ف 2 : آيتا الطهارة فى القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٤ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 2 : آيتا الطهارة فى القرآن الكريم
القسم الأول من الباب الثالث : عن تشريعات المرأة التعبدية بين الاسلام والدين السنى
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 2 : آيتا الطهارة فى القرآن الكريم
أولا : من كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
1 ـ تشريعات الطهارة من الوضوء والغسل ــ والتيمم ــ جاءت كلها في آيتين فقط في القرآن الكريم ، يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً النساء : 43 "
ويقول تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ المائدة :6 " ..
2 ـ في الآية الأولى :ــ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ" أي الأمر بالتأهب والاستعداد النفسي والتهيؤ للصلاة ، والدخول فيها بخشوع وحضور ، حتى لا ينشغل الإنسان أثناء الصلاة ، فقوله تعالى " لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى " ليس لها علاقة بشرب الخمر ، لأن الحديث للذين امنوا أصلا وفي امر يخص الصلاة والخشوع فيها ، ولا نتصور أن يتحدث القرآن للذين يشربون الخمر ويُصلّون ، فيقول لهم لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ، وما يؤكد ذلك أن كلمة (سكارى) ومشتقاتها جاءت بمعنى الغفلة في قوله تعالى (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) الحجر :72 ، وبمعنى الغيبوبة في الموت في قوله تعالى " وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ.... ق : 19 " وبمعنى الغيبوبة عند قيام الساعة في قوله تعالى " وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى.... الحج :2" أي ان الأغلب في كملة سكارى ومشتقاتها أن تكون بمعنى الغفلة والغيبوبة ، مما يؤكد ان المقصود بقوله تعالى " لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ" هو التحذير من الغفلة فى الصلاة حتى تعلم ما تقول فيها..
فكيف يتصرف الإنسان إذا كان عابر سبيل لا يستطيع الاغتسال بعد الجنابة وخاف ان يضيع وقت الصلاة..؟
يقول له رب العزة جل وعلا : " وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا" أي لا تقربوا الصلاة وأنتم في حالة جنابة إلا بالاغتسال ــ أي غسل الجسد كله بالاستحمام ــ وهذا في الأحوال العادية أما إذا كنتم عابري سبيل فلا يجب عليكم الغسل ، ولكن يمكن لكم التيمم ..
والتيمم أي التطهر بأي شيء طاهر مرتفع نظيف ، تحدثت عنه بقية الآية الأولى والآية التالية (النساء 43 ، المائدة :6) ويكون التيمم بديلاً عن الماء عند الغسل من الجنابة ومن المباشرة الجنسية ، وعند الوضوء ، لذلك تقول بقية الآية الأولى " وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ " أي أن التيمم مباح في المرض وفي السفر وفي حالة فقد الماء عند الاغتسال وعند الوضوء ..
ليس التيمم بالتراب كما شرّع الدين السنى ، بل هو كما جاء فى القرآن الكريم ( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ). لو كان التيمم بالتراب لأتى هذا صراحة فى القرآن الكريم ، لأن مصطلح التراب تكرر فى القرآن الكريم عشرين مرّة . كما أن مصطلح ( صعيد ) يعنى المرتفع . وجاء هذا المصطلح بمشتقاته ثمانى مرات . ووصفه بالطيب يعنى أن يكون بعيدا عن أى نجاسة .
2 ـ والآية التالية تتحدث عن الوضوء ، أو الطهارة بعد نزول البول والغائط ، والوضوء يسبق الصلاة ، إذا انتقص الوضوء بالتبول أو التبرز ، اما المباشرة الجنسية فهي تستلزم غُسلا كاملاً ، أي الاستحمام ، يقول تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا .... " ثم تتحدث بقية الآية عن جواز التيمم بديلاً عن الماء في حالة الغسل من الجنابة والمباشرة الجنسية وعن الوضوء من التبول والبراز ، وعند السفر والمرض ، أي تكرر ما جاء في الآية الأولى ، مع التأكيد على تيسير الشرع وتخفيفه علينا..
ثانيا : كتابات لاحقة فى الفتاوى فى نفس الموضوع :
1 ـ
الخميس ٠٩ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال :
الاستاذ الكريم احمد صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا شاب من العراق وتحديدا من محافظة النجف الاشرف استاذي الكريم اسالك من كرمك ان ترد على سؤالي هذا ، علما انني قد انتفعت بمعضم ماقراته من موقعكم الشريف، وبدات ارجع الى القران الكريم الذي قد هجرته الحوزه عندنا في النجف فلا يكاد يذكر الا في هامش البحوث الاصوليه والفقهيه. استاذي العزيز لقد نشأنا على فتاوى المسمين انفسهم علماء ، وقد والله صعبوا علينا ديننا . اريدك سيدي العزيز ان تشرح لي طريقة الطهاره من كتاب الله في كيفية الغسل والوضوء وكيفية التطهر بالماء وهل يكفي صب الماء على النجاسه من بول وغائط ودم مره واحده او اكثر فقد اصبت بالوسواس القهري جراء عملي بفتاوى علماء السوء اجبني من كرمك ايها العزيز .
