قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
فيما يبدو فإن مؤلف الكتاب هو أحمد بن جعفر بن المحدث أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود بن المنادي البغدادي والرجل يبدو أنه تخصص فى كتابة كتب الفتن فقد سبق إلى كتابة كتابين كما يقول فى المقدمة :
"أما بعد: أدام الله سلامتك من مكاره البوادر، وأبرأ جملتك من الأسواء كلها والمحاذر، فاني أردفت ماضي كتابينا اللذين أحدهما يتضمن أخبار كون الفتن، والآخر يتفرد بالآثار الآتية، هذا الكتاب الذي أودعته الزوائد، وضمنته من الأخبار حسب ما نالته اليد في هذا الوقت، فآزرنا الله وايك بالسلامة من الفتن والملاحم، وما كان منسوبا الى الشرور وكتساب المآثم، انه كرم الكرمين، فلنبتدئ بما تيسر كتبه من الأخبار الواردة بذكر أنواع الفتن، نعوذ بالله منها، ومن جميع المحن."
والكتاب عبارة عن روايات فى موضوع الفتن وهى :
1:298- حدثني جدي، قال: نبا وهب بن جرير بن حازم أبوالعباس الأزدي البصري، قال: نبا شعبة بن الحجاج العتكي، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال عمر بن الخطاب:
أيكم يحدثنا حديثا، أو يحفظ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الفتن؟ قال: فقلت: أنا.
فقال: انك لحري، فما سمعته يقول؟ قال: فقلت: سمعته يقول:
فتنة الرجل في أهله وولده وفي جاره وماله، تكفرها عنه الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فقال: ليس هذه التي اريد، ولكني اريد التي تموج موج البحر.
قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا بأس عليك منها، ان بينك وبينها بابا مغلقا.قال: أفيكسر ذلك الباب أو يفتح؟ قال: فقلت: لا، بل يكسر.
فقال: ذلك أحري أن لا يغلق ذلك الباب أبدا.
قال أبووائل: فقلنا لحذيفة: فهل علم ذلك الباب؟
قال: نعم، كما علم أن دون غد الليلة، (وذلك أني) حدثته حديثا ليس بالأغاليط.
قال: فهبنا أن نسأله من الباب، قال: فأمرنا مسروقا أن يسأله، فسأله.
فقال: الباب عمر بن الخطاب."
2:299- حدثنا أبو بكر أحمد بن زهير أبو خيثمة النسائي، قال: حدثنا محمد بن سعيد الاصبهاني، قال: نبا شريك، عن منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وأبي مالك الأشجعي ثلاثتهم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال لنا عمر بن الخطاب:
أيكم سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتن شيئا؟ فقلت: أنا. فقال: انك لحري.
قال: فقلت: لعلك تعني فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وجاره، فتلك تكفرها الصلاة، والصيام، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؟
قال: لا، ولكن التي تموج كموج البحر.
قال حذيفة: فقلت له: ان بينك وبينها بابا مغلقا، وذكر الحديث."
الحديثان باطلان لأنهما علم بالغيب الممثل فى أخبار المستقبل بعد النبى(ص) وهى الحروب والمقتولين من الصحابة كما يزعمون وأولهم عمر والنبى لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه:
" ولا أعلم الغيب"
وقال:
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
وقال:
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
3:300- حدثنا جدي، قال: نبا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: نبا شريك، عن الأعمش، عن منذر الثوري، عن أبي القاسم محمد - ابن الحنفية- بن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: تكون خمس فتن:
فتنة عامة، وفتنة خاصة، وفتنة سوداء مظلمة يكون الناس فيها كالبهائم، (و) ما ذكر الرابعة ولا الخامسة."
هنا خمس فتن وهو ما يناقض كونها ثلاث فى قولهم التالى:
4:301- حدثنا - جدي، قال: نبا أبو النضر، قال: نبا شريك، عن علي بن عبد الله الغطفاني، عن رجل قد سماه - أراه زيد بن وهب - عن حذيفة بن اليمان، قال:
تكون ثلاث فتن: فتنة بعدها توبة وجماعة، وفتنة بعدها توبة وجماعة، وفتنة بعدها جماعة، ولم يذكر توبة."
