المُقدِّمَة (مقدمة الكتاب )
رغم إعتِباره الكِتَاب الأسَاسِي المُقدَّم على بقية الكُتب في الأهمية والتقدِيس , ومصدر عِزٍّ و فَخرٍ لهم على مدى الزَمان ...إلا أنه لم يَنَل تلك المرتَبة فعلياً على أرض الواقع في أغلب فترات تاريخهم: تاريخ العَرب المُسلمين .. فقد رَضِيَ العَوامُ , أغلب الأحيَان, بما يقوله لهم رِجال الدين, بينما رضِيَ رِجال الدِين بما بين أيديهم من إرثٍ تَسيَّدت فيه الإعتِبَاطِية اللسَانية , وعلَت كل شيء , فتكلَّس الفِكر, و تحنَّط العَقل, وانحَجرَ المفهوم النَابِع من كُل مَعلُوم….
و مع استِشراء الشُذوذ اللِسَاني الإعتبَاطي في تفسِير الثابِت و بناء الكلمَات{العامِّية المُستحدثَة} , وتَقعِيد ذلك , إِنكفَأت قِيم الحَداثة والمُزامَنة اللِسَانية التي كانت تُؤتِي أُكُلهَا كل حِين …. فتقدَّم الكِتاب, كُتبٌ أخرى ,رَبَت من الفَوضوِية , وأزبَدَت زَبَداً سَامَّاً اعتَلاهُ, فقيد أحكامه, وعطَّل شرائِعه , وحجَبت جوهَره.
وللأسف لم يكن رَدُّ الفِعل التَنويرِي مُوازِياً ومكافئاً للفَوضَوية اللِسَانية السَائدة ..فخرج في شكل نظرياتٍ ناقِصة تَزحَفُ على بطنها , لم يَشدُد أزرَها قاعِدةٌ متكاملة تُنهِي عَصَر الإعتِباطِيَة اللِسَانية الظَلامية….و تُعِيد للكِتَابِ صدَارتهُ ..وتُنهِي الأرَق الذي سَبَّبهُ السُؤال القَدِيم الحَدِيث الذي ما انفَكَّ كثيرون في البحث عن جوابٍ شافٍ له:
هل اللِسَان العَرَبِي : لسَانٌ إعتِباطِي , أمْ وَحْيٌ إلهِي : تَوقِيفِي , أم شيءٌ وسَط : تَوفِيقي, أي يجمع بين الإثنين ؟؟؟
في دراستِه المُعنوَنَة :{خصائص الحروف العربیة ومعانیھا} ,الصَادِرَة عن :منشورات اتحاد الكتاب العرب1998,لخَّصَ الباحِث ,حسن عباس , 4 نظريات تحدثت عن أصُول اللسَان العَربي :
بداية الإقتِبَاس:
** يمكن إجمال النظريات التي تناولت هذه المسألة في فئات أربع.
1-النظرية التوقيفية: تقول إن أصل اللغة (توقيف) أي وحي إلهي. ومن أبرز القائلين بها: (هيروقليطس دويلاند) الغربيان و(ابن فارس) العربي.
. 2 - النظرية التوفيقية: تقول بالتوفيق بين التوقيف والاصطلاح بمعنى أن الإله قد أقدر الإنسان على أن يصطلح الكلمات تعبيراً عن معانيه. ومن أصحابها (أبو علي - ١٩ - الفارسي) ولكن هاتين النظريتين لم تصمدا أمام نقادهما للجانب الغيبي فيهما...
