نقد النقد لبحث أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى

رضا البطاوى البطاوى في السبت ١٨ - يونيو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد النقد لبحث أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى
مؤلف البحث مسفر بن حسن القحطاني وأما عارضه وناقده فهو محمد بن سالم بن علي جابر والبحث عنوانه خاطىء لأنه مأخوذ من دراسات الكفار الاجتماعية فلا يمكن أن يكون للبيئة الاجتماعية أثر على الدعوة وهى الإسلام لأن الغرض من الإسلام هو تغيير البيئة الاجتماعية وليس أن تؤثر البيئة الاجتماعية على الإسلام لأنه محال لقوله تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
كما قال :
" لا مبدل لكلماته"
والعنوان أو الموضوع كان يجب أن يكون أثر المحرفين للدين في تثبيت السلطات
وقد اعتبر جابر وجود بيئات لها اثر إيجابى وبيئات لها أثر سلبى على الدعوة فقال :
"وبعد:
فإن للبيئة الاجتماعية أثرا واضحا على الدعوة الإسلامية انتشارا وانكماشا، وسعة وضيقا عند دراستنا لأثرها؛ فقد تؤثر البيئة الاجتماعية على الدعوة آثارا عكسية مثلما حدث مع رسل الله الذين واجهوا بيئاتهم الاجتماعية بكل ما فيها من أمراض اجتماعية، اعترضت مسيرات دعوتهم وقاموا - عليهم الصلاة والسلام - بمعالجة تلك البيئات الاجتماعية، وقد عرض القرآن الكريم ذلك أثناء حديثه عن دعوة الرسل، لذا ظهر أثر البيئة الاجتماعية، وظهرت أهميتها للدعوة في كل زمان ومكان؛ ففي دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم- كان أثر البيئة الاجتماعية إيجابيا على الدعوة في المدينة النبوية، وذلك خلافا لما كانت عليه البيئة الاجتماعية في مكة وبين أيدينا الآن دراسة قيمة بعنوان (أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة) للباحث: مسفر بن حسن القحطاني"
وقد استهل العارض نقده بذكر معانى مصطلحات الدراسة فقال:
" ويسرنا أن نستعرض تلك الدراسة عبر المحاور التالية:
التعريف بمصطلحات عنوان البحث:
عند النظر إلى عنوان البحث (أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى)، نجد أن هناك بعض المصطلحات التي تحتاج إلي بيان؛ وهي على وجه الإجمال:
(أ) تعريف الأثر:
أولا: الأثر في اللغة:
قيل: إنه (بقية الشيء، وقال بعضهم: الأثر ما بقي من رسم الشيء)
ثانيا: الأثر في الاصطلاح:
قيل: (أثر الشيء: حصول ما يدل على وجوده؛ يقال: أثر وإثر والجمع: آثار.
قال تعالى: {ثم قفينا على آثارهم برسلنا}
(ب) تعريف البيئة:
أولا: البيئة في اللغة:
قيل: "هي من بوأ، والباءة والمباءة: المنزل، وقيل: منزل القوم حيث يتبوؤون من قبل واد أو سند جبل"، وفي "الصحاح" "المباءة: منزل القوم في كل موضوع، ويقال كل منزل ينزله القوم"
وقيل هي: "بوأ فيه، وبوأ له بمعنى هيأ له منزله، قال أبو زيد: أبات القوم منزلا وبواتهم منزلا، إذا نزلت بهم إلى سند جبل أو قبل نهر.
