تعريف عن مؤلف كتاب رجال وأعلام من صحراء الجزائر المجاهد الحاج إبراهيم أولاد الطاهر.
Brahim إبراهيم Daddi دادي
في
السبت ٠٦ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
عزمت بسم الله،
أعزائي الكرام أنقل لكم من كتاب المجاهد الحاج إبراهيم أولاد الطيب نبذة من تقديم الدكتور الشافعي درويش أستاذ التاريخ جامعة زيان عاشور بالجلفة ( الجزائر).
جاء في الصفحة 10 ( تقديم هذا العمل ):
إن هذا الجهد العلمي يعتبر عملا بحثيا جادا قام به مؤلف عصامي التكوين، فهو يستحق التشجيع والتقدير والاحترام.
وقد عالج صاحبه في هذا الكتاب موضوع هام للغاية جمع فيه عدد من الأعلام والشخصيات، تجمع بينها ميزة مشتركة وهي أن هذه الشخصيات وهؤلاء الأعلام هم من الصحراء الجزائرية. والأكيد مثل هذه المواضيع التي تختص بدراسة تاريخ جنوبنا الجزائري الكبير غاية في الصعوبة ونادرة الوجود لأن الكثير من الدراسات لم تتعرض لها وخاصة منها الدراسات المحلية.
لقد استطاع المؤلف بمجهوده الفردي واعتمادا على شهاداته وذكرياته أن يضع مشروعا لبحث شخصي، ثم استعان وبحث وفتش وتنقل رغم كبر سنه إلى المجاهدين الأحياء في منطقة غرداية وفي الصحراء، وممن هم أحياء ويسكنون المناطق التلية لكنهم جاهدوا في الولاية السادسة، وجمع شهاداتهم وأعاد صياغتها وأنتج عملا بحثيا جادا.
كما بحث المؤلف في الوثائق الأرشيفية في أرشيف المنظمة الوطنية للمجاهدين، وبحث المذكرات والمصادر والمراجع من أجل إتمام هذا العمل لذي يعتبر بالنسبة إليه مشروع العمر، الذي ينتظره لزمن طويل، مثل الذي ينتظر مولودا يرزق به بعد صبر سنين.
وبعد عمل دؤوب استطاع المؤلف إخراج هذا المشروع الذي يحوي (80) شخصية وعلم من صحرائنا الجزائرية المترامية في هذا الجزء الأول (1).ولعل الله سبحانه يوفق المؤلف لإنجاز الجزء الثاني من عمله هذا وهو مشروع بحثي آخر،لعله يفيد طلبتنا وأبناء هذا الوطن وأبناء الصحراء الجزائرية وفي الأخير تحية تقدير واحترام للمؤلف ولعلمه هذا.
الدكتور الشافعي درويش أستاذ التاريخ جامعة زيان عاشور بالجلفة( الجزائر) الجلفة في 11ديسمبر 2021.
شكر وعرفان
أشكر الله وأثني عليه، وأسأله أن يجازي خير الجزاء مشايخي الأعزاء الكرام الدكاترة: عبد الجليل ملاخ، والشافعي درويش، وجلول بن قومار، وبكير دباش، وأحمد بن الصغير، وكل من قدم لي يد العون من البعيد والقريب، وأبنائي، وبناتي، وأحفادي، وزوجتي، الذين لهم الفضل علي ولولاهم ما كنت أصل إلى إنجاز هذا العمل الخالص لوجه الله، والمخلد لكريات ثلة من الرجال الذين بذلوا النفس والنفيس من أجل أن تحي الجزائر حرة ويحي أبناؤها أعزاء مكرمي.