الإجابة
آحمد صبحي منصور
أكرمك الله جل وعلا ، وكل عام وأنتم بخير.
أجبنا على هذا السؤال كثيرا فى الفتاوى هنا ، وأرجو أن ترجع اليها ، ولكن من أجلك أعيد الاجابة:
1ـ يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) النساء ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة )
بإختصار مؤلم نقول :
1 ـ التيسر والتسهيل أساس التشريع هنا : تشريع التيمم بدلا من الوضوء والغسل ، والتيمم هو مجرد مسح الوجه واليدين بشىء طاهر ( ليس التراب بل منديل وما يشبهه من ملابس نظيفة ) ورفع الحرج والمشقة فى قوله جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) النساء ) (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة )
2ـ على أساس هذا التيسير نقول : ليس هناك وضوء لكل صلاة ، ولذا جاء ما يسمى بنواقض الوضوء ، وهى محددة: ( قضاء الحاجة من بول وغائط فقط ) : ( الريح لا ينقض الوضوء سواء كان بصوت او بدون صوت) . والسفر والمرض من الأعذار التى تبيح التيمم بدلا عن الماء..
3 ـ (أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ ) لا تعنى لمس يد المرأة أو جزء منها ، بل تعنى العملية الجنسية الكاملة . وهذا التعبير القرآنى الراقى عن العملية الجنسية يأتى مثيله : ( تمسوهن ) ( تباشروهن ).
4 ـ الغسل معروف ولا يحتاج الى عشرات الألوف من الصفحات التى كتبها فيه فقهاء الأديان الأرضية . وما يسمى بالوضوء هو مجرد غسل الوجه واليدين الى المرافق ومسح الرأس والرجلين . أى تعنت فى هذا مرفوض ، وأى زيادة على هذا ليست مفروضة ، فى ضوء التيسير ورفع الحرج..
5 ـ النجاسة هى من البول والغائط ( دون الدم والقىء ) . والتطهر منها بالماء . وهذا شىء معروف للبشر قبل نزول القرآن ، أن يتطهروا من البول والغائط ومن رائحتهما الكريهة حتى تزول رائحتهما الكريهة ولا يشمها أحد . وكل أم تقوم بتنظيف ولدها الطفل بالغريزة ، وينشأ وقد عرف كيف ينظف نفسه بعد البول والغائط ، وإلا كان مجنونا فيقوم عنه غيره بتنظيفه . ولأن هذا شىء معروف حتى فى القبائل البدائية ، فلم يتعرض له رب العزة . جاء فقط تطهير الثياب فى آية (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) المدثر )، وهى من اوائل ما نزل . ونلاحظ أن الآيتين عن الوضوء الغسل فى الصلاة نزلتا فيما بعد فى المدينة ، أى كان الناس من قبل ذلك يصلون بدونهما ـ عادى . !!
6 ــ الفقهاء تطرفوا فى التشدد والتزمت وذكر تفصيلات مضحكة فى موضوعات الطهارة والاستنجاء ، فى نفس الوقت الذى وقعوا فيه فى الرجس ، وهو تقديس البشر والحجر ..
أخيرا
ارجوك ألّا تقع فى هذا الوسواس القهرى فى موضوع الوضوء والغسل . تذكر شيئين :
1 ـ
· أن الله جل وعلا لم يجعل علينا فى الدين من حرج (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) الحج )
· 2 ـ أن الطهارة وسيلة للصلاة، وأن الصلاة وكل العبادات هى مجرد وسائل للتقوى ، فلتتق الله جل وعلا ولتخشع فى صلاتك . عندها ـ وبعونه جل وعلا ـ سيزيدك ربك جل وعلا هُدى ، وسيغمر قلبك الايمان الخالص ، ولن يكون فيه متسع للوسواس الفقى أو الوسواس القهرى.

2 ـ
الأحد ٢٢ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال :
عليكم السلام استاذي الدكتور احمد صبحي منصور في كل يوم اخصص وقتا للاستماع الى قنواتكم واقرا مايسمح به الوقت في موقعكم واجد في تدبر القران معكم حلاوة ليس لها مثيل والان ادخل في صلب الموضوع الذي انا بصدده الاية التالية اضعها امامكم وانا على علم انكم تحدثتم فيها كثيرا ولكن اتوسم بكم سعة صدوركم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿المائدة: ٦﴾ وضعت الكلمات المطلوبة بين قوسين لان احد الشيوخ قال ان حرف الواو بمسح الارجل معطوف على الايدي فانت حينما تغسل اليدين فالواجب ايظا غسل الرجلين فهل ان الاية مفهوما لغويا ونحويا هكذا ام انها تطبق كما اتت الغسل غسل والمسح مسح بدون اعراب او تاويل ولكم جزيل الشكر وعليكم السلام.

الاجابة
آحمد صبحي منصور :
قلنا ونقول :
1 ـ آيتا الطهارة في سورتى النساء والمائدة نزلتا في المدينة تشريعا جديدا ، بمعنى أنهم في مكة وطبقا للمتوارث من ملة إبراهيم كانوا يصلّون بدون طهارة.
2 ـ آيتا الطهارة في سورتى النساء والمائدة جاءت فيهما الأوامر يحكمها المقصد التشريعى وهو التخفيف ورفع الحرج .. وهو مفهوم من أية سورة النساء ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٤٣﴾ ) نلاحظ ختم الآية بقوله جل وعلا : ( ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (
3 ـ التشريعات فيها الأوامر التي يهيمن عليها المقصد التشريعى . المقصد التشريعى في موضوع الطهارة هو مقصد تشريعى عام في تشريعات الإسلام كلها . قال جل وعلا : ( يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾ النساء ) ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ) ﴿٧٨﴾ الحج (
4 ـ برجاء مراجعة الفتاوى السابقة فى نفس الموضوع .
5 ـ الفقهاء في الدين السنى ركزوا على الأوامر وأهملوا المقصد التشريعى الخاص في موضوع الطهارة ، وحتى في موضوع الصلاة ركزوا على الشكل دون التعرض للخشوع في الصلاة ولإقامة الصلاة . هذا هو السبب في معاركهم الفقهية في في تفصيلات الطهارة ، وإهمالهم للأساس وهو ( طهارة القلب ) من تقديس البشر والحجر .

3 ـ

الأحد ٠٥ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال :
استاذنا الكريم احمد صبحى منصور نريد ان توضحوا لنا من خلال الايات القرانيه شكل الوضوء وفقا للقران وماهى مبطلاته وشكرا
آحمد صبحي منصور :
لم يكن هناك وضوء للصلاة قبل الهجرة للمدينة. وحتى كلمة ( وضوء ) هى مصطلح فقهى يقابل مصطلح ( الغسل ) فى القرآن الكريم. كان مفروضا فى مكة تطهير الثياب ( وثيابك فطهر ) ثم جاءتشريع ما يعرف بالوضوء فى سورة المائدة . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الواضح هنا هو وجوب غسل الوجه واليدين الى المرافق ومسح الرأس والشعر وغسل الرجلين الى الكعبين. أما فى حالة الجنابة فالواجب هو الغسل الكامل.واذا انقطع الوضوء بالتبرز والتبول أو وجب على المؤمن الغسل الكامل بالاتصال الجنسى ـ وكان المؤمن فى حالة المرض أوالسفر بحيث يتعذر عليه استعمال الماء فيمكنه أن يقصد مكانا مرتفعا نظيفا ( صعيدا طيبا )ـ كحائط أو كرسى اذا كان فى سيارة أو طائرة ـ فيضرب يده به ناويا التيمم ويكون ذلك تطهرا له يغنيه عن استعمال الماء.وذلك لرفع الحرج ولتأكيد التيسير على الناس .
فى سورة النساء ( 43 ) قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) وهنا تكرار لما سبق من الغسل عند الجنابة والتيمم يحل محل الوضوء اذا انقطع الوضوء بدخول الحمام ـ أى التبرز والتبول ـ أو اذا وجب الغسل بالجنابة، وذلك فى حالة السفر والمرض وتعذر استعمال الماء. ولكن هنا إضافة فى الآية وهى ألا يقرب المؤمن الصلاة إلاّ وهو حاضر الذهن حتى يعلم ما يقول وحتى يخشع لما يقول. ليس الكلام هنا عن سكرة الخمر وانما عن سكرة الانشغال بأمور الدنيا وحتى بالمعصية عندما يكون المسلم فى الصلاة. بل لا يحلو الانشغال بتفاهات الدنيا ومعاصيها إلا فى حالة الصلاة، لذا جاء النهى عن الاقتراب من الصلاة إلا بذهن حاضر و خشوع خانع.
اجمالي القراءات 3437