نظرات فى كتاب الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٠٦ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى كتاب الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية
المؤلف مسلم شلتوت والكتاب يدور حول علم الفلك فترة موجودة فى كتب التاريخ تسمى الدولة الفاطمية فى مصر وفائدة علم الفلك هى :
معرفة تكوين الكون فى كتاب الله والاستفادة من رصد القمر فى تحديد بدايات الشهور كما قال تعالى :
" يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج"
والاستفادة من تحديد مواقع النجوم للسفر فى البر والبحر دون ضلال وتيه فيها كما قال تعالى :
" وعلامات وبالنجم هم يهتدون "
ومن ثم لا توجد أى فوائد خارج ما ذكره الله تعالى فى كتابه
تحدث شلتوت عن فضل العرب على الغرب فى علم الفلك فى مقدمته فقال :
مقدمة:
"لا مراء في أن أثر العرب في النهضة الأوربية واضح لا يجحده إلا مكابر..وعلى سبيل المثال فإن ابن رشد (1126 ـ 1198م) أعظم وآخر فلاسفة العرب، لقد قال بأفكاره لكي يكتب لها الدوام والخلود، إنها أفكار عقلانية تنويرية في أساسها وفي أهدافها،.. ..ويعزى لبني موسى القول بالجاذبية العمومية بين الأجرام السماوية مما يربطها بعضها ببعض. وأن الجاذبية الأرضية عقل الأجسام تقع على الأرض، ويعد سارتون كتاب الصوفي في الكواكب الثابتة أحد الكتب الرئيسية التي اشتهرت في الفلك عند المسلمين.
وقد وضع عبد الرحمن الصوفي مؤلف عن النجوم الثوابت به خرائط مصورة جمع فيها أكثر من ألف نجم، ورسمها كوكبات في صورة الأناسى والحيوان، ولازال أسماء بعضها مستعملا حتى الوقت الحاضر مثل الدب الأكبر، والدب الأصفر، والحوت، والعقرب.
وكان هناك من المفكرين العرب من لم يكونوا من المؤمنين بالتنجيم، كالكندي والفارابي وابن سينا، فيذهب ابن سينا إلى أن قول المنجمين بأثر الكواكب على الناس من خير وشر، إنما هو قول هراء، وقد أخذوه تقليدا من غير برهان ولا قياس.
ويقول ابن طفيل بوحدة القوانين والأنظمة الكونية، وشمولها فيما يسيطر على النبات والماء والهواء والجماد، يسيطر على الحيوان والإنسان، وعلى سائر الموجودات، وإن العالم بجملته كشئ واحد، يتحرك في دائرة من القوانين والأنظمة."
وهذا الكلام هو كلام يتم تكرار ذكره فى الكتب سواء عندنا أو عند غيرنا فكله يذكره فضله على غيره مع أن هذا العلم كان موجودا صحيحا وبدون مراصد أو آلات منذ آدم (ص) ولكن كل قوم ينسبون الفضل بالعلم إليهم وليس إلى الله الذى علم آدم الأسماء كلها
وذكر شلتوت تقسيم الأعداء التاريخ التقنى عند المنطقة من خلال كتب التاريخ فقال :
"وقد قسم المستشرقون تاريخ العلوم العربية على النحو التالي:
أ ـ المرحلة الأولى: 750م.
ب ـ مرحلة النقل: 750 ـ 900م.
جـ ـ العصر الذهبي: 900 ـ 1200م.
د ـ عصر الانحطاط: 1200م وما بعدها.
وقد أوحى هذا التقسيم المعروف بأن العرب، بحلول العصر الذهبي 900ـ 1200م تقريبا، أخذوا يعتمدون مصادرهم ومنابع علومهم الخاصة ويتقدمون بأنفسهم، والواقع أنهم كانوا يعتمدون مصادرهم منذ كانوا يترجمون، لأنهم ما كانوا يترجمون من أجل الترجمة إنما كانوا يترجمون وفقا للمقتضيات البحثية الأصلية.
وتقع فترة الحكم الفاطمي لمصر (969ـ1171م). (358 ـ 567هـ) في مرحلة العصر الذهبي لتاريخ العلوم العربية."
وبالقطع هذا التقسيم لتاريخ صفيح وتاريخ حديد وتاريخ ذهب هو كلام غير حقيقى لأن علم الفلك لم يتغير عبر التاريخ إلا لاستغلاله فى إضلال الناس ونهب أموالهم
وأخبرنا شلتوت بأن البحث ستناول أعمال ثلاثة علماء فى الفلك فى ذلك العصر فقال :
"وسنتناول في هذا البحث أعمال ثلاثة من أعظم الفلكيين العرب خلال الحكم الفاطمي وهم (ابن يونس المصري ـ حسن بن الهيثم ـ علي بن رضوان) حسب الترتيب الزمني لهم. كذلك سنتناول المراصد الفلكية الثلاث التي أقامها الفاطميون في القاهرة (مرصد مسجد فيله ـ مرصد مسجد الجيوشي ـ مرصد الوزير المأمون بباب النصر)."
وحدثنا الرجل عن البداية المعروفة فى كتب التاريخ لدولة الفاطميين فى مصر فقال :
"مصر الفاطمية:
خرج القائد جوهر الصقلي من قبل المعز لدين الله الفاطمي من شمال أفريقيا في فبراير سنة 969م، على رأس جيش يربو على مائة ألف، وسرعان ما وصل الإسكندرية التي دخلها دون عناء يذكر، ثم احتل الفسطاط في يوليو 969م. وخطط مدينة القاهرة، لتكون مقرا لملك الفاطميين، وسرعان ما بنى جوهر الجامع الأزهر بالقاهرة، ولم يكن الغرض من إنشائه أول الأمر إقامة الصلاة فقط، بل استهدف كذلك نشر الدعوة السياسية وتعليم اللغة العربية والدين، وتربية النشء. وسمي الأزهر، نسبة إلى فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون وهو أول مسجد أسس بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي.
ويعتبر الخليفة العزيز الفاطمي، أول من أوقف الجامع الأزهر على العلم وأول من أقام الدرس به عام 378هـ فتحول من جامع إلى جامعة ..وقد جدد بناء الأزهر وزاد فيه الحاكم بأمر الله، وأوقف عليه أوقاف ثابتة، كذلك جدد فيه العزيز بالله والمستنصر بالله وغيرهم من الخلفاء الفاطميين "
والتاريخ المذكور يشوبه فى الكتب روائح الكفر فاليهودى يعقوب بن كلس يعين رئيس الوزراء وهو من يحدد ما يدرس فى الأزهر بعد إسلامه وهو من يعين العلماء وأنا هنا لا أتكلم عن شيعية الدولة وإنما أتكلم عن غرائب التاريخ فيما يسمى مصر الحالية ويشبه تعيين نوبار الأرمينى النصرانى كرئيس لوزرائها وإدخاله إياها فى دوامة الديون والاحتلال البريطانى
نعود إلى شخصيات الكتاب وأولها ابن يونس فيذكر شلتوت التالى عنه:
"ابن يونس المصري:
هو أبا الحسن علي بن عبد الرحمن بن يونس، بن عبد الرحمن يونس، بن عبد الأعلى الصدفي المصري، ولد بمصر عام 341هـ وتوفي بها سنة 399هـ (1009م)... وقد قدر الفاطميون علمه وفضله فأجزلوا له العطاء وشجعوه على متابعة بحوثه في الهيئة (علم الفلك) والرياضيات وبنوا له مرصدا على جبل المقطم قرب الفسطاط، وجهزوه بكل ما يلزم من الآلات والأدوات، أمره العزيز الفاطمي أبو الحاكم بأمر الله بأن يصنع زيجا، فبدأ به في أواخر القرن العشر الميلادي، وأتمه في عهد الحاكم بأمر الله وسماه الزيج الحاكمي..
وقد رصد ابن يونس كسوف الشمس وخسوف القمر في القاهرة سنة 978م، وقد وصف في زيجه الحاكمي الطريقة التي أتبعها فلكيو العرب في عصر الخليفة المأمون العباسي في قياس محيط الأرض وهو الذي اخترع البندول، وبذلك يكون قد سبق جاليليو بعده بقرون، وكان يستعمل لحساب الفترات الزمنية أثناء الرصد كما استعمل في الساعات الدقاقة.
وقد برع ابن يونس في حساب المثلثات وأجاد فيها، وفاقت بحوثه فيها بحوث كثير من الرياضيين، وقد حل مسائل صعبة في المثلثات الكروية، واستعان في حلها، بالمسقط العمودي للكرة السماوية على كل من المستوى الأفقي ومستوى الزوال. وابتدع قوانين ومعادلات، كان لها قيمة كبرى قبل اكتشاف اللوغريتمات، إذ يمكن بواسطتها تحويل عمليات الضرب إلى عمليات جمع وفي هذا بعض التسهيل لحلول كثير من المسائل الطويلة المعقدة. ولذلك فإنه يعتبر بحق ممن مهدوا لاكتشاف اللوغاريتمات. وحتى عام 1800م نجد الفرنسي (لابلاس) يستفيد من كتب ابن يونس المصري في دراساته وأبحاثه"
وبناء على ما سبق نجد أن الرجل اخترع الساعة ذات الxxxxب أو البندول الرقاص ونجد أن علوم الرياضيات التى ينسبها الغرب لنفسه كانت موجودة عند القوم كما كانت موجودة عند من قبلهم والفارق كما يقولون اضافات
ثم تحدث عن ابن الهيثم فقال :
"حسن بن الهيثم في مصر الفاطمية:
حسن بن الهيثم (354ـ430هـ / 965ـ1038م). أحد علماء ثلاثة يزدهي بهم تاريخ العلم العربي والإسلامي وهم: ابن سيناء، وابن الهيثم، والبيروني. ..وقد عرفته أوروبا باسم الهازن، وهو تحريف الحسن، وهو الحسن بن الهيثم ولد في منتصف القرن الرابع الهجري (حوالي 354ـ965م) وعاش أول أمره في البصرة، ثم انتقل إلى القاهرة بدعوة من الخليفة الحاكم بأمر الله، وفيها عاش أغلب عمره وألف معظم كتبه، وظلت كتبه المرجع الذي يعتمد عليه أهل الصناعة في علم الضوء، حتى القرن السابع عشر الميلادي، وكان يسمى علم المناظير.
