أهل الفترة.
قال الله تعالى في كتابه العزيز ( ياأهل الكتاب قد جائكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جائنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم من الله بشير ونذير)
من هم اهل الفترة، الذين قصدهم الخالق عز وجل. حسب ما جاء في الفقه الاسلامي ، فإن مصطلح أهل الفترة يدل على اولئك الناس الذين عاشوا مابين رسالتي المسيح ومحمد عليهما الصلاة والسلام .ولم يتسنى لهم أن يتبعوا أحداً من الانبياء
وتمت تسميتهم بأهل الفترة لأن الخالق عز وجل لم يطالبهم بتكليف شرعي، ذلك لأنl; الرسالات كانت غائبة عنهم. والاتصالات أنذاك بين البشر كادت تكون معدومة. ولكن هذا لايعني أنهم لم يكونوا مؤمنين بالفطرة بوجود الخالق عز وجل، ذلك أن الايمان بالله هو فطرة في الانسان منذ أن خلقه الله.
السؤال المطروح الآن . هل يوجد في عصرنا شعوباً أو مجموعات أو أفراداً ينطبق عليهم مصطلح أهل الفترة؟
الجواب نعم.... هناك الكثير من القبائل التي تقطن غابات الامازون أو في اسيا أو في افريقيا... لايعرفون شيئاً عن الاديان عامة ولا عن الاسلام خاصة.. فهؤلاء مع كل اسف هم من اهل الفترة التي نتحمل مسؤولية بلاغهم رسالة الاسلام ... هم ليسوا مطالبين بتطبيق أحكامه ، ولكننا نحن سنسأل من قبل الخالق لماذا قصرنا في إصال رسالته إليهم ، ونحن أمة المليار ونصف.
اما السؤال الاخطر في عصرنا هذا عصر الاتصالات عصر السرعة والانترنيت ،والموبايل ،والفضائيات .هل يعيش بيننا أناس في هذا العالم يمكن أن نطلق عليهم اهل الفترة؟
الجواب نعم وألف نعم..... لديهم الف مبرر كي لا ايعتنقوا الاسلام كدين، يرفضون ممارسة رجال الدين والمؤسسة الدينية عندهم ،.. ومنهم من المسلمين مع كل اسف .وبالوقت نفسه ليس لديهم البديل المقنع ...هنالك الملايين من امثالهم في عالمنا المعاصر..
أنهم يسمعون عن الاسلام والمسلمين من خلال وسائل الاعلام المتوفرة لديهم ، عن عمليات انتحارية ، وقتل الابرياء، وحرق المساجد والمعابد، وقتل من هم من اهل الكتاب على الهوية. وقتل المسلمين ،وخطف الناس ، من على شاشات التلفزيون يروون المتطرفين وهم يقطعون رؤوس الابرياء بدم بارد....
أليسوا كل هؤلاء من أهل الفترة.... كيف سنقف امام الخالق؟ وماذا سنقول له؟ من هو المسؤول عن وجود أهل الفترة في هذا الزمان..؟ وماذا فعلنا بتراث وثقافة ورثناه عن السلف وكان سبباً لما نحن فيه...هل يمكننا أن نتحدث عن رسالة الحب والرحمة ... ومن سيصدق ذلك عندما يرى أفعالنا.... إلا غبي؟
يا أهل القرآن ليس امامنا إلا خيار واحد .. وهو أن نخلق ثقافة اسلامية بمرجعية الرحمة والحب والحكمة والموعظة الحسنة التي هي في كتابنا القرآن الكريم الذي هو منهجاً وهداية ،يصلح لكل زمان ومكان ولا شيء يعلوه أو يماثله..