هل هناك مُجاملة في الدين ؟؟
عثمان محمد علي
في
الأحد ٠٣ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
بداية هذا الموضوع تتم مُناقشته من داخل الفكر الإسلامي الخالص ولا علاقة له بأى مُقارنة أديان .والموضوع هو (ما موقف من علم بالرسالة الخاتمة القرءان الكريم ونبوة النبى مُحمد عليه السلام ولم يؤمن بهما من الإيمان الكامل والخالص بالله رب العالمين وما موقفه يوم القيامة ؟؟) .
أنا أعلم أن الموضوع حساس وشائك ولا أرغب في الحديث عنه،ولكن طلب منى صديق أن أقرأ مقال ل(احمد عبده ماهر) وأُعقب عليه تناول فيه موضوع الدين الإسلامي وأن الدين منذ آدم إلى محمد عليه السلام هو الإسلام وليس رسالة الإسلام الخاتمة فقط (وهذا صحيح ) ولكنه قال في خاتمة المقال أنه ليس شرطا أن يؤمن المسيحيين بنبوة النبى عليه السلام ولا بالقرءان ليكونوا مُسلمين ويدخلون الجنة ...
وهنا تأتى المُشكلة الفكرية والتي تغلُب عليها المُجاملة وتعلو فيها على قول الحق . فنعم الإسلام دين السلام والإخاء والمحبة والحُرية المُطلقة في الدين ،ودين العدل والقسط بين الناس جميعا ،وسابقا لكل مواثيق حقوق الإنسان في كل موادها وبنودها في هذا.ولكنه أيضا دين النُطق بالحق في الدين وفى الدعوة السلمية للإصلاح الدينى لإخلاص الدين لله جل جلاله وللإيمان بكُل الأنبياء والمُرسلين وبكل الرسالات التي نزلت عليهم بما فيهم النبى مُحمد عليه السلام ورسالة القرءان ،وإخباروتحذير من وصلته الرسالة وعلم بها ولم يؤمن بهما بانه ليس بمؤمن بالله جل جلاله إيمانا كاملا وهو في الآخرة من الخاسرين .وله مُطلق الحُرية في أن يختار أن يُكمل إيمانه بالإيمان بنبوة النبى محمد عليه السلام ورسالة القرءان أو الكُفر بهما ولا يُنقص هذا من حقوقه شيئا فى تعاملاته في وطنه وبين الناس .وفى هذا يقول القرءان الكريم مُساءلا ومُخبرا بنى إسرائيل الذين رفضوا الإيمان بالقرءان وقالوا لا حاجة لهم للإيمان به ليكونوا مؤمنين بالله بأنهم كافرون وخاسرون يوم القيامة (يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ (40) وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۢ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بَِٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ (41) وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (42) وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ (43) البقرة .
وقوله سبحانه .(( ِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِين (91) البقرة... ومن هذه الأيات الكريمات يتبين لنا أن الإيمان الكامل لكُل من ولُد بعد نبوة النبى مُحمد عليه السلام ونزول رسالة القرءان وعلم بهما ولم يؤمن بهما فإيمانه غير كامل وسيأتى يوم القيامة من الكافرين الخاسرين .
ومن هُنا ردا على السؤال عنوان المقال نقول لا مُجاملة في دين الله ولا في قول الحق عنه وعن حقائقه سلميا ،ونحن مع الحُرية المُطلقة في الدين وليتحمل كُل إنسان مسئولية إختياره لدينه التي سيُحاسب عليها يوم القيامة .وما نقوله هو من باب الوعظ والإرشاد والتواصى في الحق ..
اللهم بلغت اللهم فأشهد .