وكان لدى الحاكم بأمر الله ميل إلى الحكمة والفلسفة، وكانت له رغبة في تشجيع العلم والعلماء آوى كثير من أطباء عصره وأسس في القاهرة دار الحكمة. وعندما بلغه قول ابن الهيثم: لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملا يحفظ ماءه ويحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موقع عال، وهو في طرف الإقليم المصري فاشتاق الحاكم بأمر الله إلى رؤيته، ولعله أراد أيضا أن يأويه إليه، ويشمله بعطفه لكي يستأثر بفخر استظلاله برعايته وانتسابه إليه، فأرسل إليه مرغبا إياه في الحضور إلى مصر، وخرج الحاكم بأمر الله بنفسه لاستقباله خارج مدينة القاهرة، وأكرم وفادته، وأمر بإكرام مثواه، ولما أرسل ابن الهيثم على رأس بعثة هندسية بأدق المعاني الحديثة لهذه العبارة، وتتبع مجرى النيل من القاهرة إلى جنوب أسوان يدرسه ويعاينه، إلا أنه لم يجد الأمر متفقا وفكرته الهندسية التي خطرت له، لذلك عاد إلى القاهرة وهو في أشد حالات الخجل واعتذر للحاكم بأمر الله. أثار فشله هذا سخط الحاكم بأمر الله وسخريته، فعين ابن الهيثم في وظيفة إدارية لم تدخل إلى نفسه شيئا من السرور وشاء سوء طالعه أن يرتكب خطأ، وخشي غضب الحاكم بأمر الله وتنكيله به فتظاهر بالجنون ونجحت هذه الحيلة فحدد الخليفة إقامته في داره وضربت الحراسة عليه وعلى بيته واستولت الحكومة على ممتلكاته ...وبذلك استطاع ابن الهيثم أن يتحرر من تحديد إقامته وفرض الحراسة عليه وتأميم ممتلكاته فترك سكنه واتجه إلى حي الأزهر حيث أقام هناك واضطر أن يكتسب قوته عن طرق النسخ، وهكذا قضى هذا الرجل التعس حياته حتى توفي. وقد كلفه بعضهم مرة أن ينسخ له مبادئ أويقليد والماجسطي لبطليموس فنسخهما بدون خطأ وفي غاية الدقة ليستطيع أن يتغلب على متاعب الحياة ويحصل على قوته اليومي. ومن الجدير بالملاحظة أن ابن الهثيم أدرك الأخطاء التى تردى فيها هذان العالمان فعارضهما وانتقدهما وبين أخطاءهما، فقد قال كل من أويقليد وبطليموس أن العين ترسل أشعة بشرية على الأشياء المراد رؤيتها، فأعلن ابن الهثيم خطأ هذا الرأي، وقال: أن العين لا ترسل شعاعا، وإن هذا الشعاع ليس هو الذي يسبب الرؤية والعكس هو الصحيح فإن الجسم المرئي هو الذي يرسل أشعة إلى العين وإن عدسة العين هي التي تحوله.
وكان هذا الرأي لابن الهيثم كشفا جديدا قفز بالعالم العربي بخواص الحواس قفزة بعيدة جدا وصحح الخطأ الذي وقع فيه العالم القديم، وفسر لنا ابن الهيثم الضوء ومظاهره، كما أوجده بذلك قانونا جديدا أثبت صحته وأيده بتجارب كثيرة مختلفة فكان ابن الهيثم هو صاحب النظريات العلمية المعتمدة على التجارب، وابن الهيثم هو وأمثاله من العلماء العرب هم مؤسسوا الأبحاث التجريبية وليس (روجر بيكون) أو (جليلي)، أو (ليوناردو ديفنشي) أو (باكوفون فرولام)
تقول الدكتورة سيجريد هونكه في كتابها (شمس الله تشرق على الغرب ـ فضل العرب على أوروبا) الحسن بن الهيثم (965ـ1039م) هو الذي أثر في أوروبا تأثيرا بعيدا وعرفته تحت مسمى (الحسن) وكان أشهر الأساتذة العرب الذين أخذوا بيدها في هذا المضمار من البحوث، فقد وضع نظرية حول حركات الأفلاك على أطباق غير شفافة وقد شغلت هذه النظرية العصور الوسطى كثيرا كما خلقت لنا أثرا في المكان الخاص بـ "شتمه" بالقرب من مدينة (إينزبروك) حيث توجد إلى اليوم مائدة من خشب القرو ترجع إلى عام 1428م، وقد صنعت في أوجسبرج، وهي تبين حركات الأفلاك الستة حسب نظريته وفي صورة نموذجية.
لكن شهرة هذا العالم العربي لم تقم على هذه النظرية فقط، ففضله على علم الفلك يتجلى في اكتشافه أن جميع الأجرام السماوية ومن بينها النجوم الثابتة ترسل نورها، عدا القمر الذي يستمد نوره من الشمس. وهذه النتيجة التي انتهى إليها ابن الهيثم نقلته إلى فكرة أخرى جديدة أدت إلى ثورة عارمة في علم الفلك فقد عارض ابن الهيثم العالمين الاسكندريين (أويقليد) و (بطليموس) فأثبت خطأ نظريتهما، ..فمثل هذا السؤال الفلكي دفع ابن الهيثم إلى خلق نظرية خاصة بتكوين الظل عن طريق أجسام نورانية"
الرجل هنا صحح خطأ اليونان فى سبب الإبصار وهو ليس تصحيحا وإنما خطأ أخر فالإبصار يحتاج إلى آلة سليمة وهى العين كما يحتاج للضوء أو النور فقد يوجد النور ولا يوجد الإبصار فالعملية هى عملية تكامل فى الخلق
وبالقطع هذه الحقائق موجودة منذ بداية البشرية وهناك آية قرآنية تبين حاجة العيون للنور قبل ولادة الهيثم بقرون وهى قوله :
" كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا"
ومن ثم فالمعلومة موجودة فى الوحى
وتحدث شلتوت عن ثبات الكون فى العصور الوسطى فقال :
"قدسية ثبات الكون في فكر العصور الوسطى:
بعد أن انتشرت نظرية أرسطو بشأن كمال السماوات، كان من نتائجها إن أوجدت حائلا للتعرف علي أي نجم جديد فلما كانت الفكرة القائلة بعدم وجود تغير في السماوات قد ثبتت لدي علماء الفلك باتوا يستنكفون الإبلاغ عن أي تغيير إذا كانوا في أوروبا يخشون أن ينال ذلك من مصداقيتهم و من سمعتهم ولربما كانوا يغمغمون لأنفسهم بأن الوهن بدأ ينال من بصرهم و بأنهم يعانون خداع النظر فبهذه الطريقة يتحاشون مغبة الإعلان عن أمر يلقي استهجانا من العامة.
بل أن مسألة الإعلان عن أي تغيير قد تصل إلى حد المساس بالمقدسات فلقد كان علماء الفلك المسيحيون في أوروبا في العصور الوسطى يرون في كمال السموات، لا سيما الشمس، رمزا لكمال الإله. ولما كان السعي إلى اكتشاف خلل في هذا الكمال يحمل تشكيكا في صنيع الله. فهو إذا من الكبائر. بل أن اعتقادهم بعدم كمال الأرض إنما كانوا يعزونه إلى معصية آدم وحواء حيث أكلا من الشجرة المحرمة في جنة عدن
في عام 1006م رصد نجم جديد في برج لوبوس المجاور لبرج قنطورس غير أنه ظهر أيضا في السماء الجنوبية. كان العرب في ذلك الوقت في قمة تفوقهم العلمي وكانوا أفضل من يمارسون علم الفلك في ذلك الحين. فقد ورد أيضا ذكر ذلك النجم ثلاث مرات على الأقل في مدوناتهم. وكان أفضل من رصده وسجله هو علي بن رضوان العالم العربي المصري والفلكي المسلم الذي رصده من مدينة الفسطاط في 30 إبريل 1006م.
..ولعلنا نتصور علامة الدهشة والرهبة التي ترتسم على وجوه الناس في إيطاليا وأسبانيا وجنوب فرنسا لو أنهم تطلعوا ليلا إلى السماء الجنوبية ورأوا ذلك النجم. لكنهم لم يفعلوا، أو على الأقل ليس هناك ما يدل على ذلك. وقد ورد في السجلات المحفوظة في اثنين من الأديرة، واحد في سويسرا والثاني في إيطاليا، ما يوحي بأن شيئا ظهر في السماء في ذلك العام، مما قد يفسر بأنه نجم ساطع.
ولما كان البعض آنذاك في أوروبا يتوقع أن تحل نهاية العالم بعد نحو ألف عام من مولد المسيح، وبما أن النجم الجديد ظهر عام 1006م، فقد يتبادر إلى الذهن أنه كان أحرى بالأوروبيين أن يعتبروه علامة على هذه النهاية، ولكن حتى هذا الاحتمال المرعب لم يبعث فيما يبدو أحدا على مجرد الإشارة إلى ذلك الحدث.
وبعكس الفكر الأوروبي في العصور الوسطى فإن العقيدة الإسلامية كانت تجيز التأمل والتدبر في خلق الكون وكان الهدف من ذلك هو تقرير حقيقة الألوهية الحقة للذي خلق هذا الكون الموجودة مما يؤدي إلى العبرة والعظة (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) سورة فصلت: 52."
هذا الكلام الذى فاه به شلتوت هو تكذيب لكتاب الله فلا وجود لنظرية التغير الكونى فالكون فى مجمله ثابت ولكن التفاصيل هى التى تتغير فالشمس هى الشمس والمتغير فيها هو كميات الضوء التى تطلقها كل دقيقة وظهور أجرام أو ظواهر فى بعض السنوات لا يعنى أنها لم تظهر من قبل فعمر الناس محدود ولا يكفى لمتابعة الظواهر التى تحدث عبر مئات أو آلاف السنوات كما أن تغيير الحكام للتاريخ وحرقهم للكتب أو تحريفها يجعل الناس جهلة
وما قاله عن سوبر نوفا فى أيام ابن رضوان وعدم تسجيل الأوربيين له خوفا من الكنيسة هو كلام بلا دليل فتلك الظاهرة تحدث فى عصور مختلفة فلا يمكن التأكد من حدوثها لأن الحكام يأمرون مخابراتهم بتغيير كتب العلم وتحريف من خلال لجان متخصصة
وأعاد الحديث عن السوبر نوفا فقال :
"سوبر نوفا علي بن رضوان:
ولد علي بن رضوان بالقرب من القاهرة وعاش خلال الفترة من 998 حتى 1061 ميلادية وكان يعمل بالدرجة الأولى كطبيب وكان له اهتمامات كبيرة بالفلك وألف مجلد هام أسماه (التعليقات على الكتب الأربع لفلك البطالمة) وكان لهذا المجلد تأثير كبير على عالم القرون الوسطى وكان علي بن رضوان قد شاهد النجم المتفجر سوبر نوفا عام 1006 ميلادية عندما كان عمره ثمان سنوات ومع ذلك اعتمد في تسجيل هذه الظاهرة في مجلده على وصف الأكبر سنا منه الذين شاهدوها عام 1006 ميلادي. ويقول في مجلده:
سوف أوصف الآن المشهد الذي رأيته عند بداية تعلمي هذا المشهد ظهر في برج العقرب في الاتجاه المعاكس للشمس. كانت الشمس في ذلك اليوم على بعد 15 درجة في برج الثور (أي على بعد 15 درجة من بداية برج الثور على الدائرة الكسوفية) وكان المشهد على بعد 15 درجة من برج العقرب. هذا المشهد كان جسم دائري كبير قطره ما بين 2.5 إلى 3 مرات قطر كوكب الزهرة وكانت السماء تشع بسبب ضوءه العالي. حيث كان ضوءه يزيد قليلا عن ربع إضاءة القمر. وقد ظل في مكانه إلى أن أصبحت الشمس على بعد ستين درجة منه في برج العذراء (السنبلة) فاختفى.
...وقد ذكر علي بن رضوان الحروب والمجاعات والكوارث الأخرى التي حدثت بعد ظهور هذا المشهد من برج العقرب حيث اعتبر أن هذا نذير شؤم للمسلمين وقد حسبت إحداثيات الأجرام السماوية والكواكب بواسطة علي بن رضوان باستخدام جداول المجسط البطلمي وكانت عاصمة المسلمين في مصر في ذاك الوقت هي الفسطاط ذات الإحداثيات (خط عرض 30 o وخط طول 31.3 o) وهي تقع الآن جنوب شرق القاهرة وتعرف باسم "مصر القديمة" في اتجاه الجنوب الغربي ـ جنوب وجنوب شرق القاهرة ـ فإن المنطقة لها مستوى مقبول، لذلك أمكن رؤية النجم المتفجر.
والتعبيرات " Ascendant of Conjunction" و " Beginning of the Tenth House" تحتاج للتوضيح. حيث أن الاثنان لهما لحظة معينة. فمطلع الاقتران هي النقطة على دائرة البروج التي تشرق عند زمن مختار، بينما بداية المنزل العاشر هي اللحظة الخاطفة للصعود الأعلى لدائرة البروج.
وبالرغم من أن يوم الأرصاد غير معلوم، إلا أنه يمكن اشتقاقه من مقارنة حسابات على بن رضوان. فوضع الشمس والقمر والكواكب التي ذكرت بواسطة علي بن رضوان تدل على أن وقت الأرصاد كان يوم 30 إبريل عام 1006 ميلادي والمواقع التي حسبت بواسطة على بن رضوان قد تمت مقارنتها بتلك التي تم حسابها بالنظريات الحديثة وقد تمت الحسابات الحديثة على أساس أن الوقت المحلي لمدينة الفسطاط كان 10.83 ساعة في 30 إبريل 1006. والوقت المحلي هنا يعني الوقت المحلي الظاهري حيث أن هذا النظام كان هو المتبع بكثرة في عالم العصور الوسطى حيث تكون الشمس على دائرة الزوال للرصد في الساعة الثانية وعشر تماما في الظهر. وقد تم هذا بناء على ما دونه علي بن رضوان حول طالع الاقتران " The Ascendant of the Conjuction" وبداية المنزل العاشر. و " Beginning of the Tenth House" وتأخذ طالع الاقتران ومقداره 2 4 o في برج الأسد (أي خط الطول 124.03 o على الدائرة الكسوفية) فإنه يعطي وقت محلي مقداره 10.84 ساعة يوم 30 إبريل 1006.
وكذلك فإن الوقت المحلي المستنتج من بداية المنزل العاشر كان خط طوله على دائرة الكسوف 27 26 o في برج الحمل (أي خط طول مقداره 26.45 o على دائرة الكسوف) هو 10.82 ساعة. ولكن لماذا اختيار هذا الوقت في الصباح الباكر ليوم 30 إبريل 1006. وهناك تفسير محتمل وهو أن النجم لم يرى في الليلة السابقة ليلة (29/ 30 إبريل) ولكن تمت رؤيته في ليلة (30 إبريل / مايو). ولأسباب تنجمية فإن ابن رضوان حدد هذا الوقت لأول ظهور لهذا النجم المنفجر (سوبر نوفا). والجدول التالي يوضح الأرقام المسجلة في كتاب ابن رضوان وتلك التي تم حسابها بفيلم الفلك الحديث يوم 30 إبريل 1006م عند الوقت المحلي 10.83 ساعة.
