قراءة في كتاب الإعجاب و الشهوة المحرمة

رضا البطاوى البطاوى في السبت ٢٨ - مايو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة في كتاب الإعجاب و الشهوة المحرمة
المؤلفة سارة الفهد وهو يدور حول الإعجاب في أنفس الفتيات وقد اعتبرت الفهد الإعجاب أمر سوء حيث قالت في مقدمتها :
"فإن مما يحزن القلب ويدمي الفؤاد ويسيل منه قلب الغيور مرارة ما استشرى لدى بعض بناتنا بما يسمى " الإعجاب" هذا الداء العضال الذي سرى ويكاد ينتشر ليفتك بأغلى ثروة تمثل نصف المجتمع وهي أيضا تربي النصف الآخر فهي المجتمع كله انتشر هذا الداء باسم الحب ثم تطور حتى أصبح عشقا وغراما ورذيلة وشركا بالله إنما هو " الإعجاب""
والإعجاب هى عملية نفسية تحدث من الرجل والمرأة وهو على نوعين :
الأول المباح وهو الإعجاب من الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل من أجل الزواج وكان حلالا للنبى(ص) من زوجاته وهن ملك يمينه قال الله لها فيها :
"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك"
الثانى المحرم وهو الإعجاب بالكافرات والكفار لزواجهم كما قال تعالى :
"ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه"
ومن ثم فالاعجاب ليس كله حرام وإنما منه حلال ومنه حرام وتحدثت سارة الفهد عن أسباب الاعجاب فقالت:
"أسباب الإعجاب:
1 - ضعف الوازع الديني:
ضعف الوازع الديني والفراغ الروحي وخلو النفس من التعلق بالله وكذلك من ذكر الله ومحبته فمن ملأت قلبها بالله وتقواه وذكره ما وجد في قلبها مكان لمحبة غيره بل قلبها وكيانها كله لله تعالى ولسانها لا يذكر إلا الله وتفكيرها مشغول بالتأمل في عظيم صنع الله سبحانه
يقول ابن القيم (القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ)
فلا بد من شغل هذا الفراغ فيما يعود على الإنسان بالخير والمنفعة في الدنيا والآخرة "
وكما سبق القول لو أخذنا بقول ابن القيم وسارة لكان الرسول(ص) ليس لديه وازع دينى لأنه كان يعجب بالنساء كما قال تعالى :
" ولو اعجبك حسنهن"
العملية نفسية ليس فيها أى شىء لو نوى الرجل أو المرأة الزواج بمن اعجبوا وإما إن كان الإعجاب للزنى أو لغير ذلك فهو حرام
وقالت:
"2 - الفراغ العاطفي الذي تدعيه الفتاة
وتكون الفتاة لم تعرف العطف والرحمة وذلك لفقد الإنسان مثلا كلا والديه فمن اتقت الله هيأ الله لها من يعطف عليها فالله سبحانه تكفل برعاية الإنسان منذ ولادته حتى مماته ولكن المشكلة تكمن في حالة النهم العاطفي الذي قد يطالب به البعض منا بحيث تفكر في نفسها ولا تفكر في غيرها من الأخوة والأخوات لها والذين هم بحاجة إلى العطف والحنان مثلها فالأب مشغول عنهم بعمله ومتاعبه والأم أيضا مسؤولة عن توفير الحب والحنان لأخيها وأختها وأبيها ومشغولة بأعمال المنزل وهموم الحياة وتريد أيضا من يهتم ويعتني بها فلا تكوني أنانية واكتفي بالقليل فيكفيك حرصهما على راحتك وصحتك ومسكنك ومشربك وملبسك وعندما لا تجد هذه الاستجابة تبحث عنها في مكان آخر غير المنزل فقد تخالل فتاة مثلها أو ذئب من ذئاب البشر فتهلك نفسها بنفسها نسأل الله السلامة والعافية "
الفهد هنا فهمت موضوع الاعجاب خطأ فهو يحدث لكل بنى الإنسان من العقلاء خاصة في فترة البلوغ لأن كل من الفتى والفتاة يريد الزواج ومن ثم لابد أن يبحث كلاهما عن شريك المستقبل ويتشغل به نفسيا
وقالت:
"3 - النظر وإطلاق العنان له:
