( سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى )

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٧ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

( سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى )
مقدمة : مقال الأمس ( مصطلح ( نـســـى ) في القرآن الكريم )علّق عليه أخى د مصطفى اسماعيل حماد فقال ( المقال جامع كالعادة وإن كنت أتمنى أن تلق لنا الضوء حول الآيةالكريمة ( سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ‎﴿٦﴾‏ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ ) ،هل معنى ذلك أن الله تعالى سيشاءله أن ينسى بعض الآيات؟ ). قلت ردّا عليه : ( القاموس القرآنى يتجول فى القرآن الكريم كله فى تدبر لفظة قرآنية . التوقف مع آية بعينها تستلزم مقالا بحثيا . بعون الرحمن جل وعلا سنتوقف مع هذه الآية الكريمة .) . على طريقة السؤال والجواب أكتب هذا المقال فى موضوع ( سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى ).
س : هل هناك صلة بين قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام: ( سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى ). وموضوع الوحى القرآنى ؟
ج : نعم . هو عن إقراء النبى للقرآن الكريم . هذا الإقراء هو مرحلة من مراحل الوحى القرآنى
س : ما هى طرق الوحى الالهى للبشر ؟:
ج : أهمها بالخطاب المباشر ، أو عن طريق الروح جبريل . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ( 51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا (52 ) الشورى ).
س : ما هى طريقة الوحى القرآنى للنبى محمد عليه السلام ؟
ج : جاءت فى الاية السابقة ( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ( 51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا (52 ) الشورى ). إكتسب القرآن الكريم إسم ( الروح ) لأن الذى نزل به الروح جبريل . فهناك وحى مباشر كما حدث مع موسى ، وهناك وحى عن طريق الروح جبريل وملائكة معه . قال جل وعلا :
1 ـ ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ) ( 2 ) النحل )
2 ـ ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ) ( 102 ) النحل ).
3 ـ ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( 97 )البقرة )
4 ـ ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 192 ) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ( 193 ) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ( 194 )بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ( 195 ) الشعراء ).
س ـ هل هو وحى مكتوب أم وحى مقروء ؟
ج : لا نتكلم هنا عن الوحى التوجيهى الخاص ( وسبقت لنا حلقات فيه فى برنامج لحظات قرآنية )، بل عن الوحى بالرسالة الالهية للنبى لهداية الناس . وهذا يكون مكتوبا . كما فى الوحى المباشر لموسى عليه السلام . قال جل وعلا : ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ) ( 145 ) الاعراف ). والوحى القرآنى بجبريل كان مكتوبا فقد نزل به جبريل على قلب وفؤاد النبى محمد ، فصار ( كتابا / مكتوبا ) فى قلبه. قبل أن يكتمل القرآن الكريم نزولا قال جل وعلا فى السور المكية عن نزول الكتاب القرآنى :
1 ـ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ( 1 ) الكهف )
2 ـ ( وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ ) ( 47 ) العنكبوت )
3 ـ ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ) (51 ) العنكبوت .
س ـ وماذا بعد نزوله مكتوبا مطبوعا فى قلب النبى محمد عليه السلام ؟
ج ـ كان بعدها يتنزل متفرقا حسب الأحداث ، قال جل وعلا :
1 ـ عن نزوله مكتوبا مرة واحدة ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ( 105 )
2 ـ وفى الاية التالية عن نزوله متفرقا : ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ( 106 ) الاسراء ).