خطوط الطول على دائرة الكسوف
للقمر والكواكب في الساعة 10.83 في
صباح 30 إبريل 1006 ميلادية
الجرم السماوي ... المسجل في كتاب علي بن رضوان ... المحسوب بالفلك الحديث
1ـ القمر ... 44.5 o ... .36o
2 ـ الشمس ... 44.5 ... .62
3ـ عطارد ... 35.22 ... .73
4ـ الزهرة ... 72.47 ... .20
5ـ المريخ ... 231.32 ... .02
6ـ المشترى ... 101.35 ... .62
7ـ زحل ... 132.22 ... .95
8ـ عقدة القمر ... 263.57 ... .47
وعلي بن رضوان قد يكون قد أخطأ عندما ذكر أن النجم المنفجر (الجديد) كان في الاتجاه المعاكس للشمس على دائرة الكسوف أي من منتصف برج العقرب أي بين 224 و225 o على الدائرة الكسوفية. حيث لا بد أن يأخذ هذا الرقم ببعض من الحذر. ولكن أهم ملاحظة موجبة هو وصف ابن رضوان للنجم الجديد بأنه ذو طبيعة ثابتة فيقول: " لقد ظل النجم في مكانه ويتحرك يوميا مع برجه على دائرة الكسوف" بمعنى أنه ثابت في موقعه على دائرة الكسوف رغم حركته اليومية الظاهرية فوق الأفق من الشرق إلى الغرب كسائر باقي النجوم.
ويمكن تحديد اليوم الذي اختفى فيه النجم وذلك من معرفة الحركة الظاهرية للشمس على دائرة الكسوف على مدار العام عندما يكون الفرق ما بين خط طول النجم وخط طول الشمس على الدائرة الكسوفية 60 درجة. ويأخذ أن خط طول النجم الجديد هو 224.5 o على دائرة الكسوف عندما ظهر لأول مرة فإن الشمس ستكون على خط طول 164.5 o على دائرة الكسوف عند اختفاء النجم أي عندما تكون الشمس في دائرة العذراء أي ما بين خطي طول 150 o و 180 o على دائرة الكسوف، كما ذكر علي بن رضوان وهو يقابل تاريخ 2 سبتمبر 1006 ميلادية عند اختفاء النجم الجديد ويحتمل أن يكون يوم اختفاء النجم الحقيقي هو حول 2 سبتمبر 1006 بأيام قليلة.
ولقد وصف ابن رضوان بأن النجم كان باهر ومتألق وأن السماء كانت مضاءة من شدة لمعانه والتي كانت تقترب من ربع إضاءة القمر."
وكل هذا الحديث عن اختفاء النجوم هو كلام بلا دليل علمى لأن ما يقوله الفلكيين اليوم يجعلونه خرافة غدا فمثلا كانت كواكب المجموعة الشمسية المزعومة عشرة فأصبحت ثمانية حيث أخرجوا منها بلوتو ونبتون لأنها خرجا عن المدار الشمسى كما يزعمون
واختفاء نجم هو خبل فما يحدث إن كان يحدث هو أن النجم قد تكون له دورة تمتد قرون عدة أو غير هذا ولا وجود لهذا إلا فى مخيلة الفلكيين المحدثين وظاهرة الاختفاء ثم العودة موجودة عند الفلكيين المحدثين مثل مذنب هالى الذى يظهر كل 75 أو76 سنة وهو ما نسميه فى العامية النجمة أم ذيل والكلام على المذنب قد لا يكون صحيحا لأن المذنبات عند الفلكيين ظاهرة يومية ومن ثم لا يمكن القول أن ما حدث عام كذا هو نفسه ما حدث عام كذا إلا أن يكون واحد عاش قرنين أو ثلاثة
وتحدث شلتوت عن ظاهرة الاختفاء فى الفلك الحديث فقال :
الظاهرة في ضوء علم الفلك الحديث:
ويشير خط العرض المجري العالي للنجم المتفجر في عام 1006 ميلادية وشدته العالية في الإضاءة بأنه كان سوبر نوفا Super nova وبالتالي فإن الاتساع الزاوي لبقاياه سوف تكون أكبر من أي مثيل له في العمر.
وفي عام 1965 تم اكتشاف مصدر لموجات الراديو في برج الذئبة وصف بأنه من مخلفات الانفجار السوبر نوفا الضخم الذي وقع عام 1006 على مسافة لا تزيد على ألف فرسخ فلكي (بارسك) من الأرض وتم ترقيمه وتصنيفه بالكود SN 1006 .
ولقد قام الفلكي روجر من مرصد الدومنيون للفيزياء الفلكية الراديوية بكندا عام 1988 برصد مخلفات سوبر نوفا علي بن رضوان على التردد 843 ميجا هرتز مما أدى إلى دراستها بطريقة مفصلة بقوة تفريق مقدارها دقيقة قوسية. وفي عام 1993 أعيد رصده بعلماء آخرين وبقوة تفريق أكبر. كما تم رصده للمرة الثالثة عام 1997 بواسطة أشعة الراديو وخط الطيف هـ ـ ألف. ثم تم رصده بالأقمار الصناعية في الثمانينات من القرن العشرين ومنها القمر الصناعي ROSAT بالأشعة السينية. وقد وضحت صور هذا القمر الصناعي أيضا تطابقا مع صور أشعة الراديو فالغطاء مضئ عند الحافة وأكثر إضاءة عند الشمال الغربي والجنوب الشرقي للغطاء المستدير. كما تم رصد خطوط طيف سينية مضيئة والتي تعزى إلى إشعاع حراري من صدمة بلازما عالية الحرارة Shock-heated plasma وفي تفسير آخر فإن الأشعة السينية من المستعر SN1006 وهو مخلف سوبر نوفا علي بن رضوان تشير إلى أن هناك إشعاع غير حراري Synchrotron emission مشابه للأشعة السينية الصادرة من السديم The Crab Nebula. وفي عام 1995 قام العالم الفلكي Koyama وآخرين معه والذي رصد مخلفات سوبر نوفا علي بن رضوان بآشعة سينية ذات طاقة عالية تصل إلى 8 كيلو إلكترون فولت. وقد اتضح أن الآشعة الصادرة من المستعر هي أشعة غير حرارية Synchroton Radiation عن الحافة بينما في مركز المستعر هي آشعة حرارية وهذا يعني أن الجسيمات الدقيقة حدث لها عملية تعجيل حتى أصبحت جسيمات ذات طاقة عالية أثناء انفجار النجم وانتقالها من المركز إلى الحافة، وقد أيد هذا الرأي العالم Tanimori مع آخرين من أرصاد لمخلفات النجم المتفجر بأشعة جاما بالأقمار الصناعية عام 1998.
