قامت الدنيا ولم تقعد، لأن فتاة عرّت جسدها بملأ إرادتها ونشرت صورتها على الإنترنت، ثارت النخوة "الكاذبة" في عروق تجار الدين، وأحل بعض مشايخ المتأسلمين دماء علياء المهدي لأنها كشفت عن حرمة جسدها طوعا بدعوى الحرية الشخصية، في حين لم ينتفض فيهم عرق الرجولة حين قام جنود المشير بانتهاك جسد فتاة التحرير التي ضربت وسحلت وتجردت من حجابها وإسدالها غصبا وقهرا!! لا لشيء إلا لأنها خرجت من بيتها لتطالب بحرية وطن بأكلمه، يرفض ثائروه الأحرار أن يعيشوا أذلاء ولا ترهبهم أو تكسر إرادتهم هروات وبيادات العسكر.
وحين تحدث بعض مدعي الدين عن واقعة الاعتداء علي فتاة مصر التي عرّت المجلس العسكري وأشباه الرجال ووجهها مستور، كانوا كمن صمت دهرا ونطق كفرا!! خرج علينا أحد الدعاة بقناة "الناس" ليسخر من الفتاة المنتهك عرضها وممن دافعوا عنها واصفا إياهم بالنصابين!!
واستخدم الشيخ الفاضل - في أحد حلقات برنامجه – الاعتداءات الوحشية علي الفتيات والسيدات من ضرب وسحل وتعذيب مادة للتندر والسخرية والضحك!! قائلا "كله بقي متدين وبيدافع عن المنتقبة – قاصدا الفتاة المسحولة - وإحنا أصلا منعرفش دي مين، خلاص بقت المنتقبة دي ثورية"، ولم يكتف شيخنا باستباحة هتك عرض الفتاة ولكنه سخر أيضا من الرجال الحقيقيين الذين دافعوا عنها واصفا إياهم بالنصابين!
وبرر غيره جبنهم وتخاذلهم في الدفاع عن أعراض النساء والمستضعفين بأن الفتاة لم تكن ترتدي ما يسترها أسفل العباءة!! وكان هذا سببا كافيا بالنسبة لهم ليتجردوا هم أيضا من النخوة ولا ينتفض فيهم عرق الرجولة بعدما رأوا ما حدث للفتاة على يد قوات الجيش الذي ادعى أنه حمى الثورة بينما يقوم جنوده بقتل الثوار كل يوم وتعرّية الثائرات!
وأخيرًا خرج الشيخ حازم أبو اسماعيل عن صمته داعيا الناس إلى الخروج دفاعا عن أعراض النساء ونصرة المستضعفين، مؤكدا أن الساكتين عن أحداث ميدان التحرير وموجات اعتداء قوات الجيش على الدماء والأرواح وهتك الأعراض، والمشتغلين بالتبرير له قد يكونون ولو بحسن نية أو نبل قصد شركاء فى الأحداث في حين لم تنتظر سيدات وفتيات مصر من يزود - بالنيابة عنهن - عن أعراضهن داعيين إلى مسيرة حاشدة تنطلق من ميدان التحرير تجوب الشوارع بلافتات وهتافات منددة بالاعتداءات الهمجية التي حدثت لأخواتهن بالوطن لتوجيه رسالة للمجلس العسكري من سيدات مصر مفادها "إحنا مش هنتعري تاني"!!