أكد خبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن عدد إعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر يتراوح حاليا ما بين 2 مليون و2.5 مليون شخص.
وقال د. ضياء رشوان، رئيس الملف الديني في المركز، إن دراسته قامت على المقارنة بين الأحصائيات التي كانت متاحة لعدد أعضاء الاخوان في الأربعينات ونسبتها مع عدد السكان في ذلك الحين، وعدد السكان حاليا.
وأضاف لـ"العربية.نت" أنه اضطر إلى هذه المقارنة نظرا لأنه لا يوجد في الوقت الحالي تعداد رسمي لأعضاء الجماعة المحظورة قانونا، والتي يتعرض أعضاؤها للاعتقال والمحاكمة بتهمة الانتماء إليها.
إلا أن أعضاء مكتب الارشاد، وهو أعلى هيئة سياسية داخل الجماعة أبدوا تحفظا شديدا على دراسة ضياء رشوان أحد أبرز المهتمين بالاسلام السياسي. ومعروف عن الجماعة أنها تتعامل بحساسية مع هذه الجزئية، فهي لم تفصح يوما عن عدد أعضائها على مدار 80 عاما منذ نشأتها عام 1928 وحتى الأن بل وتعتبره سرا داخليا.
تراجع عضوية الجماعة
وقال رشوان لـ"العربية.نت" إن عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر عام 1947 وصل إلى نصف مليون عضو، بينما كان عدد سكان مصر وقتها 17 مليون نسمة فقط، وذلك حسب الإحصائية التى أعدها أمين الاعلام بالحزب الوطنى حاليا د. علي الدين دسوقى ، نشرها فى كتاب "السياسة والحكم فى مصر فى آواخر السبعينيات".
وأضاف اذا تعاملنا بالقياس فسوف يتراوح العدد حاليا بين 2 مليون و2.5 مليون عضو، وهذا لا ينفى تراجع عضوية الجماعة بشكل ملحوظ قياسا بالإقبال على عضويتها قبل الثورة. وأكد أن هذا التراجع ليس له أى علاقة بشعبية الجماعة التى تحظى بشعبية كبيرة فى المجتمع المصرى، ولكنه نتيجة طبيعية لتراجع كافة القوى السياسية الأخرى فى مصر.
ليس لدينا إحصائيات
ومن جتهه أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدى عاكف لـ"العربية.نت" أن الجماعة ليس لديها أى تقارير أو إحصائيات محددة تشير إلى عدد أعضائها نافيا وجود أى نظام لتسجيل المنتمين إليها، مشيرا إلى أن عدد أعضاء الإخوان فى زيادة مستمرة يوميا وربما يزيدون عن هذا الرقم الذي ذكره رشوان.
واضاف عاكف: نحن لا نعتبر أن عدد أعضاء الإخوان المسلمين سرا على الإطلاق، ولكن عندما نكون جماعة علنية وشرعية ولنا مقرات معروفة فسوف أكتب اسماء الاخوان على كل "شعبة" وأعلنها على الملأ، أما الان وفى ظل عدم اعتراف النظام المصرى بشرعيتنا والاصرار على التعامل معنا على اننا جماعة محظورة فلا يمكن اعلان ذلك.
من جهته قال النائب الأول للمرشد العام للجماعة محمد حبيب إنه لا يعرف الرقم بالتحديد، لان عدد اعضاء الجماعة فى تغير مستمر ما بين لحظة وأخرى.
واعترف حبيب بتراجع عضوية الجماعة عن ذى قبل، وارجع سبب ذلك الى المناخ السياسى العام الذى تشهده مصر منذ عدة سنوات والذى اعتمد على التضييق والملاحقة والمطاردة اناء الليل واطراف النهار لاعضاء الاخوان وقياداتهم، بالاضافة الى الضربات الموجعة القاسمة التى عانت منها الجماعة سنوات طويلة، معتبرا ان ذلك أدى الى تردد الكثيرين وخوفهم من الانضمام للجماعة خشية الأعتقال والتضييق
وقال حبيب: فى كل الفترات التى توافر فيها هامش معقول من الحرية والديمقراطية كانت الجماعة تشهد زيادة ملحوظة فى عدد اعضائها بدليل أن هناك عددا كبيرا من القيادات الحالية فى عدة مجالات وبعض اصحاب السلطة كانوا من اعضاء وكوادر الاخوان المسلمين ولكنهم تراجعوا بعد محاولات النظام هدم الجماعة.
السعيد: رقم مجنون
من جهته وصف رئيس حزب التجمع اليسارى د. رفعت السعيد هذا الرقم بالمجنون معتبرا انه غير صحيح على الإطلاق، قائلا "لقد كان الشيوعيون ربع مليون عام 1945 فهل معنى ذلك أن عددهم الآن 3 ملايين شيوعى".
واضاف السعيد لـ"العربية.نت": لقد تغيرت العقليات وتغير الناس وتغيرت قوة الدفع كما تغيرت القيادات، والأهم من ذلك كله أن مؤسس الجماعة حسن البنا الذى كان يحظى بشعبية طاغية مات، وتولت من بعده قيادات أضعف منه بكثير، ومستحيل أن يصل عدد الإخوان فى عهدهم إلى هذا الرقم المهول.