ذاع صيت اليهود في العالم كله، وبخاصة عند المسلمين الذين يناصبونهم العداء، لدرجة أن إنتشر بين المسلمين أن اليهود هم من يقودون أمريكا التي تحكم العالم !.
وبغض النظر حول الجدل عما إذا ما كان اليهود يحكمون أمريكا أم لا.
إذ أنني أرى أن أمريكا دولة عظمى تحكم الجميع بما في ذلك إسرائيل.
ولكن : لا أنا ولا غيري يستطيع أن ينفي نجاح اليهود في شتى المجالات، فأين تكمن مواطن قوتهم.
إن تعداد اليهود بالنسبة لسكان العالم يعتبر (أقلية)، إلا أنها ليست أقلية مستضعفة، بل تمتلك مفاتيح القوة في كافة المستويات السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، وهذا يعود لعدة أسباب وهي :
السبب الأول : الإخلاص للقضية العامة.
فاليهود شعب مخلص لقضيتهم التي آمنوا بها، فطغت المصلحة العامة عندهم على كافة المصالح الشخصية.
فلا نجد يهودي في العالم كله، يؤثر مصلحته على مصلحة القضية العامة، والتي هي حقوق اليهود أولاً، ثم إسرائيل ثانياً، إذ أنه يوجد من اليهود من يختلفون مع سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعرب، ولا عجب في ذلك، فقد رسخوا لقواعد الديمقراطية الداخلية فيما بينهم، وتركوا إتخاذ القرار للأغلبية المنتخبة.
الأمر الثاني : حب أبناء الجنس الواحد.
فاليهود حريصون على بعضهم البعض جداً، فلا هم يتركون بينهم عاطل، أو محتاج، أو فقير، ولديهم سياسة تكافل إجتماعي مثالية للغاية، قائمة على المثل الصيني، (لا تعطني سمكة بل علمني الصيد) فأصبح كافة الأفراد من اليهود صيادون، وقادرون على العمل، والعطاء.
الأمر الثالث : تقديم الدعم منذ الإدراك إلى يوم الوفاة.
لازالت قضية إضطهاد اليهود تسيطر على تلك الأقلية، فباتت أقوى بدعم كل فرد من الشعب اليهودي، والدعم ليس بالمال فقط وإنما على كافة المستويات السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، بإختصار شديد، اليهود شعب كريم جداً مع قضيته، كما أنه حريص جداً على الحفاظ على كافة مكتسباته.
الأمر الرابع : رفعة الفرد اليهودي لمنزلة عليا.
فقبل كُل شيء، أصبح للفرد منزلة رفيعة داخل المجتمع اليهودي، حتى وإن فارق الحياة وأصبح رفاة، فلا عجب أن نجد عظام الموتى عند اليهود تقدر وتحترم.
الأمر الخامس : المساواة لأجل القضية الرئيسية.
فلا فرق فيما بين الكهول والشباب، أو الرجال والنساء، أو الأغنياء والفقراء، في إتخاذ القرار، فلا أحد يسعى لفرض رأيه، لذلك لا قرار يسري لأي طرف إلا إذا ما كان يخدم الصالح العام للقضية.
الأمر السادس : مواكبة العصر والتطور العلمي والتكنولوجي.
فلا نجد مكاناً رفيعاً في العلم أو التكنولوجيا، إلا ولليهود بصمة فيه، ظاهرة أو باطنة، فلا هم تخلفوا عن مواكبة العصر، ولا إنزوا للمتعة بما وصل إليه التطور، بل أصبحوا منتجين قبل أن يكونوا مستهلكين.
والشخصيات اليهودية التي أثرت بشكل مباشر على العالم، والتاريخ كثيرة، ولكنني سأكتفي هنا بذكر ثلاثة فقط وهم :
1- كارل ماركس : مفكر، وفيلسوف، وإقتصادي، ترك أثر على العالم كله، ولازالت أفكاره باقية.
2- ماير أمشيل روتشيلد : الإقتصادي العظيم الذي أسس لأكبر عائلة إقتصادية جابت العالم كله لتسيطر على الدول.
3- روبرت أوبنهايمر : مدير مشروع مانهاتن، الذي خرجت منه القنبلة النووية التي إستخدمت مرتين في الحرب العالمية الثانية.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت