نقد كتاب تفسير آية الغار ومن المقصود بها

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ١٠ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب تفسير آية الغار ومن المقصود بها
المؤلف أو صاحب المقال هانى طاهر وهو يدور حول اسم الشخصية التى كانت مع خاتم النبيين (ص) فى الغار وقد استهل المقال بالحديث عن الجهاد وفضله فقال :
"في سورة التوبة يحث الله المؤمنين على الجهاد في سبيل الله، ويبين لهم أن تخلف أي منهم عن المعركة لن يؤثر في سيرها، فالله سينصر رسوله كما نصره في مواقف صعبة جدا .. يقول الله تعالى :
{يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم} "
وهانى فى قوله السابق يقول أن تخلف المؤمنين لن يؤثر على سير النصر مع أن الله قال أنه سيأتى بمؤمنين أخرين لأن هؤلاء سيكونون كفروا بقوله" ويستبدل قوما غيركم"
وهانى طاهر وهو فى مقاله هذا كان ما زال يتبع المذهب القاديانى المعروف بالأحمدية يقارن بين السنة والشيعة ويحاول أن يجر السنة إلى الأحمدية بالحديث عن أن المسيح الموعود عندهم وهو القاديانى غلام أحمد يمدح أبو بكر فيقول ناقلا من كلامه:
"واضح أن هذه الآية تمتدح أبا بكر الصديق رضي الله عنه بشكل لم يسبق له مثيل بين الصحابة الكرام، فلم يمدح أحد كما مدح أبو بكر هنا .. يقول المسيح الموعود:
ومن حسنات الصديق ومزاياه الخاصة أنه خص لمرافقة سفر الهجرة، وجعل شريك مضائق خير البرية وأنيسه الخاص في باكورة المصيبة، ليثبت تخصصه بمحبوب الحضرة
وسر ذلك أن الله كان يعلم بأن الصديق أشجع الصحابة ومن التقاة وأحبهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن الكماة، وكان فانيا في حب سيد الكائنات، وكان اعتاد من القديم أن يمونه ويراعي شؤونه، فأسلى به الله نبيه في وقت عبوس وعيش بوس، وخص باسم الصديق وقرب نبي الثقلين، وأفاض الله عليه خلعة {ثاني اثنين}، وجعله من المخصوصين (سر الخلافة)
ويقول حضرته: أتعرف رجلا آخر من الصحابة الذي حمد بهذه الصفات بغير الاسترابة؟
أتعرف رجلا سمي {ثاني اثنين} وسمي صاحبا لنبي الثقلين، وأشرك في فضل {إن الله معنا}، وجعل أحد من المؤيدين؟
أتعلم أحدا حمد في القرآن كمثل هذه المحمدة، وسفر زحام الشبهات عن حالاته المخفية، وثبت فيه بالنصوص الصريحة لا الظنية الشكية أنه من المقبولين؟ (سر الخلافة)"
ونلاحظ أن المنقول عن القاديانى الكاذب يوافق مذهب السنة وهو محاولة جر رجل البعض للمذهب القاديانى من خلال ذكر تلك الموافقات فى خلافة أبو بكر وكون المقصود فى الآية والتى بعضها يخالف كتاب الله كسيد الكائنات فلا وجود لسيادة فى الإسلام لقوله تعالى :
"إنما المؤمنون اخوة"
وبالقطع لا يذكر هانى طاهر أن مسيحه الكاذب لا يعترف بأن الوحى انقطع ولا يعترف بمحمد(ص)كخاتم النبيين المرسلين وأنه جاء بكتب تنسخ القرآن نسخا تاما
وتحدث هانى طاهر عن أمور كلها ليست فى القرآن وإنما هى نتاج الروايات فقال :
"جوانب المدح في هذه الآية:
1: هجرة الصديق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أهم حدث في التاريخ يعتبر تكريما عظيما له رضي الله عنه.
1: قوله تعالى {ثاني اثنين}.
