قراءة فى كتاب شعرك يذكرك

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٢٠ - سبتمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب شعرك يذكرك
الكتاب من إعداد خالد بن علي الحيان وهو عبارة عن وقفات فى موضوع شعر الإنسان فى الرأس واللحية وهو دعوة للتفكير عبر وقفات الكتاب كما قال المعد فى مقدمته القصيرة:
"أدعوك أخي المسلم لأن تتفكر في شعرك عبر هذه الوقفات"
والوقفة الأولى هى وقفة فى قدرة الخالق من حيث اخترف ألولن الشعر وأماكن تواجده بالجسم ونوعيته ونموه وتساقطه وحفته وكثافته وفيها قال المعد:
"* الوقفة الأولى:
تفكر في لونه، وعدده، وأماكنه، وخفته، ونعومته، وتجدده كلما تساقط، ونمائه، وكثرته وقلته."
وتحدث عن جمال شعر الإنسان وفوائده فقال :
"* الوقفة الثانية:
الشعر نعمة من نعم الله، كيف وهو جمال، ووقاية من حرارة الشمس، وحماية لعظام الرأس، وبالجملة ففيه فوائد ظاهرة وباطنة، «هذا رجل من بني إسرائيل أقرع الرأس سأل الله أن يهب له ما هو أحب إليه وهو الشعر الحسن ويذهب عنه القرع الذي قذره الناس به»، الحديث في الصحيحين. تأمل كيف سأل الله هذا الأمر، وكيف لا يسأل ... وقد تقذر الناس منه بسبب قرعه، إذا أليس الشعر نعمة .. بلى والله إنها نعمة تحتاج إلى حمد وشكر لله."
الخطأ فى الكلام هو أن القرع ليس نعمة والشعر نعمة بدليل أن الأقرع يطلبه فالقرع مطلوب من المرأة حيث تحرض النساء على أن يكون أقرعا أى خاليا من الشعر وكذلك فى باقى جسمها ومن ثم فمحدد النعمة أو النقمة هو الإنسان نفسه ,غنما الله يبتلينا بالاثنين الخير والشر كما قال تعالى:
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وفى الوقفة الثالثة طالب المعد المفكر فى ان مطلوب منه التفكير فى اصلاح عمله لأنه كبر وقد يأتيه الموت فى أى وقت فقال:
"* الوقفة الثالثة:
تساقط شعرك وبياضه بعد سواده، دلالة على ضعفك وقرب رحيلك، فهل يا ترى كلما رأيت نفسك في المرآة تذكرت ذلك؟ قال تعالى: {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير} [فاطر: 37]، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: ومعنى {وجاءكم النذير} أي الشيب."
وبالطبع ليس مطلوبا من المسلم انتظار أن يشيب حتى يصلح عمله وإنما مطلوب منه أن يتوب باستمرار كلما أخطأ
وطالب المعد أن يتذكر المفكر الصراط بين الجنة والنار فى القيامة فقال:
"* الوقفة الرابعة:
سواد شعرك ودقته تذكرك الصراط الذي ينصب على متن جهنم، ولابد لي ولك وللجميع المرور عليه. قال - صلى الله عليه وسلم - في حق الصراط: «ولجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف عليه كلاليب وحسك يأخذون من شاء الله، والناس عليه كالطرف، وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، والملائكة يقولون: يارب سلم رب سلم، فناج مسلم، ومخدوش مسلم، ومكور في النار على وجهة» [رواه أحمد]."
وأحاديث الصراط كلها كاذبة فالناس لا يدحلون النار بالسقوط من فوق الصراط وكذلك لا يدحلون الجنة من النزول من فوقه وإنما طريقة دخولهم هو الدخول من أبواب الجنة والنار كما قال تعالى :
" فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها"
وقال:
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها"
وقال:
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"
وقال:
"وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة الأبواب"
وقال:
"وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم"
وحدثنا عن إكرام الشعر فقال :
"* ليس هذا من إكرامه؟
قال ابن القيم: «وفي شعر الرأس منافع ومصالح: منها وقايته عن الحر والبرد والمرض، ومنها الزينة والحسن، والسبب الذي صار به شعر الرأس أكثر من شعر البدن هو أن البخار شأنه أن يصعد من جميع البدن إلي الدماغ، ومن الدماغ إلى فوق، وكان هذا الشعر ناميا على الدوام، لأن البخار يتصاعد إلى الرأس أبدا، وهو مادة الشعر، فبنماء الشعر ينمو البخار، وكان فيه تخليص للبدن من تلك المواد وتكثير لوقايته وغطائه» [التبيان في أقسام القرآن ص 197].
