صحيفة سودانية تؤكد تعرض الحدود المصرية ـ السودانية لقصف إسرائيلى.. طائرات أباتشى هبطت فى جزيرة سودانية وتجول جنودها بحرية.. والخرطوم طالبت مصر بمساعدتها فى حماية حدودها الجوية
رغم النفى السودانى لتعرض محافظة البحر الأحمر على الحدود المصرية السودانية لغارات إسرائيلية الأيام الماضية، استهدفت سيارات تهريب أسلحة كانت فى طريقها لقطاع غزة. أكدت صحيفة "الراكوبة" السودانية اليوم الاثنين، أن السودان تعرض بالفعل لضربة جوية إسرائيلية فى نهاية شهر نوفمبر الماضى، حيث استهدفت السيارات بالقرب من الحدود المصرية، وتحديدا فى وادى العلاقى شمال غرب حلايب، وتمكنت الغارة الإسرائيلية من تدمير سيارة لاند كروزر وأخرى تايوتا هايلوكس، حيث نتج عن الغارة استشهاد اثنين وجرح العديد من أفراد القافلة، وهرب البقية عائدين إلى داخل الحدود السودانية " حسبما قالت الصحيفة"، وأفاد شهود العيان بوجود عدد من المفقودين، وبعد انتهاء الغارة مشط سلاح الجو المصرى المنطقة بعدة طلعات. وأشارت الصحيفة إلى أنه فى يوم الخميس الماضى هبطت طائرتان أباشتى تابعتان للجيش الإسرائيلى فى جزيرة مقرسم، الواقعة شرق محمد قول، والتى توجد فيها محطة للدفاع الجوى معروفة بمحطة رادار 11، وتمكن أفراد الجيش الإسرائيلى من التجول بحرية فى الجزيرة، وعادت الطائرات بدون اعتراض من الجيش السودانى. وقالت الصحيفة إن الجيش السودانى لم يقم بزيارة موقع الحادث حتى الآن، وتتحدث الأخبار عن نزاع بين الشرطة والجيش والأمن حول الجهة المسئولة عن متابعة الحادث، مؤكدة أن الحكومة السودانية تتكتم حتى الآن ولا ترغب فى نشر تفاصيل ما حدث. وكان الجيش السودانى قد نفى الأنباء التى تحدثت عن قيام الجيش "الإسرائيلى" بشن هجمات جوية داخل الأراضى السودانية، وقال العقيد السوارى سعد، الناطق باسم الجيش السودانى، إنه لم تكن هناك هجمات جوية قد تم كشفها من قبل نظام الرادار السودانى. كما قال الدكتور وليد السيد، مدير مكتب حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى القاهرة، إن المعلومات حول قصف الجيش الإسرائيلى لسيارات تهريب الأسلحة على الحدود بين مصر والسودان غير مؤكدة، والهدف منها إحداث بلبلة فى الأجواء المصرية والسودانية أو نقل رسالة لعصابات التهريب. وأوضح السيد لـ"اليوم السابع" أن الجيش السودانى يحاول جمع المعلومات حاليا ويحقق مع الأهالى هناك فى هذه المنطقة التى تبتعد حوالى 400 كيلو متر من الخرطوم، فيما نفى الجيش هذه الرواية بالأمس وفقا لما اطلعت عليه قوات الدفاع الجوى وإلى الآن لم يأت لنا أى اتصالات أكدت لنا هذه المعلومات، مضيفا أن التهريب من سمات المنطقة التى شهدت القصف الإسرائيلى، وليس تهريب أسلحة فقط من قبل بعض القبائل والأفراد. من جانبها قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية فى تقرير أعده محررها العسكرى والخبير فى الشئون العسكرية روى كياس، أن القوات السودانية المنتشرة على طول الحدود لا تمتلك التكنولوجيا المتطورة التى تتيح لها الكشف عن دخول أجسام غريبة أو قوات أجنبية إلى الأراضى السودانية ، لافتة إلى أن الخرطوم طلبت من مصر تزويدها بمعلومات عما إذا كانت الرادارات المصرية تمكنت من التقاط دخول طائرات إسرائيلية إلى المنطقة، أو دخول غواصة إسرائيلية إلى البحر الأحمر. وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير إخبارية سودانية كشفت أن رئيس جهاز الاستخبارات والأمن القومى فى السودان، الجنرال محمد عطا، طلب من الرئيس السودانى عمر البشير عدم الوصول إلى المنطقة مرة ثانية، بادعاء أن هناك معلومات تشير إلى وجود غواصة إسرائيلية فى المنطقة قد تتعرض له بالاختطاف أو الاغتيال. يشار إلى أن وزير الدفاع الاسرائيلى إيهود باراك قد صادق الأسبوع الماضى على تشكيل قيادة "فيلق العمق" وعين الجنرال يشاى أفيتال قائدا لها التى استحدثت لقيادة عمليات متشعبة فى العمق الإستراتيجى لأى دولة تجدها إسرائيل عدوا لها، وكلفت القيادة جديدة بمهمات فى مواقع بعيدة، وأن المهمة الأولى لهذه الهيئة ستكون بسط العمليات المشتركة للجيش الإسرائيلى إلى عمق إستراتيجى. وسبق وأن أستهدفت غارة جوية "إسرائيلية" فى أبريل الماضى، سيارة كان فيها مواطن سودانى، زعم تقرير لقناة العربية أنه إسلامى متورط فى نقل أسلحة إلى حركة حماس، لكن إسماعيل الأشقر أشار إلى أن ابن شقيقه القيادى البارز فى "كتائب القسام"، عبد اللطيف الأشقر، كان هو المستهدف من الغارة "الإسرائيلية" التى استهدفت سيارة مدنية بجوار مطار مدينة بورسودان بشرقى السودان. وطبقا لتقارير غربية رفضت "إسرائيل" تأكيدها أو نفيها، فقد قام سلاح الجو "الإسرائيلى" بعمليتى قصف فى السودان خلال يناير وفبراير عام 2009، وذلك عقب الحرب التى شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة، وفى أحد هذين الهجومين، تم قصف قافلة شاحنات ما أسفر عن مقتل 119 شخصا، وفى الهجوم الثانى تم قصف سفينة فى عرض البحر.