والاسم البيئة بالكسر، وبوأ المكان: حله وأقام؛ كأباء به وتبوأ - عن الأخفش – به؛ قال تعالى: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}
ثانيا: البيئة في الاصطلاح:
قيل: إنها "المحيط أو الوسط الذي يولد فيه الإنسان، وينشأ فيه ويعيش خلاله حتى تنتهي حياته"
وقيل إنها: "المجال الذي تحدث فيه الإثارة والتفاعل لكل وحدة حية، وهي كل ما يحيط بالإنسان من: طبيعة مجتمعات بشرية، ونظم اجتماعية، وعلاقات شخصية"
وقيل إنها: "الإطار الطبيعي والاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد بما يتضمنه من تكنولوجيا يخترعها الإنسان"
(ج) الاجتماعية:
أولا: التعريف اللغوي:
من جمع: "وهو جمع الشيء المتفرق، وتجمع القوم: اجتمعوا من هنا وهنا، والجميع: الحي المجتمع"
ثانيا: التعريف الاصطلاحي:
يمكن تعريف الاجتماع أنه: "مجموعة قواعد وقيود تفرض على الأفراد في مجتمع معين، حيث من المهم معرفة أصولها ونتائجها"
(د) تعريف الدعوة:
أولا: الدعوة في اللغة:
قيل: "الدعوة - بفتح الدال -: الدعاء إلى الشيء، ودعاء صاحبه، ومنه الدعاء والأدعية، والدعوة هي الطلب؛ يقال: دعا بالشيء: طلب إحضاره، ودعا إلى الشيء: حثه على قصده، ويقال: دعاه إلى القتال، ودعاه إلى الصلاة، ودعاه إلى الدين"
ثانيا: الدعوة اصطلاحا:
إذا أطلق مصطلح الدعوة فإنه يراد به في الغالب معنيان:
الأول: الإسلام والرسالة.
الثاني: عملية نشر الإسلام وتبليغه.
والمعنى الثاني هو المقصود في البحث، وأود أن أذكر ببعض التعريفات الاصطلاحية للدعوة وهي كالتالي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية "الدعوة إلى الله هي: الدعوة إلى الإيمان به بما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وذلك يتضمن الدعوة إلى الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والدعوة إلى الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله"
وقيل: "السعي لدعوة الناس بالقول والعمل إلى الإسلام، وإلى تطبيق منهجه واعتناق عقيدته وتنفيذ شريعته"
وقيل: "تبليغ الإسلام للناس، وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة"
وكالدراسات الاجتماعية المستوردة نجد أن الباحثين يأتون بتعريفات هى نتيجة ترجمة تلك المصطلحات لغويا والمترجمون غالبا إما جهلة بالمصطلح القرآنى وإما يريدون فرض الواقع الغربى فمصطلح المجتمع لا وجود له حتى في كتب التراث بالمعنى المعروف وفى القرآن نجد مقابله القوم والحزب والفريق ومصطلح البيئة أيضا لا وجود له ومكانه الأرض أو مكان المعيشة مصر مدين مكة المدينة يثرب ومصطلح الأثر مكانه في القرآن التغيير
ولم يكتفى العارض أو الباحث بتلك التعريفات بل ذكر تعريفات أخرى فقال العارض :
"وبعد ذكر هذه التعريفات السابقة لمفردات عنوان البحث، أود أن أذكر المعنى المقصود من عنوان الدراسة ومفهوم البيئة الاجتماعية ومكوناتها:
وسيتناول الباحث - بإذن الله - أثر أفراد الأسرة والمجتمع المحلي، والمجتمع العام على الدعوة وقبل ذلك سوف أبين – بإذن الله - مفهوم البيئة الاجتماعية ومكوناتها، والمعنى المقصود من عنوان الدراسة.
مفهوم البيئة الاجتماعية:
هي المحيط الذي تحدث فيه الإثارة والتفاعل لمن يعيش في ظله من أفراد المجتمع
مكونات البيئة الاجتماعية:
يمكن بيان مكونات البيئة الاجتماعية من خلال أقوال علماء الاجتماع والتربية:
1 - يقول عمر أحمد همشري: "وتشمل البيئة المؤسسات الاجتماعية على اختلافها؛ كالأسرة، ودور العبادة، والإدارات الحكومية"
2 - يقول جابر عوض سيد، و حاتم عبدالمنعم أحمد: "إن مكونات البيئة الاجتماعية هي أشخاص وجماعات ومجتمعات متفاعلة"
3 - يقول عبدالله الرشدان، نعيم جعنيني: "إن البيئة الاجتماعية تشمل المؤسسات الاجتماعية المختلفة، والجماعات المختلفة، والجماعات والتجمعات والهيئات والمشاريع المختلفة
ونظرا لتنوع مكونات البيئة الاجتماعية، فإن الباحث سوف يقتصر في دراسته على أثر أفراد الأسرة، وأثر أفراد المجتمع المحلي على الدعوة."
