وصف فريد الديب نظام مبارك بأنه نظام "غادر"، وانه نظام يلفق التهم بسهولة ويجيد فن التزوير . و ان مبارك تخيل نفسه انه هو الوطن وان الوطن هو .
جاء هذا اثناء مرافعة فريد الديب في قضية ايمن نور في 2005 .
واكد الديب أن قضية أيمن نور تفوح منها رائحة الانتقام السياسي الغادر، واستشهد الديب في مرافعته بوصف جمال حمدان للحاكم الطاغية الذي يرى أن الوطن هو، وأنه هو الوطن والدولة، وبما فعله الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر ضد الكاتب خالد محمد خالد.
وأدان فريد الديب، محامي الرئيس المخلوع، موكله وعصابته في مرافعته عن د. أيمن نور زعيم حزب الغد و6 آخرين بتزوير توكيلات الحزب في ديسمبر عام 2005، عقب فوزه بالمركز الثاني أمام مبارك فيما سمي وقتها بـ"انتخابات الرئاسة"
وقال في بداية مرافعته: "إن القضية تفوح منها رائحة الانتقام السياسي، وينبئ شكلها عن استخدام السلطة لأجهزتها التنفيذية في الإجهاز على خصم سياسي نشط عنيد".
وأضاف أن "وقوفه للدفاع عن هذا الشاب النشط –يقصد نور- ربما يجلب عليَّ النقمة من كارهيه المتربصين به، الذين تتوفر لديهم آلات البطش والإيذاء، وربما يوجهون سهامهم الغادرة إليَّ، بدلاً من غريمهم، مستبدلين إياي به، فأجد نفسي عما قريب في نفس القفص، وليس أسهل من تلفيق التهم، وتدبير شهود الزور.. ولكنني ما إن تصفحت أوراق القضية مجرد تصفح حتى هالني الظلم والتلفيق".
وتابع: ما دام أن أيمن نور مهدد بالسجن لن أهدأ، ولن يغمض لي جفن حتى أثبت لحضراتكم وللأمة كلها براءته مما يلصقونه به، وليس هناك من دافع لديَّ سوى أنني اقتنعت تمامًا ببراءته، وبأن القضية برمتها ما هي إلا حلقة من حلقات الكيد للمعارضين السياسيين والتنكيل بهم".
واستشهد الديب بما كتبه العالم الكبير الدكتور جمال حمدان في كتابه "شخصية مصر"- الجزء الأول- صفحة 29 لتوصيف الوضع في مصر وقت محاكمة أيمن نور؛ حيث يقول: "والقاعدة تقريبًا عند كل حاكم أننا نعيش دائمًا في عصره أروع وأمجد فترة في تاريخنا، وحياتنا بلا استثناء، كل عصر عند صاحبه هو، وهو وحده، عصر مصر الذهبي، تلك نغمة أزلية وبضاعة مزجاة يكررها كل حاكم منذ الفراعنة في نقوشهم وسجلاتهم الهيروغليفية على جدران الآثار حتى اليوم في أبواق الدعاية ووسائل الإعلام العميلة التي لا تتحرج ولا تخجل، ولأن الحاكم، بالنظرية أو بالتطبيق، بالوراثة أو بالممارسة، يتوهم مصر دائمًا ملكًا له، ضيعته أو قريته الكبرى، هو الدولة وهو الوطن، والولاء للوطن هو وحده الولاء للنظام، فإنه يعتبر أن كل نقد موجه لمصر إنما هو موجه إليه شخصيًّا، ومن ثم فهو خيانة وطنية، خيانة عظمى.. باختصار، النظام أو الحاكم هو بالضرورة والواقع العدو الطبيعي لناقد مصر الموضوعي أيًّا كان، والغالب أنه يتخذ من المفكر الناقد لمصر "صبي الضرب" التقليدي وكبش الفداء الدوري على مذبح الشعبية الرخيصة ومداهنة الشعب وإرهابه أيضًا".
هذا ما قاله فريد الديب عند دفاعه عن ايمن نور في 2005 وقبل ساعات من بدء مرافعته في قضية قتل الثوار وإهدار
المال العام المتهم فيها المخلوع ونجلاه ورجل الأعمال حسين سالم!.
فماذا سيقول اليب غدا عندما يدافع عن مبارك ونظامه .. وهل لما لم يوضع الديب في القفص ونال الحرية كاملة سيتغير قراره ننتظر الاجابة غدا من الديب .