محمد الباز يكتب : حديث الإفك العسكرى .

في السبت ٢٤ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

محمد الباز يكتب : حديث الإفك العسكرى ..

محمد الباز

12/23/2011   10:36 PM

محمد الباز يكتب : حديث الإفك العسكرى  ..



 

 

لم يكن مؤتمرا صحفيا.. كان جلسة تأديب وتهذيب وإصلاح
 
لم يكن مصارحة ولا مكاشفة.. كان عملية احتيال سياسية
 
لم تكن فيه أخلاق المقاتلين.. بل ظهر انفعال الغاضبين
 
تعامل اللواء عمارة مع المحررين العسكريين كأنهم أسرى حرب
 
أى نظام يرمى بالخطأ على الإعلام والصحف ويتهمها بأن هى التى تشعل الأحداث يكون نظاما فاشلا
 
 
قبل ساعات من ظهور اللواء عادل عمارة مساعد وزير الداخلية وعضو المجلس العسكرى فى مؤتمره الصحفى عن أحداث مجلس الوزراء.. أصدر المجلس العسكرى بيانه رقم 90 الذى جاء فيه بعد الديباجة:« أليس من حقنا الدفاع عن ممتلكات الشعب العظيم التى أقسمنا على حمايتها؟، هذه هى صورة المخطط الذى يتم تنفيذه ضد مصر، وهى تسجيلات خاصة بنا، وسيتم نشر مزيد من الفيديوهات تباعا لإيضاح الحقائق أمام الرأى العام».
 
ثم توالت مشاهد فيديو لعدد من الأطفال والصبية الذين يعتدون على مجلس الوزراء ويتحرشون بجنود وضباط الجيش، فى إشارة واضحة من المجلس العسكرى إلى أنه وضع يده على المتورطين فى حادث الاعتداء على الجيش.
 
كان معنى ذلك أن المجلس العسكرى حقق وتوصل إلى نتيجة نهائية.. لكن ما قاله اللواء عادل عمارة بعد أن أنهى مؤتمره الصحفى لعدد من مراسلى الفضائيات: «كل المشاهد التى حدثت لا نؤكدها ولا ننفيها.. لأنها كلها خاضعة للتحقيق الآن».. فما الذى جعل المجلس العسكرى يتورط فى الإعلان عن نتيجة دون تحقيق؟
 
هل يعانى المجلس العسكرى من ارتباك ما؟
 
هذا ما نراه بالفعل.. وأكبر دليل على هذا التخبط هو اختيار اللواء عماد عمارة تحديدا ليكون هو المتحدث باسم المجلس العسكرى ومن ورائه الجيش بالطبع فى حادث يعتبر هو الأخطر حتى الآن منذ تنحى مبارك.. فالجيش الذى كان حاميا للثورة.. تحول إلى طرف فى معركة.. ويحاول أن يثبت أنه تم الاعتداء عليه بنفس طريقة الشباب الأعزل.. وهى تصوير ما يجرى تقديمه على أنه دليل براءة.
 
اللواء عمارة - ولا علاقة لنا هنا بتاريخه العسكرى - كان يمكن أن يوفر على نفسه الظهور والجلوس أمام الكاميرات لأكثر من ساعة يقول كلاما متناقضا ومتهافتا لا يقنع أحدا.. ولا يؤثر على أحد.. وهو ما جعل المؤتمر يتحول إلى نكتة طويلة وسخيفة.. فأثناء متابعتى لوقائع المؤتمر توقعت أن تتقدم قناة «موجة كوميدى» باحتجاج رسمى إلى المجلس العسكرى لأنه لم يخصها بإذاعة المؤتمر حصريا على شاشتها.
 