. 3- النظرية الاصطلاحية: تقول أن أصل اللغة هو الاصطلاح والتواضع. أي أن الأسماء هي مصطلحات قد تواضع الناس على معانيها. فنظم الحروف كما قال (الجرجاني) هو "تواليها في النطق فقط فليس نظمها لمقتضى من معنى". (دلائل الإعجاز ص٣٢ .(والكلمة كما قال (سوسور): (ليست إلا إشارة، وأن معناها اعتباطي صرف) (تاريخ علم اللغات ص١٣٨ (لجورج مونين. وممن قال بها من العرب: (الغزالي- ابن خلدون- عبد القادر الجرجاني- أبو هلال العسكري) وكذلك معظم دكاترة اللغة المعاصرين ومنهم: د.صبحي الصالح في كتابه (دراسة في فقه اللغة) محمد المبارك في كتابه (فقه اللغة) د.فايز الداية في كتابه (علم الدلالة العربي).. د. حنفي ابن عيسى في كتابه (محاضرات في علم النفس اللغوي..) د.جعفر دك الباب. في كتابه (دلائل الإعجاز)- وغير صحيح ما قالوه بصدد العربية. وممن قال بها من الغرب: ديموقريطس - هوموجيس. أرسطو- القديس توماس -باكون - روسو - كوندياك- ديكارت- هوبيز- سبينوزا-لوك -ليبنتز- سوسور، وأصحاب الفلسفة المظهرية الحديثة وكذلك المعاصرون من علماء اللغة وفلاسفتها وصحيح ما قالوه بصدد لغاتهم
. 4 -النظرية الفطرية -تقول: إن أصل اللغة فطري، ومما جاء على ألسنة أصحابها أن اللفظة قد اقتبست من الطبيعة بالمحاكاة، وأن الألفاظ بدأت بتقليد الأصوات في الطبيعة، وأن ثمة علاقة ذاتية بين الفكر والكلمة. وهكذا إلى المزيد من التعاريف التي يمكن ضمها تحت لواء المدرسة الواقعية القائلة "اللغة جزء من الواقع الطبيعي" (المرجع السابق ص١٥ .( فممن قال بها من العرب: ابن جني -الفراهيدي وتلميذه سيبويه- ابن سينا- عباد ابن سليمان الضيمري الكرملي. محمد فارس الشدياق في كتابه (سهر الليال في القلب والابدال). العلايلي في كتابه (مقدمة اللغة العربية) الأرسوزي في مؤلفاته جميعاً. عبد الحق فاضل في كتابه مغامرات لغوية. وصحيح ما قالوه. وممن قال بها من الغرب: أفلاطون. القديس أوغسطنوس- القديس غريغوريوس- ديولاند- همبولدت دونيس سكوت- فيكو وكذلك الشعراء الرمزيون كما أسلفنا وغير صحيح ما قالوه. ملاحظة: إن جميع الأسماء الواردة آنفاً قد أخذت من المراجع أعلاه …** إنتهى الإقتباس .
أمَّا أصحَاب النظَرية الإصطِلاحِية/ الإعتباطية ,فقد اعتبرُوا بأنه لا يوجد صِلةٌ بين الدَال و المَدلُول, أي بين { الكَلِمة : الأصْوَات المُجمُوعَة تألِيفاً }, وبين :
معنَى = خصِيصَة الموصُوف/المُعبَّر عنه..
بعِبارةٍ أُوضَح : مَعَاني الكَلِمات هي مَعَانٍ اعتباطِية صَرفّة, كونَ نَظمَ الحُروف فيها ,أي تَسلسُلهَا النُطقِي , لا يَنبُعُ من رَحِم عَقلِي ...
وبهذا, اللسَان العَربي , وِفقاً للنظرية الإعتِباطيَة ,عِبَارةٌ عن قَالبٍ لَفظِيٍ جَامِد غير مُتوافقٍ مع البُنية الفِيزيائية المَرئِية في الوجُود المادِّي , والتي يُمثِّل الصَوتُ فيها جَانِباً شَدِيد الأهَمِية…
وهذا ما قصده بالضبط برغسون ,عندما تَحدَّث عن دلالة الكلمة في اللُغَات : "الكلمة مومياء... جثة فارقتها الحياة.." (في فلسفة اللغة كمال حاج يوسف) ص٥٧ .