إن إطلاق العنان والفكر والتأمل فيحدث ما يخشى الوقوع فيه ولو أن الإنسان تأمل قوله تعالى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } لانحسرت مادة الشر وهل النظر إلا مدخل من مداخل الشيطان لقلب الإنسان ليعبث به قال ابن سعدي في تفسيره :(أي أرشد المؤمنين وقل لهم الذين معهم إيمان يمنعهم من الوقوع فيما يخل بالإيمان أن يغضوا من أبصارهم عن النظر للعورات وإلى النساء الأجنبيات { وقل للمؤمنات } ينتهين عن النظر إلى العورات والرجال بشهوة وغير ذلك من النظر الممنوع ويدخل في ذلك نظر المرأة إلى المرأة وشدة التأمل فيها فإن في ذلك وسيلة إلى الافتتان وتعلق القلب بها
وكذلك النظر إلى الحرام من أفلام ساقطة ومسلسلات ماجنة أو النظر إلى المجلات التي تحمل هذا الطابع وكذلك سماع الحرام وقراءة الحرام من روايات وقصص "
والفهد تتحدث حديثا مطلقا دون أن تراعى النظر الحلال وهو النظر للزواج
وقالت:
"4- الرفقة السيئة
وما لها من اثر بارز للوقوع في المنكر بعد تحسينه والتمادي فيه ويكفي التحذير من الرفقة السيئة قول الحق تبارك وتعالى : { ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر } "
والرفقة سواء حسنة أو سيئة ليس له دور في انحراف الفرد أو صلاحيته لأن القرار هو قرار الفرد نفسه من خلال مشيئته كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
فمن الرفقة السيئة في معظم الأقوام خرج الرسل(ص)
وتحدثت عما سمته ضعف الشخصية حيث قالت :
"5- ضعف شخصية الفتاة وضعف الهمة لديها :
وهذا ناتج عن خلل ما لدى الفتاة وبالتالي يجعلها فريسة سهلة لكل ناعق وناعقة وبالتالي تذوب شخصيتها في شخصية الأخرى دون وعي وإدراك منها وبالتالي تكون تبعا لها دون تمييز منها أو تفكير ودانية الهمة لا قيمة لها ولا قدر لأنها ميالة للدعة قاعدة عن المكارم مكلفة بالصغائر مولعة بمحقرات الأمور همها خاصة نفسها وفكرها محصور في قوت يومها "
الضعف ليس سمة للشخصية وإنما هى حالة تصيب المسلم وتصيب الكافر ولا يخلو منها بشر في بعض أوقاته وفى حالة ضعف المسلمين قال تعالى :
"الآن خفف عنكم وعلم أن فيكم ضعفا"
ثم قالت:
"6- ضعف القدوة :
بعض فتياتنا اليوم تعيش مرحلة عصبية فهي تهتم بالموضة والأزياء والموديلات فترى أن أفضل قدوة لديها هي الفتاة التي تملك كل مقومات الأناقة في آخر صيحاتها فهي محط الأنظار وموضع الاحترام ومن ثم تسعى لتقليدها للوصول لمكانتها ولابد من القرب منها فتجعل التعبير لها عن الإعجاب بها ستار يوصلها إليها ومن هنا نرى القدوة الحسنة اضمحلت "
كما سبق القول عدم وجود قدوة لم يمنع الرسل(ص) من الخروج من دين الكفار
ثم قالت :
"7- عدم فهم الطالبة لمعاملة بعض المعلمات :
نجد بعضا من المعلمات قد تزيد من اهتمامها ببعض الطالبات كأن تطلب منها تنفيذ عمل ما أو تخصها بنوع من الرعاية أو نحو ذلك فينتج عن ذلك خطأ تعلق الطالبة بها
إن المعلمة هي أم ثانية في المدرسة انظري إلى معاملة الأم مع أبنائها تختلف على حسب بر وطاعة الابن فإن كان مطيع وجد العناية والمحبة أكثر من غيره "
وتحدثت سارة الفهد عن أسليب التعبير عن الإعجاب الذى سمته مرضا فقالت:
"أساليب التعبير عن مرض الإعجاب
1- الرسائل الغرامية :
وانظري إلى مدى التدني الذي وصل ببناتنا في هذا الزمن نجد من الرسائل مزخرفة مزركشة معطرة ملأى بالعبارات البذيئة من غزل وهيمان
2- أسلوب الوسطاء والملاحقة :
وقد تعمي الفتنة بصرها فلا تستطيع محادثة من تحب فتظل تلاحقها في الممرات والغرف والساحات أو ترسل إليها من ينقل إليها مشاعرها
3- المكالمات الهاتفية :
التي قد تمتد بالساعات الطوال وقد يصل الأمر لحد المكالمات المتأخرة
