قراءة فى محاضرة خطابات من وراء الغيب

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ٠٤ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى محاضرة خطابات من وراء الغيب
مكتوب أن الكتاب هو محاضرة ولكن فى داخله خطبتين للجمعة والخطيب محمد صالح المنجد وقد استهل الخطيب الكلام بالحديث عن الإيمان بالغيب فقال :
"أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين بصفة عظيمة وهي قوله عز وجل: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب} فكان الإيمان بالغيب ركنا عظيما هذا الإيمان الذي يجعل المسلم يتلقى بالقبول والتسليم ما جاء عن الله ورسوله من الأمور التي تغيب عن الإحساس فهو لا يراها ولا يسمعها ولا يلمسها ومع ذلك فإنه يؤمن بها، لأن الله قد أخبر بذلك
هذا الإيمان بالغيب يفرق بين المسلم والكافر تدور أمور كثيرة في الغيب لا يراها المسلم ولا يسمعها، ومع ذلك فإنه يسلم بها أن تعبد الله كأنك تراه: كأنه قد تجلى لك فلو أننا عبدناه ونحن نعاينه لم نترك شيئا من الخضوع والخشوع والاهتمام بالظاهر والباطن، ولأتينا بالعمل على أحسن وجه أن تعبد الله كأنك تراه: استوى عندك الغيب والشهادة فكأنك تشهده، فإذا عبدته وأنت بهذه الحال اجتمع عندك من الإخلاص والمراقبة والخشوع والخضوع وحسن السمت ما لم يحصل بلا هذا الإحساس وهذا الاعتقاد"
وتعبير الإيمان بالغيب ليس معناه كما قال المنجد فى العموم لأن الغيب مجهول فكيف نؤمن بشىء مجهول لنا وإنما الغيب هنا بمعنى الرسالة وهى الوحى المنزل على الرسل (ص) كما قال تعالى :
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم"
ولو حدد الرجل الغيب بأنه مثلا ما لم نراه أو نعايشه كالله والملائكة والرسل والكتب السابقة والجن والقيامة لكان معنى مقبولا وأما الغيب بمعنى أخبار الغيب فمجهولة والمجهول لا يمكن الإيمان به لعدم معرفة ما هيته
وتحدث عن الإيمان بأخبار الغيب فقال :
"في غمرة الحياة المادية التي نعيشها اليوم في عالم الأرقام والتقنية، في عالم السيطرة على أسماعنا وأبصارنا من قبل الكثير من أعدائنا، ومما حصل في عالم المادة من اللهاث وراء هذه الأشياء؛ أشغلنا ذلك عن التفكر فيما يحدث في الغيب فيما أخبرنا به ليس رجما بالغيب ولكن يقينا، لأن ما جاء عن الله ورسوله حق على الحقيقة هنالك أمور سرية تغيب عنا، لكن هي قائمة بالفعل، والمؤمن عليه أن يتفكر في هذه الأمور ليزداد إيمانه فهلم إلى شيء من الحوارات الغيبية والتعقيبات الإلهية والكلام الملائكي الذي نرى من خلاله كيف تدور هنالك أمور أكثر العباد عنها غافلون"
وذكر رواية فى سورة الفاتحة فقال:
"من الكلام الذي يحدث ومما يقع بين لعبد والرب ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي (ص)قال: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل سميت الفاتحة صلاة في هذا الحديث لبيان ركنيتها وأهميتها كقوله: الحج عرفة فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى: حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى: أثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل بيني وبين عبدي إياك نعبد وإياك نستعين -العبادة والاستعانة- فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم -وجاء الطلب، جاء الطلب- صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل هل نسمع هذا؟ لا نسمعه هل نوقن به؟ نوقن به بطبيعة الحال بطبيعة الإيمان أن الله يتكلم مع المصلي إذا أقبل على ربه يتلو الفاتحة، كل آية فيها رد من الله وتعقيب منه وثناء على عبده ووعد له صالح"
والرواية باطلة فقوله إياك نعيد وإياك نستعين ليست سؤالا أى طلبا لأنه إخبار عن عبادة الله وهى الاستعانة به فلا يوجد هنا أى طلب حتى يكون سؤالا
كما أننا لو سرنا وراء الحمد أنه حمد لوجي القول أن الرحن الرحيم ليس ثناء وإنما أقر عبدى برحمتى ولوجب القول أن مالك يوم الدين ملكنى أى أقر بملكيتى وليس مجدنى
ثم ذكر رواية أخرى عن نزول الملائكة الأرض فى الليل والنهار وصلاتهم الفجر والعصر فيها فقال :
