عزمت بسم الله،
السلام عليكم، ملاحظة هذا رد كتبته في حوار طويل دار بيني وبين أحد الإخوة في موقع إسلامي وكان ذلك منذ أعوام، لأنه كان ينتقد اختلاط النساء بالرجال في الأماكن العامة كالمدارس والكليات والأسواق فكانت هذه التساؤلات:
هل الطواف بالبيت العتيق عبادة مثل الصلاة؟
إذا كان الجواب نعم الطواف حول الكعبة عبادة مثل الصلاة، و قد أجمع الأولون و الآخرون على ذلك مقتدين و متأسين برسول الله محمد "عليه الصلاة و التسليم.
إذا فمن حقي أن أطرح الأسئلة التال&iacucute;ة:
1. ما معنى جواز اختلاط الجنسين الذكر و الأنثى في الطواف مع وجوب إظهار وجه المرأة؟ 2. إذا كان وجوب إظهار وجه المرأة و هي في عبادة الطواف مختلطة بالرجال و سط زحمة تجعلهم يلتصق بعضهم ببعض رغما عنهم، فكيف يحرم إظهار وجه المرأة وهي في الكلية أو في الشارع أو في السوق ؟
3. ألا يجوز للرجال و النساء تأدية الصلاة في البيت الحرام مختلطين مثل الطواف جنبا إلى جنب؟ رغم انتفاء إمكان الالتصاق المباشر بين الجنسين.
4. وهل يتطلب منع الاختلاط وضع أروقة و أنفاق خاصة تعزل بين الجنسين في أداء جميع مناسك الحج و العمرة خاصة عند الحجر (لمن يقبله) و السعي و الإفاضة من عرفات و في رمي الجمرات....
يقول سبحانه: ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ(29).الحج. ولم يجعل سبحانه بيتا ولا حجرا للتقبيل خاصا بالذكور و آخر للنساء...
ـ أعيش مطمئن البال،محبا لله و لرسوله ( ولجميع خلقه بغض النظر عن عقيدتهم ولونهم ولسانهم) مخلصا عبادتي لله وحده، راجيا منه تعالى أن يهديني إلى الحق، و يهدي عباده المؤمنين به وحده، المحبين أن يكونوا ممن يحبهم ويحبونه، فنجاهد جميعا في سبيل الله بحاثين منقبين في بطون الكتب الموضوعة ندا لكتاب الله تعالى، فنأخذ منها ما يوافق ما أنزل الله على رسوله، و نترك جانبا ما يخالفه و يتعارض معه.
و لا أتعصب أبدا لأي كتاب و لا مذهب معين، لأن الدين عند الله الإسلام لله وحده، والعمل بما أنزله مفصلا مبينا و محفوظا بقدرته فلا ريب فيه ولا شك، و الدليل على ذلك قول العليم الحكيم : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82). النساء.
فكما تعلم أخي العزيز و يعلم الجميع أن الخلاف الكثير نجده فيما نسب إلى الرسول " عليه أصلي و أسلم بما جاء به" من قول و عمل، فخذ مثلا الأذان في عهد الرسول الذي كان يسمع عدة مرات في اليوم، فكم هو عدد أنواع الأذان المسموع اليوم؟ ( وقد أصبح الآذان في أيامنا هذه من ملوثات البيئة بالصوت المزعج، وصدق الله العظيم إذ يقول : " وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(19)" . لقمان) و كم هي أنواع فروع الصلاة التي وصلتنا متواترة بزعمهم؟ ألا يوجد اختلاف كثير في الإقامة و التوجه و الرفع والقبض بأنواعه ويكون قبل أو بعد التكبير، و الجلوس إلى التشهد و أنواع التشهد المختلفة، و ما إلى ذلك من الاختلاف الذي كان من المفروض ألا يكون، لأن الرسول كان فيهم و هو الذي كان يعلمهم الكتاب و الحكمة، و يعلمهم ما لم يكونوا يعلمون. يقول العليم السميع : كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(151). البقرة.