هل حُكم السيسى لمصر قضاء من الله ؟؟
الإجابة لا والف لا ومليون لا .
لماذا؟؟
بإختصار قضاء الله عليك يكمن فيما لم ولن تُحاسب عليه يوم القيامة .ويتمثل هذا في (موعد ميلادك ،ويوم وفاتك ،وحتميات المصائب في المرض والحوادث الخارجة عن إرادتك ،وكمية رزقك ) فيماعدا هذا فلك الحُرية في أن تقبله أو ترفضه وأن تختاره أو تُعرض عنه وتقاومه .
وموضوع أن إختيارالحاكم هو من قضاء الله عليك بدأ مع الفتنة الكُبرى في آواخر أيام (عثمان بن عفان ) حين ثارعليه المُسلمون بسبب فساده المالى والإدارى وحاصروه في بيته ،فاشارعليه الفاسق الفاجرالمُجرم (مروان بن الحكم ) بأن يخرج على الناس وأن يخطب فيهم باكيا ويعدهم بالإصلاح وأن يُلقى عليهم كلمة تُلهيهم عنه قال فيها (لن أخلع عنى ثوبا ألبسنيه الله ) .أى ان خلافتى وإمارتى وحُكمى عليكم هو أمرا إلاهيا لا استطيع أن أخلعه أو أتنازل عنه وعليكم أن تقبلوه وألا تُنازعونى فيه . ومن هُنا بدأت نظرية أن (إختيارالحاكم ) هو من عند الله وليس من عند الناس .ووضعوا لها روايات،وآمن بها ودافع عنها السلفيون حتى يومنا هذا . ويستغلها الآن (السيسى )وكل حاكم طاغيىة مُستبد مُجرم مع تظاهره وخداعه للناس بإظهار تدينه الشكلى وتذكيرهم بأنه هو عناية الله لهم وعليهم ،وأنه جاء بأمرمن الله ، ولولاه لضاعت الأُمم وقامت قيامة الناس جميعا ....
وفى الحقيقة لو تعقل الناس وتفكروا لمدة دقيقة واحدة لعلموا أن الحاكم جاء بإختيارهم هم وبإرادتهم هم .وأنهم دينيا وإنسانيا ومدنيا لهم الحق المُطلق، والحق الأول والأخير في عزله من الحكم لإخفاقاته وعدم تنفيذه للمُهمة أو المهام التي إنتخبوها من أجلها ،ولهم حق مُحاسبته فى الدُنيا ومُحاكمته على جرائمه في حقهم وإهداره لأموالهم .
ولو نزلنا بالسُلم الوظيفى والإدارى لعلمنا أن تعيين المناصب العُليا في الحكم وفى الدولة يتم بإختيارأفراد لفرد ما ليتولى هذاالمنصب .فمثلا مناصب شيخ الأزهروالبابا والوزراء ووكلاء الوزراء ورؤساء القطاعات وروساء المحاكم يتحكم فيها مُخبرين أمن الدولة .فيختارهم المسئول الأعلى بناءا على تقاريروتوصيات أمن الدولة عنهم . فالعملية كُلها عمل بشرى بحت بدأه إنسان وإنتهى به إنسان. وكذلك إختيار أعضاء البرلمانات حضرتك من تذهب بإرادتك وتختار هذا وتترك هذا .فأنت صاحب القرار. وحتى في الزواج أنت صاحب القرار في أن تتزوج من هذه أو من تلك (والعكس صحيح ) وأن تستمر معها أو تتركها (والعكس صحيح) .وكذلك أنت صاحب القرار في أن تعيش تحت سياط ولهيب نارالحاكم المُستبد أو أن تُطبق أوامرالله وتحمى نفسك ومُجتمعك منه بأن تُقاومه (كمجتمع مُتعاون في مقاومته ) أوأن تُهاجر إلى بلد آخر لو كُنت تستطيع الهجرة ....
المولى جل جلاله لم يخترأحدا لشأن من شئون الدُنيا إلا أنبياءه ورسله عليهم السلام لتبليغ رسالاته وفقط .ونقطة ومن أول السطر ..
فأنت أيها الإنسان من تختارمن يتولى حُكم بلدك ،وانت من عليك أن تعزله وتُحاسبه وتُحاكمه لو كان مُستحقا للمُساءلة والمُحاكمة . فموضوع وحكاية أن (السيسى أو بشار الأسد أو فلان أو علان الحاكم ) جاء بأمر من الله ،أو اننا لا يجب علينا أن نعزله ونُحاكمه لإخفاقاته وإجرامه هذا قول باطل ولا أصل له في دين الله جل جلاله .فدين الله جل جلاله مبنى على الحُرية المُطلقة والعدل المُطلق والشورى التي نختار بها الحاكم .فإذا أُرتكب الحاكم جرائم هو أو من هم دونه في الحُكم أوفي السُلم الإدارى والوظيفى للدولة ضد الحريات وضد إقامة العدل والقسط فلمجالس الشورى المُتمثلة في الشعب كُله أن تعزله من الحُكم فورا حتى لو كان عزله بعد شهر واحد من حُكمه .
(فالسيسى) ليس رئيسا علينا بأمر من من عند الله لكى نخشى أو نخاف من أن نعزله ونُحاكمه فى الدُنيا على فساده وإجرامه وظلمه البين الواضح وضوح الشمس لمصر كبلد وللمصريين جميعا .