يشرفنى ان اكتب على هذا الموقع, والعكس ليس صحيحا.

فوزى فراج في الثلاثاء ٣١ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قبل ان نطلق هذا الموقع, تحدثت وتشاورت مع د. أحمد صبحى وتنافشنا عن تصورنا ورؤيتنا لهذا الموقع. ولا يعرف الكثيرون ماذا كان يدور من حوار بيننا فى هذا الشأن, حتى اراد الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا وان نطلق موقع أهل القرآن.


لقد كانت الفكره, ولا تزال, هى وكما يحدث تماما فى الحياة الدنيا , عندما تتلاقى افكار البعض واهدافهم على شيئ, فتجذبهم تلك الأفكار والأهداف كل للآخر, وتراهم يلتقون فى مقهى او ناد او مكان واحد كى يتبادلوا افكارهم واهدافهم وامانينهم. وكذلك كان الحال فى عصر الأنترنيت, فكانت الفكره ان نبنى مكانا يجتمع فيه كل من يتفق معنا فى فكره وأهدافه وامانيه, والعامل المشترك الأعلى الذى يجمعنا هو الإيمان المطلق الغير متزعزع بأن القرآن وما به من ارشاد وتوجيه يكفى وحده لكل مسلم ان يمارس عقيدته وان كل ( الإختراعات ) الأدميه من تراث وأحاديث وسنن وشعارات وما الى ذلك, ان هى الا اضافات واختراعات ادمية جاءت او جيئ بها لكى تعطى شرعية مزيفة للبعض من الحكام وغيرهم على مدى التاريخ الأسلامى بكل ما به من محاسن ومساوئ.


لم نكن نتوقع ان مجرد الإتفاق على ان الإيمان بأن القرآن وحده كاف سيكون سببا فى اتفاق كل من ينضم الى هذا الموقع, ولم نكن نتوقع ان تختصر جميع الأراء والمفاهيم والتوجهات الى شيئ واحد او صورة كربونيه يشترك بها الجميع. كنا نتوقع ان نختلف فى الرأى وان نختلف فى طرق الوصول الى الهدف بل فى طبيعه الهدف ومفهومه, لم نكن غير واقعيين بحيث نعتقد انه طالما جمعنا الأيمان بكتاب واحد فسيكون كل شيئ على مايرام وأن يقول الجميع ( أمين) لأى شيئ يقال على الموقع, ولهذا, فبعد ان افتتح الموقع , اخذين ذلك فى الإعتبار وضعت شروط للنشر ووضع منهاج الموقع وقسم الموقع الى اهل القرآن والأخرين ممن لايشاركوننا ما نؤمن به كاملا وسميناهم اصدقاء اهل القرآن.


ثم نتيجة لكثير من التجاوزات والمخالفات لشروط النشر, شكلت لجنه الإشراف على الموقع كى تراقب ما ينشر ومدى مطابقته لشروط النشر ووضعت لها لائحة حتى لايتصرف اعضاؤها كل على هواه وعلى مايروق له.ورئاسة تلك اللجنه دورية تتغير كل شهرين ,ولم يكن تشكيل تلك اللجنه لمتابعة ومراقبه ما ينشر ومدى التزامه بشروط النشر فقط, بل كان لها هدفا اخر وان لم نعلنه , غير انه من السهل ان يستنتج, وهو ان نوفر مناخا هادئا مناسبا مسالما لجميع القراء والكتاب والمعلقين, مناخا يضمن للجميع ان يدلى كل برأيه فى وضوح وصراحه دون خوف من هؤلاء ذوى الألسنة الحداد, الذين قد يهاجمونهم ويكيلون لهم السباب شخصيا او ان يهزأوا بأرائهم هزوا وان يضحكوا منهم الأخرين,كما يحدث على اغلب المواقع الأخرى. وللأسف فإن المجتمع المصرى خاصة والعربى عامة لا يجيد اسلوب الحوار وقد رضعوا منذ طفولتهم بصرف النظر عن مستواهم الإجتماعى او الأخلاقى او العلمى او الثقافى, قد رضعوا مبدأ ( خدوهم بالصوت....) وترى ذلك فى مناقشاتهم سواء فى اتوبيس او مقهى او فى مجلس الشعب او فى برنامج على شاشة التليفزيون, يتحدثون بالأصوات العاليه ويقاطعون الأخر دون مراعاه للأدب او ادب المناقشه ومما يندر ان تراه ان يتحدث فرد واحد بينما يستمع الباقيين, بل ماتراه فى أغلب الأحيان ان يتحدث الجميع بينما قد ينصت فردا واحدا, هذه هى همجية الحديث وليست ادب الحديث , والمجتمعات الغربيه من النادر ان تجد بها شيئا مشابها وان لم يكن مستحيلا, اى ان القاعده هى فى انتظام وأدب المناقشه .


