ليفربول و ريال مدريد والحتميات والقضاء والقدر :

عثمان محمد علي في الأحد ٢٩ - مايو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


كان صديق عزيز يُناقشنى عن القضاء والقدر ،وهل الرزق ثابت ومعلوم مُسبقا أم متغيرا حسب الأحداث ؟ ولم يكتمل الحوار على وعد بأن نُكمله بالصوت في وقت آخر بعد أن يكون قد قرأ أكثر وأكثر حول هذا الموضوع . والحقيقة أنا وجدت مباراة (ليفربول ) و(ريال مدريد ) فرصة لنتخذها مثالا سريعا على ربط الإيمان بالحتميات والقضاء والقدر والرزق بالواقع المُعاش .فالحتميات هي (موعد الميلاد –وقت الوفاة والموت – المصائب ويدخل فيها القضاء والقدر – والرزق) فأنا وحضرتك لن نُسأل ونُحاسب يوم القيامة على متى ولدنا ،ومتى توفينا ،ولماذا أُصبنا بامراض مُزمنة ،ولماذا كان مُرتبى أو مرتبه 4000 الاف جنيه مثلا .وإنما سُنحاسب على إيماننا بالله وحده لا إله إلا هو ،وعلى أعمالنا .فلو عُدنا لمباراة (ليفربول ) و(ريال مدريد ) التي لُعبت اليوم فبكُل المقاييس الرياضية كان (ليفربول )هو الأفضل وهو الذى يستحق الفوز بها وبالبطولة الأوروبية ، ولكن القدر والحتميات كان له رأى آخر وهو (فوز الفريق الأضعف –ريال مدريد ) بالمباراة والبطولة من نُصف فرصة ،بالرغم من أن (ليفربول ) أُتيحت له أكثر من 20 فرصة ،نصفهم للاعب المصرى العالمى النجم (محمد صلاح ) أفضل وأمهر لاعب في العالم في ال3 سنوات الأخيرة .وقد يقول قائل أن (حارس مرمى ريال مدريد ) كان رائعا وكان يُشبه الريبوت المغناطيسى على كل كورة وهذا سبب إنتصارهم .اقول له نعم وهذا سبب في تحقيق (القضاء والقدر) في فوز (ريال مدريد ) بالمباراة والبطولة رغم أنه قد هُزم ودخل مرماة أهداف كثيرة من فرق رياضية متذيلة الدورى الأسبانى . فلأن الفريقين لا يعلمان ماهو مكتوب لهما في (القضاء والقدر ) من فوز أو هزيمة فقد إستعدا للمباراة جسمانيا وفنيا وخططيا على أعلى مستوى ولم يدخرا جُهدا في الملعب ،ولعب فريق وكان يستحق الفوز بجدارة وبأكثر من هدف إلا أن الحتميات والقدر كان له رأى آخر وفاز الفريق الذى كتب له القدر أن يفوز ،ففاز من نصف فرصة . وما دخل هذا بالرزق ؟؟؟ أقول : هناك مُكافئات فوز وميداليات تختلف في قيمتها عن مُكافئات التعادل ،وربما ليست هناك مُكافئات في حالة الهزيمة .فلو فاز (ليفربول ) لحصل كل لاعب مثلا على 3 مليون جنيه مصري .فبالرغم من أنهم إستعدوا ولعبوا مباراة ممتازة وكانوا الأحق في الفوز بها إلا انهم خسروها وبذلك خسر كل لاعب ال 3مليون جنيه التي كان سيحصل عليها .فهنا هو بذل كل شيء من أجل الحصول على رزق زيادة إلا أن القدر والحتميات لم تكتب له هذه المُكافئة وهذا الرزق الإضافى فلم يأخذه ولم يحصل عليه ....
الخلاصة :::
أن الحتميات (الميلاد –الوفاة – المصائب في القضاء والقدر والإبتلاءات – الرزق – لا تعلمهم ولا تستطيع تغييرهم إذا جاء موعد حصولك عليهم أو نزعهم منك . ومع ذلك فلأنك لا تعلمهم فعليك بالسعى الدؤب وبذل أقصى جهد لعله يكون سببا في حصولك على قدرك في الرزق .فموضوع الرزق هو الذى يؤرق الناس ويجعل بعض الناس يتصورون أنه مُتغيرا ومرتبطا ومتوقفا على سعيك وإجتهادك وحده .وهذا غير صحيح فلابد أن يتقابل سعيك وإجتهادك مع إرادة الله جل جلاله وقدره فى حصولك على ما قدّره لك سبحانه وتعالى . هذا وعلينا أن نؤمن ونعلم بأن الرزق ليس في المال والثروة فقط ولكن في كل شيء داخلك وخارجك تستفيد
اجمالي القراءات 3184