والخطأ المشترك هو علم على بالغيب وهو أمر لا يعلمه سوى الله كما قال تعالى :
" إنما الغيب لله"
5:302- حدثنا جعفر بن محمد بن شكر، قال: نبا سعيد بن سليمان، قال: نبا أبوعقيل، قال: حدثني يعقوب بن سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
يوشك أن تظهر فتنة لا ينجي منها الا الله عز وجل، أو دعاء كدعاء الغريق.
6:303- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أبونعيم، قال: نبا المبارك، عن الحسن، عن جندب، قال لي حذيفة بن اليمان:
كيف أنت بقائد ينجو ويهلك أتباعه؟
7:304- حدثنا جدي، قال: نبا أبو النضر، قال: نبا شريك، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن زاذان، عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: كيف أنتم اذا خرج أحدكم من حجلته الى حشه، ثم خرج يبتغي أهله وقد مسخ قردا، فيفر منه أهله."
الأحاديث الثلاث ينفيها عدم علم أحد بالغيب سوى اله كما قال:
" إنما الغيب لله"
8:305- حدثني هارون بن الحكم، قال: نبا سوار بن عبد الله القاضي، قال: نبا المعتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد في قوله عز وجل (ليظهره علي الدين كله).
قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقي يهودي، ولا نصراني، ولا صاحب ملة الا الاسلام، حتى تأمن الشاة الذئب، والبقرة الأسد، والانسان الحية، ولا تقرض فأرة جرابا، وحتى توضع الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، وهو قول الله عز وجل (ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون) وقوله عز وجل (حتى تضع الحرب أوزارها).
قال مجاهد: وذلك عند نزول عيسي بن مريم."
الخطأ هنا هو تفسير الآية بإيمان كل الناس وهو ما يخالف قوله المتعدد الذكر:
" ولكن أكثر الناس لا يؤمنون"
وحتى قبل القيامة نفس الأمر لا يؤمن أحد إلا من قد آمن من قبل كما قال تعالى :
"هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتى ربك أو يأتى إحدى آيات ربك يوم يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا"
9:306- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا حماد بن سلمة، عن أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي، عن أبيه أنه أتي بيت المقدس - وسادنه يومئذ أبو العوام - قال: فقلنا: يا أبا العوام، انا جئنا نصلي في هذا المسجد لغير تجارة، فأخبرنا كيف كانوا يصلون؟
وأخبرنا بشيء عهده اليك كعب، فقال: ممن أنتم؟ قلنا: من أهل العراق.
فقال: انكم قوم تكذبون وتزيدون في الحديث! ثم سكت ساعة حتى ظننا أنه لا يتكلم، ثم قال: سمعت كعبا يقول: تدور رحي العرب بعد خمس وعشرين عاما من موت نبيهم؛ ثم تنشوا فتنة يكون منها قتل وقتال، فأمسك فيها نفسك وسلاحك واهرب منها حتى تنجلي؛ ثم تكون طمأنينة حتى يكون الناس في الاستواء كالراية؛ثم تنشوا فتنة، أجدها في كتاب الله تعالى المظلمة، تلوي بكل ذي كبر، فأمسك فيها نفسك وسلاحك واهرب منها، وان لم تجد الا جحر عقرب فانجحر فيه."
الخطأ فى الحديث علم أبو العوام بالغيب وهو شىء لا يعلمه سوى الله كما قال تعالى :
"إنما الغيب لله"
10:307- نبا علي بن داود القنطري، قال: نبا عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال: أخبرني الليث بن سعد، قال: حدثني سليمان بن زيد مولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن مصعب بن عبد الله بن أبي امية، قال: حدثتني ام سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ليأتين علي الناس زمان يكذب فيه الصادق، ويصدق فيه الكاذب، ويخون فيه الأمين، ويؤتمن فيه الخؤون، ويشهد الرجل وان لم يستشهد، ويحلف المرء وان لم يستحلف، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع، لا يؤمن بالله، ولا برسوله.