س : متى تلقى النبى الوحى القرآنى مكتوبا فى قلبه وفؤاده :
ج : فى ليلة القدر من شهر رمضان . قال جل وعلا :
1 ـ ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) ( 185 ) البقرة )
2 ـ ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )(1 ) القدر )
3 ـ ( وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ( 2 )إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3 ) الدخان )
س ـ وكيف نزل هذا الوحى المكتوب مرة واحدة فى قلبه عليه السلام ؟
ج : حين كشف رب العزة له عالم البرزخ الذى فيه جبريل ، فرآى بفؤاده ـ وليس بعينيه ـ جبريل ، وحدث تماس بين مخلوق أرضى ومخلوق برزخى ، وفى هذا التماس تم طبع وكتابة القرآن الكريم مكتوبا فى فؤاد أو قلب أو نفس النبى . قال جل وعلا :( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ( 1 )مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ( 4 ) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ( 5 ) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى( 6 ) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ( 7 ) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( 8 ) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى( 9 ) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ( 10 ) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11 ) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ( 12) النجم ). جبريل هو شديد القوى وهو ذو مرة أى قوة ، وقد استوى واقترب من نفس محمد وفؤاده ودنا منه وتدلى الى عالمه الأرضى المادى ، وحدث التماس بين فؤاد محمد وجبريل فكان الوحى بالكتاب مرة واحدة . هى رؤية بالقلب ، والقلب هو الفؤاد هو النفس فى مصطلحات القرآن الكريم ، لذا
:1 ـ توقفت عيناه عن الرؤية ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ( النجم 17 ) النجم )
.2 ـ لا يمكن شرحها لأنها من الآيات الكبرى التى رآها بفؤاده ويعجز اللسان البشرى عن وصفها .
قال جل وعلا :2 / 1 : (( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ( 18 ). النجم )
2 / 2 : (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ )( 60 ) الاسراء ) ، فكلام الناس عنها فتنة .
3 ـ وقال أيضا جل وعلا : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ( 19 ) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ( 20 ) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ( 21 ) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ( 22 ) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ ( 23 ) التكوير ). الرسول الكريم هو جبريل وأوصافه جاءت فى الآيتين 20 ، 21 . بعدها إشارة للنبى محمد ( 22 ) ورؤيته جبريل ( 23 ).
س : أين تلقى النبى الوحى القرآنى مكتوبا فى قلبه وفؤاده ؟
ج : فى جبل الطور . ولذا يأتى الاقتران بين البيت الحرام وجبل الطور ونزول القرآن . قال جل وعلا :
1 ـ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1 ) وَطُورِ سِينِينَ ( 2 ) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3 ) التين )
2 ـ ( وَالطُّورِ (1 ) وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ( 2 ) فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ (3 ) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ( 4) الطور ) .
3 ـ ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1 ) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ( 2 ) الاسراء )
س : ولكن سورة الاسراء تتحدث عن ليلة الاسراء ، وأنت تتكلم عن ليلة القدر .
ج : ليلة القدر هى ليلة الاسراء . ولنا كتاب منشور هنا عن هذا .
س : ولكن سورة الاسراء تذكر المسجد الأقصى وهو الموجود فى القدس
ج : هذا المسجد بناه الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان ، وأكمله إبنه الوليد بن عبد الملك ، وأخترعوا من أجله أحاديث باطلة ـ اشهرها أحاديث المعراج . ولنا كتاب منشور هنا عن اكذوبة المسجد الأقصى فى القدس . وسورة الاسراء تربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى أى البعيد ، ثم الاشارة الى أن موسى أوتى الكتاب ، أى فى جبل الطور ، حيث سجد وسجد قومه ، فأصبح المسجد الأقصى . ونتذكر لقاء موسى بربه فى الميقات فى جبل الطور حيث تلقى ألواح الكتاب مكتوبة : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) (113 ) الاعراف ) ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) (144 ) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا ( 145 ) الاعراف ) . ووفى الحوار بين موسى وربه جل وعلا جاءت الاشارة الى النبى محمد مقدما ، وذكره فى التوراة والانجيل :( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ ) ( 157 ) الاعراف ) . بهذا يكون مفهوما الاسراء بخاتم النبيين من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى فى سيناء .