أى مؤتمر صحفى يكون هدفه تقديم الحقائق للرأى العام.. لكن ما فعله اللواء عمارة كان وصلة من التهديد الواضحة للجميع.. كانت الرسائل واضحة تحديدا لوسائل الإعلام التى حملها المجلس مسئولية ما جرى، تحدث عمارة عن المهنية والاحترافية التى تفتقدها وسائل الإعلام.. وفجأة تقمص روح الرئيس السابق مبارك عندما أشار إلى أن المجلس العسكرى لم يغلق قناة فضائية ولم يقصف قلمًا.. وكأنه يريد أن يؤكد أن المجلس يستطيع أن يفعل ذلك.. لكنه لم يفعلها حتى الآن على الأقل بالطبع.
 
لقد ظهر الصحفيون الذين حضروا المؤتمر الصحفى - وهم زملاء لا نعيب عليهم فى شىء - كأنهم تابعون للمجلس وليسوا محررين لصحفهم.. تعامل معهم عمارة كأنهم تلاميذ صغار فى فصل بمدرسة ابتدائي.. كلما سمع همسا قال امنعوا الكلام، وعندما طلبت صحفية الكلام قال لها قاطعا: لم أأذن بعد ببداية الأسئلة.. ولما ألحت لتتحدث قال لها إنها لو تحدثت مرة أخرى فسيطردها من المؤتمر.. هكذا.. ولا ادرى لماذا لم تأخذ هذه الصحفية أوراقها وتخرج من المؤتمر محتجة على الإهانة التى وجهها اللواء لها.
 
كانت الأسئلة التى وجهها الصحفيون المصريون للواء عمارة - مع استثناءات قليلة - أسئلة موحية ومحرضة على وسائل الإعلام.. ولم يكن صادقا معه إلا صحفى وكالة الأنباء الفرنسية الذى قال له إن قوات من الجيش صعدت إلى المراسلين فى فندق الإسماعيلية وحطمت الكاميرات التى معهم.. وأن المراسلين الأجانب رأوا قوات الجيش وهم يضربون الشباب بقسوة.. ورغم أن بعض الشباب كان يسقط على الأرض من الضرب إلا أن الجنود كانوا يواصلون الضرب.. كان الصحفى الفرنسى محددا فى سؤاله، قال: ما هى التعليمات التى صدرت لفض الاعتصام؟
 
كان السؤال بمثابة الورطة.. فلو تحدث عمارة عن تعليمات لكان المعنى الواضح أن الجيش أصدر تعليمات بفض الاعتصام.. لكن اللواء عمارة لم يقع فى الفخ وقال على الفور إنه لم تصدر تعليمات لفض الاعتصام ليؤكد على ما جاء من أجله، وهو أن المعتصمين هم الذين استفزوا قوات الجيش ودفعتهم إلى الاحتكاك بهم.
 
بعد تنحى مبارك وعندما وجد المجلس العسكرى نفسه وجها لوجه أمام مسئوليات جسام فى الحكم، كان قد استعان بعدد كبير من المفكرين، وفى إحدى الجلسات التى كان يحضرها الدكتور سامى عبد العزيز العميد السابق لكلية الإعلام، كان أن قال لهم إن من يصيغون بيانات المجلس العسكرى يحتاجون إلى نوع من التدريب بحيث تخرج البيانات بصورة تقنع الرأى العام تقرب المجلس العسكرى منه.
 
كان الدكتور سامى يتحدث باحترافية يعرفها عنه من تعامل معه بصرف النظر عن موقفه السياسي، لكن بعض الموجودين ممن كانوا وقتها يتصرفون على أنهم وكلاء الثورة اعترضوا على ذلك، وقالوا إن بيانات المجلس بهذه الصورة تعجبهم، وإنها لو كانت مثل الزلط فإن تعجب الجماهير التى خرجت لتهتف بأن الجيش والشعب إيد واحدة.
 
لم يتجاوز سامى عبد العزيز فيما اقترحه.. فأعضاء المجلس العسكرى خسروا كثيرا عندما تحدثوا.. الإعلام حرقهم جميعا، اللواء الروينى مثلا ومنذ شهور وهو لا يتحدث للإعلام، لأنه فقد وافتقد كثيرا من شعبيته بسبب تصريحاته التى اعتبرها البعض مستفزة وغير مناسبة.
 