وكلام ابن القيم عن سبب كثافة شعر الرأس عن بقية البدن كلام ليس علميا ولا علاقة له بموضوع الشعر فى الوحى وإنما هى نظرية ربما تكون مستعارة من أخرين كاليونان فلا علاقة بين البخار وبين كثافة الشعر
ثم قال :
"ولقد أخبر جمع من الصحابة - رضي الله عنهم - أنه - صلى الله عليه وسلم - كان له شعر يضرب منكبيه. وكذا كان بعض الصحابة والتابعين. قال الإمام أحمد: «هو سنة لو نقوى عليه اتخذناه، ولكن له كلفة ومؤنة» ومعنى ذلك أنه يحتاج إلى رعاية كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له شعر فليكرمه» [رواه أبو داود]، قالت عائشة رضي الله عنها: «كنت أطيب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأطيب ما يجد، حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته» [رواه البخاري]."
وبالطبع ليس المطلوب تطويل الشعر كما فى الحديث ألأول حتى المنكب لأنه لو كان مطلوبا ما أمر الله بتقصيره أو حلقه تماما كما قال تعالى :
محلقين رءوسكم ومقصرين"
وأما إكرام الشعر فهو تنظيفه بغسله وتسريحه لا أكثر ولا أقل
وحدثنا المعد عما يعده مخالفات فى الشعر فقال :
مخالفات
ولما لم يفهم المراد مما سبق ذكره وقعنا في مخالفات منها:
(1) أن من الشباب من يربي شعره من باب السنية وهذا أمر محمود يؤجر عليه، ولكن في المقابل تجد ذاك الشاب يخالف كثيرا من السنن ولا يحرص على السنن التي لا تكلفه مشقة، فهذا الشاب قد جعل نفسه محل شبهة!!
(2) فئات من طبقات الشباب وهم قليل ... أصبح شغلهم الشاغل تنظيف الشعر وتسريحه والعناية به و ... و .... وأقف عند هذا الحد لنسأل محلات صوالين الحلاقة عن أكثر الفئات إقبالا عليهم في الاهتمام بهذا الأمر.
وهذا العمل يوقع في أمرين:
* في التشبه بالنساء وقد لعن - صلى الله عليه وسلم - من فعل ذلك رواه البخاري.
* وفي مخالفة قوله - صلى الله عليه وسلم -، حيث «نهى أن يمتشط كل يوم» رواه النسائي، والناس في العمل ما بين إفراط وتفريط."
هذا الكلام عن النهى عن الامتشاط ليس صحيحا فالامتشاط مباح متى تطلب الشعر ذلك بسبب قذارته أو تجعده وتشابكه مه بعضه وأما حديثه عن الإسراف فى العناية بالشعر فكلام صحيح ولكن من يساعد عليه هم أجهزة الإعلام وشركات المنظفات والمجلات التى تنشر التسريحات فالحكاية من الأساس تجارية بحتة همها المكسب المالى وليس العناية بالشعر وقد تكون المواد المستخدمة نفسها ليست مواد مفيدة بل مواد ضارة والدولة المسلمة يجب أن توقف تلك المنتجات وتوقف كل من يحاول ترويجها
ثم قال :
(3) وقوع البعض في القزع قال ابن عمر رضي الله عنهما: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القزع، فقيل - لنافع - ما القزع قال: أن يحلق بعض رأس الصبي، ويترك بعض» [متفق عليه]. والقزع أربعة أنواع:
الأول: أن يحلق أو يخفف من رأسه ومواضع من ها هنا وها هنا.
الثاني: أن يحلق أو يخفف وسطه ويترك جوانبه كما يفعله بعض النصارى.
الثالث: أن يحلق أو يخفف جوانبه ويترك وسطه.
الرابع: أن يحلق أو يخفف مقدمه ويترك مؤخره أو العكس.
وبهذه الأنواع ونحوها يكون لا فائدة من الشعر، وفيه تشبه بالكفار ونوع تميز عن بقية المسلمين وهذه أمور منهي عنها."
الشعر إما أن يقصر كله أو يحلق كله كما قال تعالى:
" محلقين رءوسكم ومقصرين"
ثم قال :
(4) ومن المخالفات تساهل من له شعر طويل في مسحه للوضوء حيث يكتفي بالمقدمة أبو ببعضه، والسنة في مسحه أن يمسحه جميعا بيديه يدبر بهما ويقبل. أيضا من البعض من لا يحلق شعره في الحج أو العمرة بل يكتفي بتخفيفه والرسول - صلى الله عليه وسلم - لما حج حلق رأسه كله بل ودعا للمحلقين ثلاث مرات."
كما سبق القول لا يجوز تطويل الشعر طولا بالغا لأن الله أمر بتقصيره أو حلقه كما فى قوله:
" محلقين رءوسكم ومقصرين"
ثم قال :
* أخي صاحب الشعر ... أخي الشاب ... إن الاهتمام بالشعر وقصه ومتابعة ما يجد من القصات أيا كانت أسماؤها، يوحي ويشير إلى أمور عدة أظنها لا تخفى عليك؟! أنت .. أنت تقول مقصد حسن ولكن هل الجميع يعلم عن هذا المقصد؟ وهل يا ترى لبس القبعة على الشعر المسرح أو جعله مكشوفا مسرحا يتناسب مع المقصد الحسن؟
أيها الأخ الحبيب ...
إن أي تصرف في الشعر يوحي لأشياء، لذا راجع نفسك وسلها وكن على حذر من خوارم الرجولة وخوارم المروءة.
قال الشافعي «لو أن الماء ينقص مروءتي ما شربته»."
وبالقطع لا يجب على المسلم أن يتابع ما ينشره الكفار ومن يحاربون دين الله من الحلاقين من قصات الشعر وتلوينه وغيره مما يدخل تحت تغيير خلقة الله لأنه استجابة لقول الشيطان:
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
وحدثنا عن اللحية فقال:
"اللحية
* هي تحكي معاناتها .. ؟
قال ابن القيم : «فشعر اللحية فيه منافع: منها الزينة، والوقار، والهيبة، ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يرى على ذوي اللحى، ومنها التميز بين الرجال والنساء».
نعم وكأني باللحية تحكي معاناتها وجهل الكثير بها فتقول:
أنا شعيرة من شعائر الإسلام، بدأت الحرب علي وبشدة أيام ابتدأت المفاهيم غير الإسلامية تغزو مجتمعنا.
أنا أمارة على الرجولة وعلم على الكمال، أضفي على من حملني وتشرف بي هيبة ووقارا وكمالا وجمالا.
أنا ضحية التأثر بالقنوات الفضائية، وأنا موضع السخرية في الرسوم الكاريكارتيرية والمسلسلات.
أنا من هدي الأنبياء والمرسلين، كنت موضع التقدير والإكرام منهم، أنا وبدون مقدمات شعرات وشعار، شعرات في الوجه، وشعار فرضه الله فتمثل بي أجمل الخلق - صلى الله عليه وسلم -، ولأني كذلك فقد جعلوا مني علامة على التطرف ورمزا للإرهاب.
أنا اللحية أواجه حربا شرسة من آلة الموس، حتى أصبحت لوحة تشكيلية، فتارة يجعلونني على شكل دائرة، وتارة على شكل مثلث، ومرة على هيئة خط أسود، وفي غمرة هذا التذبذب اكتشفت أن ذلك مما تأثر به هذا الجيل مما يشاهدونه في القنوات الهابطة، فعجبي من قوم يدعون هدي القدوة المثلى محمد - صلى الله عليه وسلم - ويجعلون قدواتهم أراذل الخلق وأسافلهم.
أنا اللحية: بليت بجيل لم يعرفوا قدري ومكانتي، حتى شبابهم الصغار يحلقونني أول بزوغي حتى أنبت فيحلقوني.
أنا اللحية لا أدري من أواجه، أأواجه من يحلقني أم أواجه أعداء الإسلام حيث جعلوا من وجودي تهمة للتطرف وعلامة على الإرهاب والعنف.
سخر مني الممثلون والرسامون والكتاب، فصنعوا من الملتحي صورة السحرة والمشعوذين والمتسولين، وجعلوا من صورة المتلحين عصابات الإرهاب وتجار المخدرات، وصوروا الملتحي بصورة الأبله الأحمق ... صور تشمئز منها النفوس ومثارا للضحك والسخرية هكذا صنع أولئك المبطلون بي وأنا هدي المرسلين وسنة الصالحين.
كل ذلك لا يجرحني ولا يؤلمني وإنما الذي يكدرني أن أجد من أبناء المسلمين ممن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا من يعلن العداوة علي وجودي في وجهه زاعما أن الجمال والزينة في عدمي، وأن التمدن يقضي إزالتي."
الكثير مما قاله المعد عن السخرية من أهل اللحى كرم صحيح ولكن هذا لا يعنى أن اللحية أمر واجب لأن الأمر فى الشعر كله وهو ما يطول فى الجسم من شعر هو :
محلقين رءوسكم ومقصرين"
فكل ما ينمو تحت مسمى الرأس وهو الشعر أو الأظافر لابد من حلقه أو تقصيره لأن فى تطويله مضار كنشر بغض الأمراض أو بعض الحشرات الضارة كالقمل
وتقمص المعد دور اللحية كما فى الفقرة السابقة فقال:
"فإلى كل من جهل قدري أوجه خطاباتي:
خطابي الأول: فإياك والتعدي على حدي فكل ما نبت على اللحيين والذقن، فهو تبع لي، فاللحيان هي منبت الأسنان السفلى والذقن هو مجمع اللحيين. أو ما علمتم ما قبل في، قال - صلى الله عليه وسلم -: «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى»، وقال: «خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب» [متفق عليهما]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «قصوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس» [رواه مسلم]، وقال العلامة الكبير والحافظ الشهير أبو محمد بن حزم: «اتفق العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض»."
وبالقطع الحديث باطل لم يقله النبى(ص) لأن بعض الكفار ككهنة النصرانية وبعض فرقها والهندوس والسيخ وحتى بعض اليهود ..وكلهم مشركون يطيلون اللحى
ثم قال :
"خطابي الثاني: كن مسالما معي فأنا إن سلمت من الحلق أو التقصير لم أسلم غالبا من صبغي بالسواد، قال - صلى الله عليه وسلم -: «يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة» [رواه أبو داود بإسناد صحيح]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم» [رواه أهل السنن وسنده صحيح]، أيضا كن مسالما مع الشارب فإني ما إن أذكر إلا ويذكر معي فالناس فيه ما بين إفراط وتفريط فإما يطيلوه أو يحلقوه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» [رواه النسائي بإسناد صحيح]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «قصوا الشوارب» [رواه مسلم]."
بالقطع تلوين اللحية حرام سواء بالسواد او بغيره لكونه استجابة لقول الشيطان:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
ثم قال :
خطابي الثالث: إياك والاغترار بكثرة الحالقين أو بمن يشوهني بالأقوال أو الأفعال، واحذر أن تغتر بقول من قال أنها سنة وليست واجبة أو قال العبرة بما في داخل القلب لا بالشكل والظاهر .."
والكثرة والقلة ليس مناط التشريع فالتشريع هو حكم الله
ثم قال :
"خطابي الرابع: اعلم عني هذه الحقائق:
* جاء عن عمر - رضي الله عنه - أنه رد شهادة من كان ينتف لحيته.
* قرر بعض الفقهاء على من جنى علي وأذهب جمالي ومنفعتي «الدية كاملة».
* وكانت عائشة تقول: «سبحان من زين الرجال باللحى».
* كان كفار العرب في جاهليتهم يكرمونني ويشعرون في.
* الحالقون لي يرون النعومة والحقيقة أن الشعر يزداد خشونة وكثرة وسوادا في الخدين.
* أو ما علموا إلى ما وصل إليه الطب في أن حلقي يؤثر على قوة النظر ولثة الأسنان والإفرازات الدهنية التي على الوجه وتجاعيده.
أنا رمز الجمال. كيف لا أحكي معاناتي وأوجه خطاباتي وقد تمثل بي أجمل الخلق - صلى الله عليه وسلم - هو وإخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. لذا فإنني أثق من كمال عقلك ورجاحة رأيك، في أن أجد نفسي
على وجهك المشرق بنور الطاعة والمستضيئ بوجودي"
وهذا الكلام كله لاقيمة له لصدوره من البشر فليس حكم من احكام الخالق سبحانه وتعالى
وحكى الرجل لنا حكاية لا قيمة لها لكونها ليست وحيا فليس كل ما يقع من حكايا يكون مفيدا للمسلم بل قد يكون سببا فى دحولهم جهنم خاصة ما يحكيه الوعاظ دون علم فقال:
"قصة ... أعفي عنك بشرط أن تعفيها؟
حدثني أحد المشائخ عن حادثة حدثت لأبيه أن سيارة صدمته فتأثر بذلك وخاصة أنه كبير في السن، فانشغل أهل المصدوم بأمر أبيهم، أما الصادم فلا تسأل عما اعتراه من القلق والاضطراب وكثرة الهواجس والتفكير .. في ماذا ستكون نهاية هذا الرجل المسن .. وماذا سيكون مصيره؟
مضت الأيام ولم يتضح فيها أي شيء، ورحمة من الله أتى اليسر والفرج فرأى هذا الأب وهو في نهاية أيامه وارتحاله من هذه الدنيا أن يؤثر حق الله وحق رسوله - صلى الله عليه وسلم - على حقه فقال: أعفى عنك بشرط أن تعفي لحيتك، فلا تحلقها ولا تقصرها ... وموقف كهذا يدل على صلاح ذلك الأب وحسن تصرفه و ... و ... وقبل هذا وذاك توفيق الله أولا وأخيرا.
وهذا الموقف لا يحتاج إلى كبير تعليق وإنما يحتاج إلى تأمل من جميع جوانبه.
وعودا على بدء فصاحب الشرط توفي مؤمنا بقضاء الله وقدره صابرا محتسبا، راجيا أن يكون ذاك الشرط سببا من أسباب دخول الجنة. وأما المشروط عليه فهل يا ترى عمل بالشرط وإلا تساهله في البداية وشق عليه في النهاية؟ رحم الله المتوفى وأعان الله المشروط عليه بالوفاء."
وحكى لنا حكاية أخرى فقال :
"سئلت اللجنة الدائمة سؤالا يقول: عندي حلاق وكان يحلق اللحية، وبعدما استنصحت أوقفته عن حلاقة اللحية، هل علي فيما سبق شيء.
الجواب: قد أحسنت فيما فعلت من إيقاف الحلاق عن حلق اللحى، وعليك التوبة إلى الله مما سلف؛ لأن حلق اللحى أو قصها معصية من معاصي الله عز وجل؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بإعفاء اللحى وتوفيرها، وأمر بقص الشوارب وإحفائها، وقد قال الله سبحانه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7]، وقال سبحانه: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور: 31]، وقال سبحانه: {وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: 275].
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"
كما سبق القول لا يوجد ما يمنع من حلق اللحى أو تقصيرها لأن حكم كل ما يطول فى الجسم هو حكم واحد وهو :
الحلق أو التقصير ومن ثم لا يوجد ما يسمى اعفاء اللحية من الحلق والتقصير وعن تجربة فإن إطالة اللحية تجمع الأوساخ على الجلد وتجعل المسلم يسرف فى استخدام الماء لغسلها باعتبارها جزء من الوجه كما أنها تشعر الإنسان أحيانا بثقل فى الوجه
وقد فات المعد الكلام فى شعر العانة والدبر وشعر الإبطين وحكمهم مثل حكم أى شىء يطول فى الجسم وهو التقصير أو الحلق بأى طريقة تريح الإنسان
اجمالي القراءات 1846