4- الملامسات الجسدية والصور التذكارية وكتابة الاسم على الأشياء :
وأرجو أن لا يصل الأمر إلى هذا الحد فتلك طاقة تجر وراءها من الويلات والخزي كذلك كتابة اسم من أعجبت بها على الجدران والكتب والدفاتر أو اللباس التي نهايتها الشذوذ والعياذ بالله فالسحاق نتيجة حتمية من نتائج هذه الفتنة "
وهذا الكلام خاطىء فالله لم يمنع من يريد الزواج من أن يتكلم مع الطرف الثانى شرط أن يكون الكلامك معروقا أى قول خيرا فأباح الله المواعدة سرا للكلام في الزواج فقال :
" ولا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا"
ما تقوله سارة الفهد هو عادات قبلية كافرة تخالف ما في كتاب الله فالرسول(ص) حدث المرأة المظاهرة وحدهما وأخت موسى(ص) كلمت رجال ونساء قصر فرعون وبنت الشيخ الكبير حدثت موسى(ص) هى وأختها ثم هى وحدها قبل زواجهما ومريم تحدثت مع رجال قومها بالاشارة والكلام ويوسف(ص) تحدث مع امرأة العزيز ومع نسوة المدينة
واعتبرت الفهد الإعجاب معصية فقالت :
"أضرار الإعجاب من وجه كونه معصية :
1- حرمان العلم
2- حرمان الرزق لقوله (ص)" إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
3- وحشة وظلمة يجدها العاصب في قلبه بينه وبين الله تعالى ووحشة يجدها بينه وبين عباد الله
4- حرمان الطاعة وتعسير الأمور
5- تقصر العمر بسبب محق البركة
6- أنها توهن القلب والبدن
أضرار الإعجاب من حيث هو :
1- عدم كمال الإخلاص والوقوع في أعظم ذنب عصي الله به على وجه الأرض وهو الشرك وهو من أكبر الكبائر وأشد أنواع الظلم
2- إضاعة الوقت : فيما لا طائل منه ولا فائدة فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل فنجد أن كثيرا من الفتيات تقضي الساعات الطوال ملازمة لسماعة الهاتف فتتحدث عن كلام لا طائل منه واقل أحواله أن يكون من كلام المباحات
3- خلو القلب من خشية الله عز وجل ومحبته وتحوله إلى محبة وخشية من أعجبت بها حيث تحاول دائما إرضاء من أعجبت بها حتى ولو بالكذب والنفاق وهي أمور محرمة شرعا لكن نتيجة لوقوعها في هذا الداء أرضت الناس بسخط الله تعالى وبالتالي خلا قلبها من خشية الله والخوف منه وتقديم رضاه
4- انسياق من وقعت في الإعجاب وراء من أعجبت بها وقد تكون من أهل الفسق والمعاصي فتتأثر بها وتكون في أقل أحوالها قد ألفت المعاصي ورضيت بفعلها "
وكل هذا الحديث قائم على باطل وهو كون الإعجاب معصية والإعجاب قد يكون طاعة لله إذا كان للزواج وأما إذا كان للزنى وغيره من المحرمات فمعصية وضرر المعصية هو ضرر دنيوى غير محدد إلا في عقوبته المحددة في كتاب الله وضرر أخروى معروف هو دخول النار
وتحدثت عن صديقات السوء فقالت:
"من أضرار جليسة السوء :
· أنها تشكك في معتقدات صديقتها
· أنها تؤثر في سلوك صديقتها
· أنها تحرم بسببها مجالسة الصالحات
· أنها سوف تقلدها يوما ما "
العلاج :
1- تحقيق التوحيد بأنواعه – التعلق – الكامل بالله وحده لا شريك له وهذا هو المخرج من هموم الدنيا وحسرة الآخرة وهو الهدف الذي خلق الله الخلق لأجله وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته والانقياد له
ولا يرضى الله من عباده إلا هذا قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }ومن عبادة القلوب المحبة الكاملة لله تعالى فمن صرفت ذلك لغير الله كفرت قال تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } (والجنة عليه حرام قال تعالى : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله "...