العِبَارة الآنفة الذِكر أعلاه تُمثِّل الرَكِيزة الأسَاسِية في فِكر أنصَار الإعتِباطيَة اللغوية , و التي نشَأت على مبدأ أن ظُهور اللُغَات يَنبُع من جَوهَر الإحتِياج البشَري المُلِح ..حَيثُ دَفَعَ وجُود أشيَاء كثِيرة عديمة الهَوِية, قديمة في الوجُود , البشَر, للتعبير عنها بالألفاظ ,فتوافقوا على المُسمَّيات بالتَدريج مع مرور الزمن, مع الغلَبة للسَائِد والأكثر إنتِشَاراً من المُعرِّفات اللفظية…
اللُغة بالنسبة للإعتِباطِيين إذاً ليست فِكراً يُتَرجَم ب لَفظٍ دلالِي يُوَّجِهُ البنَان العَقلِي إلى مَدلُولٌ عليه….بل هي واسِطّةٌ تؤدِّي الى الفِكر. مُجرَّدُ وِعَاءٌ فارِغ احتَاج البشر لمَلئِه بالمعَانِي من فّيض الإبتِكَار الإبتداعِي النابِع من توافُقهِم و تطوُّرهم الحَضارِي….
وهنا يَبرُز سُؤالٌ لأنصَار تلك النظَرِية من المُؤمنين , سُؤالٌ يتمَحورُ عن ماهِية { اللِسَان } الذي خاطَب الله تعالى به آدم والملائِكة و إبليس, والذي به أيضاً, أجابَ آدم, و به أُغوِيَ,وبه إستَغفَر وأنَاب ….
هل هذا اللسَان اعتباطَيٌ ؟ ...وهل يَنفصِل الكَيان الفيزيائي *الصَوتي *, الذي هو جُزءٌ من الوجُود المَادِّي الكُلِّي ,عن الوُجود المادِي *البَصرِي* الذي يُنتِج الأوَّل في قَوالِب مُحددة,لا عَشْوَائِية فيها ؟
ً
بالنِسبة إلى أصحَاب نظرية * الوَحي* الإلهِي ,فقد اعتبروا اللُغة توقِيفيَة: عِلمٌ عّلَّمه الله تعالى للبشر بالوَحي….حيثُ تكون العلاقة فيه بين الدَال و المَدلُول علاقة وجُودِية : الإسم دالُّ على مُسمَّاه, بمعنى أن اللَفْظَ إطارٌ مُسَوِّرٌ مُبطِنٌ للمَعنى, وِعَاءٌ له… وبالمُقابِل :المَعنى يُعبِّرُ في طَبيعتِه عن اللَفظ ...
يعتبر أصحاب هذه النظرية أن اللسَان العَربي هو أوَّل لِسَانٍ تحدثَ به أب البَشرية : آدم عليه السَلام.. , ولكن يُعَاب عليهم إغفَالهُم الجانب الخَلقِي الكَوني في نظريتهم...ذلك أن الله تعالى لم يَبتدِع أو يَخلِق اللِسَان العَربي بمعزَلٍ عن خلق السَماوات والأرض..بل أنه جعَل اللسَان العَربي ضمن نِتَاج عملية الخَلق… ونحن هنا عندما نذكُر كلمة { عرَبِي} لا نعني بها لِسَان قومٍ مُحدَّدين أو قَوميةٍ مُحدَّدة ,بل نتحدَّث عن أصوَات {أُعْرِبَت} عندما أخرجتهَا سِلسِلةٌ أحدَاثٌ تَفاعُلية خلال عملية خَلق السمَاوات والأرض ..فاقترَن الصَوتُ /الحَرف النَاتِج مع الحَدَث المُنتِج له,فكان خِطَاب الله تَعَالى مع : المَلائكة ِ والبَشر والجِن+المكّوِّنات الكَونِية التي تجرِي بأمرِه , خِطَاباً فِيزيائِياً مُتوافِقاً ,نُزُولاً, مع طَبِيعتهِم الخَلقِية الدُنيا المُحتَاجة للصَوت والحَاوِية لأداوت إستيعابه ومَنطَقتِه , ومتطابِقاً في الأسَاس مع الوجُود المادِّي القائِم المُنتِج لتلك الأصوَات بمعانيهَا .. وهنا لا بد من الإشارة إلى واقع أن الله تعالى ليس بحاجةٍ الى الصَوت ,ولكن { أسْمَاءه الأزَلِية القائِمة من ذاتِه سُبحانه وتعَالى } تتَطلَّبُ تلك الأصَوات عبر التَخلِيق المَادي المّرئِي فالصَوتِي,فالكيانِي الواعِي: المَلك + الجِن + البَشَر, فيُقدِّسُوه ويعبُدوه ويُسَبِّحُوه بها…
أما أصحَاب النظرية الفِطريَة, و أبرزهُم فيها : إبن جني, فقد التقُوا من حيثُ لا يَدرُون, في زاوية خَفِية , مع أصحاب النَظَرية التَوقِيفِيَة ….ولو أنّّ الرَبط كان قد تمَّ بين النظَرِيَتين في عُنصرَي: الوَحي الإلهِي + مُحاكَات الأصوَات في الطبيعة …. لكان في ذلك ثورة حقيقية تنقل العِلم اللساني إلى آفاق واسِعة جدَّاً, لكن ذلك لم يحدُث للأسَف ….
