ف 1 : مقدمة عن ( الطهارة والرجس ) فى تدبر قرآنى

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٢ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 1 : مقدمة عن ( الطهارة والرجس ) فى تدبر قرآنى
القسم الأول من الباب الثالث : عن تشريعات المرأة التعبدية بين الاسلام والدين السنى
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 1 : مقدمة عن ( الطهارة والرجس ) فى تدبر قرآنى
مقدمة
هذا الكتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى) أتممته فى منتصف التسعينيات ، ثم نسيته ، وعثرت عليه بعدئذ ، وبدأت نشره . بعد إطلاق موقع أهل القرآن جاءت آلاف الاستسفارات ، ولا زلت أرد عليها فى الفتاوى تحت عنوان :( فاسألوا أهل الذكر ) . منها الكثير ( جدا ) فى موضوعات الطهارة والصلاة وغيرها . وبعضها أفردت له مقالات وكتبا . المنهج فى هذا الباب عن التشريعات أن أبدأ بما سبق فى كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى) ، ثم أُتبعه بالفتاوى التى جاءت لاحقا . مع ملاحظة أننا ننشر بعضها وليس كلها . ونبدأ بهذا المبحث الهام : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ( 77 ) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79)الواقعة ) آحمد صبحي منصور 2014-07-18
( مقدمة : جاءنى السؤال التالى :
الدكتور احمد . أشكرك علي الاجابات السابقة بخصوص وصية الرسول والسيدة زينب ....أزالت الكثير الغموض. هذا جعلني أطمع كثيرا في العلم الذي تحمله واسأل أسئلة أخري تدور في ذهيني وارجوا من سيادتكم تحملي ..ومع علمي بانشغلكم. سؤالي بالآتي : اين الكتاب الذي لا يمسه لا المطهرون هل هو علي الأرض أو في مكان آخر واذا كان علي الأرض اين هو ومع من وهل هو نفسة اللوح المحفوظ..... ومن هم المطهرون ؟ هل هم الملائكة ولا هم من البشر ؟ مع العلم بأننا متطهرون تعترينا الجنابة ونتطهر كما أمرنا الله سبحانه وتعالي ومن هو العنده علم من الكتاب وهل يجوز للبشر أن يكون لهم علم من الكتاب وشكرا.
وأجيب عليه فى هذا المقال .
أولا : اللوح المحفوظ من أسماء وصفات القرآن الكريم :
1 ـ اللوح المحفوظ جاء فى قوله جل وعلا عن القرآن الكريم : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
الطارق ). القرآن هو ( الذكر المحفوظ ) : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر ). اللوح المحفوظ هو ( الكتاب المكنون ) وهما معا من أوصاف القرآن الكريم . وسنتوقف مع هذا فيما بعد
ثانيا : الطهارة الحسية والنجاسة الحسية
1 ـ الطهارة تأتى بالمعنى الحسّى مقابل النجاسة الحسية ، مثل دم الحيض الذى يجب التطهر منه ، والذى يمنع رب العزة من الالتقاء الجنسى بين الزوج وزوجته أثناء فترة الحيض : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة ). والحيض لا يمنع العبادات من صلاة وصوم وحج . التطهر منه قبل الصلاة بمنع نزوله وسيلانه من موضعه ، ثم الوضوء أو الطهارة المعروفة وتصلى من هى فى فترة الحيض . وقلنا هذا كثيرا .
2 ــ هذه الطهارة الحسية من البول والبراز والجنابة و اللقاء الجنسى ( مُلامسة النساء ) تكون بما نسميه بالوضوء أو بالغسل والاغتسال . وفى هذا يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)المائدة ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) النساء ) (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) ) المدثر )
3 ــ الماء هو وسيلة هذه الطهارة الحسية بالماء، يقول جل وعلا : (وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً (48) ) الفرقان ) (إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ) (11) الانفال ).
4 ـ لا يدخل فى هذا ما توارثناه من ( غُسل ) جثة الميت . هى سوأة ، يقول جل وعلا عن أول جثة قتيل فى تاريخ البشرية وأول حرب عالمية فى تاريخ البشر : (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31) المائدة ) . ومن خبل الأديان الأرضية غسل هذه السوأة بالماء لتجهيزها وجبة شهية للدود .!! . من إكرام صاحب الجثة الذى تركتها نفسه وعادت للبرزخ الذى أتت منه ــ أن يتم إعادتها للتراب لتتحلل فيه وتنكتم فى داخل التراب روائحها النتنة العفنة .. وليس بغسلها ورش العطور حولها إكراما للدود الذى سينهشها بعد قليل .
ثالثا : بين الطهارة المعنوية والرجس
1 ــ الطهارة المعنوية هى طهارة القلب ( أى النفس ) من رجس الشرك الكفر والنفاق والزنا المحرم . هنا تأتى الطهارة المعنوية مناقضا للرجس ، او ( النّجس ) ( بفتح الجيم ) .
2 ــ هناك ( نجس ) بكسر الجيم ، وتعنى المتنجس بنجاسة حسية من البول والبراراز ودم الحيض ، ويجب إزالته بالماء والغسل الكلى للجسد أو غسل الأعضاء فيما نسميه بالوضوء. أما ( النجس ) بفتح الجيم فهو الرجس أو النجاسة القلبية بالكفر و الشرك والنفاق والمرض المعنوى للقلب ، وهذه النجاسة المعنوية القلبية لا يُجدى فى إزالتها كل أنهار وبحور ومحيطات العالم . تكون إزالتها بالايمان بالقرآن الكريم وحده حديثا لا حديث فى الاسلام سواه ، وبالايمان بالله جل وعلا إلاها لا إله غيره جل وعلا .
رابعا : أمثلة لأصحاب الطهارة القلبية الايمانية.
1 ــ عن أصحاب الطهارة القلبية الايمانية يقول جل وعلا عن السيدة مريم :(وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ) مريم ) و يقول جل وعلا عن المسيح عليه السلام : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (55) آل عمران . )
2 ـ الذين يحبون الإقامة فى المساجد المخصصة لذكر الله جل وعلا وحده والابتعاد عن مساجد الضرار هو من صفات المؤمنين الذين يحبون التطهر ، والله جل وعلا يحب المتطهرين ، يقول جل وعلا : ( لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) (108) التوبة )
3 ـ المؤمنون بالقرآن وحده الذين تطهرت من رجس الشيطان والأحاديث الشيطانية ، يقول جل وعلا : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) الواقعة ) لأن القرآن الكريم فى صحف مطهرة ، يقول جل وعلا : ( رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (2) البينة ) هذا الطُّهر القرآنى لا يمسُّ إلا من تطهر قلبه من رجس الشيطان .
4 ـ فى الآخرة تكون أعمالهم مطهرة ، يقول جل وعلا عن أعمالهم التى تسجلها وتحملها الملائكة البررة ( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) ) عبس)
خامسا : من وسائل التطهر القلبى
1 ــ التمسك بالقرآن الكريم يقول جل وعلا : ( ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (232) البقرة ) هنا ربط بين تطهر النفس وتزكيتها وسموها .
2 ــ تقديم الصدقات: عن التطهر وتزكية النفس بتقديم الصدقات يقول جل وعلا : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا (103) التوبة ) هنا أيضا ربط طهارة النفس بتزكيتها . ويربط رب العزة الطهارة القلبية بتقديم الصدقة والخير ، يقول جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ) (12) المجادلة )
3 ـ إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله جل وعلا ورسوله . يقول جل وعلا لنساء النبى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) الاحزاب ). هنا ملاحظتان :( 1 )إزالة الرجس هى بالطهارة القلبية ، ( 2 ) ( الرسول ) القائم بيننا بعد موت الرسول محمد عليه السلام هو الرسالة ، أى القرآن الكريم. وسبق شرح هذا بالتفصيل فى كتابنا ( القرآن وكفى )
سادسا : معانى الرجس المعنوى
1 ـ يأتى بمعنى ( النّجس ) بفتح الجيم . يقول جل وعلا عن المشركين الذين يقرنون الشرك القلبى بالشرك السلوكى ـ أى الاعتداء ــ يمنع دخولهم البيت الحرام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) التوبة ) . الذى يحدث الآن هو العكس تماما ، فالوهابيون الذين هم كفار بالقلب وبالسلوك ( الارهاب ) هم الذين يتحكمون فى المسجد الحرام . وبهذا صار المحمديون شرّ أُمّة أُخرجت للناس .!!
