الذكرى 18 عام لوفاة المؤرخ و الشعر الامازيغي علي صدقي ازايكو مناسبة لتجديد الدعوة لاعادة كتابة تاريخ المغرب
مقدمة متواضعة
ان الجميل حاليا هو ان الحركة الثقافية الامازيغية ادركت منذ تاسيسها الرسمي سنة 1967 ان تاريخ امتنا المغربية يعاني من العديد من المشاكل و من المغالطات القاتلة بسبب تحكم ما يسمى بالحركة الوطنية على المغرب ابان استقلاله الشكلي عن الجمهورية الفرنسية سنة 1956 اذ ان الحركة الوطنية بدعم قوي من السلطات العليا اشتغلت كثيرا على تزوير تاريخ المغرب بالكامل اي ما قبل الفتح الاسلامي كما يسمى الى سنة 1956 و تضخيم اسهامات العنصر العربي الوافد و تحقير اسهامات العنصر الامازيغي الاصلي بمنطقة شمال افريقيا الى ابعد الحدود و الدرجات حيث كان كتاب الاجتماعيات للمستوى الخامس الابتدائي في تسعينات القرن الماضي يبدا اول دروسه بدرس حول تاريخ الجزيرة العربية قبل الاسلام مع العلم ان اغلب تيارات الاسلام السياسي و اغلب فقهاء الاسلام الرسمي كانوا يسمون تلك الفترة بالجاهلية اي انها كانت فترة عبادة الاصنام و اللهو مع النساء الخ.
غير ان المخزن وقتها كان يريد نفي اي ذكر طيب للامازيغيين على الاطلاق في المدرسة المغربية و في الاعلام الرسمي و في خطابنا الديني الرسمي قصد ابادة السؤال الثقافي الامازيغي بالمرة لتعريب المغرب و فرنسته تحت انظار المخزن و حركته الوطنية التي تدعي انها ضد الفرنكونية عقود من الزمن لكنها بالمقابل تشجع اللغة الفرنسية في التعليم و في الاعلام في عز النهار حتى قال الراحل الحسن الثاني في خطاب 20 غشت 1994 حول تدريس اللهجات كما سماها ما معناه انه يحب سماع الطفل المغربي الذي يخلط بين الدارجة المغربية او الفصحى مع اللهجات عوض ان يخلط بين الدارجة المغربية او الفصحى مع اللغة الفرنسية كاعتراف صمني بفشل السياسة اللغوية في عهد الراحل الحسن الثاني رحمه الله ..
يحق لنا الافتخار و الاعتزاز بالجيل الاول من حركتنا الثقافية الامازيغية الذي ناضل بالقلم و بالكتابة و بالموسيقى بغية اظهار الامازيغية كلغة و كثقافة في مغرب عهد الراحل الحسن الثاني امثال المرحوم الاستاذ ابراهيم اخياط و الاستاذ محمد مستاوي و الاستاذ عمر امرير و الاستاذ الحسين جهادي و الاستاذ امحمد العثماني رحمه الله و الاستاذ احمد بوكوس و الاستاذ الصافي علي مؤمن و الاستاذ الحسين ايت باحسين و المرحوم علي صدقي ازايكو المتوفي في 10 شتبر 2004 تاركا وراءه اثر نضالي عميق في ذاكرة الحركة الثقافية الامازيغية الجمعية ..
الى صلب الموضوع
يصعب لي الاحاطة بجميع جوانب مسار المرحوم دا علي صدقي ازايكو كما يسميه اصدقاءه في الحركة الامازيغية لكنني ساحاول بقدر الامكان اظهار بعض هذه الجوانب بالاعتماد على المقال الذي كتبه الاستاذ محمد بودهان و نشره في موقع الحوار المتمدن سنة 2009 و هو تحت عنوان علي صدقي ازايكو المفكر الذي جاء قبل زمانه حيث استعرض الاستاذ بودهان في مقاله القيم عدة معطيات مهمة حول مسار المرحوم حيث ولد هذا الاخير في احدى قرى اقليم تارودانت سنة 1942 .
و هو في اول الامر كان معلما في المستوى الابتدائي نواحي اقليم مراكش حسب شهادة الاستاذ الحسين ايت باحسين في احد البرامج التلفزيونية حوله سنة 2004 اي مباشرة بعد وفاته اذا كانت ذاكرتي قوية ثم سافر الى فرنسا للدراسات العليا و عاد الى المغرب سنة 1972 ليكون استاذ جامعي في مادة التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط و اشير هنا ان المرحوم عندما ترك قريته للدراسة في مراكش في اوائل الخمسينات بدا يكتشف مظاهر الميز و ربما التحقير تجاه كل ما هو امازيغي و من بين اصدقاءه في تلك الفترة هو الاستاذ احمد التوفيق وزير الاوقاف و الشؤون العروبية كما اسميها في مقالاتي المنشورة منذ سنوات .
