما لدين أرضى يتمسح بالاسلام هو دين التصوف السنى ـ وقتها. وقد ظل دين التصوف السنى ـ الأرضى ـ متحكما فى الأزهر الى أن نجح دين السنة المتطرف فى التحكم فى الأزهر ومؤسساته.
ثانيا : جارودى غير معذور
1 ـ فى الثمانينيات ـ وفى وقت غير ملائم ـ أسلم المفكر الفرنسى الشيوعى (سابقا) جارودى. لم يكن الوقت ملائما لأن الدين الأرضى السنى المتطرف كان قد سيطر على الأزهر ، ولهذا فبينما كان دخول جارودى فى الاسلام حدثا اهتزت له اوربا ودوائر المثقفين والسياسيين فى العالم الحىّ فان أئمة الدين الأرضى السنى المتطرف فى الأزهر وغيره لم يأبهوا باسلام جارودى ، وهم الذين يفخرون كل حين بانتشار دينهم الأرضى فى العالم كله .
2 ـ الأسباب كثيرة فى عدم اهتمامهم باسلام الأخ جارودى لأنه :
2 / 1 : يأتى اليهم بثقافته الأوربية التى يعتبرونها غزوا فكريا و (كفرا بواحا ).
2 / 2 : يأتيهم بعقله القادر على ان يسأل أسئلة تحتاج اجتهادا لا يملكون منه شيئا.
2 / 3 : لم يأت الى احدى المؤسسات الدينية لتصدر له تصريحا بالاسلام ، إذ أقدم من تلقاء نفسه على إعلان إسلامه دون أن يأخذ الاذن من أولى الامر، أى أصحاب الدين الأرضى الذين احتكروا اسم الاسلام لأنفسهم و جعلوا أنفسهم وكلاء عن الله تعالى و المتحدثين باسمه فى مجالهم الجغرافى و التاريخى و الثقافى. دخل جارودى هذا المنطقة وأعلن اسلامه دون أن يمر من البوابة الوهمية التى أقاموها ليعطوا منها جواز المرور باسمهم، أى إنه لم يعلن ولاءه لهم ، ولم يعلن إيمانه بهم وتبعيته لهم وفق منهج الاعتقاد فى كل دين أرضى ، إذ عليك أن تدخل فيه بتصريح ومباركة من كهنوته و قيادته الرسمية ، وإلا فلن يعطوك صكوك الغفران و لن يدخلوك الجنة.
3 ـ بتأثير النفط تمتع الدين الأرضى السنى المتطرف بأرصدة مالية يسيل لها لعاب الأغنياء قبل الفقراء ، لذا يدخل فيه الفنانون و الفنانات والعاهرون و العاهرات وكل ما هو آت آت ، يعلنون التوبة ويرتدون الحجاب على الوجه وعلى القفا وعلى العقل أيضا. ولكن الأخ جارودى لم يسر فى هذا الطريق ، وكان واضحا انه لن يرتدى الحجاب وسيظل مفتوح العينين ،أى سيكون مزعجا لا يستحق سوى الامتعاض.
4 / 1 ـ وحضر جارودى اجتماعات عاصفة مع شيخ الأزهر وقتها ( جاد الحق ) وكبار الأشياخ فى القاهرة . وقد قابلته فى القاهرة ، وحكى هو بنفسه لى بعضها ، وحكى لى الدكتوررشدى فكار ـ رحمه الله تعالى ـ تفصيلات أخرى ، فقد تحدث جارودى فى الاسلام بعقله معتمدا على القرآن الكريم وحده ، فثار شيخ الأزهروقال :" اننا لم نأت هنا لكى نتعلم الإسلام على يدى ذلك الخواجة الذى أسلم حديثا".
4 / 2 : للعلم فشيخ الأزهر الشيخ جاد الحق كان جهلا متحركا يسير على قدمين ؛ لم يكن يحفظ القرآن الكريم ، ولم يكن يستطيع ارتجال خطبة أمام حشد من الناس ، لذا كان يتكلم من ورقة أعدوها له ، وحتى حين كان يقرأ المكتوب له من الورقة فقد كان يخطىء فى النحو والاعراب وفى قراءة الآيات القرآنية . كنتُ أقول عنه ( حاد الحق ) و ( جاد الحُق )( بالحاء المضمومة )
4 / 3 : مايهمنا هنا فى موضوع الختان أن تلك الخصومة المعلنة بين شيخ الدين الأرضى فى الأزهر والأخ جارودى شجعت أشياخا آخرين على المطالبة بختان الاخ جارودى حتى يتيقنوا من صدق دخوله فى دينهم . أى عومل جارودى معاملة تلك القبيلة الأفريقية السالفة الذكر.
ثالثا : الشيخ جاد الحق أيضا معذور ..
1 ـ بكل ما يتمتع به من جهل سمع كلاما جديدا معتمدا على القرآن ومتسقا مع العقل وليست لديه المقدرة على الرد عليه .
2 ـ الشيخ جاد الحق أيضا معذور.لأن ذلك الخواجة الذى أسلم حديثا قد أثبت أن مؤسسة الأزهر لا لزوم لها ، وأنه يمكن لأى انسان ان يفهم الاسلام على حقيقته إذا ابتعد عن الأزهر وأمثاله من مؤسسات الأديان الأرضية للمسلمين. والأخطر من ذلك انه يمكن لأى انسان أن يتفوق فى العلم على كل الاشياخ بشرط أن يقرأ ويفهم ، ولكنهم لايقرأون وقليلا مايفهمون ،وما الداعى للقراءة وقد صاروا أشياخا وبيدهم مفاتيح الجنة ؟ !! فالعلم هام فى الاسلام، ولكنه ليس شرطا فى الأديان الأرضية. لذا صار أحد كبار الجهلة شيخا للأزهر و هولا يعرف القراءة و لا الكتابة ، ولكن كان يعرف ما هو أهم ، وهو تملق الحاكم والركوع والسجود له من دون الله جل وعلا.
رابعا : والشيوخ الذين طالبوا بختان الاخ جارودى أيضا معذورون ..
فطالما أن الختان هو الفيصل فى تحديد من يدخل دينهم الأرضى فلماذا لايقام على الأخ جارودى " حد الختان "؟!! وطالما ان الاخ جارودى يدعى أنه مسلم مثلهم فلماذا لايختتن مثلهم ؟ فاذا رفض جارودى (حد الختان ) فليقيموا عليه ( حد الردة )
الأخ جارودى هو الوحيد الذى لا عذر له ..
كان يجب عليه أن يفهم أن الأغلبية العظمى من مسلمى اليوم يتبعون أديانا أرضية أكثر تخلفا من الأديان الأرضية فى الغرب و الشرق .
أخيرا : الأخ جارودى هو الوحيد الذى لا عذر له ،
1 ـ فما كان ينبغى له أن يجلس بينهم بلا ختان اذ كيف يحدث بينه وبينهم التجاوب والانسجام وهم مختونون وهو بلا ختان ؟ !!
2 ـ لا يمكن أن توجد ( قاعدة مشتركة ) فى الدين السنى الأرضى بين المختون وغير المختون .
اجمالي القراءات 2475