حوار دار يوم 12/06/2022، وقد أجاب عن ذلك فضيلة الشيخ أحمد الخليلي، مفتي سلطنة عمان.
ما المذهب الاباضي ؟ وإلى ماذا يدعو؟ ومتى بدأ ؟

يحي فوزي نشاشبي في الأربعاء ١٥ - يونيو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

ما المذهب الإباضي؟
وإلى ماذا يدعو؟ ومتى بدأ؟
حوار دار يوم 12/06/2022، وقد أجاب عن ذلك فضيلة الشيخ أحمد الخليلي، مفتي سلطنة عمان.
*********
نصيحة إلينا جميعا، سواء المؤيدن لهذا الحوار، أو غير المؤيدين، وحتى المنتقدين بشدة، وفحوى النصيحة هو كما يلي:
*)- ألا ترون أن كل هذا التأييد أو الانتقاد، أو التحليل، أو التبرير، يبقى في الأخير مجرد هراء لا جدوى من ورائه، وإنما نتيجة لسعة نعرة ما من فصيلة منتنة غنية بمادة (البلادة) وهي في الحقيقة مادة طالما كانت ولا تزال وستبقى دوما فاتحة للشهية وما أدراك ما هي من شهية للشيطان الرجيم، ذلك المتربص بنا في كل حين بلا ملل ولا كلل؟
*)- ألا توافقون أن هناك ما هو أهم وأكثر أهمية، بل وأخطر وما هو أجدر بالتأمل والتحديق فيه لاسيما وهو أمر مصيري أخروي؟ وهو ما ورد من تعاليمه سبحانه وتعالى الموجهة إلى عبده محمد ورسوله عليه السلام ؟
1)- التعليمة الأولى واردة في سورة الأنعام رقم 159 وهي: (... إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون).
2)- والتعليمة الثانية التي لا تقل عن الأولى خطورة إن لم تفقها لاسيما وهي تصف أولئك الفاعلين بالشرك وما أدراك ما هو من تلك الصفة التي صرح الله أنه لا يغفر لمن اتهم بها، وهي واردة في الآيتين:31+32 في سورة الروم : (.... ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب ما لديهم فرحون).
*)- وبقليل من التأمل والانصاف، ألا يخشى كل من أولئك المؤيدين لذلك الحوار أو غير المؤيدين، ألا تحرك فينا تلك الآيات التي هي عبارة عن نصائح وتحذيرات لعبده ورسوله، ومن ثم نصائح وتحذيرات لنا جميعا، لنحرص في سبيل أن نعلو ونترفع حتى لا نقع في مثل ذلك الشراك ؟ شراك تحوّلنا إلى من فرق دينه وتحول إلى شيع، وشراك من وقع في زمرة المشركين ؟.
*)- ومن ذا الذي يكون له الحق في أن يصرح قائلا أنا والحمد لله ناج من أية تهمة ؟ ، لأنّ أي واحد منا هو لا محالة واقع من حيث يدري أو لا يدري ورغما عنه، واقع في ذلك الخندق المقابل لذلك الآخر المطل من خندقه هو الآخر !?
*)- وأما عن السؤال الكبير الفارض نفسه علينا ، فهو كيف العمل؟ للنجاة من الصفتين أو من التهمتين المتربصتين بنا جميعا، ودائما من حيث ندري أو لا ندري؟ (وهنا مربط الفرس ) ، كما يقول المثل.
******************
سيدى الفاضل ما تقدمتم به من تحليل هو إجابى ولكن السؤال مطروح كيف تكون إجابتنا عندما يقال عن المذهب ويكتب فى التاريخ ويسجل بالصوت والصورة اغلبها اكاذيب ونفاق وفتنة وهل يحق لنا السكوت او الرد بما نعلمه من حقائق واعتقد ان السكوت غير مقبول والرد بعنف وبنفس التهم والشتائم غير مقبول كذالك وليسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل لكل من يزرع الفتنة والشقاق فى صفوف المسلمين والله أعلم ، وهذا رأيى الخاص ولعلنى أخطأت فمعذرة وأسأل الله العفو والصفح لنا جميعا
**********
شكرا لكم لاحاطة الموضوع بالعناية يا أستاذ إبراهيم ، وذلك هو المطلوب مبدئيا. وأنا بالذات أصرح أن ما ألجأني إلى إثارة الموضوع هو افتقاري إلى الموقف الصائب المطلوب منا كمؤمنين بالله وكتبه ورسله. وإن أهم ما جاء في تعليقكم الذي تفضلتم به هو أن الله هو نعم الوكيل أمام من يزرع الفتنة. ثم إن هناك ما هو ملفت، وهو الذي ينبغي علينا جميعا أن نعيره الاهتمام وهو:
01)- من هم أولئك الذين فرقوا دينهم؟ وكانوا شيعا؟ كما جاء في الآية رقم 159 في سورة الأنعام؟ فالله قال لعبده ورسوله وقاله بالتأكيد : إنك لست منهم في شئ.
02)- وإن الأمر هناك أخطر، لأن الله نصحنا أن نسعى حتى لا نتحول ولا نكون من المشركين، ومن هم المشركون المعنيون حسب سياق الايتين 31+32 في سورة الروم؟ فإن الله نعتهم بأولئك الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وكل حزب بما لديهم فرحون. ولعل الملفت هو : الابتعاد عن أي حماس في الانتماء إلى أية فرقة أو حزب، وعدم الاطمئنان أو الاسراف في الفرح بما لدى كل منتم إلى كل فرقة أو حزب؟
*)- أما عن النتيجة التي لا مفر منها، هي أن المسلمين المؤمنين لا ينجون بل من المستحيل تقريبا أن نتصور أن أي مسلم وأي مؤمن هو ناج من كونه منتميا إلى مذهب ما أو فرقة ما أو حزب ما أو... أو.... !?
*)- وعليه، فما دام الله عز وجل هو القائل، وهو المحذّر، وهو الناصح لنا، وما دمنا واثقين في أنه سبحانه وتعالى لم يفرّط في الكتاب من شئ، وما دمنا معتقدين وواثقين بأن رسالة الله كاملة شاملة لا يشوبها أي عيب، أو نقص، أو أدنى اختلاف، مصداقا للاية رقم 82 في سورة النساء : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا).
*)- وما دام ذلك كذلك، وما دمنا نحن كذلك، أو ما دام الواجب هو أن نكون كذلك، فالاعتقاد يجب أن يكون في أن الحلّ، والردّ، والموقف الصحيح للخروج من هذا المأزق الذي تصوره لنا هذه الآيات التحذيرية الخطيرة، إن الواجب يقول لنا بأن الحل المناسب لهذه المعادلة في هذا الامتحان، يكمن حتما في الحديث المنزل من لدنه سبحانه وتعالى وأن لنا أو علينا أن نلتمسه في تدبر القرآن العظيم الكامل لا غير.
*)- ومن يدري؟ لعل الله يهدي يوما أحد القراء المحظوظين المؤمنين أو أحد الوعاظ والمرشدين (فما أكثرهم في أيامنا) إلى أن يتشجع ويضع يده ثم يرفعها فرحا منشرح الصدر صارخا صرخة المنتصر أمام المنتظر بأن: وجدتُها... وجدتُها ... لأن الصراحة التي لا يمكن أن ينكرها أحد هو أن الوعاظ والمرشدين عديدون وكثيرون ولكننا ما زلنا لم نفاجأ تلك المفاجأة السارة المبشرة المنتظرة !?
*********************

اجمالي القراءات 3034