النظرية الخامِسة , هي النظرية القَصْدِية للباحِث العَراقي : سبِيط النيلي ,والتي اعتمدت على الفيزياء لكشف هوية الصوت/الحَرف , ثم معرفة دلالته ….….والتي لم يذكرها الباحث حسن عباس, مع أنها ظهرت في منتصف تسعينات القرن الماضي, وربما يعود السبب لكونها لم تكن معروفة وواسعة الإنتشار آنذاك..ولقد اعتمدت على التحليل الفيزيائي للأصوات/الحُروف للوصول إلى هويتها , وتحديد معانيها….
و رُغمَ انتشَارها لاحقاً, وتبنِّيهَا من قبل بعض الأكاديميين العراقيين, إلى أنها لم تحقق ثورةً حَقيقِية على المورُوث السَائِد , بسَبب مُهاجمتها من قبل المؤسسة الدينية, و بسبب قُصُور بُنيَوِي واضِح مكَّن مهاجميها من حَصرِها , وعدم إكتمالها , ومع ذلك,إستطاعت القَصدية أن تَستمِيل قُلوب وعقُول أعدادٍ كبيرة من الشباب في العَراق ,و في بَقِية الأقطَار العَربية والإِسْلامِية...
تصدَّت { القَصدية } أو { الحَل القَصدي للُغَة} ل { الإعتِبَاطية اللُغوية } ,ويكمُن جوهر القصدِية اللسانِية على بيَان فحوَى (الحَركِية) الكامِنة في الأصوَات/الأحرُف/الفُونِيمَات ..حيثُ كُلُّ حَرفٍ يُعبِّرُ عن حركةٍ مُحدَّدة ...و هذه الدَلالَة الحَركِية هي في أصلها { إلهية المَنشَأ }... وبالتالي, هُنَاك قَصْديةٌ في التّسلسُل النُطقِي ل الحُروف المُجتمِعة في اللَفظ { الكَلِمة } لتُعبِّر عن دَلالةٍ عَامَّة.
وعليه, لا يوجد ترادُف أو مجَاز أو حَذف أو إختِلاف….. في القُرآن العَظيم , حيث كُلُّ حَرفٍ في مَوضِعه ,وكلُّ كّلِمةٍ في مكانها, وكُل جُملةٍ في سِياقِها…ولا يمكن التّعويضُ عنها أو استبدالها بكلمةٍ أُخرى, أو تَغيير مَواضِعها…
من وجهة النظَر المُتواضِعة, فقد أصَاب نظرية النِيلي في مَقتَل أمْرَان:
1- بِدائِية النَظَرية القَصْدِيَة ..حيُث نظَر النِيلي إلى الحُروف/الأصوَات ك كيّانات ذَات وَجهٍ وَاحِد,بينَما , وبحسب ما اكتشفته, الحُروف لها في واقِع الأمر :وَجهَان معنويان ,في حالتي الإيجَاب والسَلب: قاعدة السالب و الموجب .