لقد اشار الاستاذ بودهان في مقاله القيم ان المرحوم علي صدقي ازايكو قد انطلق يكتب منذ سنة 1972 في تاريخ المغرب حيث كتب مقال تحت عنوان تاريخ المغرب بين ما هو عليه و ما هو ينبغي ان يكون و نشره بمجلة الكلمة اي ان المرحوم قد سبق زمانه بكثير لاننا نتحدث هنا عن اوائل السبعينات اي عن عز سنوات الرصاص و قمع السؤال الثقافي الامازيغي بالحديد و النار و ان هذا العنوان في حد ذاته هو مثير للاعجاب و للخوف في نفس الوقت لان انذاك لا يوجد اي شيء في يد النخبة الامازيغية الناشئة وقتها الا الايمان بعدالة قضيتها الثقافية في ذلك الزمان البعيد ..
و تطرق الاستاذ بودهان في مقاله القيم الى اعتقال المرحوم علي صدقي ازايكو سنة 1981 حيث تم سجنه لسنة واحدة بسبب مقاله الشهير في سبيل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية حيث تطرق المرحوم في مقاله الشهير المشكل الثقافي بطريقة غير مسبوقة وقتها باستحضار نماذج مثل النموذج البلجيكي في التعدد الثقافي و النموذج الفرنسي في التعدد الثقافي .
ان هدف المرحوم من وراء مقاله الشهير حسب اعتقادي المتواضع هو اظهار وجود مسالة ثقافية تسمى بالمسالة الثقافية الامازيغية امام السلطات العليا التي كانت قالت في سنة 1980 ان لا وجود للمسالة الثقافية الامازيغية بالمغرب نهائيا لان البربر جاؤوا من اليمن اي انهم من العرب انتهى الكلام كما يقول احد قيادات الحركة المسماة بالاسلامية ببلانا .
و الى اظهار بعض الحقائق الفريدة من نوعها وقتها من قبيل ان الامازيغية هي لغة وطنية بطبيعة الحال لكن وقتها كان من يقول هذا يعتبر عميلا لفرنسا و للصهيونية ضد ثوابت الامة المغربية مثل العروبة و الاسلام و اعتبر المرحوم علي صدقي ازايكو في مقاله الشهير ان دخول بني امية الى المغرب هو غزو عسكري بصريح العبارة كانه يتحدث الى الاجيال القادمة اي نحن بالتأكيد.
و للاشارة و للامانة العلمية فان مقال المرحوم قد نشر في مجلة امازيغ الذي كان يديرها الاستاذ اوزين احرضان ابن المرحوم المحجوبي احرضان ...
و في سنة 1988 صدر للاستاذ محمد شفيق كتابه 33 قرن من تاريخ الامازيغيين كجواب اولي لخرافات السلطة و حركتها المسماة بالوطنية بالنسبة لي..
و صدر للمرحوم كتاب تاريخ المغرب او التاويلات الممكنة الذي قراته منذ سنة 2005 و كتاب اسماء الاعلام الجغرافية و البشرية من اصدار المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حيث لاحظت من خلال قراءته انه سمى المهدي بن تومرت بامير المؤمنين و هذا يعبر عن مدى اعجابه بهذه الشخصية التاريخية و المثيرة للجدل لان اغلب مصادر التاريخ تخبرنا بان المهدي بن تومرت كان قاتلا لخصومه السياسيين و كان فقيها متشددا يحطم الات الموسيقية الخ من هذه الاخبار المتداولة .
و له كتاب تحت عنوان الاسلام و الامازيغيين لم اقراه و اتشوق الى قراءته .
ان تجديد الدعوة لاعادة كتابة تاريخ بلدنا هذا ليست دعوة لطرف فكري او ايديولوجي بل هي ضرورة ملحة لرد الاعتبار لشخصيتنا الوطنية بتعدد مكوناتها الثقافية و اللغوية و الدينية كما هو منصوص في الوثيقة الدستورية الحالية و لرد الاعتبار لشخصيتنا الامازيغية باحلى صورها و بطولاتها قبل الاسلام و بعده في عز حضارتنا الامازيغية الاسلامية كما اسميها دائما في مقالاتي .
غير ان من الملاحظ تراجع هذه الدعوة في هذه السنوات داخل الحركة الامازيغية بسبب عشر سنوات من تولي الفاعل الاسلامي لتدبير الحكومة و فشل حكومة عزيز اخنوش الحالية في تحقيق وعودها لجزء من الحركة الامازيغية في تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية في مختلف مناحي حياتنا العامة و اعرف ان كلامي هذا سيغضب اساتذة الحركة الامازيغية في الرباط او في الدار البيضاء الخ لكنني اقول ما اؤمن به فقط ...
المهدي مالك