"تتعاقب فينا ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيانهم وهم يصلون إذا اجتمعوا في صلاة الفجر والعصر على عبادة الله من رحمته بهم أنه جعل اجتماع ملائكته عندهم ومفارقة هؤلاء الملائكة للعباد في أوقات عبادتهم واجتماعهم على طاعة ربهم لتكون شهادة الملائكة على ما شهدوه من الخير وفي هذا أهمية هاتين الصلاتين والإشارة إلى شرف الوقتين هل نسمع هذا الحوار بين الله وملائكته؟ لا نسمعه، لكننا نؤمن به، وهو عن هاتين الصلاتين في شأن هذين الأمرين وفي هذين الوقتين العظيمين، ونحب الملائكة، ونضبط أحوالنا لنتيقظ ونتحفظ في الأوامر والنواهي ونسعد بقدوم رسل الرب ولو كنا لا نراهم ولا نسمعهم"
الرواية باطلة والخطأ فيها نزول الملائكة الأرض وهم لا ينزلونها لعدم اطمئنانهم وهو خوفهم كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
كما أنها تخالف القرآن فى كون الملاك الكاتب واحد كما قال تعالى :
" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
ثم قال :
أنت تعمل أعمالا لكن هل تدري أن وراء هذه الأعمال عبارات، كلمات، حوارات قال النبي صلى الله عليه وسلم: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه أنت تجلس في المسجد تنتظر الصلاة وبعد الصلاة هل تسمع الملائكة تقول شيئا؟ لا تسمعها، لكنها تقول ماذا تقول؟ تدعو لك اللهم اغفر له، اللهم ارحمه"
والرواية تخالف كتاب الله فى أن الملائكة تستغفر للمؤمنين سواء أحدثوا أم لم يحدثوا كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا"
ثم قال :
"إذا قام العبد في الليل للصلاة قال (ص): رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل فيعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الرب عز وجل للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا؛ يعالج نفسه، ما سألني عبدي فهو له هنالك حوار بين الله والملائكة في قيام هذا العبد لليل وهو يجاهد نفسه ويكابدها ويتوضأ وتزول عنه عقد الشيطان فلما كانت هذه التضحية وهذا الإيثار، إيثار رب العباد على راحة النفس قال الله من وراء الحجاب، للذين وراء الحجاب من الذين وراء الحجاب؟ الملائكة انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه، ما سألني عبدي فهو له رواه أحمد وهو حديث صحيح"
الحديث باطل هو الأخر فليس للعيد ما سأل حاصة فى أمور الدنيا وحتى فى بعض أمور الآخرة فقد رفض الله سؤال نوح(ص) دخول ابنه الجنة واستغفار أبراهيم(ص) لأبيه وأما أدعية الصحة والمال وما شابهها فهذه متوقفة علة على القدر المكتوب فإن كانت هناك استجابة أجاب وإن لم يكن فليس هناك اجابة
ثم قال :
"من وراء الحجاب الملائكة في صلاة الجمعة عند الأبواب تكتب من يأتي قبل الإمام أولا بأول فإذا صعد الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر فهل تراهم عند الأبواب؟ لا تراهم هل تراهم معك في صلاة الجمعة يستمعون الذكر؟ لا تراهم لكنهم موجودون حقا
وتذكير النفس بمثل هذه الحقائق واستشعار أن هنالك ملائكة يجلسون معك في صلاة الجمعة وأنهم يستمعون الذكر وخطبة الجمعة؛ هذا يؤنسك ويشعرك أنك لست وحيدا في هذا الطريق وليس البشر الصالحون فقط هم الذين يستمعون هنالك معهم ملائكة من خلق الله كم عددهم؟ الله أعلم كم عظمهم؟ الله أعلم فهم عنده في المسجد يستمعون الذكر، يستمعون الخطبة "
الحديث باطل والخطأ وجود الملائكة فى المساجد لكتابة المصلين أو لسماع الذكر وهو ما يخالف أنها تخاف من النزول للأرض مصداق لقوله "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال :
إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب"
والخطأ الأول هو تصفيد الشياطين فى رمضان وهو يخالف حدوث الذنوب من قبل المسلمين فى رمضان ويخالف وجود الكفار فى الدنيا فى رمضان لأن معنى شل قدرة الشياطين فيه هى إسلام الناس كلهم فيه والخطأ الأخر هو إغلاق أبواب النار وفتح أبواب الجنة وهو ما يخالف أنها مفتحة لدخول أى ميت حسب عمله فليس معقولا أن يترك الكافر بلا عذاب شهرا حتى ينتهى رمضان .