وإليك يا من بليت بملاحقة المعجبات المفتونات لك قدوة في نبي كريم تأملي في قصة فضل التوحيد والإخلاص
فهذا نبي الله يوسف (ص) تعرض لفتنة من أعظم الفتن الجمال والمال والمنصب حيث دعته امرأة العزيز إلى الفاحشة بعد أن هيأت كل السبل ووفرت الحماية والرعاية انظري إلى فضل الإخلاص قال تعالى : { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين }
هم هنا هو ما ألقاه الشيطان في نفسه من الوساوس فانظري إلى الإخلاص كيف يمثل طوق نجاه حيث اجتباه الله وطهره واصطفاه واختاره (ص)وتأملي انبساط يد يوسف الصديق (ص)ولسانه وقدمه بعد خروجه من السجن لما قبض نفسه عن الحرام
وهكذا من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فأمسك نفسك عما حرم يرزقك الله خيرا من ذلك زوجا صالحا وذرية صالحة تسعدين بها دنيا وآخره "
وهذا الكلام من سارة في غير محله فهى تتحدث عن اعجاب النساء وليس الرجال وخلطت الفهد الأمور ببعضها فقالت:
"ومن أحبت مع الله تعالى فقد جعلت من أحبته شريكا لله عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال : قال رسول الله (ص):" يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وله أذنان تسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبالمصورين " "
فلا ذكر للمعجبات ولا للإعجاب فى الحديث وهو حديث باطل فما في النار لا يخرج منها أبدا
ثم قالت:
2- مراقبة الله سبحانه وتعالى وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل والحذر من غيرة الرب سبحانه وتعالى ففي الحديث عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله (ص)" لا أغير من الله تعالى " ( الحديث صححه الألباني وفي الحديث الآخر : " إن الله ليغار وإن غيرته أن تؤتى محارمه" أو كما قال
وقال عليه الصلاة والسلام : " أتعجبون من غيرة سعد !! والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " الحديث "
,احاديث غيرة الله كلها باطلة لأنها تنسب لله نقصا فالغائر يكون جاهلا بما حدث أو يحدث بينما الله عالم بكل شىء قبل حدوثه ومن ثم لن يغار كخلقه وقالت:
"وانظري إلى عقوبة الله تعالى الأليمة لمن عصاه وأتى ما حرم الله عليه قال تعالى: { ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر } (لذلك تقدم الملائكة إلى لوط (ص)آمرين له بأن يسري هو وأهله آخر الليل ولا يلتفت منهم أحد عند سماع صوت العذاب إذا حل بقومه قال تعالى : { فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد }
...كذلك من عقوبات الله لمن عصاه وفعل ما حرم عليه من الفواحش انتشار الأوبئة والأمراض التي لم تكن مضت من قبل ففي الحديث عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص)"خمس خصال إن ابتليتم بهم ونزلت بكم وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم " الحديث وذكر ابن كثير في تفسيره عن أبي بن كعب قال: " قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة منها نكاح المرأة المرأة وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحة " "
وكل هذا الكلام بعيد عن موضوع الإعجاب فهو يتحدث عن زنى الرجال بالرجال ولو سرنا مع سارة بمنطقها لحرمنا على الرجال أن يجالسوا الرجال وعلى النساء أن تجالس النساء خوفا من الزنى ومن ثم تسجن كل واحد وواحدة في مكان بعيد عن الأخرين حتى الأم والأب لجواز حدوث زنى المحارم
ثم قالت:
1- الانشغال بالأعمال الصالحة : ومن السبل لعلاج هذا المرض الاشتغال بالهدف الذي خلقنا الله لأجله بفعل الطاعات وترك المنهيات
