العرب رفعوا الواجب لمرتبة الكرم فسقطوا
لطالما يدرس أطفال العرب قصص (حاتم الطائي) هذا العربي الكريم، وتنشأ الأجيال العربية، على حقيقة ثابتة وهي أن :
(حاتم الطائي هو أكرم من أنجب العرب)
فأصبح العرب جميعاً في (جمع البخلاء)، ووقف (حاتم الطائي) مع زمرة قليلة ليكونوا النوادر في الكرم العربي !.
ومع كل قصة من قصص الــ الطائي، نجد أننا إن تمعنا فيها بعض الشيء، فسنجد أن الرجل لا يجب أن يطلق عليه الكريم أبداً !.
فالأصح أن نطلق عليه الــ مضياف لا أكثر أو أقل.
مع العلم أن أغلب القصص حوله هي من نسج الخيال لا الحقيقة.
ذلك لأن الكرم شيء والواجب شيء آخر.
وكل ما ذكر عن الــ طائي، لا يتجاوز حد الواجب فقط.
لأننا سنجد لأمثال (حاتم الطائي) الملايين من الناس في (المجتمعات الغربية)، في كافة الأجيال القديمة والحديثة، فالشعوب الغربية تعرف واجب الضيافة لحد أبعد بكثير.
فهل صور قدماء العرب الــ طائي بالكرم، نظراً لبخل فيهم، أم لأنهم لا يقدرون الواجب المفروض على كل إنسان تجاه أخيه الإنسان.
إن كل قصص حاتم الطائي تدور حول كرمه بتقديم الطعام للآخرين، وفي هذا مذلة وإهانة للمواطن العربي، لأن الإنسان لم يخلق ليبحث عن الطعام والشراب، بدون عطاء، لأنه إن كان كذلك لما إختلف عن أتفه الحيوانات التي لا تقدم شيئاً للحياة.
إن للكرم معاني أخرى :
ففي المجتمعات الغربية يقدمون الطعام والشراب (للمحتاج أو المتسول) على أن هذا الأمر (واجب) مفروض عليهم.
ومع ذلك فإن الشعوب الغربية أيضاً تبحث في حل مشكلة (المحتاجين أو المتسولين) فيوفرون لهم فرص العمل، أو يقرضونهم المال حتى يعملوا.
المهم أن يتحول هذا (المحتاج) من متسول للطعام والشراب، إلى إنسان منتج في الحياة، تلك هي مبادئ الشعوب الغربية. والأمثلة كثيرة في المجتمعات الغربية لمن أراد أن يبحث.
هناك فارق كبير فيما بين الكرم والواجب، ومن يظن من المحتاجين أو المتسولين، أن من يقدم لهم الطعام هو شخص (كريم) فهم مخطئون.
لأنه ليس بشخص كريم، وإنما مريض نفسي يسعد برؤية الناس وهم يأكلون كما المتسولين.
إنه أيضاً خسيس لأنه لا يشارك في حل مشكلات (أصحاب الحاجة) بحل جذري، وهو يملك المال القادر على تغيير أوضاع الفقراء.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت