عزمت بسم الله،
لفت نظري فيديو لشيخ من سلطنة عمان حذر و تهجم على بعض التيارات منها القرآنيين وقال عن هؤلاء: أنهم هم أولى بالتحذير والتشنيع، ووصفهم بالمنحرفين لأنهم يلوون ألسنتهم بالكتاب، وأن المصدر الأوحد هو القرءان والسنة. سؤالي الأول هو: هل كان محمد بن عبد الله رسول الله عليه السلام قرءاني، أم كان قرآني سني أو شيعي؟ ومن هؤلاء من أية شيعة كان؟ لأن الله تعالى قال له وللمؤمنين: أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ*هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ(158)إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ* مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ* قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ*قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ*قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.157/164. الأنعام.
كيف يكون المصدر الأوحد وهما اثنان ( القرآن والسنة)؟ إلا الله تعالى فهو الأحد الصمد، كما هو القرءان هو الكتاب الأوحد الخاتم للكتب المنزلة والمهيمن عليها، فهو الأوحد وهو الذي سوف يقول الرسول عنه يوم الفرقان: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا*يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا*لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا*وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا*وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا.27/31.الفرقان.
أتساءل وأقول للشيخ الذي لم يعرف نفسه ماذا تقول في قول الله تعالى الذي هو أحسن الحديث، قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ*وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ*وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ*وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ*إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ.92/100 النحل. وقال رسول الله عن الروح عن ربه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ*وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ*إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ*فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ*إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ* وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ* وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ*وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ*حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ*وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ.76/85.النمل.
يقول الله تعالى للرسول والمؤمنين: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. ولم يقل فإذا قرأت القرءان ( والسنة) فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. بل قال سبحانه: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ.
بما أنكم تعتقدون أن المصدر الأوحد هو القرءان و( السنة)، فإليكم بعض الروايات المتناقضة مع أحسن الحديث والمخالفة لما أنزل الله تعالى من كتاب، أرجو أن تشرحوا لنا موقفكم منها وأجركم على الله تعالى وهي:
185 أبو عبيدة عن جابر بن زيد أن أم المؤمنين أمرت أبا يونس مولاها أن يكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فلما بلغها آذنها فأملت عليه حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين فقالت هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. مسند الربيع ج1 ص 81 قرص 1300 كتاب. فهل قول عائشة (صلاة العصر) هذا يعتبر إدراج في كتاب الله تعالى أم ماذا ؟.
إليكم أعزائي رواية عجيبة غريبة من مسند الربيع بن حبيب، وقد تفرد بها المسند وحده دون غيره من كتب التراث، لأني لم أجدها إلا في المسند. والرواية بين أيديكم لتحكموا عليها:
63 قال الربيع قال أبو عبيدة بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن كان زيد بن عمرو لأول من عاب علي عبادة الاصنام والذبح عليها وذلك اني اقبلت من الطائف ومعي زيد بن حارثة ومعنا خبز ولحم وكانت قريش آذت زيد بن عمرو حتى خرج من بين أظهرنا فمررت به وعرضت عليه السفرة فقال يا ابن اخي انتم تذبحون على أصنامكم هذه فقلت نعم فقال لا آكلها ثم عاب الأصنام والأوثان ومن يطعمها ومن يدنو منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما دنوت من الأصنام شيئا حتى أكرمني الله بالنبوة قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وقرن معه إسرافيل ثلاث سنين ولم يكن ينزل عليه شيء ثم عزل عنه إسرافيل وقرن معه جبريل عليه السلام فنزل عليه القرآن عشر سنين بمكة وعشر سنين بالمدينة فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة.
مسند الربيع ج 1 ص 44/45 قرص 1300 كنتب. وفي الجامع الصحيح مكتبة الاستقامة مسقط سلطنة عمان جاء في ج1 ص 23.
فما تعليقك على هذه الرواية العجيبة الغريبة؟
163 أبو عبيدة عن جابر عن ابن عباس أن بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت من الجنابة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ من فضلها .
164 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنب أن يغتسل في الماء الدائم ونهى عن الوضوء بفضل المرأة وكذلك في الرجل.
مسند الربيع ج 1 ص 73 قرص 1300 كتاب.
8 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ويرددها فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فكان الرجل يتقللها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لإنها لتعدل ثلث القرآن.
مسند الربيع ج 1 ص 8 مكتبة الاستقامة مسقط سلطنة عمان.
9 أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد إلى آخرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت فقلت ماذا يا رسول الله فقال الجنة قال ابو هريرة فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ثم خفت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآثرت الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.
مسند الربيع ج 1 ص 8 مكتبة الاستقامة مسقط سلطنة عمان.
ما قولكم زاد فضلكم في هاتين الروايتين؟
ما مدى نسبتهما إلى الرسول عليه الصلاة والسلام؟
هل تعتبر الروايتين مما أوحى الله تعالى على رسوله، ليبلغه للناس ويكون الرسول عليه السلام شاهدا على ذلك يوم الدين؟
والسؤال الأخير موجه إلى أتباع المذاهب المتفرقة الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وقد أمر الله تعالى الرسول فقال سبحانه: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ*مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ*مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.30/31.الروم. نلاحظ الآية 30 كانت موجهة إلى الرسول، والآية الثانية موجهة إلى المنيبين إلى الله تعالى ( بما فيهم الرسول)، ونهاهم أن يكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون.
ما قولكم يا سماحة الشيخ في سورة النور التي أنزلها الله تعالى بافتتاحية خاصة جدا، حيث بدأها سبحانه بقوله: سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(1). فكانت بداية هذه السورة تذكيرا بآيات بينات لعلكم تذكرون، ثم أصدر الله تعالى حكمه على الزانية والزاني بالجلد مائة عذابا، وليس قتلا رميا بالحجارة، وما يؤكد أن الحكم على الزانية والزاني يكون بالجلد هو حكم الله تعالى على الإيماء المحصنات بنصف العذاب، أي بخمسين جلدة عذابا. قال رسول الله عن الروح عن ربه: فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ. النساء 25. وضاعف العذاب ضعفين، لأزواج النبي إن أتين بفاحشة مبينة فحكم سبحانه عليهن قائلا: يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30).الأحزاب. كل هذه الآيات هجرت واستمسك الشيخ الخليلي وغيره برواية في مسند الربيع جاء فيها: 607 أبو عبيدة عن جابر عن ابن عمر قال إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأته زنيا فقال لهم اتجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهما ويجلدان فقال لهم عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها للرجم آية فاتوا بالتوراة فأتلوها قال فأتوا بها ونشروها فوضع أحدهم على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له ابن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا آية الرجم تتلألأ فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال ابن عمر فرأيت الرجل يجافي على المرأة يقيها الحجارة. مسند الربيع كتاب الأحكام ج 1 ص 239 قرص 1300 كتاب.
الغريب أن آية الرجم في التوراة تتلألأ، وآية الجلد في القرءان تُهجر وبل تُرجم، ويُحذر من القرآنيين، لأنهم ينكرون مثل هذه الروايات التي تخالف حكم الله تعالى المنزل في سورة نورانية مفروضة لعلكم تذكرون، فهم لا يشركون كتاب الله تعالى بكتب البشر التي تضل من أتباعها، وهي من لهو الحديث المحذر منه. والدليل على ذلك ما جاء في كتاب شرح النيل وشفاء العليل لمؤلفه الشيخ محمد بن يوسف اطفيش رحمه الله تعالى، جاء فيه ما يلي:
وعنه صلى الله عليه وسلم، (حضور مجلس العلم أفضل من حضور ألف جنازة إذا كان من يقوم بها، وأفضل من ألف ركعة، وصيام ألف يوم، وصدقة ألف درهم، ومن ألف حجة سوى الفريضة، ومن ألف غزوة بمال ونفس سوى الواجبة، لأن الله يطاع بالعلم ويعبد بالعلم، فخير الدنيا والآخرة مع العلم، وشر الدنيا والآخرة مع الجهل، فقال رجل: فقراءة القرآن يا رسول الله ؟ فقال: ويحك! ما قراءة القرآن بغير علم؟ وما الحج بغير علم؟ أما بلغك أن السنة تقضي على القرآن ؟ والقرآن لا يقضي على السنة).4 والقضاء التبيين والتخصيص.
هذا ما جاء في كتاب شرح النيل للشيخ محمد بن يوسف اطفيش رحمه الله، الجزء الخامس صفحة 337 مكتبة الإرشاد جدة، دار الفتح بيروت.
ختاما قال رسول الله عن الروح عن ربه: ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ*وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ*أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ*أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ*هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ* إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.154/159.الأنعام.
إن هذه الآيات كافية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وكافية لأن أستمسك بالقرءان وحده لأنه كتاب مبارك أمرنا الله تعالى باتباعه وهجر الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فلسنا منهم، والله والملائكة شهداء.
وباختصار شديد فإن القرءانيين يُعتبرون حانفين عن لهو الحديث، ويكفيهم الاطمئنان إلى الآية التي قال له الله سبحانه لطمأنة الرسول: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ*) النمل 79.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.