اللواء عمارة وبما فعله فى المؤتمر الصحفى أكد أن الجيش لا يجيد لعبة الإعلام، وأنه فى حاجة لمتحدث رسمى باسمه، ليس من أجل أن يخدع الناس.. ولكن على الأقل ليخرج الصورة بشكل مناسب.. فالمتحدث الرسمى يمكن أن يقول نفس ما يقوله عادل عمارة.. لكن بشكل سيكون أقل استفزازاً وتحريضا على الغضب.. وهو ما جرى فبعد كل جملة كان ينطق بها اللواء عمارة كانت السخرية الممزوجة بالألم تتفجر.
 
كان من المفروض أن يكون المؤتمر الصحفى كاشفا لما جرى من خلال حالة من المصارحة يمارسها عضو المجلس العسكري.. لكن الواقع فعلا أن المؤتمر لم يكن إلا نوعا من الاحتيال السياسي، فقد كانت هناك مجموعة من الأهداف التى أراد المجلس أن يحققها دون أن يعترضه أحد.
 
أراد المجلس أن يؤكد أن الجيش لم يكن هو الذى بدأ بالضرب.. وكان الأمر مقبولا لو أن الجيش تصدى للاعتداء عليه وانتهى الموضوع، لكن الجيش لم يكتف بصد العدوان عليه.. بل شن ما يشبه حرب الشوارع على المتظاهرين.. كسر ضلوعهم.. وخلف وراءه مجموعة من الشهداء وصل عددهم إلى 11 شهيدا.. مطلوب الآن أن يقدم لنا المجلس العسكرى من قتلهم.. إذا كان يصر على أن جنوده وضباطه لم يطلقوا الرصاص وأنهم لم يستعملوا السلاح.
 
لقد احتج اللواء عمارة بأن الجنود كانوا تحت ضغط هائل.. ولابد من تقدير الظروف التى كانوا فيها أثناء هذه المواجهات.. ولا ندرى أى ظروف يمكن أن تكون مبررا للتعامل بكل هذه الوحشية.. وكل هذا العنف.. وكل هذا الغضب.. بل أقول بكل هذا الحقد من جنود المفروض أنهم أبناء هذا الشعب.. فالجيش ليس جيش المجلس العسكرى ولكنه جيش الشعب.
 
الاحتيال السياسى بدا واضحا فى المواجهة التى جرت بين اللواء عادل عمارة ومن سأله عن صورة الفتاة التى تم سحلهاوتعريتها أمام كاميرات العالم، لم ينف الواقعة.. لكنه قال إنها قيد التحقيق.
 
والسؤال المنطقى هنا الذى لابد أن نواجه به ليس اللواء عمارة ولكن المجلس العسكرى كله، هو: تحقيق فى أى شيء بالضبط.. هل سيكون التحقيق حول حدوث الواقعة من عدمه؟.. إنها موثقة وعلى الهواء مباشرة.. لم يتم تصويرها واذيعت مثلا بعد المونتاج.. أم سيكون التحقيق عن سبب إقدام الجنود على ما فعلوه.. هل يمكن أن يثبت المحقق أنهم كانوا تحت ظروف صعبة جدا جعلتهم يمزقون ثياب فتاة مصرية قد تكون أختهم أو زوجتهم أو حبيبتهم؟.
 
أى تحقيق يتحدث عنه اللواء عمارة.. وهو نفسه مارس نوعا من الاحتيال السياسي، عندما تحدث مع مراسلى الفضائيات بعد المؤتمر وقال:»متكلمتش انت بقى على اللقطة إن فيه جندى من الجنود بيغطيها.. يعنى أثرت الموضوع وجيت فى اللقطة الإيجابية ومتكلمتش عنها.. عارف إنت الجندى ده حصل له إيه.. الجندى ده كان على مرمى 3 أمتار من المتظاهرين اللى بيرموا الطوب وأصيب».
 