أسأل لله للجميع موفور الصحة والسلامة والعافية، وأسأله أن يسعدهم ويبرهم كما أبروني، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
بريان في يوم 28 صفر 1443هـ
الموافق ليوم: 05 أكتوبر 2021
إبراهيم أولاد الطاهر
كلمة في حق المؤلف
أجدني سعيدا بهذا المجهود العلمي، الذي يحمل في طياته مشروعا حضاريا وتاريخيا وإنسانيا، وذو أبعاد وطنية. فقد أراد المؤلف المجاهد إبراهيم أولاد الطاهر، من خلال هذا العمل أن يؤرخ لمرحلة من تاريخ الجزائر وتاريخ منطقة الجنوب الجزائري خاصة، أو ما نسميه بمنطقة الصحراء الجزائرية الشاسعة.
وذلك بتطرقه لنضال أبطال وأعلام وشخصيات ثورية من تلك المنطقة، حتى ينفض الغبار عن تاريخ تلك الشخصيات، ويبرز إنجازاتها العظيمة في مختلف الأصعدة، والتي ربما ظلت مجهولة لدى الكثير من أبناء هذا الوطن الحبيب. لقد آثر المؤلف، أن يأخذ على عتقه كتابة تاريخ ثلة من الأعلام الذين عايشهم وعاش معهم في مناطق مختلفة من الوطن، جمعته معهم ظروف معينة وفترات متفرقة،هؤلاء الشخصيات اختلفت مشاربهم، واهتماماتهم، ولكن جمعهم جميعا الانتماء للجزائر، وحب الوطن، والتضحية من أجله بالنفس والنفيس.
لقد اعتمد المؤلف المجاهد إبراهيم أولاد الطاهر على نفسه في تدوين هذا العمل، على الرغم من كبر سنه، فهو يقارب الخامسة والثمانين من العمر ورغم هذا التقدم في العمر، والوعكات الصحية، إلا أنه آثر على نفسه إتمام هذا المشروع العلمي والتاريخي لأنه يرى فيه أمانة تاريخية، يجب أداءها وإيصالها للأجيال اللاحقة، من أجل الاطلاع على ماضي أجدادها وأبناء وطنها.إن مثل هذه المواضيع تمثل لبنة أولى لكتابة التاريخ المحلي للمنطقة، خاصة وأنها تعتمد في عملية التدوين على مصادر عايشت الأحداث، التي مرت بها منطقة الصحراء ومنطقة غرداية، وبريان على وجه الخصوص، فالمؤلف تكلم في عمله هذا عن شخصيات جزائرية من مناطق مختلفة، ولكنها اجتمعت في نضالها سواء السياسي، أو الثور في منطقة الصحراء الجزائرية أثناء مرحلة الثورة التحريرية الجزائرية، ولكننا نلمس في كثير من الأحيان تركيز المؤلف على منطقة غرداية، ومدينة بريان خاصة ذلك أن المؤلف يرى أن هذه المنطقة في حاجة ماسة إلى مثل هذا النوع من الكتابات، وبأقلام أبناء المنطقة، وخاصة أن المؤلف اعتمد في صياغة وجمع مادته العلمية على معايشته للوضع، باعتباره مصدرا لكل الأحداث، التي تكلم عليها في كتابه هذا.
لم يدخر المؤلف جهدا في كتابة هذا العمل، رغم حالته الصحية وكبر سنه، وذلك للمسؤولية الكبيرة، التي حملها على عاتقه من أجل تقديمه للأجيال، لذلك أجده عملا يستحق القراءة فهو يعرفنا بتاريخ حقبة من تاريخ منطقة صحراء الجزائر، وتاريخ شخصيات جزائرية، ضحت في سبيل حرية هذا الوطن الغالي.
د. الشافعي درويش أستاذ التاريخ بجامعة زيان عاشور بالجلفة
الجلفة 11 ديسمبر 2021
تعريف المؤلف
من خلال عملي هذا ومن خلال مسيرة حياة طويلة مليئة بأنواع مختلفة من التجارب والأفكار والخبرات والمتاعب والصعوبات أيضا، مرحلة قد أقول عنها طويلة التقيت فيها برجال كثيرين عرفتهم واشتركت معهم ذات المصير ونفس الطموحات والآمال، كانوا رجالا من مختلف مناطق الوطن، عرفتهم في محطات الحياة المختلفة والتقيتهم في أماكن مختلفة أيضا، منهم من عرفته عند ما كنت طفلا صغيرا وتعلمت منه، ومنهم من شاركته الآمال عند ما كنت شابا، ومنهم من واجهت معه ذات المصير عند ما كنت مجاهدا في الثورة التحريرية الجزائرية، ومنهم من شاركته ويلات الألم عند ما كنت في سجون الاستعمار الفرنسي، ومنهم من أعجبت بمواقفه البطولية عند ما سقط في ساحات الجهاد، ومنهم من جمعني به القدر في حياة أفضل في الجزائر ما بعد الاستقلال.
هؤلاء كلهم وغيرهم أتذكرهم يوميا، وأحس بحقهم عليا كلما وضعت رأسي على الوسادة، وأنا اليوم ابن الخامسة والثمانين، لذلك أردت أن أقدم لذكراهم شيئا لعلي أكون قد وفيت بواجبي اتجاه من ضحوا وعملوا وصدقوا من أجل أن تحي البلاد في رغد وأمن وأمان واستقرار.
جزء من المقدمة
حين اندلعت الثورة التحريرية في نوفمبر 1954، وضعت فرنسا نظاما رهيبا للمناطق الصحراوية عامة، وعلى منطقة الشبكة بصفة خاصة حيث ضاعفت من قواتها وأنشأت مطارات وحاصرت المدن، وأنشأت فرقا خاصة تنتقل من مكان إلى مكان،تجوب الصحراء وبثت عيونها في كل مكان، وجلبت مرتزقة من أماكن مختلفة، وفرضت بطاقات تموينية لكل مواطن، وحددت له مقادير شهرية لا يتجاوزها، ومن حين لآخر تهاجم المنازل فتصادر ما تجده بها من طعام، ووضعت رقابة مشددة على الأسواق، وسنت قوانين جائرة، وأنشأت محاكم خاصة أحكامها نافذة لا يطعن فيها، وفتحت مكاتب في كل قرية لتتبع كل حركات الشعب وتحركاته وجلبت أناسا غرباء بألوان مختلفة ويتقلبون بأدوار مختلفة، ووزعت اليهود في كل الأحياء، ومكنتهم من ناصية الاقتصاد والتجارة والخدمات وكثفت من تواجد المبشرين نساء ورجالا يحسنون اللغة العربية، ولهم اطلاع واسع ومعرفة بتقاليد المنطقة وعادات سكانها. فعلت كل ذلك من أجل قطع الطريق على الثورة ومحاصرة الشعب وترهيبه ونعه من الاتصال بالثورة، فخابت وخاب مسعاها، وفشلت وانهار كل ما بنته، بفضل الله وشجاعة قادة الثورة ورجالها وفطنة الشعب وإيمانه بالله وعزمه على تحرير أرضه.
كلمة في حق المؤلف الشيخ إبراهيم أولاد الطاهر
في الحقيقة إن المؤلف الشيخ إبراهيم أولاد الطاهر، من الرجال المخلصين الذين صدقوا ما عاهدوا الله تعالى عليه، والدليل تأليفه لهذا الكتاب الذي أدلى فيه بشهاداته بكل صدق وأمان واتقى ربه ولم يكتمها، فإن دل هذا على شيء إنما يدل على إيمانه بالله تعالى وباليوم الآخر الذي سوف تحاسب فيه كل نفس بما كسبت، وإن كان مثقال ذرة أوتي بها، ولأن الشيخ إبراهيم أولاد الطاهر طيب القلب أصيل لا يحمل غلا في قلبه لأحد فقد أدلى بشهاداته على كل من عرف من المجاهدين دون استثناء أحد منهم.
أرجو الله تعالى أن يطيل في عمره ويرزقه الصحة والعافية ليكمل الجزء الثاني من تاريخ الصحراء الجزائرية، ويكمل مشروعه الثاني حول مشاركة المرأة الصحراوية في ثورة التحرير. فله مني كل التقدير والاحترام. إبراهيم دادي واعمر