انطلق مهرجان للأفلام السينمائية الإسلامية في بوسطن الأمريكية الاثنين 14-4-2008 بمجموعة من العروض السينمائية حول النساء المسلمات وعملهن من أجل الوجود الفعّال والمشاركة، وذلك لتقديم صورة مختلفة عن تلك الموجودة في أذهان الأمريكيين بأن المسلمات خاضعات ولا صوت لهن، بحسب القائمين على المهرجان.
وجاء المهرجان، الذي يرعاه وينظمه الكونغرس الاسلامي الأمريكي، تحت عنوان "Think-Different Women" وترجمتها الحرفية "نساء يفكرن بشكل مختلف".
أفلام تؤكد قوة المسلمة
وقال ناصر ودادي، مسؤول الحقوق المدنية في الكونغرس الاسلامي الأمريكي، لـ"العربية.نت"، إن المهرجان يهدف لتغيير الصورة النمطية الموجودة في أذهان الأمريكيين عن المسلمات، لأن الأمريكيين ينظرون إلى العالم الاسلامي من خلال قضايا الساعة والعنف ومكافحة الإرهاب فقط ولا يفهمون أن المجتمع الاسلامي هو مجتمع كغيره من المجتمعات فيه تعدد للأصوات.
وأضاف "جميع الأفلام تحمل فكرة أن النساء المسلمات ليس كما يتصور الغرب بأنهن صفر وبلا إرادة، بل يشاركن ويكافحن للوجود ولتحقيق دور فعال وأساسي".
وتابع للعربية.نت "توجد نزعة محافظة في المجتمع الاسلامي لتقزيم دور المرأة وتحجيمه، ولكن هذا لايعني أن المسلمة هي صفر وخانعة".
أبرز أفلام المهرجان
ناصر ودادي
وافتتح المهرجان بفيلم "إيمان بلا خوف" للكاتبة الكندية المسلمة ارشاد مانجي والتي تتحدث علنا عن "سحاقيتها"، وهي صاحبة كتاب "الخلل في الإسلام: دعوة إلى الصحوة من أجل الأمانة والتغيير".
ومن أفلام المهرجان "سيدتي الرئيسة: النساء والقيادة السياسية في إيران"، الذي يتحدث عن محاولة نساء إيران في ظل نظام ولاية الفقيه والمجتمع الذكوري، الترشح لرئاسة المجهورية، ومنعهن من ذلك، رغم دعاية النظام أن الثورة حققت مكاسب كبيرة للمرأة، كما يقول ودادي.
كما يعرض فيلم وثائقي آخر هو "شادية"، وهي مواطنة عربية اسرائيلية حصلت على بطولة عالمية في الكاراتيه عام 2003 ولكن، ورغم دعم والدها، وبسبب المجتمع المحافظ، منعها زوجها من أن تتابع مشوارها.
ويعتبر ودادي أن "شادية" هي مثال للفتاة العربية المسلمة، وهي بطلة العالم في الكاراتية وحاولت تحقيق حلمها، وليست صورة مسلمة ضعيفة مكسورة الجناحين.
كما يعرض الفليم المغربي "وداعا أمهات" للمخرج محمد اسماعيل، وهو فيلم يحاول أن ينفي الصور النمطية عن المسلمين في أمريكا، حيث يتحدثون عن "عداء بالفطرة لدى المسلمين إزاء اليهود". ويتحدث الفيلم عن علاقة بين شاب مسلم وفتاة يهودية في المغرب في الستينات والعائلة المسلمة تحمي أولاد رب الأسرة اليهودية وتتكفل بهم عندما يضطر للهجرة. وكان هذا الفيلم قد أثار جدلا واسعا في المغرب لتناوله قصة تعايش عائلتين مغربيتين واحدة يهودية والأخرى مسلمة في أحد أحياء مدينة الدار البيضاء في ستينات القرن الماضي والتي تزامنت مع هجرة اليهود إلى إسرائيل.
ومن الأفلام أيضا فيلم "أعداء السعادة" الأفغاني الذي يحكي عن حياة امرأة ناشطة في العمل السياسي.
وبحسب ودادي، تم تنظيم المهرجان من قبل الكونغرس الإسلامي الأمريكي، بجهود كبيرة، تمكن فيها من الحصول على موافقة من المنتجين والمخرجين لعرض الإفلام مجانا، مشيرا إلى معظم الذين حضروا للمهرجان من غير المسلمين.
ويرى ردادي أن المهرجان، المستمر لنهاية هذا الشهر، هو أيضا تظاهرة ثقافية للرد على الاساءات للاسلام والرسول (صلى الله عليه وسلّم) ووضع الحديث عن المسلمين والاسلام في إطار واقعي بدلا من الصورة النمطية والكاريكاتورية.