تفاصيل اجتماع الأمن الوطنى بثلاث قيادات إخوانية الأسبوع الماضىأميرة ملش1/17/2012 6:18 AM
ما أن تذكر اسم أمن الدولة حتى تستدعى ما يؤلم.. حتى تستدعى كيف يتم رصد تحركاتك وعد أنفاسك ومراقبتك أينما كنت حتى لو كنت فى غرفة نومك.. ما أن تذكره حتى تستدعى كيف يتم جرجرتك وأنت معصوب العينين الى مكان موحش لا طاقة لك به.. السمعة السيئة لجهاز أمن الدولة دفعت المسئولين إلى إلغائه بعد ثورة 25 يناير فى محاولة لغسل سمعة الجهاز.. اطلقوا عليه جهاز الأمن الوطنى وأعلنوا انه لن يتربص بالمواطنين وسيكتفى بمكافحة الإرهاب وليس له نفس الصلاحيات المطلقة التى كان يتمتع بها جهاز أمن الدولة.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث.. تم تغيير الاسم لكن بقيت نفس المنظومة.. مازالت الاتهامات توجه الى جهاز الأمن الوطني.. منها انه وراء خطف عدد كبير من النشطاء والمتظاهرين لإرهابهم وهى تهم تحولت الى بلاغات لم يتم البت فيها.. تهم رفضت قيادات الداخلية ان تلصق بها.. فهى بريئة من خطف النشطاء.. قيادات الداخلية أيضا أكدت أن الجهاز الذى يرأسه اللواء مجدى عبد الغفار كان جهاز أمن الدولة سابقًا والذى كان معنيا بمراقبة التيارات الدينية خاصة المتطرفة.. وكان يقيم معهم تحالفات يخيل لهم انها ستحدث التوازن أو الاستقرار، وكل نظرياتهم سقطت مع ثورة 25 يناير.. عاد جهاز الأمن الوطنى ليمد الجسور بينه وبين التيارات الدينية.. فى الأسبوع الماضى التقى بعض القيادات فى الأمن الوطنى بثلاث قيادات من الإخوان المسلمين أو بتعبير أدق ثلاث قيادات من حزب الحرية والعدالة.. وتؤكد المصادر أن اللقاء تكرر ثلاث مرات خلال أسبوع واحد.. وهو ما يؤكد أن جهاز الأمن الوطنى عاد للمشاركة فى الساحة السياسية متمثلا فى دوره كمسئول عن الأمن السياسى وهو الدور الذى كان يلعبه سابقا أمن الدولة.. جرى الحوار بينهم حول ما تشهده الساحة حاليا من اضطرابات سياسية، وترتيب الأدوار والمهام التى سوف يقوم بها حزب الحرية والعدالة فى الفترة المقبلة.. وخاصة بعد أن حصد عددًا كبيرًا من مقاعد البرلمان.. هناك شبهات كثيرة حول أحقيته بالفوز بها.. كان كلام قيادات الأمن الوطنى مع قيادات الإخوان واضحا وصريحا.. قالوا لهم لابد من فتح صفحة جديدة معكم ونريد منكم الالتزام بالاتفاقيات التى تبرم معكم من جانبنا.. خاصة أن لدينا خبرة سيئة معكم فى ذلك.. فأنتم لا تلتزمون بالعهود ولا توفون بوعودكم، فعندما كان جهاز مباحث أمن الدولة يبرم أية اتفاقيات أو عهود مع الإخوان المسلمين كانوا دائما ما يخالفون عهودهم ولا يلتزمون بالاتفاق وتمثل ذلك فى انتخابات برلمان 5002.. فكان هناك اتفاق بين الجانبين قبل الانتخابات بأن مقاعد الإخوان لن تزيد على 40 كرسيا.. ولكن ما حدث أنهم حصدوا 88 كرسيا فى برلمان 2005، كما أن هناك واقعة أخرى عقب ثورة يناير وأثناء اقتحامات مقرات أمن الدولة، وحسب ما قاله أحد القيادات الأمنية أن أمن الدولة كان يعقد اجتماعا يضم بعض قيادات من الإخوان واتفقوا معهم على عدم اقتحام مقرات أخرى وفى نفس الوقت كان الإخوان يشتركون مع غيرهم فى اقتحام مقر أمن الدولة بالإسكندرية ثم تم اقتحام المقرات فى بقية المحافظات، وكان للإخوان دور كبير فى ذلك، فيقول ضباط أمن الدولة إن الإخوان نادرا ما كانوا يلتزمون بما يتفقون عليه مع أمن الدولة، فليس لهم عهود لأنهم دائما