وهذا الكلام هو نتاج الدراسات الغربية فالبيئة عند المسلمين يقصد بها الناس فقط وأما المؤسسات ودور العبادة فليست بيئة لأن الأثر وهو التغيير يحدث في الناس فقط كما قال تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
وهذا التغيير في مشيئة الناس يحدث أثره على الأرض التى يعيشون فيها فمثلا بنى المسلمون مسجد التقوى لنفع المسلمين بينما بنى المنافقون مسجد الضرار لإضرار المسلمين وفى هذا قال تعالى :
والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين
والمسجد كمكان واحد جدران وأرض وسقف ولكن يبقى التأثير للناس نفعا أو ضررا فقد قال في أثر مسجد الضرار :
"لا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم"
وتحدث عن المعنى المقصود من عنوان الدراسة فقال :
المعنى المقصود من عنوان الدراسة:
"وهو دراسة أثر أفراد الأسرة والمجتمع على تبليغ الدين الإسلامي، وكيفية العلاج على ضوء ما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
- أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
(أ) أهمية الموضوع:
إن تأثير البيئة الاجتماعية يظهر واضحا في ميادين الدعوة الإسلامية، حيث إن البيئة تؤثر على الداعي؛ من حيث قبول دعوته، أو ردها، وعلى المدعو من حيث التأثير على حياته، وسلوكه، سواء أكان هذا التأثير من قبل الأسرة، أم الجيران، أم الأصدقاء، أم بقية المجتمع، ولها أيضا أثر على موضوع الدعوة من حيث رده، أو قبوله، أو رد البعض وقبول البعض الآخر، ولها تأثير واضح في تطبيق وسائل وأساليب تناسب واقع كل بيئة من حيث نجاح بعض الوسائل والأساليب في بيئة معينة دون الأخرى.
وتبرز أهمية هذا الموضوع من خلال الآتي:
1 - ارتباط الموضوع بالكتاب والسنة.
2 - دراسة هذا الموضوع لكونه ميدانا من أهم ميادين الدعوة.
3 - ارتباط البيئة الاجتماعية بالدعوة ارتباطا وثيقا في جميع المراحل والعصور.
(ب) أسباب اختيار الموضوع:
يمكن أن نجمل الأسباب التي دعت إلى اختيار هذا الموضوع في النقاط التالية:
1 - دراسة الموضوع للواقع المعاصر مما شجع الباحث على اختياره.
2 - تناول الموضوع للجوانب التربوية والاجتماعية والدعوية، مما يعود بالفائدة على الباحث والقارئ.
3 - قراءة موضوع الرواسب الفكرية زيد عبد الكريم الزيد، العدد الثاني عشرة، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
4 - عدم وجود دراسة علمية أكاديمية – حسب علم الباحث - تطرقت لهذا الموضوع."
وكما سبق القول لا يوجد أثر على الداعية من قبل أى أحد في البيئة الاجتماعية وهم الناس لأن الداعية وهم المسلم لا يؤثر فيه سوى شىء واحد وهو :
قضاء أى حكم الله المنزل كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
وكان المفترض هو دراسة نتيجة الدعوة على الناس وتحدث العارض عن أهداف الموضوع حسب المؤلف فقال :
"- أهداف الموضوع:
1 - بيان أثر البيئة الاجتماعية على دعوة الفرد والمجتمع.
2 - إبراز معالجة الإسلام للتغيرات والسلبيات الاجتماعية.
3 - الاستفادة من الأسلوب القرآني في دعوة الأمم السابقة، ذات البيئات الاجتماعية المختلفة، وعلاج القرآن لتلك البيئات الاجتماعية.
4 - الاستفادة من تنوع البيئات الاجتماعية في دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
5 - بيان العوائق التي تواجه الداعية في بيئته، وسبل علاجها.