2 ـ وبمعنى الأنصاب ( القبور المقدسة ، المشاهد ، المقامات ، الأضرحة ) والخمر والميسر والأزلام ، يقول جل وعلا ينهى المؤمنين عنها لأنها رجس من عمل الشيطان : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)) المائدة ). القبور التى يقدسها أصحاب الديانات الأرضية من المحمديين وغيرهم يبذلون جهدهم فى طهارتها الحسية ، وفى تعطيرها وفى تزيينها وفى زخرفتها ، وهى فى الحقيقة رجس معنوى . المؤمن الذى تطهر قلبه من هذا الرجس الكافر يرى القبر المنسوب للنبى محمد رجسا من عمل الشيطان ، ويرى كل القبور المقسدة للشيعة والصوفية والسنية رجسا من عمل الشيطان . إذا إرتعب قلبه من هذا الكلام فلا يزال فى قلبه بقايا رجس يجب أن يتطهر منه لينجو من عذاب خالد يوم القيامة .
3 ـ وبمعنى الأوثان ، وهى كل مقدس فى الأديان الأرضية من بشر وحجر ، يقول جل وعلا ينهى المؤمنين : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ ) (30) الحج )
4 ـ وبمعنى القلب المريض بالكفر أو بحب الزنا ، عن المرض القلبى المعنوى ( الكفر ).
4 / 1 : ، يقول جل وعلا عن بعض الصحابة : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة ).
4 / 2 : والمرض المعنوى بمعنى الرغبة فى الزنا تعبر عنه خائنة الأعين . يقول جل وعلا ينهى نساء النبى ويحذرهن من أولئك الصحابة الذين فى قلوبهم مرض ويطمعون فى نساء النبى : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ) 32) الأحزاب ) .
4 / 3 : كما ينهى جل وعلا الصحابة عن اقتحامهم بيت النبى عليه السلام : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) (53) الاحزاب ) . هنا ملاحظتان : ( 1 ) وجود صحابة كان فى قلبهم مرض ( 2 ) الدعوة الى التطهر من هذا المرض.
5 ـ الطعام الذى حرّمه رب العزة جل وعلا : يقول جل وعلا : (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الانعام )
سادسا : بعض الموصوفين بالرجس :
1 ـ المنافقون : يقول جل وعلا عنهم : (سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) التوبة )
2 ـ الكفار المشركون الصرحاء ، يقول جل وعلا : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ) الحج ) .
3 ـ مثل من يخترع أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان ثم يقدسها ويصيبه الرعب إذا تعرض أحد لهذه الأسماء بالنقد أو ( الاعتراض ) .
3 / 1 : قوم عاد جادلوا النبى هودا عليه السلام فى أسماء آلهتهم المصنوعة فقال لهم : (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71) الاعراف ).
3 / 2 : المصريون فى عهد يوسف عليه السلام وقعوا فى هذا الرجس فقال يوسف عليه السلام لصاحبيه فى السجن : ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) (40) يوسف ).
3 / 3 : العرب الكفرة فى عهد النبوة وقعوا فى نفس الرجس فعبدوا أسماء مصنوعة،مثل ثالوث اللات والعزى ومناة فقال جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )(23) النجم ) . وقبلهم قوم نوح عبدوا آلهة سموها ( ود ، سواع ، يغوث ، يعوق ، نسر ) ، وتمسكوا بعبادتها 950 عاما فى عهد نوح عليهم السلام : (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) نوح ).
