شيخ سلفى يهاجمنا بسبب عمرو بن العاص

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٤ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

شيخ سلفى يهاجمنا بسبب عمرو بن العاص

مقدمة
1 ـ لم اكن أعلم أن لعمرو بن العاص كل هذه القدسية عند السلفيين ، أو بعضهم . المقال السابق ( الاتفاق والاختلاف بين أولاد الزوانى : عمرو بن العاص وزياد ابن أبيه والحطيئة ) أشعل غضب شيخ سلفى فأرسل رسالة غاضبة ملأها سبّا وشتما ، لن نرد على هذا ، سيقتصر ردنا على ما قاله يعبر به عن دينه .
2 ـ قال فى رسالته : ( .. كيف تجرؤ على أن تقول عن الصحابى الجليل سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه إنه ابن زانية ؟ )
( نتوقع من كافر بالسنة النبوية الشريفة أن يسخر من الحديث الشريف ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) .الذى رواه البخارى ومسلم ؟ . ( هل تنكر أيضا الحديث النبوى الشريف : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) والحديث النبوى الشريف : ( اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوا أَصْحَابِي غَرَضًا مَنْ أَحَبَّهُمْ ، فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ ) ، هذا الحديث النبوى الشريف الذى يخشاه كل مؤمن يتقى الله ، ولكن ما أنت والايمان والتقوى ...) ( تتبّع الروايات الضعيفة فى كتب التاريخ وتطعن بها صحابة رسول الله . وانت تعرف انها مدسوسة ، وان هناك روايات هى الأصح ولكنك لا تأخذ بها لأنها تقول الحق والصدق فى الصحابة وهم خير القرون ) ( الواضح أنك حاقد على سيدنا عمرو بن العاص بالذات ، لأنه الذى فتح مصر ونشر فيها الاسلام ، وأسس فيها أول مسجد ، ولولا سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه وأرضاه لظلت مصر قبطية مسيحية حتى الآن . ولكن بفضله وجهاده اصبحت دولة مسلمة وينتشر منها الاسلام فى أفريقيا . ) .
3 ـ فى الرد عليه أقول :
أولا :
1 ـ عن عنوان المقال السابق ( الاتفاق والاختلاف بين أولاد الزوانى : عمرو بن العاص وزياد ابن أبيه والحطيئة ) .
فى الحقيقة أنا ترفّقت بعمرو بن العاص ، فقد وصفت أمّه بالزانية . ووصف الزانية يكون لمن وقعت فى الزنا مرة أو مرات ، ولكنها لا تحترف الزنا . أم عمرو بن العاص كانت محترفة ، كانت ( بغيا )، صاحبة بيت يعلن بالراية الحمراء عن وظيفة صاحبته ، ويأتيها الرجال من كل حدب وصوب . هى ليست مجرد زانية . هى ( مومس ). ولا ينزعجنّ أحد من كلمة ( مومس ) فهى مذكورة فى أحاديث البخارى .!
2 ـ قلما تذكر الروايات التاريخية قصصا عن أمهات الصحابة ، إلا فى الأمور الهامة والخطيرة ، مثل السيدة صفية بنت عبد المطلب عمة النبى محمد عليه السلام ، وهى ( أم الزبير بن العوام ) ومثل ( هند بنت عتبة ) أم معاوية بسبب موقفها فى موقعة ( أُحُد ) ، ثم المومس ( النابغة ) أم عمرو بن العاص .
ثانيا :
عن المومس أم عمرو بن العاص لا توجد روايات متعارضة أو متداخلة . كل الروايات تتفق ـ مع تفصيلات مختلفة ـ على أنها مومس . وعلى أن أبا سفيان هو المرشح الأوفر حظا فى كونه أبيه الحقيقى لعمرو من بين رجال آخرين .
ثالثا :
الصحابة من أبى بكر الى عمرو وعمر وعثمان وعلى ..الخ .. هم شخصيات تاريخية ، ليس لهم ذكر فى القرآن الكريم . المعلومات عنهم فى المصادر التاريخية السنية والشيعية . وقد إعتمدنا فقط على المصادر السنية .