2: قوله تعالى {إن الله معنا} .. مع أن الكفار كانوا يلاحقون النبي - صلى الله عليه وسلم - لقتله، ولم يكونوا يلاحقون أبا بكر .. أي أنهم لو أمسكوا بهما لقتلوه - صلى الله عليه وسلم - ولما مسوا أبا بكر، كما أنهم لم يمسوا عليا .. ولم يخطر ببالهم أن يمسوه، رغم أنه الوصي حسب أقوال الشيعة!! "
بالقطع لا وجود لمبيت على فى فراش النبى(ص) ,ان الكفار لن يقتلوا على أو أبو بكر كانوا يريدون قتل النبى(ص) فقط وهو ما يخالف نص الآية القرآنية فى اختلاف مرادات الكفار فى النبى(ص) فبعضهم كان يريد القتل وبعضهم كان يريد التثبيت وهى الحبس وبعضهم كان يريد طرده وهو اخراجه من البلد وفى هذا قال تعالى :
"وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين"
ومن ثم لم يتفق الكفار على رأى واحد فيما يفعلونه بخاتم النبيين(ص) إن قبضوا عليه أو عثروا عليه والسبب هو أن الكثير من عائلته كان سيقف ضد قتله
وتحدث مقارنا بين هجرة موسى(ص) وهجرة محمد(ص) فقال :
"ولو قارنا هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بهجرة موسى عليه السلام لرأينا أنه رغم أن قوم موسى عليه السلام كانوا ملاحقينه معه، لكنه قال {إن معي ربي سيهدين}، ولم يقل إن الله معنا وسيهدينا."
ولا وجود لهجرة لموسى(ص) فلو اعتبرنا ذهابه لمدين هجرة وخروجه من مصر هجرة فهم هجرتين وفى واحدة منهما كان فردا وفى الثانية كان مع المجموع
ثم قال :
3: {لا تحزن} تدل على أنه كان خائفا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يؤكد إيمانه ويبطل نفاقه الذي يقوله الشيعة، فلو كان كافرا منافقا لفرح لقتل النبي، ولقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -:
لا تفرح إن الله معي وسينصرني. "
وواضح أن الآية فيها نبوءة عن انتصار أبي بكر حين يصبح خليفة، حيث سيتعرض لمصيبة مشابهة لهذه المصيبة ثم ينتصر. وهذا ما حدث. لذا قال {إن الله معنا} ولم يقل معي."
ولا وجود لاسم أبو بكر فى الآية كمل لا وجود للنصر المزعوم فى المستقبل لأن الله معهم فى المصيبة التى كانوا فيها فى وقتها
ثم قال :
4: قوله تعالى {فأنزل الله سكينته عليه} .. أي على أبي بكر ويمكن فهم الآية باعتبار أن فيها جملة معترضة، وأن الواو في {وأيده} عطف على نصره .. فالتقدير هكذا: {إلا تنصروه فقد نصره الله -إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه- وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}
كما يمكن أن يعود الضمير الى أبي بكر من دون هذا التقدير، وذلك كما في قوله تعالى {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا}
.. أي لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروا رسوله وتوقروا رسوله وتسبحوا الله بكرة وأصيلا. وهكذا هنا، فالتقدير: إذ يقول لصاحبه أبي بكر لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته على أبي بكر وأيد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بجنود لم تروها.
إذن، السكينة نزلت على أبي بكر الذي يحتاج إليها في هذه الحالة. وذلك كما في قوله تعالى {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}.
كما أن الآية تحتمل أن تكون السكينة قد نزلت على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالضمير يمكن أن يعود إليه - صلى الله عليه وسلم -. وقد أنزل الله السكينة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حنين {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين}
وأرى أن النص هنا {فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها} يعود إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر معا، وقد جعله الله بهذه الصياغة ليحتمل الاثنين، حيث إنه - صلى الله عليه وسلم - {ثاني اثنين}. وهذا كله من الإعجاز القرآني."
والآية تدل على أ، الساكن المطمئن هو من قال إن الله معنا ومن ثم فالسكينة نزلت على الحزين وهو القلق وهو الصاحب وأما التأييد فهو للرسول(ص) وصاحبه معا
ثم قال :
"وإذا احتمل النص تفسيرا فيجب علينا الأخذ به إلا أذا منع من ذلك نص آخر وقد بين الله تعالى أنه أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين معا، كما في الآية التالية:
{إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهل} (الفتح)"
وذكر هانى طاهر رأيا لياسر الحبيب أنكر فيه أنه غير متيقن أن الصاحب هو أبو بكر وذكرا رأيا أخر وهو أن الصاحب هو عبد الله بن أريقط الكافر دليل الرحلة ثم ذكر أن الحبيب غير رأيه فيما بعد وأنه تيقن من كون الصاحب أبو بكر فقال:
"وقد حاول الشيعة قصارى جهدهم أن يبينوا أن الآية تذم أبا بكر، حيث تصفه بالحزن والجبن، وأن السكينة لم تنزل عليه، وأن الصحبة لا تعني شيئا ..
ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا وأن الآية واضحة في المدح، بدءوا يقولون إن هذا الصاحب هو رجل آخر.
وقد سئل الشيخ ياسر الحبيب عن ذلك، فقال:
"المشهور أنه أبو بكر بن أبي قحافة ..... ، والروايات تعضد ذلك إلا أن ثمة رأيا آخر لبعض المحققين الجدد يقول أنه عبد الله بن أريقط بن بكر، الذي كان دليل رحلة الهجرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم".
ويتابع قائلا: "وأنا في هذه المسألة متوقف لورود إشكالات في كلا القولين ....... فلذا أنا في هذا الموضع من التاريخ متوقف، كما أتوقف في مسألة بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهل أنهن بناته حقا أم ربائبه، لأن الإشكالات والتعارضات عديدة .....
نسأل الله تعالى أن يعجل فرج إمامنا المهدي ليزيل كل غموض في الدين أو العلم أو التاريخ، فإنه في أيامه سيفيض علينا من علومه وينبئنا بالخبر اليقين". (موقعه على النت: القطرة)
وقد علق المشرف على موقعه بقوله: "صرح الشيخ لاحقا في دروسه وإجاباته بأنه بعد تحقيقه في المسألتين قد قطع بأن أبا بكر بن أبي قحافة هو الذي كان في الغار وأن زينب ورقية وأم كلثوم (عليهن السلام) كن بنات النبي صلى الله عليه وآله".
قلت: هذا التوقف ثم التراجع يحسم المسألة، ويبين أن الشيخ توقف لما في القضية من مدح، ثم تراجع لما رأى الأدلة على أن الصاحب هو أبو بكر لا يمكن دحضها ... فبالجمع بين توقفه وتراجعه تثبت قضيتنا .. وهو أن الصاحب هو الصديق، وأن الآية كلها مدح ليس له مثيل."
ونقل هانى طاهر أن الشيعة القدامى متيقنون من كون الصاحب هو أبى بكر وهم معترفون بهذا ولكنهم لا يرون ذلك من باب الفضل فقال :
"يقول شيخ الطائفة الشيعية المفيد: "أما خروج أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وآله فغير مدفوع، وكونه في الغار معه غير مجحود، واستحقاق اسم الصحبة معروف، إلا أنه ليس في واحدة منها ولا في جميعها ما يظنون له من الفضل" (الإفصاح)
ولا أعرف مخالفا له في هذا في قدامى الشيعة، لكن المحققين الجدد لهم رأي آخر"
بالقطع لا يفيدنا اسم صاحب النبى(ص) فى الغار بشىء سواء كان أبو بكر أو أى مسلم أخر فهو مسلم فى النهاية لأن الرسول(ص) لن يقول لكافر" إن الله معنا" لكونه لا يؤمن بالله فالله مع المسلمين وليس مع الكافرين
وحكاية تحديد الأسماء فى المصحف لا تفيد المسلم بشىء ولا يوجد اسم صحابى صريح إلا زيد ومن ثم نحن نعتقد فى الصحابة المؤمنون اعتقادا واحدا وهو :
أنهم رضى الله عنهم ورضوا عنه ولا نفرق بينهم فى المكانة لعدم وجود نص قرآنى صريح فى أيا منهم مع أن الله قسمهم لمجاهدين وغير مجاهدين وهم القاعدين
اجمالي القراءات 1917