11:308- حدثني محمد بن حماد بن ماهان أبو جعفر الدباغ، قال: نبا أبوالربيع سليمان بن داود الزهراني، قال: نبا اسماعيل بن عياش الحمصي، قال: نبا شرحبيل بن معشر، قال: سمعت فضالة بن عبيد الأنصاري يقول: كيف أنتم اذا قعد الجملاء علي المنابر، يقضون بالهوي، ويقتلون بالغضب.
12:309- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا محمد بن بشر العبدي؛ ويحيي بن آدم، جميعا عن مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك أنه قال: ما يأتي علي الناس زمان الا وهو شر من الذي قبله.
سمعت ذلك من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم."
هنا الشر يسوء كلما تقدم الزمن ولا يعود الخير للكثرة وهو ما يناقض الحديث التالى الذى يعترف بكثرة الخير بعد الشر وهو:
13:310- نبا يحيي بن عبد الباقي، قال: حدثني العباس بن الوليد العذري، قال: أخبرني أبي، قال: بنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن حذيفة بن اليمان أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، انا حديثوا عهد (بالاسلام) وكنا (أهل) جاهلية، وشر وضلالة، وان الله عز وجل حبانا بالاسلام، وبهذا الخير، فهل بعد الخير من شر؟
قال: نعم. قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن.
قلت: وما دخنه؟ قال:
قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هداي، يعرف منهم وينكر.
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال: نعم، دعاة الى أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها.
قلت: صفهم لنا يا رسول الله؟ قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا.
(قلت فما تأمرني ان أدركني ذلك الزمان؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم.
قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟ قال: تعتزل تلك الفرق، ولو أن تقبض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك.
قال أبو العباس الوليد بن يزيد، فسئل الأوزاعي عن تفسير حديث حذيفة، حين سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشر الذي يكون بعد ذلك الذي جاء به فقال الأوزاعي: نعم، هي الردة التي كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكفر من كفر من قبائل العرب، وظنوا أن رحي الاسلام قد زالت، فأظهروا ما كان في أنفسهم من الكفر، فلما رأي ذلك أبوبكر الصديق، دعا المهاجرين والأنصار، ومن ثبت علي الايمان الى قتال أهل الردة، فأجابوه الى ذلك، ولم يختلف عليه اثنان منهم، فكان فيما قال لهم أبوبكر: ما ترك قوم القتال في سبيل الله الا ضربهم الله بذل.
وما بينكم وبين أن يضربكم بذل الا أن تتلو هذه الآيات علي غير ما أنزلها الله عز وجل في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. قال الأوزاعي: فما اختلف علي أبي بكر اثنان.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فيخرجون (حتى ينزلوا مدينتي هذه) - واسمها طيبة - وهي أجود مسكن المسلمين، ثم يكتبون الى من يكتبون من العرب، حيث يبلغ كتابهم، فيجيبونهم حتى تضيق بهم المدينة، ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا امامهم علي الموت، ويفتح الله لهم؛ ثم انه يكسر أغماد سيوفهم، فيقول صاحب الروم: ان القوم قد استماتوا لهذه الأرض، وقد أقبلوا اليكم، وهم (ل) يرجون حياة، واني كاتب اليهم أن يبعثوا الى من عندهم من العجم، ونخلي لهم أرضهم هذه، فان لنا عنها غني، فان فعلوا فعلنا، وان أبوا قاتلناهم حتى يقضي الله بيننا وبينهم.
فلما بلغ أمرهم ذلك الى من يلي أمر المسلمين قال لهم:
من كان عندنا من العجم، فأراد أن يسير الى الروم فليفعل. فيقوم خطيب من الموالي فيقول: معاذ الله أن نبتغي بالاسلام دينا. فيبايعوا علي الموت، كما بايع الذين من قبلهم.