وقد دلت الأرصاد على أن قطر الانفجار 25 سنة ضوئية، ومعنى ذلك أن هذا النجم المنفجر كانت له سرعة انفجار تساوي 6500 كيلو متر في الثانية منذ عام 1006م، وهي سرعة الجسيمات الدقيقة في الفضاء بعد الانفجار والناجمة على انفجار سوبر نوفا على بن رضوان.
وهذا يعني أنه إضاءة هذا النجم المتفجر عند انفجاره كان لها القدر ـ 19 على المقياس المطلق وعلى المقياس الظاهري ـ10 بمعنى أنه أكثر لمعانا من كوكب الزهرة بمقدار مائتي مرة أو ربع إضاءة القمر عندما يكون بدرا كاملا."
وهذا الكلام هو كلام أناس لا يعقلون فهم يقولون أنهم يرصدون مخلفات شىء مات من قرون طويلة
السؤال كيف عرفتم أن المخلفات هى لعلان من النجوم هل مكتوب عليه أنها رفات النجم علان؟
المهم أنها لا توجد رؤية بصرية لاثبات أمثال ذلك وإنما هى رؤية المراكب الفضائية المزعومة والتى تترجمها الحواسب لصور لونية حسب نوع الذبذبة لأن الحدث المزعوم على مبعدة مليارات المليارات.. من الأميال يعنى من ألأخر شاهد لم يشاهد شىء وبنى عليه علم لا وجود له
وحدثنا شلتوت عن المراصد فى عهد الدولة الفاطمية فقال :
المراصد الفلكية في مصر الفاطمية :
"إن المرصد وهو أكثر المؤسسات التي يمكن اعتبارها قريبة إلى العلوم غير الدينية كان يواجه مشكلات كبيرة إلى أن أصبح جزءا متكاملا من الحضارة الإسلامية، لذلك نجد أنه خلال التاريخ الإسلامي وفي بقاع مختلفة من الامبراطورية الإسلامية هدمت مراصد كثيرة بعد بناؤها وأعدم الوزراء الذين كانوا قائمين عليها وأعدم الفلكيون العاملين بها، إذ تسرب للحاكم أن هذه المراصد تمارس التنجيم، حيث أن العقيدة الإسلامية ضد التنجيم وإدعاء معرفة الغيب وكان أول مرصد بني في العصر الفاطمي هو ذلك المرصد الذي شيده الفاطميون على جيل المقطم قرب الفسطاط لابن يونس المصري في أواخر القرن العاشر الميلادي. ومع قرب نهاية القرن الخامس الهجري وبداية القرن الثاني عشر الميلادي أراد الوزير الأفضل أبا القاسم شاهنشاه بن أمير الجيوش (الجيوشي) بدر الجمالي الاحتفال بالذكرى الخمسمائة للهجرة حيث أحضر من بلاد الشام تقاويم لما يستأنف من السنين لاستقبال سنة خمسمائة من سنى الهجرة وقيل مائة تقويم أو نحوها، وكانوا منجمو الحضرة يومئذ: ابن الحلبي وابن الهيثم وسهلون وغيرهم كما ورد في ذكر المراصد في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية تأليف تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي المتوفي سنة 845هـ.
وكان أول مسجد بناه الأفضل أبا القاسم شاهنشاه الجيوشي بدر الجمالي لاستخدام سطحه كمرصد هو مسجد فيله في جبل الجرف الواقع إلى الشمال من بركة الحبش بالقاهرة وكان الآلة المستخدمة للرصد هي ذات الحلق وكان قطرها خمسة أمتار.
ذات الحلق:
Armillar آلة من خمس حلقات ودوائر من نحاس، ويمثل أولها دائرة نصف النهار وهو مركز على الأرض ودائرة منطقة البروج ودائرة العرض ودائرة الميل وكذلك الدائرة الشمسية التي يعرف بها سمت الكواكب.
لقد طور المسلمون من صناعة هذه الآلة حتى بلغ قطر حلقاتها النحاسية 3 أمتار ونصف المتر حتى أنه في عام 515هـ في القاهرة صنع ابن قرقه حلقة ذات 5 أمتار وعبر عن ذلك بقوله للأفضل: (وحق نعمتك لو أمكنني أن أعمل حلقة تكون رجلها الواحدة على الأهرام والأخرى على مسجد التنور عبر النيل فعلت فكلما كبرت الآلة صح التحرير، وأين هذا في العالم العلوي). بمعنى كلما كبر حجم الآلة ازدادت دقتها وبالصغر آلاتنا بالنسبة إلى رحابة الكون العظيم، وبذلك نجد أن المسلمين لم يطورو الآلة فقط وإنما زادوا عليها في حلقات مكنتهم من عمل قياسات أفقية.