يا قوة الله على المنطق.. وعلى الإصرار على التضليل.. نقول له: لماذا هتك جنودك عرض الفتاة وسحلوها على أسفلت الشارع؟.. يقول لك: لماذا لا تتحدث عن الجندى الذى غطاها.. إنه يريد أن تضيع حقيقة الموضوع تماما.
 
عندما وقفت الزميلة فاطمة سيد أحمد أقدم مراسلة عسكرية ولا يمكن أن يزايد أحد على معرفتها بالمؤسسة العسكرية، طالبت اللواء عمارة بالاعتذار لنساء مصر عما جرى لواحدة منهم.. فهى ترى أن المجلس العسكرى يهمش المرأة منذ تنحى مبارك.. قالت له إنها تحذر من أن تكون الثورة القادمة ثورة النساء.
 
كان يمكن للواء عمارة أن يلتقط طرف الخيط ويبادر بتقديم اعتذاره لنساء مصر فى المؤتمر العام.. لكنه اكتفى بأن قال لها إن كل ما تحدثت عنه قيد البحث.. وكان لابد أن تمر عدة ساعات تخرج فيها مسيرة حرائر مصر يهتفن: المشير فين.. ستات مصر أهم، ليعلن المجلس العسكرى اعتذاره لكل نساء مصر.. وهو ما يعيد إلى الأذهان الصورة الثابتة والمعروفة عن المجلس العسكرى أنه لا يأتى إلا بإعلان الغضب عليه.. لا يستجيب إلا بلى الذراع.
 
لا يمكن لأحد أن يتهم اللواء عادل عمارة بالكذب خلال المؤتمر.. فما حدث فى المؤتمر لم يكن كذبا.. بل كان إفكا كاملا.
 
أعرف أن سيادة اللواء عادل عمارة يعرف الفارق الواضح والبين بين الكذب والإفك.. لكننى أعتقد أن التذكير به لن يكون مؤذيا لأحد.
 
فالكذب تكون به بعض الحقائق حول حدث مثلا.. يضاف إلى هذه الحقائق بعض الأشياء ويحذف منها بعض الأشياء.. لكن يكون لها أصل موجود ومعروف ويمكن الرجوع إليه.. لكن الإفك يكون اختلاق حدث من الأساس.. لا وجود له فى الواقع ويخترعه صاحبه.
 
اللواء عمارة مارس الإفك العسكرى الكامل.. لقد أصر على أن قوات الجيش لم تستخدم القوة المفرطة مع المتظاهرين.. وأن الجيش لم يستخدم السلاح ضد الموجودين فى التحرير.. وهو أمر ترد عليه الصور التى لم يستطع المجلس العسكرى أن يشكك فيها هذه المرة، مثلما شكك فى صورة الشهيد الذى ألقاه جندى فى الزبالة.. وترد عليه الفيديوهات الكثيرة والشهادات الأكثر لما جرى للثوار على يد قوات الجيش.. فالتقارير الطبية بالوفيات والإصابات موجودة حتى لو حاول البعض طمسها وإخفاءها من الوجود.
 
لقد كان مذهلا أن تأتى جهات التحقيق المختلفة بصبية صغار ليعترفوا بأنهم حصلوا على أموال من شخصيات وجهات ليقوموا بحرق المجمع العلمى والاعتداء على الجيش.. وهو ما بان إفكه.. فأم أحد الشباب الذى اعترف على نفسه خرجت مع ريم ماجد على «أون تى فى » لتقول إن ابنها تم القبض عليه قبل الأحداث بيوم واحد وأنه كان متهما بالقتل ولا علاقة له بأحداث مجلس الوزراء.
 
وطالما خرج من يشكك فى شهادة واحدة أو اعتراف واحد من اعترافات من جاءت بهم جهات التحقيق، فإننا نشك ونشكك فى كل الاعترافات والشهادات التى طالت عددا من المناضلين والثوار الشرفاء الذين لن يستطيع أن يحاصرهم الإفك لأنهم أقوى منه.
 