3 / 4 : المحمديون السنيون أطلقوا على الفارسى ( ابن برزويه ) إسم ( البخارى ) وأضحى إسم البخارى مقدسا ولا يقترب منه أحدهم إلا بالتقديس والتعظيم ، مع إنه رجس من عمل الشيطان . المحمديون الصوفية أطلقوا على ( محمد بن على بن ابراهيم ) إسم ( السيد البدوى ) وقدسوا هذا الاسم المصنوع . والشيعة المحمديون أطلقوا لقب ( آل البيت ) على آلهتهم من ( على وذريته ) وقدسوا هذا الإسم . مع إن مصطلح آهل البيت فى القرآن الكريم مقصود به نساء النبى أى زوجاته : يقول جل وعلا يخاطبهن : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) الاحزاب ). ) الأحزاب ) وقالت الملائكة لزوجة ابراهيم عليه السلام : (قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) ) هود )
سابعا : أردوا لأنفسهم الرجس فأراده الله جل وعلا لهم :
1 ــ شاءوا الضلالة فشاء الله جل وعلا لهم الضلالة .يشاء الفرد الهداية فيزيده الله جل وعلا هدى ، ويشاء الضلال فيزيده جل وعلا ضلالا : (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً (75) وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً (76) ) مريم ) (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) محمد )
2 ـ وبالتالى فالذى فى قلبه رجس يزيده الله جل وعلا رجسا على رجسه . يقول جل وعلا عن الذين يسارعون فى الكفر سماعى الكذب : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) المائدة ) . هم برجسهم لا يؤمنون ولا يعقلون فجعل الله جل وعليهم رجسا : يقول جل وعلا : ( كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125) الانعام ) (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100) يونس . ).
3 ــ المؤمنون بالقرآن يزدادون به إيمانا ، والكافرون بالقرآن هم مرضى يزدادون بكفرهم رجسا : يقول جل وعلا : (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) التوبة )
أخيرا :
1 ـ يقول جل وعلا عن القرآن الكريم : (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) ) الواقعة )
2 ــ من الاعجاز العلمى هنا القسم الالهى بمواقع النجوم وليس بالنجوم ذاتها لأن بعض النجوم الفائقة فى البُعد عنا قد تدمرت من بلايين السنين وتحولت الى ثقب أسود أو أبيض . والذى يصلنا من ضوئها هو الذى بقى منها بعد دمارها . وهو يصل الينا من مواقعها بعد زوالها . والسبب هو البُعد المتناهى بيننا والذى لا يزال يقطعه ضوؤها ليصل الينا بعد فنائها . لذا هو قسم عظيم لو نعلم مدلولاته العلمية . هذا هو القسم
2 ــ أما المقسوم عليه فهو القرآن الكريم . ومعانى القرآن الكريم فى كتاب مكنون ، أى محفوظ من أن يصل إليه أو أن يمسه إلا القلب الذى تطهّر من الشرك ، أى القلب الذى يؤمن بحديث واحد هو حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم ، والذى يؤمن بإله واحد هو الخالق جل وعلا . تنفيذا لقوله جل وعلا : (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية ) تقول الآية التالية فى سورة الجاثية عن الأفاك الأثيم الذى يؤمن بلهو الحديث ( البخارى وغيره ) : ( وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية ) . وفى سورة الواقعة يأتى نفس الخطاب لمن يكذّب بحديث الله جل وعلا ( القرآن ) ويتخذ من هذا التكذيب حرفة يرتزق منها : ( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) الواقعة ). هذا بالضبط هو ما يحدث الآن ، وإسألوا شيوخ الفضائيات .!
3 ــ من أسماء القرآن الكريم وصفاته : ( الكتاب ) ( الكتاب المكنون ) ( الذكر ) ( الحق ) ( الحكمة ) ( الفرقان ) ( الحُكم ) ( تنزيل رب العالمين ) . ولكل إسم أو وصف منها له دلالة .