الجيب المجيب Sennero Quadrant يتكون من ربع دائرة يطلق عليه الربع المقطوع والربع المقنطر ويعمل من الخشب الجيد أو من البرونز أو الذهب أو الفضة ومعرفة البروج وعلم المزولة .. وغيرها.
بعد اكتمال الحلقة وتركيبها فوق سطح فيله وجدوا أن جبل المقطم يحول رصد الشمس عند شروقها وبالتالي قرروا نقل ذات الحلق إلى سطح مسجد الجيوشي فوق جبل المقطم والذي كان الوزير الأفضل أبا القاسم الجيوشي قد بناه أيضا. ثم تم سبك حلقة جديدة قطرها 3.5 أمتار تحت إشراف الوزير الأفضل بأموال أقل من خزانة الدولة وتم بها رصد الشمس من فوق سطح مسجد الجيوشي وتم عمل تقاويم عام 513هـ.
وطبقا للخطط المقريزية (وفي ليلة عيد الفطر عام 515هـ تم اغتيال وقتل الوزير الأفضل الجيوشي. حيث تولى الوزارة بعده القائد أبو عبد الله ودعي بالمأمون بن البطائحي الذي أمر بنقل ذات الحلق إلى باب النصر ورفعها إلى أعلى السطح حيث تمكنوا من رصد الشمس عند شروقها ثم تم سبك حلقة ثالثة قطرها 2.5 أمتار وقد سمى الوزير المرصد الجديد بباب النصر بأسمه فسماه مرصد المأمون ... مما أثار حفيظة الخليفة الآمر بأحكام الله ... لذلك قبض على الوزير المأمون ليلة السبت ثالث شهر رمضان سنة تسع عشر وخمسمائة هجرية (519هـ) وكان من جملة ما عدد ذنوبه عمل المرصد المذكور والاجتهاد فيه وقيل أطمعته نفسه في الخلافة بكونه سماه المرصد المأموني ونسبه إلى نفسه ولم ينسبه إلى الخليفة الآمر بأحكام الله، وأما العامة والغوغاء فكانوا يقولون أرادوا أن يخاطبوا زحل وأرادوا أن يعلموا الغيب وقال آخرون منهم عمل هذا للسحر ونحو ذلك من الشناعات، فلما قبض على المأمون بطل وأنكر الخليفة على عمله فلم يجسر أحد أن يذكره وأمر فكسر وحمل إلى المناخات وهرب المستخدمون ومن كان فيه من الخاص وكان فيه من المهندسين رسم خدمته وملازمته في كل يوم بحيث لا يتأخر منه أحد الشيخ أبو جعفر بن حسنداي والقاضي بن ابن العيش والخطيب أبو الحسن علي بن سليمان بن أيوب والشيخ أبو النجا بن سند الساعاتي الإسكندراني المهندس وأبو محمد عبد الكريم الصقلي المهندس وغيرهم من الحساب والمنجمين كابن الحلبي وابن الهيثم وابن نصر تلميذ سهلون وابن دياب وجماعة يحضرون كل يوم إلى ضحوه النهار).
وهكذا أعدم الوزير المأمون .. وهدم مرصد باب النصر ـ وفر العاملين به .. وهكذا بدأ عصر الانحطاط في تاريخ العلوم في الحضارة العربية والإسلامية .. والذي استمر لمدة ستة قرون .. حتى بدأ عصر التنوير في عهد محمد علي مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي في مصر .. وغيرها من الحركات التنويرية في عدد من البلاد العربية والإسلامية."
هذا الكلام عن المراصد والأزياج هو كلام أراد الحكام توصيله للناس فلا فائدة للمراصد فى حياة الناس ولا حتى للأزياج فى الأزمان القديمة حيث لا توجد طبقا لكتب التاريخ تلفازات أو مذياعات تخبرهم بوجود عواصف محتملة أو أمطار أو شبورة تمنع الرؤية لأن علم التنجيم كان هو علم الأرصاد
وإنما المراصد كانت هى بعض المشروعات الوهمية لنهب أموال الناس وكان الغرض الرئيسى منها هو العلم بالغيب أو بالأحرى كشف المؤامرات على الحكام كى يتجنبوها ومن هنا كانت الاعدامات المتكررة للكثير منهم نتيجة أنهم أبلغوا الحكام بأخبار كاذبة
وقد حكى بعضهم حكاية موجودة فى كتب التراث تبين فائدة هذا الخبل بأن اخذ الحاكم أو السائل مع على سطح منزل عالى وأمر بجلب طشت نحاس معهم وطلب من الجندى الذى يحمله أن يلقيه فى الطريق من فوق السطخ وعند رميه دوى صوت هائل جعل الناس يخافون ويجرون بينما هم لم يخافوا فقال العالم المزعوم للحاكم :
الفائدة من علمنا هو ألا نخاف عندما يخاف الناس لأننا نعلم بالشىء قبل حدوثه
اجمالي القراءات 2547