6 - إيجاد الحلول لعوائق البيئة الاجتماعية المعاصرة على الدعوة من خلال الوحي.
7 - السعي لمعالجة واقع البيئة الاجتماعية في العصر الحاضر على ضوء ما ورد في القرآن الكريم، والسنة المطهرة.
8 - بيان أن فهم الداعية لأحوال بيئته الاجتماعية من أسباب نجاح الدعوة بعد توفيق الله."
وهذا الكلام ينم عن جهل بالإسلام فالمفترض حسب ما سبق من الأهداف هو أن الداعية يعالج المجتمع حسب تفكيره وليس حسب الوحى وهذا غير صحيح فالرسالة في كل العصور كانت تعالج كل المسائل وليس مسألة واحدة كما قال تعالى :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
وقال في التوراة :
" وتفصيل كل شىء"
وهكذا فمثلا لوط(ص) رسالته لم تكن تقتصر على إنكار جماع الرجال لبعضهم وإنما شملت كل شىء لأن ذنب واحد يجعل دائرة الذنوب الأخرى تدور كلها فمثلا جماع الرجال وامتناعهم من اخترعه كان لابد أن ينسبه لآلهة متعددة ويقيم كهنة ومعابد كى يحللوه وهذا الأمر أدى لذنب أخر وهو جماع النساء لبعضهن أو قيامهن بزنى المحارم أو الزنى مع الأطفال البالغين كما أدى لذنب تعرى الرجال في الشوارع والمجالس وأدى إلى أنهم من مللهم من جماع بعضهم كانوا يجتمعون إلى أى مسافر يأتى إليهم كى يفعلون فيه ويفعل فيه كما أرادوا من ضيوف لوط(ص) وكل هذا ادى لذنوب أخرى كشيوع ألبسة معينة تظهر مفاتن الرجال
والباحث لم يجد دراسات في الموضوع في الجامعات وإنما وجد دراسات تحدثت عن بعض جوانبه فقال :
استعراض الدراسات السابقة:
"بعد البحث في عدد من المصادر والرسائل العلمية ظهر عدم تسجيل الموضوع في رسائل سابقة، وإنما هناك دراسات غير دعوية تناولته من جوانب أخرى منها:
الرسالة الأولى؛ رسالة دكتوراه بعنوان: "الحياة الاجتماعية في مكة منذ ظهور الإسلام إلى نهاية العصر الأموي" إلهام أحمد البابطين
وصف الرسالة:
كانت هذه الرسالة دراسة مستقلة لنواحي الحياة الاجتماعية من جامعة أم القرى عام 1414هـ في الفترة منذ ظهور الإسلام، إلى نهاية العصر الأموي، وقد تطرقت الباحثة – وفقها الله تعالى - في رسالتها إلى التركيب السكاني في مكة قبل ظهور الإسلام، وبعد ظهوره، وتقدير حجم السكان، والأنشطة التي مارسها أهل مكة في تلك الفترة، ثم قامت بدراسة الأسرة في مكة ومراحل تكوينها، وأساليب معيشتها وأساليب التربية.
أوجه الاختلاف بين الرسالة ودراسة الباحث:
يمكن إيضاح ذلك من خلال دراسة الرسالة للحياة الاجتماعية في مكة، منذ ظهور الإسلام حتى نهاية العصر الأموي، بأسلوب تاريخي حسب تخصص الباحثة، ولم تتطرق الدراسة لأثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى.
جوانب الاستفادة من الرسالة:
سوف يستفيد الباحث – إن شاء الله- من هذه الرسالة فوائد تاريخية تظهر من خلال الأنشطة التي مارسها أهل مكة عند ظهور الإسلام، كما في الفصل الأول من الرسالة، ومعرفة الروابط الأسرية في البيئة الاجتماعية في مكة، كما في الفصل الثاني، وأساليب المعيشة كما في الفصل الرابع.