ثم قال :
"وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة هل نسمعهم وهم يقولون: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر؟ لا نسمعهم ولكن هذا حق على الحقيقة يا باغي الخير، يا طالب العمل والثواب أقبل إلى الله وطاعته بزيادة الاجتهاد فالثواب موعود والكتابة والكسب لأعمالك موجود وهكذا، وهكذا يعرف العبد المؤمن أن هنالك تشجيع تشجيع من الملائكة تشجيع كما أنها تقول في صبيحة كل يوم: اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط كل ممسك تلفا كل يوم ملكان يناديان فيتشجع العبد على الإنفاق كل يوم وينتبه الممسك البخيل الشحيح"
والخطأ هنا هو وجود مناد يومى يا باغى.. والسؤال الآن لماذا لا نسمع ولا يسمع أحد هذا المنادى ؟هل ينادى بلا فائدة لعدم وصول صوته للناس ؟إذا ما الفائدة من النداء ؟ودعنا نتساءل ولماذا ينادى المنادى وهذا الوحى الإلهى محفوظ يقول لنا نفس الكلام أليس هذا عجيبا ؟
ثم قال :
"عباد الله!
في عرفة يقول (ص): ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو عز وجل ثم يباهي بهم الملائكة ويقول: ما أراد هؤلاء رواه مسلم وثبت أنه يقول سبحانه جل شأنه: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا هذه المباهاة لا يراها أهل عرفة، لكنها قائمة لا يسمعون الحوار لكنه حي قائم"
والخطأ هو مباهاة الله للملائكة بالناس وهذا جنون حيث يصور الله مثل المخلوقات يباهى غيره وهو ما يخالف قوله "ليس كمثله شىء "زد على هذا أن المباهى يهدف لإغاظة من يباهيهم والملائكة هنا ليست أعداء لله أو منافسين له حتى يغيظهم وهو ما لم يحدث ولن يحدث لأنه لعب عيال
ثم قال :
" عن أنس بن مالك عن رسول الله (ص)قال: ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات رواه أحمد وهو حديث صحيح "
والخطأ هنا هو وجود مناد والسؤال الآن لماذا لا نسمع ولا يسمع أحد هذا المنادى ؟هل ينادى بلا فائدة لعدم وصول صوته للناس ؟إذا ما الفائدة من النداء ؟ ؟
ثم قال :
"جلسة ذكر في المسجد في بيتك، في المكتب، في المدرسة، في استراحة، جلسة ذكر ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله، تتحدث بنعم الله، تفسير آيات من القرآن، شرح أحاديث من أحاديث المصطفى (ص)، جلسة ذكر ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه جلسة ذكر مشروعة هل يسمعون المنادي الذي يناديهم؟ لا يسمعونه لكن المنادي فعلا ينادي الملك يقول: قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات رواه أحمد وهو حديث صحيح إذا هذا يبين أهمية الاجتماع على ذكر الله اعقدوا جلسات الذكر، أوصوا النساء بعقد جلسات الذكر ما دام المسألة فيها كل هذا الأجر والثواب وواحد يكون مغفورا له وتبدل السيئات حسنات ليس فقط، ليس فقط تظهر السيئات، لكن السيئات تصبح حسنات عدد الحسنات، عدد الحسنات يزيد قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات"
ثم قال :
إذا خرجت من بيتك ذاكرا ربك، ماذا يحصل؟ قال (ص): من قال –يعني إذا خرج من بيته– بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: كفيت ووقيت كفيت مهماتك، وقيت من شر أعدائك، كفيت ووقيت، هو لا يسمع أحدا يقول له من العالم الغيبي: كفيت ووفيت ولكن هذا يحدث فعلا، لأننا نؤمن بالوحي ونؤمن بالغيب وهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم"
والخطأ ف الحديث تنحى الشيطان عن المتوكل إذا خرج من بيته وهو يخالف أن الشيطان هو قرين الإنسان والقرين دائما معه حتى الموت لا يتركه مهما حدث وفى هذا قال تعالى "قال قائل منهم إنى كان لى قرين ".