قال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }
وقال تعالى : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }
.....وكذلك ينبغي عليك إشغال وقتك بذكر الله تعالى الذي هو السبب الرئيسي في طرد الشيطان فهذا المرض الذي تعانين منه ليس إلا بسبب تسلط الشيطان عليك نتيجة غفلة عن ذكر الله تعالى فلا يطرد الشيطان إلا ذكر الله والقرآن قال تعالى : { ولذكر الله أكبر } وقال تعالى { فاذكروني أذكركم } "
وقد ذكرت سارة أحاديث كثيرة معظمها باطلة لم يقلها الرسول(ص) ولذا حذفناها لأن لا علاقة لها بموضوع الاعجاب
وقد حسبت أن حفظ الحواس ليس من الأعمال الصالحة فجعلته خارج عنه فقالت فيه :
"2- حفظ الحواس عما حرم الله تعالى : قال تعالى : { حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } وقال تعالى : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا }وقال تعالى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن }
ولا شك أن السبب الرئيسي في هذه العلة التي تعانين منها هو السمع والبصر الذي ينتج عنه مرض القلب ثم الفتنة والعياذ بالله فالاستماع إلى الحرام من أغاني وأشعار ماجنة وكلام بذيء تمرض القلب وتجعله فريسة لأي تعلق محرم
وتحدثت عن مقاطعة رفيقات السوء فقالت :
"3- مقاطعة الصديقات السيئات : الناس في هذه الحياة متفاوتوا الأخلاق متباينوا المشارب فمنهم من ساءت أخلاقهم فنزعت نفوسهم إلى الشهوات ومالوا إلى اللذات فما عرفوا إشباع شهواتهم فهؤلاء لا خير يرجى فيهم ولا منفعة تعود على المجتمع من ورائهم فالابتعاد عنهم راحة وعدم الارتباط بهم وقاية
قال تعالى في معرض التحذير من قرناء السوء مبينا ندامة من لم يحتفظ لنفسه في اختبار من يصادق : { يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا }
قال تعالى : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون }
وقال (ص)الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"
وقال (ص)" إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق يثابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة"
وتأملي نتيجة الرفقة الضالة كيف تكون سببا في انحراف العقيدة وليس فقط فعل المعصية بل تعدى الأمر إلى أن تكون سببا في الخلود في النار فهذا عقبة بن أبي معيط كان يجلس مع النبي (ص)ولا يؤذيه كما كان يفعل كفار قريش لدرجة أن يظن كفار قريش أنه أسلم وكان له صاحب بالشام فلما عاد صاحبه تغير حاله وأصبح يناصب الرسول العداء ويمعن في ذلك فكان العاقبة أن قتل يوم بدر كافرا وكذلك حين جاءت أبي طالب الوفاة وكان الرسول يحاول تلقينه التوحيد وصاحباه أبو أمية وأبو جهل عند رأسه يلقنانه الكفر فمات على الكفر "
وكما سبق القول رفقة السوء مهما عظم سوءها لا يمكن أن تجعل الفرد يكفر ما لم يشأ الكفر وقد استدللنا بخروج معظم الرسل(ص) من بيئات وأسر كافرة كإبراهيم(ص)
فرفقة السوء أحيانا لا يمكن للمرء الابتعاد عنها إذا كانت من قاربه الذين يعيشون معه في البيت
ونصحت الفهد المرأة بالزواج فقالت:
4- المبادرة إلى الزواج : ينبغي للمسلمة أن ترغب في الزواج لما يترتب على ذلك من مصالح الدين والدنيا ولما في ذلك من عفة النفس وسلامة الجسم وحصول الذرية وقد نوه سبحانه بذكر المؤمنين القائلين { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }
وقال (ص):" إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"