الرسالة الثانية:
"منهج الدعوة الإسلامية في البناء الاجتماعي على ضوء ما جاء في سورة الحجرات": للباحث/ محمد بن محمد الأنصاري وهي رسالة مكملة لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير من المعهد العالي للدعوة الإسلامية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1402هـ.
وصف الرسالة:
وقد تحدث الباحث – وفقه الله تعالى - عن مناسبة السورة، وعلاقتها بما قبلها وموضوعاتها، ثم تحدث عن دلالة بعض الآيات في السورة الكريمة, وبين فيها وحدانية الخالق، وبين آراء بعض المشككين في إقرار الفطرة، والرد عليهم مثل النمرود، وفرعون، والدهريين، ثم بين دور الإيمان في بناء المجتمع المسلم، وأثر العمل بالكتاب والسنة، والأدب مع الرسول – صلى الله عليه وسلم- حيا وميتا، وتحدث عن الفرقة وعلاجها، وكيف يربى المجتمع على لزوم الصدق والتثبت، وأثر التدابير الواقية لبقاء الروابط بين أفراد المجتمع المسلم.
أوجه الاختلاف بين الرسالة ودراسة الباحث:
يتضح من دراسة الباحث - وفقه الله - أنه قام بدراسة سورة الحجرات من الجانب الاجتماعي، وبين أقوال المفسرين في ذلك، ولم تتطرق الرسالة لبيان أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى.
أوجه الاستفادة من الرسالة:
يمكن الاستفادة من هذه الرسالة من خلال الفصل الخامس الذي يبين تربية المجتمع الإسلامي على لزوم الصدق والتثبت، ومن خلال الفصل السادس الذي يبين الطرق الوقائية لحفظ روابط المجتمع.
التراكمات العلمية:
(أ) "التربية الروحية والاجتماعية في الإسلام"
وصف الكتاب:
تحدث فيه الكاتب عن التربية الروحية، وأشار إلى أنها تكون بالعبادات وبالعقيدة والاقتداء، ثم تحدث عن التربية الاجتماعية، وأشار فيها إلى الفرد والأسرة، وكيف يربى الفرد، وكيف يتم دعم أواصر الأسرة، وكيفية تحقق الأمن الاجتماعي.
أوجه الاختلاف بين الكتاب ودراسة الباحث:
تحدث الكاتب عن التربية الاجتماعية، والروحية في نطاق الأسرة، ولم يتعرض لما أراده الباحث من دراسة أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى.
أوجه الاستفادة من الكتاب:
يتم ذلك - بإذن الله - من خلال ما كتبه المؤلف عن الأسرة والفرد، وكيفية التربية لهما.
(ب) الحياة الاجتماعية في صدر الإسلام
وصف الكتاب:
ركز الكاتب في دراسته على حياة الفرد والأسرة في صدر الإسلام، والمظاهر التي كونت الصورة المشتركة، ثم تحدث عن بعض هذه المظاهر الاجتماعية؛ مثل الألبسة، وأدوات الزينة، والأطعمة، والأشربة، والقيم، والأخلاق، والعادات.
أوجه الاختلاف بين الكتاب ودراسة الباحث:
حيث إن الكاتب بين بعض المظاهر الاجتماعية للأسرة والفرد في صدر الإسلام من ألبسة، وأطعمة، وعادات، وتقاليد، ولم يشر إلى ما يريده الباحث من دراسة أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى.
أوجه الاستفادة من الكتاب:
يمكن الاستفادة من الكتاب بمعرفة أشكال الأسرة في ذلك الوقت، وكذلك معرفة التقاليد والأعراف السائدة، بحيث يستنبط الباحث أثرها على الدعوة.
(ج) التنشئة الاجتماعية في الإسلام
وصف الكتاب:
تحدث فيه الكاتب عن التنشئة الاجتماعية من منظور إسلامي، وذكر مرتكزات النظرية التربوية الإسلامية في التنشئة الاجتماعية، وهي التوحيد، والعبادة وإعداد الإنسان الصالح، والتوازن، ثم تحدث عن خصائص الإنسان في الفكر الإسلامي، وذكر من خصائص التربية الإسلامية الشمول، والتكامل، والتسلسل، وعدم التناقض، وتحدث عن الطفولة في الإسلام، ودور الأسرة في تنشئة الطفل.
