أثارت فتاوى للصادق المهدي، إمام طائفة الأنصار زعيم حزب الأمة السوداني، حالة من الجدل أخيراً للدرجة التي دفعت دعاة من الرابطة الشرعية والدعاة لتفكيره ومطالبته بالتوبة عن تلك الفتاوى.
ودعت الرابطة المهدي إلى تغيير أقواله والاستتابة أو تقديمه لمحاكمة شرعية، وهو الأمر الذي دفع عدداً متزايداً من المثقفين والناشطين السودانيين لرفض أي نوع من التفكير أو العنف الفكري.
معارضة سلفية
وقال الشيخ محمد عبدالكريم، عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة، في مقابلة مع "العربية" بثتها اليوم الجمعة، إن مشكلة المهدي ليست مع الرابطة الشرعية أو مع السلفيين، ولكنها مع قطاعات أخرى من العلماء أصدورا فتاوى بحقه.
وقال إن الصادق المهدي لديه مشكلة فكرية حتى مع جده الإمام المهدي إمام الأنصار الأول، وهو قال في كتابه إن أحكام المرأة في الاسلام التي أصدرها جده الإمام المهدي كانت متشددة، وعزا ذلك إلى أن المجتمع السوداني في القرن الرابع عشر الهجري كان متفسخاً ومنحلاً.
وقال عبدالكريم إن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها عن الصادق المهدي مثل هذه التصريحات، وقال بالحرف الواحد إنه ليس هناك حجاب بمفهوم الزي الخاص بالمرأة في القرآن الكريم، وادعى أن كلمة الحجاب كانت خاصة بأمهات المؤمنين.
آراء ليست جديدة
ومن جانبه قال الشيخ عبدالمحمود آبّو، الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار ممثل حزب الأمة، إن تصريحات الإمام الصادق المهدي ليست جديدة، ودوافعه إليها هي ما يتعلق بقضية المرأة عموماً.
وقال إن الصادق المهدي ليس شخصاً محبوساً في كتب قديمة أو معزولاً في كهوف، إنما هو رجل مفكر ومهتم بالمسائل الإنسانية بصورة كبيرة، ويعالج القضايا التي تسبب جدلاً كبيراً بين المسلمين بعضهم البعض أو بين المسلمين وغيرهم.
وأشار إلى أن الثقافة الاجتماعية تقلل من قيمة المرأة وهذا الموضوع جزء من قضية كبرى حول تحرير وحقوق المرأة، وأن المهدي تناولها من نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، وما قاله ليس جديداً.
وأضاف آبو أن الصادق المهدي تحدث في المحاضرة عن أن الزيّ الذي شرعه الله لا يجوز أن نطلق عليه حجاباً؛ لأن كلمة الحجاب وردت متعلقة بنساء النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهو لم يعترض على زيّ المرأة المحتشم إنما اعترض على تسميه هذا الزي بالحجاب، فالحجاب هو ساتر في جدار بين المؤمنين وبين نساء النبي (صلى الله عليه وسلم).
وكان الصادق المهدي قد أفتى أخيراً بعدة أمور رأي فيها البعض خروجاً، منها جواز حضور المرأة شاهدة على عقود الزفاف، وتشييع الجنازات، وأن اصطفاف المرأة خلف الرجل في الصلاة مجرد عادة، وأن بإمكان النساء الوقوف محاذيات للرجال كما في الحرم المكي.
وقال إن النقاب عادة تلغي شخصية المرأة، وإن المرأة ليست مطالبة بما يسمى بالحجاب - حسب قوله - لأن هذا العبارة تشير فقط للستار بين المؤمنين وأمهات المؤمنين، أما المطلوب فهو الزيّ المحتشم.