هرب ضابط مصري سابق إلى الولايات المتحدة الأمريكية خشية اعتقاله، بعد مصادرة كتابه "عشان ما تنضربش على قفاك" الذي يقدم نصائح حول أسلوب التعامل مع أقسام وكمائن الشرطة وأوامر الضبط والاعتقال.
وقال عمر عفيفي الذي عمل ضابطا لمدة 20 عاما في أقسام الشرطة ومباحث أمن الدولة إن مكتبه تعرض لحملة تفتيش وواجه مطاردات يومية من ملثمين، وتهديد محاميه وشقيقه بالاعتقال إذا لم يسلم لهم أصول الكتاب وكافة النسخ التي طبعت منه.
وأضاف في اتصال هاتفي من أمريكا مع "العربية.نت": سافرت خوفا علي حياتي التي أصبحت مهددة داخل مصر ليلا ونهارا بحثا عن كل النسخ التي بحوزتي وعن أصول الكتاب الجديد الذي انتهت من تأليفه ولم يتم نشره بعد. وكان قد كشف في تصريحات سابقة نشرتها "العربية.نت" أن الكتاب "يضم خلاصة تجربته مع السياسة والمواقف التي حدثت". ويعتقد عفيفي أن هذا الأمر "اربك كثيرين في وزارة الداخلية المصرية خاصة وأنه خدم في عدة أماكن حساسة".
فهمت الرسالة وغادرت
وقال عفيفي لـ"للعربية.نت" انه اتخذ قرار السفر فجأة بعد تلقيه اتصالات من أصدقاء وصفهم بأنهم مخلصون له في وزارة الداخلية، نصحوه بمغادرة البلاد بأقصي سرعة، لأن وزارة الداخلية ستصدر قرارا باعتقاله خلال ساعات.
وأضاف "ما أكد كلام أصدقائي هو موقف مدير مباحث أمن الدولة بالقاهرة اللواء هشام أبو غيده، الذي اتصلت به لأستفهم منه عن النية في اعتقالي، فأنكر نفسه، وقال لي الرقم خطأ، رغم أنني أعرفه جيدا وأعرف صوته ورقمه الخاص جداً، الذي لا يمكن أن يكون بحوزة شخص سواه، وهي طريقة اعرفها جيدا، فإذا كانت هناك أي نيه لاعتقال او احتجاز أو حتي إهانة شخص لدية علاقات كثيرة، فان الاوامر تصدر بتجاهل الرد علي تليفوناته والهروب منه بأي طريقة حتي يتم عقابه سواء بالاعتقال أو بالاهانة، كما حدث مع شخصية هامة تم تجاهلها رغم انها كفيلة بإلقاء الرعب في النفوس".
وتابع: فهمت الرسالة وهي انهم سيعتقلونني بالفعل ولهذا قررت أن أهرب من مصر، لأنه لا يمكن لأحد أن يدرك ما سيحدث في المعتقل الا من جربه أو من كان شاهدا عليه.
لماذ أمريكا
وأردف عفيفي: "أتفهم أن كثيرين سيغضبون مني لأنني اخترت أمريكا لكن لم يكن لدي أي خيار آخر، ولم يكن لدي أي مكان يمكن ألجأ إليه، فالوقت كان ضيقا وقرار العتقال كان سيصدر ربما خلال دقائق، وتنفيذه سيكون سهلا، ولم أجد أمامي سوي التأشيرة التي كنت قد حصلت عليها قبل فترة للزيارة وتنتهي بعد أسبوع، ولهذا اتجهت فورا الي المطار وليس في جيبي بعد أن دفعت ثمن تذكرة السفر سوي 50 دولارا ولا أعرف ماذا سأفعل. كل ما فكرت فيه هو أن أهرب من مصير أعرفه جيدا كما أعرف وأتوقع ما تم ترتيبه".
وأكد عفيفي أن الناس ستتعاطف معه اذا عرفت الحقيقة وعرفت المصير الذي كان ينتظرني وسيلتمسون لي مليون عذر لأنهم يعرفون الظروف المأساوية التي عشت فيها مؤخرا لدرجة أنني هربت من مصر تاركا ورائي أطفالي الخمسة وزوجتي دون أن أخبرهم بسفري ألا وأنا في المطار.
لم أعذب أحداً
وأكد عفيفي أنه سيعود الي مصر حين يتأكد له أنه لن يتم التعرض له بأذى، وأنه سيلقى محاكمة عادلة لأنه لم يذنب في شيء، وأن كل جريمته هي أنه "أراد أن يعرف الناس حقوقهم وحمايتهم من أي ضابط ظالم يريد أن يبطش بهم".
وحول بعض التعليقات التي قرأها في "العربية.نت" عند نشر تقرير مصادرة كتابه، والتي تتهمه بأنه كان يعذب الناس، قال عفيفي "يعلم الله انني لم أعذب ولم أرتكب أي شيء أريد التكفير عن ذنبه. ولو كان في سجلي التاريخي أي جريمة لتم الاعلان عنها فورا في صحف الحكومة لتشويه صورتي".
وردا علي سؤال يتعلق بمصير أولاده الخمسة وزوجته بعد أن تركهم وغادر البلاد، قال عفيفي لـ"العربية نت " هذه منطقة محظورة لا اتمني أن تقترب منها أجهزة الأمن مطلقا، لأنه لو تعرض أحد أولادي أو زوجتي لأي أذى من أي نوع، حتى لو كان بمكالمة تهديد، فسيكون رد فعلي قاسيا جدا لن يتحمله أو يتوقعه أحد، خاصة وأنني ضابط شرطة سابق في الاساس، وأعرف كل الألاعيب التي تلجأ إليها أجهزة الأمن، وبالتالي ادرك جيدا في أي ملعب سيلعب خصمي.
وعبّر عن أمله في انتهاء الازمة سريعا في اطار داخلي حتي لا يضطر الي اللجوء الي جهات خارجية لحل الموضوع وقال "اذا استمر الوضع هكذا فليس أمامي خيارات أخرى".