أما المعرضات عن الزواج بسبب الدراسة وغيرها فهم في الواقع أشد الناس حسرة وبؤسا في الحياة الدنيا وأكثر عرضة للفتن وقد تبلغ سن لا يرغب بعده في نكاحها فتبقى في حياتها أسيرة الوحشة والوحدة وبعد فوتها تكون نسيا منسيا "
والزواج واجب على المرأة والرجل متى عقلا وأسلما وكان مع الرجل مهر المرأة وما يقدر به على تجهيز بيته والنفقة عليها
وما زلنا مع سارة التى تعتبر الاعجاب علة أى مرضا تبحث عن حقيقته فقالت:
"التبصر في هذه العلة والتعرف على حقيقتها :
وأن ما تشعرين به يعتلج في نفسك ليس إلا فتنة قال تعالى : { والفتنة أكبر من القتل } { والفتنة أشد من القتل } وقد فسرها الإمام أحمد بأنها الشرك وإلا فأغلى إنسانه في هذه الحياة هي الأم وهي الأحق بهذه المشاعر لما لها من حق عليك فهل من المستساغ عقلا وعرفا ملاحقة الأم في الممرات والترصد بها عند الأبواب واتباعها النظرات تلو النظرات وإزعاجها بالرسائل والمهاتفات ولو رأينا إنسانة تفعل ذلك لاحتقرناها بل لا يقف الأمر عند حد الاحتقار وإنما يتعدى إلى أن نشك في قواها العقلية
مع أن الأم تستحق منا كل حب وتقدير بل أمرنا الله بحبها وتقديرها وتعبدنا بذلك
إذا ما تفسير هذه المشاعر تجاه من أعجبت بها حب طغى على كل حب وأعمى البصيرة لدرجة أن تفضل تلك الإنسانة التي أحبتها على كل الناس حتى على الأم ذات الحق العظيم بعد الله تعالى
أختي اعلمي بارك الله فيك أن الشيطان لم يكن ليأتي الإنسان فجأة ويقول له اكفر بالله وإنما يكون ذلك بالتدرج ومن صور التدرج المحبة التي تبدأ عادية مع شيء من الكلفة ثم تدرجت مع هذا التكلف حتى أصبحت تعلقا ثم حبا مع الله قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله }
ولا أريد أن ألوث سمعك ببعض العبارات التي كتبتها بعض المعجبات والتي تفيض شركا بالله والعياذ بالله { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } "
والاعجاب الذى تتحدث عنه سارة هو إعجاب لا يحدث إلا نادرا وهى عبادة المرأة للرجل حيث تنشغل عن طاعات الله بالحديث النفسى والتجمل له والزنى معه
وأما ما يحدث للناس من إعجابي في فترة الشباب على وجه الخصوص فهو أمر عادى ويجب على الكبار أن يبينوا له الصواب من الخطأ أى الحلال من الحرام فيه
وتحدثت عن سوء الخاتمة فقال :
"الخوف من سوء الخاتمة :
عن جابر قال : قال رسول الله (ص)"يبعث كل عبد على ما مات عليه" يقول ابن القيم (فهذا بعيد) أي من كان هذا حاله أن يوفق عند الممات لخاتمة يدخل بها الجنة عقوبة له على عمله فإن الله سبحانه يعاقب على السيئة بسيئة أخرى وتتضاعف عقوبة السيئات بعضها ببعض كما يثيب على الحسنة بحسنة أخرى وإذا نظرت إلى حال كثير من المحتضرين وجدتهم يحال بينهم وبين حسن الخاتمة عقوبة لهم على أعمالهم السيئة)
وذكر نماذج من سوء الخاتمة منها :
يرى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجد للأذان والإقامة والصلاة وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقي يوما على عادته للأذان وكان تحت المنارة دار النصراني فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها فترك الأذان ونزل إليها ودخل الدار عليها فقالت له ما شأنك وما تريد فأخبرها برغبته في الزواج منها فقالت أنت مسلم وهي نصرانية وأبوها يرفض ذلك فأخبرها برغبته في التنصر ثم فعل وأقام معهم في الدار فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح الدار فسقط فمات ‍‍‍!!!"