ثم قال :
عباد الله!
عندما ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله وعظمته ليس كنزول المخلوقين حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر هذا يبين أن هنالك كلام يقوله الواحد الأحد الصمد سبحانه لعباده الذين يقومون ويسألون ويستغفرون ويدعون ويطلبون"
والخطأ نزول الله للسماء وهو يخالف أن الله ليس جسم حتى ينزل مكان كما أن نزوله فى مكان هو السماء الدنيا هنا يعنى أنه يشبه خلقه فى الأفعال والصفات وهو ما يخالف قوله "ليس كمثله شىء "كما أن الله يغفر فى غير ذلك من الأيام وهو خارج الكون فما الحاجة إلى نزوله – وهو لا ينزل – فى تلك الأيام إذا كان ما يفعله فى هذه الأيام يفعله باستمرار .
ثم قال :
"أنت تدركك الرحمة بأخيك المسلم ومن باب الأخوة الإيمانية وإذا وضعت نفسك مكانه تدعو له فإذا دعوت له ماذا يحدث؟ في عالم الغيب الذي أنت لا تحس به؟ قال (ص): ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل رواه مسلم أنت تدعو له في غيبته، هو ليس أمامك تدعو له في السر لأنه أبلغ في الإخلاص هذا فضل الدعاء لأخ المسلم بظهر الغيب ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ولو قال: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولو قال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات} لهم بظهر الغيب، هذا من مقتضيات الولاء، الولاء للمؤمنين المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، فيدعو بعضهم لبعض، الذين ماتوا والأحياء وبظهر الغيب ماذا يحدث حينئذ؟ قال الملك الموكل به: آمين فهو يؤمن على دعائك ويقول: ولك بمثل فيدعو لك بمثل ما دعوت لإخوانك
بعض الناس يريد إفشاء السلام ويطبق هذه السنة فيسلم أحيانا لا أحد يرد عليه وربما كان في المسجد، خارجا وربما كان بينه وبين المسلم عليه شيء فالمسلم عليه ما رد وعاند وأصر على الهجران عند ذلك يكتئب يحزن المسلم ويرى أنه خيب وأنه سلم وما رد عليه أحد فليطمئن حينئذ كما قال عبد الله بن مسعود: إن السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض فأفشوه بينكم إن الرجل إذا سلم على القوم فردوا عليه كانت عليهم فضل درجة لأنه هو المبتدئ لأنه ذكرهم بالسلام وإن لم يرد عليه رد عليه من هو خير منه وأطيب أنت تسمع الرد؟ لا تسمع الرد قال في صحيح الأدب المفرد: صحيح موقوفا ومرفوعا"
والخطأ أن ثواب القاء السلام فضل درجة وهو ما يخالف أن الثواب حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
"أما المظلوم الذي يدعو ويدعو ولا يزال يلح يطلب الانتصار على الظالم والانتقام منه فإن له عند الله ذكر عظيم قال (ص): اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام ويقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين حديث حسن وقال (ص): ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين رواه الترمذي وحسنه إذا هذا كلام الله للمظلوم لأنصرنك ولو بعد حين المظلوم لا يسمع المظلوم يناشد ويطلب لكنه يؤمن، يؤمن بأن هذا هو رد الرب وهذا وعده فاتق الله أن تظلم عاملا أو تظلم زوجة اتق الله أن تظلم أحدا"
والخطأ أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ويخالف هذا أن دعوة المظلوم لا تستجاب فى كل الأحيان وفى بعض أحيان يعاقب رغم دعوته مع الظالمين وفى ذلك قال تعالى "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ".