...وغابَ عنهُ إيضاً أن الصَوت الفِيزيَائي يمكن أن يكون له أكثر من شَكل و مبنَى سَواء في التّفخِيم أو التَخفِيف…
2- إلتزَامه المعَاني المَوروثة للكلمات وبناء معانِي الكثير من الأحرُف عليها… ونتيجة هذا الأمر, تَولَّدت لديه قَناعَات غير حقيقية في جوهرها , أدَّت, وبِشكلٍ مؤسِف, إلى ادِّعاءه أحيّاناً بوجُوب تَغيِير كَلِمة مُعيَّنة في المُصحَف الشَريف لكي تتوافق مع نظريته….
يلغ عدد الحُروف التي فسَّرها النيلي عَشرة حُروفٍ فقط,ولقد وافته المَنِيَة قبل إكمَالها….
أما النظرية السادسة والتي أعتبرها ذات ريادة, والأفضل على الإطلاق , فكانت النظرية الثنائية التي قامت على الجذر الثنائي الحَرف كأصل أساسي للكلمة و الإشتقاق في اللِّسان العَربي … ولقد أبدع فيها أحمد فارس الشدياق بشكل يفوق الوصف… وبلغ فيها ما لم يبلغه أحدٌ من قبله….
لقد كان الشدياق السبَّاق والرائد في النظرية الثنائية للسَان العربي…..ورغم أنه لم يصل إلى قاعدة متكاملة حول الجذر الثنائي الحَرف, إلا أنه ترك بصمةً لا تُنسى , رحمه الله, وكان شعلةً مضيئة أنارت لمن أتى من بعده من الباحثين .
وبالعودة الآن للباحث ,حسن عباس , والذي اقتبسنا من كتابه ملخص النظريات الأربع الأولى , فسنجد أنه اعتمد الطريقة الحسِّية التذوقوية لمعرفة معاني الحروف ...وقد قسَّم الحروف بناءً على هذه النظرية إلى : حروف : لَمسِية + ذوقِية + شعُورية + سَمعية + بصَرية … وهو بهذا يُعَدُّ امتداداً من الناحية الفكرية للباحث الرائع : الأرسوذي….
ومن وجهة نظري المتواضعة أقول: ما أصاب نظرية الباحث حسن عباس بمقتل, هو اقترابه الشدِيد من الحَرف في محاولة معرفة معناه …واعتماده على المعاجم الذي تزخَر بعددٍ ضخم من الكَلِمات الغَامِضة, والتي هي إرثٌ شَفويٌ شُعوبي أعْجَمي بامتياز تلبَّسَ لِباسَاً أعْرَابياً لإكسَابه شَرعِيةً مطلُوبة , خصُوصاً مُسمَّيات الأشياء التي تحيط بالأعْرَابي في بيئته …
ولأن المقدمات الخاطئة تؤدي للنتائج الخاطئة...فلم تكن نظرية الباحث حسن عبَّاس موفقة لحدٍّ كبير,للأسف….
من المُحدِّثين أيضاً في أُسُس نشأة الكَلِم والقواعد اللِسانِية الشَيخ عبد الله العلايلي, طيَّب الله ثَراه….
ولقد بدأ من المُعجَم كأساس لمعنى الكلمة, ثم انطَلقَ يُحلِّلُ الكلمة بالتأمُّل مستنبطاً معاني حُروفها…. وقد انتهى الى وضعِ جدولٍ لجميع معاني حُروف العَربية ….
لقد كان الشيخ العلايلي مُتفرِّداً في أسلُوبه بالتأكيد , رَحمهُ الله, ولكن ,وكما قلت سابقاً : خطيئة استخدام المعجَم كمنطلق مُسلَّم به لمعنى الكلمة أفرغَ نظرية الشَيخ العلايلي من مضمونها….. للأسف الشديد....
نهاية المُقدِّمَة...الجزء الأول.