كنت قد ارسلت منذ حوالى شهرين او ثلاثه مقالا بعنوان ( رسالة "هامة" الى جميع الكتاب والمعلقين على الموقع , أرجو لمن لم يقرأها بعد ان يتفضل بقراءتها ) وكانت عندما بدأت الأمور تخرج عن طورها فى المناقشات, وبعدها مباشرة عادت الأمور الى نصابها التى كانت عليه, ومقالى اليوم بسبب ما بدا لى من ان الأمور قد بدأت فى الإنحراف مرة اخرى, وكما يعرف الجميع, ان حالات الفوضى فى المجتمع تبدأ عادة بأقلية قليله وربما بفرد واحد, ممن هم فوضويون بطبيعتهم , و لهم غرض دفين فى أنفسهم او انهم من المدسوسين على الموقع, وما لم يوقفهم القانون عند حدهم بسرعة وبحسم , فقد تخرج الامور تماما عن نصابها وتكون لها من المضاعفات ما لا يحمد عقباه.

 
بعد ان افتتحنا هذا الموقع, فقد دبت به الحياه واخذ لنفسه المكان الذى يليق به والذى يستحقه وأصبح كائنا حيا مستقلا, وما اود ان اقوله هنا هو اننى شخصيا أتشرف بأن يسمح لى بالكتابة على هذا الموقع وأشكر الموقع على ذلك, وليس العكس, مرة أخرى سأقول, يشرفنى ان يسمح الموقع لى بالكتابه وليس العكس, ومن يتصور انه يشرف الموقع بالكتابه عليه او انه بدونه وبدون مشاركاته او مقالاته او تعليقاته سيفلس هذا الموقع ويغلق ابوابه, فعليه ان يراجع حساباته وان يبحث عن موقع اخر ينطبق ذلك عليه وليس هناك استثناء لأحد كان فى هذا.


ان الذى لا يعرفه الكثيرون ان هذا الموقع كان له تأثيرا كبيرا على نظام الحكم فى مصر, وربما قريبا سوف يعلم من لم يعلم بعد, انه بسبب هذا الموقع قد القى القبض على اخواننا فى مصر, فنظام الحكم ينظر الينا ويراقب ما يقال هنا, قالموقع قد صار له اعتباره وثقله , بل قد تفوق على كثير من المواقع التى انشئت قبله بسنوات فى عدد القراء وفى عدد الزيارات وفى عدد الدول التى يأتى منها الكتاب والقراء على حد سواء . ولأن الرسالة التى يقوم بها هذا الموقع تنفرد عن المواقع الأخرى ولأنها رساله الحق والصدق, ولأنها رسالة جادة, فقد قدرت السلطات المصريه جديتها وجاذبيتها للمسلمين ليس فى مصر وحدها, وبدأت فى ‘إجراءاتها التعسفيه فى محاولة يائسة للضغط على د. احمد صبحى كى يتوقف وكى يغلق هذا الموقع, وهم لسذاجتهم لا يعرفون ان الموقع قد تقمص لنفسه حياته الخاصة وسيدافع عنها بكل ما يستطيع.


لذلك فأنا اكتب مرة اخرى الى جميع الأخوة موضحا لمن لم تتضح الصورة لديه, ان هناك شروطا للنشر يجب ان تراعى بدقة, واننا نأمل من الجميع ان يتم النقاش او الخلاف بإحترام للأخر مهما كان قدر الإختلاف , فليس لإحد كان ((((الحق )))) ان يسخر او ان يتهم او ان يوجه اهانه للأخر لأنه لايتفق مع ما يقوله, أكرر ليس لأحد ((((الحق)))) فى ذلك,وان يفكر فيما يقول قبل ان يرسله, وفي إن كان يقبل على نفسه ان يقال له ما ما يقوله للأخر.


مع تحياتى

اجمالي القراءات 26077