ثم قال:
"وعندما يتعرض الإنسان لنوع من البلاء أو المرض يقول (ص): إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال للملك: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل فإن شفاه غسله وطهره يعني المرض هذا طهره من الذنوب وإن قبضه غفر له ورحمه رواه أحمد وهو حديث حسن وقال (ص): إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إلي، والكفت هو الموت هنا، رواه أحمد وهو حديث صحيح فالمريض لا يسمع قول الله للملائكة ولا يسمع ماذا أمرهم أن يكتبوا لكن هذا هو الذي يحدث حقيقة ولذلك فإن الاستقامة على الطاعة وعدم جعلها موسمية وإنما طيلة العام وعلى طريقة حسنة يفيد أن الإنسان إذا حبس عن المسجد وعن الحج وعن الصيام لمرض فإن الأجر لا يزال يكتب اكتب له بمثل ما كان يعمل صحيحا مقيما "
الخطأ كتابة ما لم يعمله الفرد على أنه عمله وهو ما يخالف أن الإنسان ليس له سوى عمله كما قال تعالى:
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
ثم قال :
ما أجمل ذكر الله! لكن هل يعلم الذاكر بماذا يجاب من الرب؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال: لا إله إلا الله وحده قال يقول الله: لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول: من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار رواه الترمذي وهو حديث صحيح يصدقه ربه يجيبه ربه ما هذا الشرف! ما هذا الفخر!"
والحديث هو دعوة للحديث بلا أفعال وهو ما مقته الله فقال :
ط ام تقولون مالا تفعلون"
فالمطلوب منا ليس مجرد ترديد كلمات
ثم قال :
"وإذا عاد المسلم أخاه أو زاره في المرض قال الله عز وجل: طبت وطاب ممشاك وتبوأت في الجنة منزلا يقول الله له: طبت طاب عيشك في الدنيا والآخرة وطاب ممشاك سيرتك وسلوكك طاب ومسيرك إلى الله طاب ممشاك وتبوأت بهذا الممشى إلى المريض وزيارة أخيك المسلم تهيأ لك المنزل في الجنة ماذا يحدث إذا واظب العبد على الفرائض وأتبع ذلك بالنوافل ولا زال يزداد من النوافل حتى أحبه الله؟ فماذا يحدث إذا أحبه الله؟ قال النبي (ص): إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض يوضع له القبول في الأرض متفق عليه والقبول هو الرضا بالشيء وميل النفس إليه، ومعلوم معناه في اللغة فيحبه الناس ويرضوا عنه وتميل إليه القلوب ليس قلوب السفلة إلى المغنين ولا قلوب المشجعين إلى اللاعبين، لكن قلوب المؤمنين إلى هذا الذي أحبه الله، وقلوب من فيه خير ودين وصلاح على تفاوتهم أنتم شهداء الله في الأرض {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} يعني مودة في قلوب عباده بالإضافة إلى أنه يودهم ويحبهم ومن أسمائه الودود"
والحديث باطل بدليل أن الناس كرهوا الرسل(ص) فكذبوهم إلا القليل ولذا قال تعالى :
" ولكن أكثرهم لا يؤمنون"
ثم قال :
"وإذا حصل وشتمك إنسان بالباطل، فهل يدافع عنك أحد؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر والنبي (ص)جالس فجعل النبي يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فقام النبي (ص)فتبعه أبو بكر قال: كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وفي رواية أبي داود أنه آذاه المرة الأولى فصمت، وآذاه الثانية فصمت، وآذاه الثالثة فرد عليه فقال أبو بكر: أوجدت علي يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك فلما انتصرت وقع الشيطان فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان هذه منقبة عظيمة للصديق رضي الله عنه وكذلك فيها تعليم لنا فضل الصبر على هذه الشتائم بالباطل والترفع عن الرد عليها والحلم، والحلم!"