أوجه الاختلاف بين الكتاب ودراسة الباحث:
قام الكاتب بالحديث عن النظرية التربوية في الإسلام، وما تقوم عليه، وخصائص هذه التربية، ثم تحدث عن نظرة الإسلام للطفل، ولم يتعرض الكاتب إلى ما يريده الباحث من دراسة أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى.
أوجه الاستفادة من الكتاب:
يمكن الاستفادة من الكتاب من خلال معرفة الظروف المحيطة بالطفل في الأسرة، بحيث يستنتج الباحث أثر هذه الأسرة على الطفل في كونه مدعوا.
وخلاصة القول:
إن الدراسات السابقة، والتراكمات العلمية لم تتناول موضوع (أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى) الذي ينوي الباحث دراسته حيث سيقوم الباحث – بإذن الله- بدراسة البيئة الاجتماعية وأثرها على الداعي والمدعو، وموضوعات الدعوة ووسائلها وأساليبها."
والباحث لو عاد لكتب القدماء كمقدمة ابن خلدون لوجد فيها أمور متعددة عن المجتمعات وتأثير الناس في بعضهم وبعض الغربيين يعتبر المقدمة هو اساس كل الدراسات الاجتماعية عندهم
ولو عاد الباحث لكتب الفرق والملل والنحل وكذلك لكتب التاريخ لوجد أثر دعاة كل دين في تلك الكتب
واستعرض الناقد ما طرحه الباحث من تساؤلات فقال:
"تساؤلات الدراسة:
يمكن لنا إثارة التساؤلات التالية:
- ما مفهوم البيئة الاجتماعية؟
- ما أهمية البيئة الاجتماعية في الدعوة؟
- ما أثر البيئة الاجتماعية على دعوة أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام؟
- ما أثر البيئة الاجتماعية على الداعية في العصر الحاضر؟
- ما أثر البيئة الاجتماعية على المدعو في العصر الحاضر؟
- ما أثر البيئة الاجتماعية على موضوعات الدعوة في العصر الحاضر؟
- ما أثر البيئة الاجتماعية على وسائل الدعوة وأساليبها وميادينها في العصر الحاضر؟
- ما معوقات الدعوة في البيئة الاجتماعية؟
- ما سبل علاج معوقات الدعوة في البيئة الاجتماعية؟"
وهذه التساؤلات لو درس الرجل القرآن لوجد أنها تساؤلات لا أهمية لها لأن الحقيقة هى :
أن الداعية وهو المسلم الحقيقى لا تؤثر فيه البيئة الاجتماعية وهى الناس لأن كل التأثير لقضاء وهو حكم الله
وأما دعاة الباطل سواء كانوا يحرفون الإسلام أو يدعون لدين أخر فهم متأثرون بغيرهم وهم السلطة القائمة في كل بلد فهؤلاء الدعاة يحرفون الدين كى يناسب ما تريده السلطة بالضبط ويمكن ان يسمى هذا :
الدين حسب الطلب
واستعرض الناقد منهج الباحث فقال :
"منهج الباحث في هذه الدراسة:
(أ) المنهج التاريخي: هو عبارة عن إعادة للماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها، ومن ثم تمحيصها، وأخيرا تأليفها ليتم عرض الحقائق أولا عرضا صحيحا في مدلولاتها وفي تأليفها حتى يتم التوصل حينئذ إلى استنتاج مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة
(ب) المنهج الاستقرائي: هو تتبع الجزئيات كلها أو بعضها للوصول إلى حكم عام يشملها جميعا
وسيعتمد الباحث إن شاء الله - على منهج الاستقراء الناقص وهو حصر المعلومات حول موضوع الدراسة، وتنظيم هذه المعلومات في قالب معين يستنبط منها نتائج صحيحة تزود الباحث بالمقترحات والحلول.
