بيني وبين شيخي الجليل
كنت دائما من أوائل الجالسين في مجلسه استمع إليه وأفكر فيما يقول ثم اطرح أسئلتي المعتادة لكن يبدو أن أسئلتي لم تكن تروق لشيخي الجليل وكأنه (صار قلبو مليان مني) كانت دروسه تتناول العقيدة والفقه وأحكام التجويد ودروس في اللغة العربية وللحكم بشكل متجرد لم التق بشيخ من المشايخ حتى الآن يفوقه علما في ذلك كان بحر من العلم في ما كنت أتحدث عنه متبحر في علم الحديث وأصول الفقه والعقيدة كلتاهما (ٍسلف وخلف)لكنه كان يتبنى عقيدة الخلف وله نزعة صوفية متعصبة .
&Yacutute;ي ذلك اليوم كان حديثه عن معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء وابتدأ حديثه بقاعدة عقائدية معتمدة لدى أهل السنة , القاعدة تقول :ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي وبدا استشهاده بالآيات والأحاديث مستدلا بقصة نبينا عيسى وكيف انه كلم الناس في المهد والطفل في قصة أصحاب الأخدود التي وردت فيما يدعون انه مروي عن النبي محمد وكيف انه كلم أمه في المهد فقال لها اصبري يا أماه ولك الجنة ثم استدل بقصة صاحب موسى وأعلن جهارا بأنه من الأولياء وانه الخضر فيما يدعونه وكيف انه فاق نبينا موسى في اضطلاعه على الغيب ولما انتهى من درسه وكانت ثغور المريدين فاغرة من شدة الذهول بعلمه وباستدلالاته رفعت إصبعي بأدب فقال تفضل ( قالها بشكل غاضب) فقلت له يا شيخي أنا اعلم أني أزعجك بكثرة أسئلتي ولكن أرجو اليوم بالذات أن تكون حليما علي بعض الشيء فقال تفضل ( لم يغير من نبرته الغاضبة) فقلت له : شيخي الجليل لدي سؤال كاستفسار يتبع هذا السؤال سؤالان واقسم بالله واشهد الحضور جميعا على انك إن أجبتني على السؤال الثاني بشكل يقنع عاقلا أو أجبتني على السؤال الثالث مجرد إجابة بنعم أو بلا فاني لن أسالك بعدها أي سؤال وسأسير خلفك مغمض العيني وسأطفئ سراج عقلي واتبعك فقال حينئذ بشكل هادئ وواثق تفضل يا بني .
كان سؤالي الأول هل يا شيخي قاعدة ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي مطلقة قال نعم فقلت دون استثناء فقال دون استثناء فقلت أن انتهيت من سؤالي الأول .
فقلت يا شيخي ما هي المعجزة الأولى التي اوتيها عيسى بن مريم فقال اجبني أنت فقلت اليست انه ولد من غير أب فقال بلى فقلت هب يا شيخي أن امرأة مؤمنة تقية نقية صالحة عابدة متعبدة بكاءة لله أتتنا وهي بكر أتتنا وهي حامل فقالت إن الذي في بطنها ولي وان الله نفخ فيها من روحه كما إن عيسى بن مريم نبي وتلك كرامة له كما المعجزة التي اوتيها عيسى ابن مريم أنصدقها يا شيخي فأجاب نصدقها فقلت لو سالت أي عاقل بيننا لقال بان الحمل غير شرعي لن أقول بأنه زنى ولكن سأقول بأنه غير شرعي فقلت على أي حال يا شيخي انس سؤالي الأول واجبني عن الآخر وأعاهدك انك إن أجبتني عليه مجرد جواب بنعم أو بلا فسأنفذ ما قلته أنفا فقال تفضل ولكنه في هذه المرة قالها وقد استشاط غضبا .
فقلت يا شيخي ما هي المعجزة الكبرى التي اوتيها النبي محمد فقال القران فقلت صدقت ولكن يا شيخي هب أن رجلا صواما قواما تقنيا نقيا صالحا أتانا وفي يده كتاب وقال انه أوحي إليه هذا الكتاب وأنها كرامة كما المعجزة التي اوتيها محمد أترانا نصدقه (حقيقة لو أجابني بنعم فهو في موقف حرج لأنه يعلم علم اليقين أن ألف قران سيكون معتمدا لديهم ولو أجابني بلا فقد كذبت قاعدته تلك) فما من كان من الشيخ إلا أن بدا يصرخ زنديق كافر أخرجوه من هذا المسجد لكني سبقتهم بالهرب قبل أن يمسكوا بي ولم اعد ثانية إلى مجلسه