س ـ هذا عن نزول القرآن الكريم مرة واحدة ثم نزوله مقروءا ( قرآنا ) على فترات متفرقا. هل هذه هى المرحلة الثانية ؟ وبماذا تتميّز ؟
ج : بعد طبع القرآن مكتوبا فى قلبه عليه السلام كان يتلقى الوحى مقروءا ، يقرؤه ربه إياه . قال له ربه جل وعلا :
1 ـ ( سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى ( 6 ) الاعلى ). فالله جل وعلا هو الذى كان يُقرئه القرآن .
2 ـ ( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) 114 ) طه ). حين كان تتنزل عليه آية وهى مطبوعة فى قلبه من قبل كان يتذكرها ويتعجل بقراءتها قبل أن ينقضى وحيها . نهاه ربه جل وعلا عن ذلك ، وأمره أن يدعو ربه ليزيده علما . و العلم من أسماء القرآن الكريم . ونلاحظ رقم الآية 114 ، وهو عدد سور القرآن الكريم .
3 ـ ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ( 16 ) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ( 17 ) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ( 18 ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ( 19 ) القيامة ) . هنا نفس النهى عن العجلة حين الوحى المقروء . وتأكيد رب العزة جل وعلا بأنه جل وعلا هو الذى يضمن جمعه وقراءته ، وهى قراءة واحدة وليس قراءات كما يزعمون ، قال جل وعلا بالمفرد ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ). ثم إنه جل وعلا يضمن بيانه ، وبيانه فى داخله .
س : فماذا عن الاستثناء والمشيئة الالهية فى قوله جل وعلا : ( سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى ( 6 ) إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ( 7 ) الاعلى ).
ج ـ حين يأتى الاستثناء متعلقا بمشيئة الرحمن جل وعلا فهى آية من المتشابهات ، وتفسيرها بآيات محكمة . مثلا قال جل وعلا : ( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ( 107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 ) هود ). المشيئة الالهية بالاستثناء فيها يعنى الخلود أبد الآبدين . وتكرر هذا كثيرا فى القرآن الكريم عن الخلود فى الجنة أو فى النار .
بالنسبة للقرآن الكريم فالرد هو مشيئة الرحمن جل وعلا بحفظ القرآن الكريم
1 ـ إجمالا فى قوله جل وعلا :
1 / 1 ـ ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( 9) الحجر )
1 / 2 ـ ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ( 41 ) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ( 42 ) فصلت ).
1. ـ و حفظه تفصيلا :
2 / 1 : عند نزوله فيما بين البرزخ والمخلوق الأرضى محمد عليه السلام : الحفظ هذا بمنع الجن والشياطين من إستراق السمع والهزات المصاحبة . قالت الجن : ( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ( 9 ) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ( 10 ) الجن ) .
2/ 2 : التحكم فى فؤاد النبى وقلبه ونفسه حتى لا يتسرّب اليه ضعف البشر من وساوس وإحتمال التقول على الله وتأثير الكافرين فيه ليفترى لهم ما يحبون . قال جل وعلا :
2/ 2 / 1 :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ( 24 ) الشورى )
2/ 2 / 2 : ( وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً ( 86 ) الاسراء ).
2 / 2 / 3 : ( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ( 73 ) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ( 74 )إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ) ( 75 ) الاسراء ).
2 / 2 / 4 : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ( 44 ) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ( 45 ) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ( 46 ) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47 ) الحاقة ).
س : ماذا عن المرحلة الأخيرة ؟
ج : هى تدوين القرآن الكريم ، وهذا ما قام به النبى محمد عليه السلام بنفسه ، وكان يمليه على أصحابه ، ليكتبوه تلك الكتابة القرآنية الفريدة والمختلفة عن الكتابة الاملائية العربية المعتادة . لفت هذا نظر الكافرين . قال جل وعلا عنهم : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا ( 4 ) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا ( 5 ) الفرقان ) وجاء الرد عليهم بقوله جل وعلا : ( قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ( 6 ) الفرقان ). هنا إشارة الى (سٍرّ إلاهى ) فى الكتابة القرآنية ، وهى الدليل على الحفظ الالهى للكتاب العزيز . وتجلى هذا فى عصرنا عصر ثورة الأرقام ..
اجمالي القراءات 3439