ثم يسيرون مجتمعين، فاذا رآهم أعداء الله طمعوا وأحردوا وجهدوا، ثم يسل المسلمون سيوفهم، ويكسرون أغمادها، ويغضب الجبار علي أعدائه، فيقتل المسلمون منهم حتى يبلغ الدم ثنن الخيل.
ثم يسير من بقي منهم بريح طيبة يوما وليلة حتى يظنوا أنهم (قد عجزو) ثم يبعث الله عليهم ريحا عاصفة، فتردهم الى المكان الذي منه اصدروا، فيقتلهم بأيدي المهاجرين، فلا ينفلت منهم (أحد) ولا مخبر، فعند ذلك تضع الحرب أوزارها؛
يا حذيفة، فيعيشون في ذلك ما شاء الله حتى يتيكم من المشرق خبر الدجال أنه قد خرج، فينالكم في ذلك أمر عظيم، وبلاء شديد، أن يعين الله برحمته.
ويسلط الله علي الناس سنين أشد من سنين فرعون، ثم يقبل عدو الله بجنوده من اليهود، وأهل اصبهان، وأصناف الناس، معه جنة ونار، ورجال يقتلهم ثم يحييهم، معه جبل من ثريد، ونهر من ماء، واني سأنعت نعته:
انه يخرج ممسوح (العين) في جبهته مكتوب (كافر) يقرأه من يحسن الكتابة، ومن لم يحسن الكتابة، فجنته نار، وناره جنة، وهو المسيح الكذاب، ويتبعه من نساء اليهود ثلاثة عشر ألف امرأة - فرحم الله رجلا منع سفيهته (أن) تتبعه - والقوة (عليه يومئذ) بالقرآن، فان شأنه شديد، تنبعث اليه الشياطين من مشارق الأرض ومغاربها، فيقولون له: استعن بنا علي ما شئت. فيقول لهم: انطلقوا فأخبروا الناس، أني ربهم، أني قد جئتهم بجنتي وناري!! فتنطلق الشياطين فيدخل علي الرجل كثر من مائة شيطان، فيتمثلون له بصورة والديه واخوته ومواليه ورقيقه، فيقولون له:
أتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم، هذا أبي، وهذه امي، وهذا أخي، وهذه اختي. فيقول الرجل: ما نبكم؟ فيقولون له: بل أنت، فأخبر ما نبك؟
فيقول الرجل: انا قد اخبرنا أن عدو الله الدجال قد خرج. فيقول له الشياطين: مهلا، لا تقل هكذا، فانه ربكم يريد القضاء بينكم، هذه جنته، وهذه ناره، قد جاء بها معه، ومعه الطعام والأنهار، وليس طعام الا ما كان عنده الا ما شاء الله!!
فيقول لهم الرجل: كذبتم، ما أنتم الا شياطين، وهذا هو الدجال الكذاب الذي بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حدث بصفته وصفتكم، وحذرنا منه ومنكم، فلا مرحبا بكم ولا به، أنتم الشياطين، وهو عدو الله الكذاب الدجال، وليرسلن الله عيسي بن مريم عليها السلام فيقتله.
قال: فعند ذلك يحيبون، وينقلبون خاسرين.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: فبينما أنتم علي ذلك، اذ نزل عيسي بن مريم بالمنارة، وبها جماعة من المسلمين وخليفتهم، وذلك بعد ما يؤذن المؤذن، فيسمع المؤذن عصعصة، فاذا عيسي قد هبط، فيقول له:
يا روح الله تقدم فصلي بالناس صلاة الصبح - وذلك تصديقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك -.
فيقول عيسي: بل انطلقوا الى امامكم فليصلي بكم، فانه نعم الامام، فيصلي بهم امامهم، ويصلي عيسي معهم خلفه.