(ج) المنهج الاستنباطي: والاستنباط هو: استنتاج قضية مجهولة من قضية أو عدة قضايا معلومة
سيعتمد الباحث – إن شاء الله - على هذه المناهج في دراسة النصوص دراسة دعوية مدعمة بالأدلة لاستنباط المبادئ والأفكار المتعلقة بأثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله."
وأى كتاب هو نتاج معارف الباحث وفى الغالب لا يوجد ما يسمى منهج واحد يتبعه الباحث
وتحدث الناقد عن منهج الباحث في جمع المعلومات فقال :
"منهجه في جمع المادة العلمية:
1 - اجتهد الباحث في توثيق المعلومات الواردة من مصادرها الأصلية ما أمكن، وقد يرجع أحيانا لأكثر من مرجع في المسألة الواحدة رغبة منه في إثراء معلومات الدراسة، وزيادة توثيقها.
2 - تفاوت تناول الباحث لمباحث هذه الدراسة، ومطالبها طولا وقصرا؛ وفقا لمتطلبات البحث وقوة ارتباطه بموضوع الدراسة.
3 - قام الباحث بكتابة الآيات الكريمة من القرآن الكريم بالرسم العثماني، وعزوها إلى مواضعها في القرآن الكريم في الحاشية، وذلك ببيان اسم السورة، ورقم الآية.
4 - بذل الباحث وسعه في تخريج الأحاديث النبوية الكريمة من مصادرها المعروفة في كتب السنة، وقد سلك في هذا التخريج المنهج الآتي:
ما كان من الأحاديث الكريمة في صحيحي الإمامين البخاري ومسلم أو أحدهما فيكتفي بإيراده دون الحكم عليه لإجماع الأمة على صحتهما، وأما ما كان في كتب السنة الأخرى فإن الباحث يجتهد في تخريجها من كتب السنة الأخرى التي اعتنت بالتصحيح، ثم يذكر اسم المرجع، ثم المجلد، ورقم الصفحة، ويجتهد في ذكر الكتاب، ثم الباب، ورقم الحديث، وحكم العلماء على الحديث.
5 - اعتمد البحث عند نقل الآيات الكريمات على القوسين المزهرين، والنقل من المصحف حسب الرسم العثماني، وعند نقل الأحاديث وسائر الأقوال في متن الدراسة على القوسين الآتية: وعند نقل نص الحديث الشريف يميز خطه عن بقية الكتابة. وعند نقل أقوال الصحابة الكرام أو من جاء بعدهم يتم تحبير اسم العلم قبل قوله.
6 - لم يترجم الباحث للأعلام، حيث إن ذلك يزيد من حجم البحث، والدراسة ليست متخصصة في ذلك.
7 - يكرر الباحث أحيانا الشاهد في أكثر من موضع؛ لاشتماله على أكثر من وجه للاستشهاد.
8 - اختار الباحث عند النقل بأن يذكر الكتاب، ثم المؤلف، ثم دار النشر، ومكانها إن وجد، ثم الطبعة، ثم السنة، ثم المجلد، ثم رقم الصفحة، ثم المحقق إن وجد.
9 - اختار الباحث في وضع خاتمة للدراسة اشتملت على نتائجها، والتوصيات التي يراها وفق اجتهاده.
10 - اختار الباحث في وضع فهارس تفصيلية في آخر هذه الدراسة تكون عونا -بعد عون الله تعالى- للقارئ عند رغبته الرجوع إلى ما يريد من هذه الدراسة بسهولة ويسر."
وهذا المنهج هو المنهج الذى استورده القوم في الغالب بينما المنهج القرآنى قائم على شىء واحد:
القول ثم إثباته بالبراهين أو نقده والقضاء عليه بالبراهين
المنهج المستورد هو منهج يطيل في الكتب ولا يفيد القارىء في الغالب والقارىء في الغالب وهو ليس رجل علم يريد الخلاصة وهو ما سيعمله أو يقوله وأما ذلك المنهج فينتهى في الغالب بالقارىء لحالة توهان وحيرة
واستعرض جابر في النهاية نتائج الدراسة وتوصياتها فقال :
"الخاتمة:
فقد انتهيت بفضل الله ومنه في هذا البحث إلى بيان آثار البيئة الاجتماعية على الدعوة، ويطيب لي هنا أن أذكر أهم النتائج، ثم أتبعها بالتوصيات، التي قد تسهم في الاستفادة من هذه الدراسة الدعوية:
أولا: أهم النتائج:
1 - أن مكونات البيئة الاجتماعية - من أسرة ومجتمع - هي الميدان الأول لدعوة الأنبياء - عليهم السلام - إلى أقوامهم.