وهذا الكلام نادر الوقوع كما سبق القول وهو ترك دين الله لدين غيره وهو ما حرمه الله بقوله :
"ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
وتحدثت عن وجوب التوبة من أمثال ذلك فقالت:
"التوبة والدعاء :
قال تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة }
وقال أبو هريرة-رضي الله عنه : (والذي نفسي بيده إن الحبارى تموت هزالا في وكرها بظلم الظالم)
وقال علي ما نزل بلاء إلا بذنب وما دفع إلا بتوبة)
فالتوبة التوبة بارك الله فيك
واعلمي أن أعظم ذنب وأعظم ظلم هو الشرك وأشد أنواع البلايا والرزايا أن تصاب المسلمة في عقيدتها فيا من أصيبت بهذا المصاب بادري إلى التوبة عسى الله أن يقبل منك ومنا التوبة ولا تسوفي ولا تقولي غدا فكم من مؤملة لغد أملت ولم يمهلها الأجل نسأل الله حسن الخاتمة واصدقي النية مع الله تعالى وحققي شروط التوبة عسى الله أن يكشف ما بك من بلاء نسأل الله لنا ولك العافية
واستعيني على ذلك بالله وألحي في الدعاء قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } وقال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم }"
وذكرت المرأة بساعة الموت فقالت:
"تذكر ساعة الاحتضار والاستعداد لها : قال تعالى : { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون }
وقال تعالى : { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم }
...فينبغي للمؤمنة أن تعلم أن هذه الساعة ساعة خروج الروح حين يحمى الوطيس فيتجلد ويصبر ويستعين بالله الحي القيوم على هذا العدو والمترصد ليرجع خائبا فعن أبي هريرة قال إن رسول الله (ص)قال: "إن المؤمن لينضى شياطينه كما ينضى أحدكم بعيره في السفر" وعن ابن عباس قال: " أخر شدة يلقاه المؤمن الموت" "
وأنهت الفهد كلامها بفتوى لابن عثيمين فقالت:
" سئل الشيخ ابن عثيمين: انتشر عندنا عادة قبيحة بين الفتيات وهي فتنة الطالبات بعضهن ببعض بحيث تعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها بل لجمالها فلا تجالس إلا هذه الفتاة ولا تتكلم إلا معها وتقوم بتقليدها في جميع شئونها بل يصل الأمر إلى أن تنام عندها أحيانا وتقبلها في وجهها وصدرها فهل من نصيحة لمن ابتليت بهذا الداء؟
* فأجاب: هذا الداء يسمى بداء العشق ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله عز وجل إما فراغا كليا وإما فراغا كبيرا
* والواجب: على من ابتليت بهذا الشيء أن تبتعد عمن فتنت بها فلا تجالسها ولا تكلمها ولا تتودد إليها حتى يذهب ما في قلبها فإن لم تستطع فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة وأن يمنعها من الاتصال بها ومتى كان الإنسان مقبلا على الله عز وجل معلقا قلبه به فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس وربما أهلكه"
وكما سبق القول سارة الفهد بهذه الفتوى سوف تسير بنا هى وأمثالها إلى أن تحريم وجود النساء مع النساء والرجال مع الرجال وحتى الأولاد مع الأولاد وهو كلام خاطىء تماما فلو أننا حرمنا تقابل كل نوع مع نفسه ومع النوع ألأخر لأصبحنا جزرا منفصلة عن بعضها تماما ولحرمنا جلوس المرأة مع ابنتها والرجل مع ولده لأن ذلك مظنة وقوعهما في الزنى
اجمالي القراءات 2628