إننى على يقين بأن أى نظام يرمى بالخطأ على الإعلام والصحف ويتهمها بأن هى التى تشعل الأحداث يكون نظاما فاشلا.. عجز عن إدارة أمور البلاد.. ولذلك بحث عن شماعة.. ولا توجد شماعة مناسبة ومنطقية إلا الإعلام، فعلها قبل ذلك نظام مبارك.. كان جمال مبارك وشلته يتهمون الإعلام بأنه سبب إحباط الناس لأنه لا يعكس الإنجازات الكثيرة التى يقوم بها الحزب الوطني.. وفى النهاية بدا أننا كنا أمام مجموعة من اللصوص.
 
الآن يرمى المجلس العسكرى كل فشله على الإعلام.. هو الذى حرض على الفوضى والبلطجة.. هو الذى يسند من يقولون إنهم ثوار.. عمارة أكد على الغضب الكامن داخل نفوس أعضاء المجلس عندما قال إن النقد الذى وجه إلى المجلس وصل فى بعض الحالات إلى سوء الظن.
 
لقد كان غريبا جدا أن يتحدث اللواء عمارة عن المهنية والاحترافية فى الإعلام، وهو يوحى للمراسلين العسكريين بما يقولونه، أشار إليهم أنهم يتفقون معه هنا فى القاعة فلماذا لا يقولون هذا الكلام أمام الكاميرات.. ثم إنه كان يصادر على الجميع، فكلما قال شيئا قال وأعتقد أنكم لا تختلفون معي.
 
كان من المفروض أن يهتم اللواء عمارة بالحرفية والمهنية فى عمله هو.. فما جرى كان خرقا لكل ما نعرفه عن الجيش المصرى الذى تعهد بحماية الثورة وعدم رفع سلاحه فى وجه الشعب.. فإذا بنا نجد شهداء لا يريد أن يعترف بهم ولا يريد أن يقدم لنا من قتلهم إذا كانوا من خارجه.
 
يمكن لنا أن نقدر ما قاله اللواء عمارة فى سياق أن الجنود تعبوا بالفعل.. يستفزهم أن يظلوا فى الشوارع وأن يتهجم عليهم الشباب ويسبوهم بما لا يليق.. ولا يمكن أن يأتى اللواء عمارة على رجاله.. فهناك تخوف من أن ينفلت عيار البعض وهو ما لا يرضاه أحد بالطبع.
 
كان يمكن أن يوفر المجلس العسكرى على نفسه الجهد الكبير فى إعداد هذا المؤتمر وتقديمه لفيديوهات لم تكن احترافية بالشكل الكافى.. كان يمكن أن يكتفى ببيان يوضح فيه ما يريده، بدلا من أن يقوم بحرق أحد أعضائه الذى أصبح هدفا للسهام من كل اتجاه.
 
لقد تعامل اللواء عمارة مع المحررين العسكريين كأنهم أسرى حرب.. ولم يكتف بذلك بل امتدت سيطرته إلى المشاهدين أمام التليفزيونات فى كل مكان.. لدرجة أننى كنت أعتقد أنه يمكن أن يخرج من شاشة التليفزيون.. ليضرب كل من يشاهده عشر خرزانات - على طريقة توفيق عكاشة - صدقه أو لم يصدقه.. فهو يريد تأديب الجميع.. وتهذيبهم.. وإصلاحهم.
 
لقد بذل المجلس العسكرى جهودا مضينة ليؤكد أن من كانوا أمام مجلس الوزراء بلطجية.. لكنه ومن خلال مؤتمره الصحفى الذى لم يكن إلا حديث إفك ساعد كثيرا فى التأكيد على أن شباب التحرير ومجلس الوزراء وقصر العينى حتى لو اندس بينهم بلطجية فإنهم أشرف وأنبل ما فى هذا الوطن

 

اجمالي القراءات 4373