رابعا :
الأحاديث ومنها أحاديث البخارى إعتمدت على الكتب التاريخية . البخارى نقل من سيرة ابن اسحاق ومن الطبقات الكبرى لابن سعد ، وكل ما فعله أن صنع إسنادا مختلفا ليوحى أن سافر الى الآفاق ليجمع تلك الأحاديث ، البخارى هو كذّاب أشر .
خامسا :
نردُّ على أحاديثك بالقرآن الكريم الذى تكفر به :
1 ـ حديث : ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) .يخالف القرآن الكريم لأنه يسند للنبى محمد عليه السلام علم الغيب ، ولم يكن يعلم الغيب ( آل عمران 179 )( الأعراف 188) ( الأنعام 50) ( الجن 25 : 28 )، ويكفى قوله جل وعلا له : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الأحقاف ).
2 ـ حديث : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) .
2 / 1 : الاقتداء فى الاسلام ليس بشخص بل بالهدى والكتاب الالهى . قال جل وعلا :( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ ) (90) الأنعام ). السياق عن الأنبياء السابقين ، والأمر لخاتم النبيين بالاقتداء ليس بهم بل بالهدى الالهى .
2 / 2 : الإقتداء بالصحابة يعنى أن نقتدى بالمنافقين وبمن كان فى قلبه مرض ، وكلهم صحابة ، ويعنى الاقتداء بهم فى حروبهم الأهلية . من صنع هذا الحديث يستحق جائزة نوفل فى الغباء .
3 ـ حديث : ( اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوا أَصْحَابِي غَرَضًا مَنْ أَحَبَّهُمْ ، فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ . ) هذا الحديث رواه ( عبد الله بن المغفل ) ، وهو فعلا مغفل إبن مغفل . لأنه قوله يعنى أن من ينتقد المنافقين يكون قد آذى الله ورسوله . هذا مع إن المنافقين وغيرهم من الصحابة كانوا يؤذون الله جل وعلا ورسوله . جاء فى قوله جل وعلا عنهم :
3 / 1 ( وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) التوبة )
3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (57) الأحزاب )
3 / 3 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) الاحزاب )
3 / 4 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) الأحزاب ).
سادسا :
1 ـ لا نؤاخذ عمرو بن العاص بمخازى أمه ( النابغة ) فلا تزر وازرة وزر أخرى . نحن نؤاخذه وصحابة الفتوحات بجرائمهم فى الفتوحات وما بعدها ، من إعتداء وسلب ونهب وسبى وإسترقاق .
2 ـ عمرو بن العاص هو الأكثر حقارة . ساعده المصريون فى أن يهزم الروم البينزنطيين ، فكافأهم بأن فرض عليهم الجزية ، وسلب الكنوز المصرية وجمع من الذهب ما يعادل البلايين . أكثر من ذلك أن جنوده هجموا على القرى المصرية يأخذون الفتيات سبايا ، ثم أرسلوهن الى عمر بن الخطاب فى المدينة فقام يتوزيعهن على الأعراب والعرب فامتلأت بهن الحجازواليمن . تخيل جنودا يقتحمون عليك بيتك ، يغتصبون بناتك وسط صراخهن وصراخ أمهاتهن ، ثم يأخذونهن سبايا وأنت لا حول لك ولا قوة ، ثم يقطعون بهن الطريق من مصر الى المدينة ، منهن من ماتت ، ولا يأبه بها أحد ، ومنهن من عاشت جارية ، واكتفى التاريخ بتسجيل بضعة أسطر عنهن. ما هى جنايتهن ؟ ما هى جناية أهاليهن ؟ إنهم ساعدوا إبن النابغة المومس على فتح بلادهم . هذا لا يحرك شعرة فى المؤخرة السلفية ، مع أن أدولف هتلر لو عرف ما حدث للمصريين من أبن النابغة لأبيضت عيناه من الحزن .
سابعا :
بمناسبة هتلر : من الأكثر إجراما : هتلر أم أبو بكر ( الزنديق ) ومن جاء بعده من الخلفاء السابقين ؟.
من حيث عدد القتلى فقد قتل هتلر عشرات الملايين فى الحرب العالمية الثانية . أما أبو بكر الزنديق ومن جاء بعده فلا يبلغ مجموع ضحاياهم مليونا من البشر ، ولكن :
1 ـ السلاح فى زمن الخلفاء الفاسقين كان فرديا ( سيف وسهم ورمح ). لو كان لديهم أسلحة هتلر لقتلوا أضعاف ما قتله هتلر ، فلم تكن تأخذهم فى الوحشية لومة لائم .
2 ـ لم يزعم هتلر إن الله جل وعلا أمره بالغزو . أما أبو بكر الزنديق فقد عصى الله جل وعلا بفتوحاته ونسبها لله جل وعلا على أنها جهاد إسلامى ، فأتاح لها أن تستمر دينا وأن تنشر الكفر بالاسلام على إنه الاسلام . وكتبنا عشرات المقالات فى تناقض الفتوحات مع شريعة الاسلام .
3 ـ أى إن هتلر ظلم البشر فقط ، أما أبو بكر الزنديق ومن جاء بعده فقد ظلموا الله جل وعلا وظلموا ملايين البشر . ولا تزال تلك الشريعة الشيطانية الدين الفعلى والرسمى للمحمديين حتى اليوم .
ثامنا :
1 ـ هنا قضية فيها ظالم ومظلوم . إما أن تنصر الله جل وعلا ، وإما أن تنصر الظالمين المعتدين . ولا توسط هنا ولا سكوت أو تجاهل ، لا بد لمن ينصر الله جل وعلا أن يصدع بالحق عاليا تبرئة للاسلام الحنيف مما فعله به هؤلاء الملاعين .
2 ـ فى القرآن الكريم مصطلح ( ظاهر / ظاهر على ) ويعنى أيّد ووالى ضد طرف آخر ، مثل قوله جل وعلا :
( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) التوبة ) ، ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة ).
الذين يؤيدون الصحابة والخلفاء الفاسقين إنّما يؤيدون ويظاهرون أولئك الكافرين على الله جل وعلا . تدبروا قوله جل وعلا : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً (55) الفرقان )
أخيرا
عن مقتل محمد بن أبى بكر فى مصر فى شهر صفر ( الحرام )عام 38
1 ـ فى سنة 38 ارسل معاوية عمربن العاص لاسترداد مصر ومعه 4 آلاف وكانت تحت سيطرة ( على ابن أبى طالب ) والوالى عليها هو محمد بن ابى بكر ( الصديق ). يقول الطبرى ( أن عمرو بن العاص خرج في أربعة آلاف ، فيهم معاوية بن حديج وأبو الأعور السلمي ، فالتقوا بالمسناة ، فاقتتلوا قتالا شديدا ..ولم يجد محمد بن أبي بكر مقاتلا فانهزم ، فاختبأ عند جبلة بن مسروق ، فدل عليه معاوية بن حديج، فأحاط به ، فخرج محمد فقاتل حتى قتل. ) . وبعد قتله أدخل معاوية بن حديج جثته فى حمار ميت وأحرقه . ويقال أن السيدة عائشة ظلت بعدها تكره رائحة الشواء لأنها تذكرها بما حدث لأخيها محمد بن أبى بكر. يقول المسعودى عن مصير جثة محمد بن أبى بكر بعد قتله : ( فأخذه معاوية بن حديج وعمرو بن العاص وغيرهما فجعلوه فى جلد حمار وأضرموه بالنار ، وذلك بموضع بمصر يقال له : كوم شريك . وقيل أنه فعل به ذلك ، وبه شىء من الحياة .!) ويقول ابن الجوزى فى المنتظم عن محمد بن أبي بكر: ( وقد ذكرنا صفة قتله وإن معاوية بن حديج أحرقه بالنار وكان قتله في صفر من هذه السنة‏.‏).
2 ـ الشيخ السلفى حين يقرأ هذا يقول ( قتل سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه وأرضاه سيدنا محمد بن أبى بكر رضى الله عنه وارضاه ).
بهذا تمتلىء جنة السلفيين والمحمديين بأكابر المجرمين والسفاحين .
3 ـ ويا أيها السلفيون : كل عام وأنتم .. كما أنتم .!
اجمالي القراءات 3175