يفضلون مصلحتهم على أى شيء آخر فمصلحتهم لها الكلمة العليا دائما، وهم فى ذلك على العكس تماما من السلفيين الذين كانوا دائما يلتزمون بعهودهم واتفاقاتهم مع أمن الدولة وينفذون التعليمات بمنتهى الدقة.. ولذلك فإن الأمن الوطنى حاليا يضع ثقة كبيرة فى السلفيين.. ولكنه لا يثق فى الإخوان، كما أن هناك ضباطا كثيرين كانوا يعملون فى مباحث أمن الدولة ومنهم من هو خارج الأمن الوطنى حاليا ومنهم من لايزال فيه يخشون بشدة انتقام الإخوان منهم، فهم يقولون إننا طالما طاردنا الإخوان واعتقلناهم ومارسنا عليهم جميع أدوات التعذيب، ورغم أنهم كانوا معصوبى العينين ولكنهم يعرفوننا بالاسم وهو ما يجعل مهمتهم سهلة إذا أرادوا الانتقام منا.. وهو ما نتوقعه منهم.. فقد كنا نلاحقهم دائما، عكس السلفيين فلا خوف منهم.. فقد كان معظمهم أصدقاء لنا وكانوا ملتزمين بالدور الذى نضعه لهم.. وكانوا يخشون غضبنا وهم تنقصهم الجرأة وهو ما كان يجعلهم ملتزمين بأى اتفاق نبرمه معهم، وخلال اللقاءات التى تمت الأسبوع الماضى بين الأمن الوطنى والإخوان طالبوهم بعدم نقض الاتفاق حفاظا على مصلحة الجميع، كما تعهد الأمن الوطنى بعدم ملاحقة أى شخص ينتمى للإخوان بشرط أن يكون الأمن الوطنى فى الصورة دائما ويكون مطلعاً على أى شيء يفعله الإخوان حتى يستطيع الجهاز الجديد مساعدتهم فى الفترة المقبلة.. قيل لهم أيضا إن حاجتكم لنا سوف تكون ضرورية فى الفترة المقبلة.. فمن مصلحتكم التعاون معنا، وطالبت قيادات الأمن الوطنى الإخوان بأن يقوموا بإطلاعهم على ما تتضمنه أجندتهم الخاصة خلال الفترة القادمة وعلى تصوراتهم بشأن الاعتصامات والاضطربات التى تشهدها قطاعات عديدة من الدولة وكيفية مواجهتها واحتوائها، وعن مدى مشاركتهم فى أى مظاهرات أو اعتصامات تقوم بها القوى السياسية الأخرى وموقفهم منها.. وأن يتوقفوا عن الخداع لأنه سيكون ذا تأثير سلبى عليهم، وإطلاع الأمن الوطنى على تفاصيل التحالفات السياسية التى يدخلون بها.. كما طالبهم الأمن الوطنى بعدم افتعال المشاكل مع الجيش والمؤسسة العسكرية وأيضا مع القوى السياسية الأخرى.. وعدم التدخل فى السياحة تماما.. وبالفعل فقد أعلن حزب الحرية والعدالة منذ عدة أيام أنهم لن يتدخلوا نهائيا فى أى شيء يخص السياحة ولن يمنعوا الخمور، كما أكدت بعض المصادر فى الأمن الوطنى أنهم طلبوا من الإخوان أن يكونوا الصوت العاقل وسط التيارات الإسلامية الموجودة الآن على الساحة السياسية وأن يبتعدوا عن التشدد فى آرائهم وأن يتحلوا بالمرونة حتى يمر الوطن من هذه المرحلة الصعبة، كما علمنا أنه تم أيضا عقد لقاءات بين ضباط الأمن الوطنى والسلفيين خلال الفترة السابقة للاتفاق حول الدور الذى يلعبونه حاليا، وخاصة أنهم حصلوا على المركز الثانى بعد الحرية والعدالة فى مقاعد البرلمان وتؤكد المصادر الأمنية أن هذه اللقاءات سواء مع الإخوان والسلفيين لن تتوقف بل إنها سوف تتزايد خلال هذه المرحلة وهو شيء ضرورى حتى يستطيع الأمن الوطنى أن يحكم سيطرته مرة أخرى على مجريات الأمور، ولذلك فإن الأمن الوطنى والكلام مازال للمصدر الأمنى بالجهاز بدأ عمله بجدية منذ فترة قصيرة واستهله بممارسة الأمن السياسى بالحوارات مع القوى والأحزاب الإسلامية.. وحتى يستطيع تجنيد مصادر معلومات حتى يقوم بدوره كجهاز معلومات يمد بها الأجهزة الأمنية الأخرى حتى تقوم بدورها هى الأخرى.
|