2 - أن صلاح البيئات الاجتماعية له آثار معينة على الدعوة.
3 - أن عناد البيئات الاجتماعية له آثار معيقة على الدعوة.
4 - أن وسائل وأساليب الدعوة تختلف باختلاف حالات البيئة الاجتماعية والاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية.
5 - أن أعظم نزاع وقع بين الأنبياء – عليهم السلام - وبين بيئاتهم كان بسبب توحيد الألوهية.
6 - تأثر المدعوين داخل الأسرة، أو المجتمع بالوسط الذي يعيشون فيه، وظهور ذلك في مدى قبولهم للدعوة.
7 - انتشار الجهل بين أفراد البيئات الإسلامية، من أعظم أسباب بعد تلك البيئات عن تعاليم الدين.
8 - قوة تأثير الإعلام في العصر الحاضر على أفراد البيئات الاجتماعية، وانتشار كثير من الشهوات والشبهات بسبب هذا التأثير.
9 - بروز ظاهرة الفرقة والاختلاف في العصر الحاضر بين أفراد البيئة الاجتماعية خصوصا بين كثير من العاملين في مجال الدعوة.
ثانيا: التوصيات:
1 - إعطاء الدراسات الدعوية لعناصر البيئة الاجتماعية، الأسرة، المجتمع، المؤسسات الاجتماعية المختلفة (المدرسة، المسجد، الإعلام، ... إلخ) -: أهمية؛ لكونها تلامس واقع المجتمع.
2 - الاهتمام بالدراسات الميدانية؛ لتقديم أدق النتائج عند دراسة مكونات البيئة الاجتماعية.
3 - الاستفادة من نصوص الوحي التي تبين دعوة الأنبياء – عليهم السلام - لبيئاتهم الاجتماعية.
4 - الاهتمام بنشر العلم الشرعي بكل وسيلة حديثة مباحة؛ من أجل منع انتشار الجهل داخل البيئات الإسلامية.
5 - الاستفادة من وسائل الإعلام، والتقنية الحديثة للرد على الشبهات والشهوات، التي يثيرها أعداء الدعوة.
6 - إبراز دور الأسرة وأهميته، ونشر الوعي التربوي الصحيح في التعامل مع الأولاد، وتربيتهم في العصر الحاضر.
7 - الحاجة إلى إيجاد البدائل لوسائل الإعلام الوافد، والتقنية الحديثة الضارة؛ من خلال زيادة عدد القنوات الفضائية الإسلامية، والإذاعات الدينية، والمواد التربوية الهادفة خصوصا لفئة الشباب والأطفال داخل الأسرة.
8 - ضرورة نشر عقيدة السلف الصالح من خلال فهم العلماء لها لصد الأفكار المخالفة.
9 - على الأئمة والوعاظ والمصلحين داخل البيئات الإسلامية تكثيف الجهود في كشف خفايا وضرر الغزو الأخلاقي والفكري لأفراد الأمة.
10 - السعي لمضاعفة الجهود في تفعيل وزيادة نشاط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الرسمي، والتطوعي من أجل الحد من انتشار المنكرات داخل البيئات الإسلامية."
والنتائج والتوصيات تتغافل عن أن أهم شىء وهو أن سلطات المجتمع هى من تعيق الدعاة عن عملهم وأنهم ترغم الكثيرين منهم على اتباع تعليماتها وليس تعاليم القرآن في الكثير من المسائل خاصة عدم الخروج على السلطات ومن يرفض من الدعاة فمصيره السجن والتعذيب أو القتل
اجمالي القراءات 2012