ثم ان الامام ينصرف، ويعطي عيسي الطاعة، فيستبشر الناس بنزول عيسي، فيراه الدجال، فيماع كما يماع القير علي النار، فيمشي اليه عيسي فيقتله باذن الله، ويقتل معه جماعة من اليهود، ويتفرقون ويختبون تحت كل حجر وشجر حتى أن الشجرة لتقول للرجل المسلم: (يا عبد الله! يا مسلم. تعال له هذا يهودي ورائي فاقتله) ويقول الحجر مثل ذلك، غير شجرة اليهود، وهي (شجرة الغرقد).
فانها لا تدعو الى أحد يكون منهم عندها.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انما حدثتكم حديث الدجال لتعقلوه وتعوه وتفهموه، فاعقلوه ووعوه وافهموه، وحدثوا به من خلفكم، ويحدث به الآخر من كان بعده، فان فتنته أشد الفتن وأعظمها."
والأخطاء كثيرة فى الرواية أهمها :
وجود شجر يهودى ويخالف هذا أن الشجر كله ساجد لله وهذا يعنى أنه مسلم أى مطيع لله مصداق لقوله تعالى :
"والنجم والشجر يسجدان"
وفى الحديث يوجد خليفة للمسلمين وهو فيما يبدو المهدى وهو ما يناقض كون عيسى(ص) هو نفسه المهدى فى الحديث التالى:
ثم انه يعيش عيسي بعده ما شاء الله، ثم يتوفي، ويصلي عليه المؤمنون.
14:311- حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نبا يونس بن عبدالأعلي الصدفي، قال: أخبرني محمد بن ادريس أبوعبد الله الشافعي، قال: أخبرني محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(لا يزداد الأمر الا شدة، ولا الدين الا ادبارا، ولا الناس الا شحا، ولا تقوم الساعة الا علي شرار الناس، ولا مهدي الا عيسي بن مريم).
كأنه يريد لا مهدي نبوي سماوي الا عيسي بن مريم في ذلك الوقت، ثم لا يكون بعده من يخلفه أرضي ولا سماوي بحال؛
ولم يرد نفي المهدوية الأرضية، التي تقادمت، اذ الرسل والنبيون والخلفاء الراشدون التي جاءت الأخبار الصحاح بصفاتهم، وهم اثنا عشر قرشيا، يكونون - فيما ذكر عن دانيال - بعد الحسني الذي هو مهدي الأرض المشهور، فلما ثبت ذلك كله، ثبت في خبر أنس ما تقدمنا بذكره آنفا، وليعلم مع ذلك أن خبر أنس باسناده لين؛
ولو أنه لم يوصف باللين لكان ما أتي به علي بن أبي طالب عليه السلام، وابن مسعود، وام سلمة، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وثوبان مسندا.
ثم الذي روي عن سعيد بن المسيب، والحسن البصري، وسالم بن أبي الجعد، وغيرهم في ثبت كون المهدي الحسيني.
هذا (مضاف) الى المحكي عن كعب الأحبار، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الجلد، ومن داناهم في المعرفة والسن أثبت من خبر أنس، فلنقلب النفوس بأن خبر أنس انما أتي بالمعني الذي أسلفنا ذكره، فان ذلك هو الصحيح المعول به في ذلك، وبالله التأييد.
15:312- حدثنا محمد بن علي بن عتاب أبو بكر الأيادي، قال: نبا محمد ابن المثني أبو موسي العنزي في سنة تسع وأربعين ومائتين، ونبا محمد بن (أبي) عدي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(لا تقوم الساعة حتى لا يبقي أحد يقول الله الله عز وجل)."
هذا الحديث يناقض الحديث الذى قال بإيمان الكل وهو رقم 8:305- فى اظهار الدين كله لله
وكل الأحاديث السابقة تشترك فى خطأ واحد فلم يقلها النبى(ص) ولا الصحابة المؤمنون به ولا حتى أى مسلم عاقل يقول بها لمخالفتها كتاب الله فى إنها علم بالغيب الذى لا يعلمه سوى الله كما بينا فى نقد بعض أحاديث الكتاب
اجمالي القراءات 1879