والخطأ نزول ملك من السماء للأرض يكذب الشاتم وهو ما يناقض أن الملائكة لا تنزل الأرض لخوفها وهو عدم اطمئنانها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال :
"عباد الله!
هناك ردود أيضا على أهل الباطل قال رجل عن آخر: والله لا يغفر الله لفلان قال الله تعالى: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان؟ من ذا الذي يتحكم علي ويحلف باسمي أني لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك"
والحديث باطل لأن كلام الرجل والله لا يغفر الله لك قائم على ارتكابه ذنب والله لا يغفر لأحد ما لم يتب من الذنب فكيف يعاقب الله من يبلغ كلامه للناس؟
ثم قال :
"الحور العين أيضا تنافح عن معاذ عن النبي (ص)قال: لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا -يعني وهو من أهل الجنة من الصالحين- إلا قالت زوجته من الحور العين هذا من عالم الغيب، هذا من علو من الجنة ردود مباشرة من زوجته في الجنة إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا رواه الترمذي وصححه الألباني إذا هذه النداءات الغيبية يشترك فيها من عباد الله حتى الحور العين "
الحور العين فى الجنة والجنة ليس فيها انشغال بالدنيا وإنما فيها التمتع بالنعيم ومن ثم لا علم للحور أو من فى الجنة أى علم بما يجرى فى الدنيا
ثم قال :
"وهنالك رسائل، رسائل ترسل وهنالك كلام يقال، وشيء كثير يحدث إذا أوى الرجل إلى فراشه أتاه ملك وشيطان فيقول الملك: اختم بخير ويقول الشيطان: اختم بشر فإن ذكر الله باتت الملائكة تكلؤه فإن استيقظ قال الملك: افتح بخير وقال الشيطان: افتح بشر فإن قال: الحمد لله الذي رد علي نفسي ولم يمتها في منامها الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا الآية فإن وقع من سريره فمات دخل الجنة رواه ابن حبان وصححه المنذري وحسنه ابن حجر العسقلاني رحمه الله
في المقابل ماذا يقال للمنتحرين؟ هنالك أيضا كلام غيبي يقال لأصحاب الكبائر والسيئات كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع ولم يصبر على الأمل فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم، ما توقف، حتى مات قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة رواه البخاري ومسلم وهذا الواحد يقول: أنا إذا صبرت على حياتي أسبوع هذا كثير على ماذا؟ بيت، ختارى، عدم وجود مغنم دنيوي، ضغط نفسي، ظلم اجتماعي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة بينما ماذا يقال لمن يموت له ولد ويصبر؟ عن أبي سنان قال: دفنت ابني سنانا وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟ قلت: بلى فقال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله (ص)قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ لاحظ بلاغة التعبير النبوي والذي هو وحي من الله: ثمرة فؤاده الولد ثمرة الفؤاد قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك و استرجع الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد سموه بيت الحمد! رواه الترمذي وهو حديث حسن"
والخطأ أن الله يسأل الملائكة وهو يخالف أن الله لا يسأل أحدا لأنه يعلم بكل شىء كما أن السؤال هو نقص فى ذات الإله يعنى جهله بما فى ملكه والخطأ الأخر هو بناء بيت الحمد لوالد الميت وهو يخالف أن كل بيوت الجنة هى بيوت حمد لأن المسلمين كلهم يقولون فى الجنة كما قال"الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب".
ثم قال :
هل تظن أن الذين يموتون وقد أحسنوا إلى جيرانهم ويذهبون معه إلى الجنازة ويشهدون له بالخير هل تظن أن شهادتهم تذهب هباء منثورا؟ كلا قال (ص): ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين لأن المعاملة تظهر في أقرب الجيران أكثر من غيرهم ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال تبارك وتعالى: قد قبلت فيه علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون قد قبلت فيه علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون رواه أحمد وهو حديث صحيح هكذا إذا الإحسان إلى الجيران، هذا مرده وهذا جواب الله للجيران هذا كلام الله مقابل كلام الجيران"
الخطأ أن دخول الجنة يكون بشهادة الجيران وأشباههم وهو ما يخالف أنه بالعمل الصالح كما قال تعالى :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
اجمالي القراءات 2105