4 ــ دلالة وصف القرآن بأنه : (فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) ) أن هذا الكتاب المكنون لا يمكن أن يصل الى معانيه المكنونة من لا يؤمن به وحده حديثا . هذا الذى يكذّب بالقرآن ويؤمن بالأحاديث المفتراة يدخل بإيمانه الفاسد هذا على القرآن ينتقى منه ما يوافق هواه ، ويؤول الآيات المتشابهات يلوى عنقها لتتناسب مع ما يريد ، ويتجاهل الآيات الأخرى المحكمات واضحة الدلالة . كل هذا التلاعب بالقرآن الكريم يعنى أنه يضع الأحاديث الضالة للبخارى وغيره فوق راسه بينما يضع القرآن الكريم تحت قدمه ، ونعوذ بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم . من هنا يستحيل أن يصل الى مكنون الكتاب القرآنى لأنه قلبه نجس بالكفر والشرك .
5 ــ القرآن الكريم فى كتاب مكنون محفوظ محروس مُطهّر . لا يمسُّه إلّا القلب المؤمن الطاهر من الايمان بالبخارى وغيره وأسفار الأديان الأرضية . المجال مفتوح أمام الذى يمسّ بقلبه الطاهر ذلك الكتاب المكنون . عليه أن يُقبل على تدبر القرآن مُخلصا لله جل وعلا قلبه طالبا الهداية مُستعيذا بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ، مستعدا أن يغير فى قلبه أى عقيدة أو إقتناع مخالف للقرآن ، لأنه يريد أن يطهّر بالقرآن قلبه . هذا المؤمن الباحث القرآنى يفهم مصطلحات ومفاهيم القرآن من داخل القرآن ، ويتدبر الآية من خلال سياقها ( أى معناها ) الجزئى فى السورة نفسها وسياقها الكلى يتتبعه فى القرآن كله . وفى النهاية يصل الى المعنى المراد .
6 ــ هذه هى سمات الراسخين فى العلم ، وهم عكس الذين ( فى قلوبهم زيغ ) ومرض وشرك وكُفر . يقول جل وعلا : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7) آل عمران )
7 ــ من هنا فالقرآن يهتدى به الذى يمتلىء قلبه هدى فيزداد بالقرآن هدى ، ومن ناحية أخرى يضلّ به الذى يتلاعب بالقرآن فيزداد بالقرآن ضلالا . يقول جل وعلا : (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء ). القرآن الكريم رحمة وشفاء للمؤمنين به وحده حديثا . أما أتباع البخارى والسنن والأديان الأرضية فهم لا يزدادون بالقرآن إلا ضلالا .
8 ــ القرآن الكريم الكتاب المكنون جاء بتفصيلات لا يفهمها إلا الذين تطهرت قلوبهم من تقديس البخارى وأمثاله ، يقول جل وعلا : (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الأعراف ). تفصيلات القرآن الكريم نزلت ( على علم ) وليست زخرفة بلاغية وليست ثرثرة واستطرادا ، يعرف هذا الراسخون فى العلم القرآنى.
9 ـ فالقرآن ( علم ) يقول جل وعلا عن نزول القرآن وحيا مقروءا : ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114) طه ) . هذا القرآن الكريم ( علمه ) ( علماء بنى إسرائيل ) يقول جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) الشعراء )
10 ــ القرآن الكريم كتاب محيط ، تنوعت آياته ، وجاءت فيه إشارات علمية عن الأرض وأنواع الجبال يكتشفها العلماء ، ومن يؤمن منهم بالقرآن الكريم يزداد خشية للرحمن جل وعلا : يقول جل وعلا : (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) فاطر ) ومنها آيات عن الحشرات ، ضرب الله جل وعلا بها مثلا ، ولا يعقل هذه الأمثال إلا العالمون . يقول جل وعلا عن أنثى العنكبوت : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41 )الى أن يقول جل وعلا : ( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت )
11 ـ الذين فى قلوبهم رجس كذبوا بالقرآن الذى لا يمكن أن يحيطوا به علما ، يقول جل وعلا : (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) يونس ) ومصيرهم الجحيم . بسبب تكذيبهم لآيات الله : يقول جل وعلا : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) النمل ). ودائما : صدق الله العظيم .
اجمالي القراءات 3580