ما معنى ان تكون مسلم في القرن 21 الميلادي ؟

مهدي مالك في الخميس ٠٢ - يونيو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً



ما معنى ان تكون مسلم في القرن 21 الميلادي ؟
مقدمة متواضعة
قد غيبت عن النشر في موقع اهل القران لانني كنت مشغول بامور تتعلق بكتابي حيث اسال الله التوفيق لي في هذه الامور ...
ان المسلم في هذا القرن الحالي يسمع في اليوم الواحد المئات من الاراء سواء داخل منظومتنا الدينية السلفية عبر جغرافية شمال افريقيا و الشرق الاوسط باستثاء ايران و سواء داخل دعاة التنوير الاسلامي نفسه كما اسميه عبر هذه الجغرافية العريضة و ذات هويات متعددة حيث قد يشعر المسلم بالتيه احيانا و بغياب الميزان امام هذا الركام العظيم من الاراء سواء داخل منظومتنا الدينية السلفية و سواء داخل دعاة التنوير الاسلامي .
ان هذا الجدل الداخلي فينا هو طبيعي للغاية باعتبارنا ندين بالدين الاسلامي منذ 14 قرنا عن الايمان و عن القناعة و عن الاجتهاد المساير للعصور و البيئات الاجتماعية و الثقافية الخ.
ان الاسلام كما انزل على رسولنا الاكرم صلى الله عليه و سلم هو قابل للتغيير و الملائمة من حيث قيمه و مبادئه بدليل ان بعد عصر الخلفاء الراشدون المقدس في الوعي الجمعي للمسلمين اتى العصر الاموي المعروف تاريخيا بعصر معاداة اهل البيت النبوي و لعنهم في المنابر و قتلهم في كل مكان رغم وجود ايات قرانية تدعو الى توقيرهم و احترامهم...
و المعروف تاريخيا ان العصر الاموي هو عصر الاعتداء على مقدسات الاسلام الصريحة من قبيل رمي الكعبة المشرفة بالمجانق و استباحة مدينة رسول الله عليه الصلاة و السلام بوطء نساء الصحابة كما هو مذكور في كتب سلفهم الصالح حيث ان هذا العمل الحقير لن يقوم به الا الكفار الذين لا يعرفون شيئا عن اذاب الاسلام العامة من قبيل صون عرض النساء المسلمات عموما و نساء الصحابة خصوصا ....
و بالتالي فان بني امية استطاعوا تغيير الاسلام بشكل سلبي 180 درجة من دين الرحمة و العدل الى دين الارهاب و تفضيل الجنس العربي على غيرهم من المسلمين الاعاجم بمعنى ان بني امية غيروا الاسلام لصالحهم حسب ارضيتهم المعرفية وقتها لتوسيع ملكهم المارق بالنسبة لي .
لكن لا يصح ان نربط باي حال من الاحوال بين جرائم بني امية و بني عباس و بني عثمان الخ و الاسلام كرسالة خاتمة الى قيام الساعة كما نؤمن به كمسلمين معاصرين لان العصر له سلطان على الدين نفسه حسب المقولة القائلة ان الله يبعث للناس على راس 100 سنة من يجدد في امر دينها ....
الى صلب الموضوع
ان سؤال مقالي المتواضع القائل ما معنى ان تكون مسلم في القرن 21 الميلادي هو سؤال كبير له مداخل عديدة و عراقيل كثيرة في واقع المسلمين المعاصر حيث ان الاسلام قد مر بظروف تاريخية و سياسية جعلته دين جامد يعادي التجديد و التحديث في فكره السياسي و الايديولوجي منذ 1200 سنة عموما و منذ تاسيس جماعة الاخوان المسلمين بمصر سنة 1928 و تاسيس المملكة العربية السعودية سنة 1932 على المذهب الوهابي خصوصا حيث ان هذان الحدثان التاريخيان قد ساهما في خلق كوارث فكرية في حق الاسلام سواء داخل جغرافية عالمنا الاسلامي او داخل جغرافية الغرب المسيحي ...
ان هذه الكوارث الفكرية ترجع اصولها الى ماضي الخلافة الاسلامية الاسود كتدبير بشري للاسلام انذاك اي ليس له اية شرعية في كتاب الله العزيز باعتباره كتاب ابدي الى قيام الساعة حيث ترك للناس حرية اختيار النظام السياسي و لم يفرض عليهم نظام الخلافة الاسلامية كنظام ابدي او ضرورة الرجوع اليه كما تدعو حركات الاسلام السياسي سرا او علنا و كما تسعى جماعات الارهاب الوهابية مثل داعش او نصرة او طالبان الحاكمة الان في افغانستان..
ان المسلم في هذا القرن عليه ان يكون معاصر و متدين حسب قناعاته الشخصية و حسب تراث بلده الديني و الحضاري لان كل بلد له خصوصياته في التدين لكن السعودية قررت في اواخر سبعينات القرن الماضي تصدير الوهابية الى العالم باعتبارها النسخة الاصلية للاسلام بينما انها وحش ياكل كل حضارات العالم بدون استثناء و يريد تكفير العالمين و قتلهم و وطء نساءهم كما حدث في عهد اجداد الوهابيين اي الامويين بصريح العبارة...............
ان المسلم في هذا القرن له عقل يرشده في هذا الركام من الاراء المختلفة في التنوير الاسلامي حيث انني قد اخطئ في ارائي السابقة و الحالية و المستقبلية حيث احاول الان الابتعاد عن الاراء السخيفة مثل هل صيام شهر رمضان فرضا دينيا ام لا الخ من هذه الاراء السخيفة لاننا نعيش في مجتمع تسوده الافكار الوهابية منذ اكثر من 40 سنة في التعليم و في الاعلام التقليدي اي الاذاعة و التلفزة و الجديد اي وسائل التواصل الاجتماعي.
و بالاضافة انني كنت اتابع تنويري منذ سنوات حيث كنت ادافع عن افكاره عبر مقالاتي الطويلة لكن في نهاية المطاف اغلق بابه امامي منذ عام و لدى قررت الاعتماد على افكاري و افكار الحركة الامازيغية السياسية ...
ان الحياة هي مراحل و محطات كما يقوله الوالد لي ....
توقيع المهدي مالك
اجمالي القراءات 2669