عن هجرة المصريين من الريف إلى المدينة
كيف هاجر المصريون

رضا عامر في الخميس ٠١ - ديسمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

معظمنا له أصول من الريف وكثير منا مازال له ارتباط بشكل ما بأصل عائلته الريفى فى شكل منزل العائلة أو اراضى زراعية مملوكة أو مقابر دفن فيها اسلافهم والبعض أيضا مازال يواظب على زيارة بلده فى ظروف حزينة كعزاء أو سعيدة كالاعياد.
فى اجيال منتصف القرن العشرين وما قبلها بقليل كانت هجرة الشباب الواعد من الريف إلى المدينة لاستكمال التعليم الجامعى ثم الانخراط فى السلك الوظيفى أو العمل الحر فصار منهم أطباء ومهندسون ومدرسون وموظفون. هؤلاء سكنوا فى احياء القاهرة مثل شبرا والأحياء الحديثة الإنشاء كالعباسية والحلمية ثم مصر الجديدة والمعادى وكونوا أسرا وأحسنوا تربية ابناءهم فتخرجوا وشغلوا الوظائف المحترمة وانبثق من هذه الطائفة كثير من الفنانين والأدباء والشعراء و الأسماء كثيرة تزيد على الحصر.
بعد الإنفتاح الساداتى وطوال عصر مبارك وبعد خمسه وعشرين يناير بدأت الهجرة العشوائية من الريف إلى القاهرة والإسكندرية وعواصم محافظات الوجه البحرى. هذه الهجرات لم تكن بسبب استكمال التعليم كما فى السابق ولكن كان هدفها كسب الرزق وكانت من الشباب والأسر التى كانت تعمل فى الزراعة. سكن المهاجرون فى الأحياء العشوائية فى معظم الأحيان بشكل غير آدمى وغير صحى. تكونت مجمعات طفيلية لها مواصفات غريبة لا يحكمها قانون واضح وأصبحت مرتعا للبلطجية واحترفوا المهن الطفيلية مثل الميكروباص و التوكتوك وسياس ركن العربيات وتجارة الامشاط والفلايات والتسول و الخدمة فى البيوت و الدعارة وتجارة المخدرات. واستقطبت هذه العشوائيات أيضا بعض الشباب من أصحاب الحرف كالنجارين وااحددادين وغيرهم للحصول على المكسب السهل بدون تعب بدون تكلفة فالسكن رخيص بسبب تكدس التمانية من الشباب فى غرفة واحدة والأسرة من الأب والام والاطفال فى غرفة واحدة بحمام مشترك. الكهربا والمياه مسروقة.
هذه الأحياء كانت مكانا مثاليا للجماعات الدينية المتطرفة التى تسبب فى وجودها الرئيس المؤمن أنور السادات وشجعها نظام مبارك ولا أحد ينسى فتنة الزاوية الحمراء. تزامن هذا الوقت مع ذهاب المصريين للعمل فى الخليج البترودولارى الذى افاد البعض ماديا لكنه غير من شكل المصريين ومن طبيعتهم المنفتحه والمتسامحه دينيا. الى الطبيعه البدويه الرافضه للمدنيه و المنغلقه وغير القابله للاخر.....
صارت هذه الاحياء عبئا على اقتصاد البلد وفى نفس الوقت ساهمت فى إفشال الزراعة والمهن الأخرى. أهملت فنون خان الخليلى وصارت البازارات تعرض بضاعة مصنوعة في الصين. تضخمت العشوائيات حتى صارت مشكلة يصعب حلها.
تغيرت وجوه المصريين فى الشوارع ووسائل المواصلات وتغير سلوك الناس ولهجاتهم وانعدم الذوق وساءت الاخلاق وانعكس أيضا عى الفنون فراجت الاغانى الهابطة واختفت الفنون الرفيعة وصارت مدعاة السخرية والتهكم.
كتبت هذا ليعلم الجميع من الذى خرب مصر.
رضا عامر
أول ديسمبر ٢٠٢٢
اجمالي القراءات 2166