مقدارالزكاة ومجموع الفقراء في المُجتمع .
عثمان محمد علي
في
السبت ٠٢ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
الزكاة بمعناها الشامل هي التطهر والسمو بالنفس لتصل إلى مرتبة التقوى ،ومن وسائل السمو بالنفس وتزكيتها (الإنفاق في سبيل الله بالصدقات ) وهو ما يُعرف مجازا ب(الزكاة ) .فكم يكون مقدار الزكاة ،وما هو الحد الأقصى المسموح به بوجود فقراء ومُستحقى الصدقات في المُجتمع ؟؟
من خلال فهمى لأيات من القرءان الكريم حول موضوع الصدقات والفقراء أقول :
-1 -- الأصل في الملكية للكون وما فيه من ثروات وأموال هو لله جل جلاله مالك المُلك والبشر مُستخلفين في المال (ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ) سبأ –1
-2- المولى جل جلاله صاحب المال الأصلى أمرنا أن نُننفق ونتصدق منه على فئات من المُجتمع في حاجة ماسة إليه ((ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَأَنفَقُواْ لَهُمۡ أَجۡرٞ كَبِيرٞ (الحديد 7) ورغبنا فيه بقوله سبحانه وتعالى (وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ(الحديد 10) وقوله سبحانه ((مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ (الحديد11)
-3- حذرنا رب العزة من عدم طاعته في الإنفاق في سبيله سبحانه فقال جل جلاله ((هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم (محمد 38).
-4—وبعد تلك الآيات البينات سأل المُسلمون الأوائل النبى عليه السلام عن مقدارالصدقات وكم يكون مقدارالإنفاق في سبيل الله ،ولأن النبى عليه السلام ليس مُشرعا في دين الله ولا يملك الإجابة من نفسه ،وهذا دليل على عدم وجود تشريعات في الإسلام إلا من خلال القرءان العظيم وحده نزل القرءان العظيم يُجيب عليهم ويُعلمنا في قوله تعالى ((وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ== البقرة 219. أي (العفو ) وهو جزء مما زادعن حاجتك لتغطية كل مسئولياتك وإلتزاماتك المالية والمادية سواء كان هذا الإحتياج شهريا أو ربع سنويا أو نصف سنويا أو سنويا .
-5- توقيت الإنفاق؟؟
عندما تحصل على المال سواء كان راتبا يوميا أو إسبوعيا أو نصف شهريا أو شهريا أو ربح نصف سنويا أو سنويا ، أو من محاصيل زراعية لقول المولى جل جلاله ((واتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ))
6—كم يكون مقدارالإنفاق تقريبا في سبيل الله جل جلاله بالصدقات ؟؟
من خلال فهمى للأية الكريمة ((وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ== الأنفال 41) فإن مقدار الزكاة والإنفاق يكون الخُمس من العفو ممازاد عن حاجتك وتسديد كل مسئولياتك المالية أي 20% مما تبقى بعدما سددت كل إلتزاماتك المالية من أكل وشراب وإيجار وفواتير وأقساط لا تستطيع تأجيلها وووووو. . وأنا أرى أن ال20% مما تبقى معك ليست نسبة كبيرة لو أنفقتها في سبيل الله .فلو قلنا مثلا فاض معك (100 جنيه) وأنفقت منها في سبيل الله (20 جنيه) وتبقى معك (80 جنيه ) فهذا أيضا مبلغ كبير وليس هناك فارقا كبيرا بين (ال100جنيه وال80 جنيه) .
-7- ما هو الحد المسموح به كمجموع كُلى للفئات الفقيرة في المُجتمع التي يُتصدق عليها وتحتاج فعليا للصدقة (كم تكون نسبة الفقراء في المجتمع المسموح بها كجد أقصى) ؟؟
من خلال فهمى للأية الكريمة السابقة يجب ألا تتعدى ال 10% من المجموع الكُلى للسكان ،ولو زادت عن 10% فهنا يكون هناك خللا كبيرا في توزيع الثروة على المواطنين ، ووجود فساد عظيم و وميزان مقلوب يجب مُكافحته وإصلاحه ومُعالجته وسد ثغراته التي أدت لوجود أكثر من 10% من مجموع السُكان فقراء .
8- وكيف حددت أن نسبة الفقراء يجب ألا تزيد عن 10%؟؟
من خلال النظر والتدبر في آيات الله جل جلاله التي حددت الفئات المُستحقة للصدقة وهى((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
( لله ورسوله أى لخدمة دين الله ورسالته ونشرها -الفقراء والمساكين –أبناء السبيل – الغارمين – المؤلفة قلوبهم – تحرير العبيد – اليتامى – حقوق ألولى القربى) فو حذفت نسبة ما (لله وللرسول –و-المؤلفة قلوبهم –و الأقارب لأنهم يدخلون ضمنيا تحت الفقراء والمساكين – وجزء من اليتامى لأن من اليتامى من يكون وارثا ما يكفيه فلا يحتاج إلى صدقات ولكن يحتاج إلى هدايا عينية ومشاعر ومودة اكثر من أن تكون صدقات – وتحرير الرقاب لدم وجود تحرير العبيد الآن - ولو قلنا أن 20% من أبناء السبيل فقط هم من يحتاجون للصدقة كمن ضاع ماله وهو على سفر أوتعطلت سيارته وتأخر في العودة لبلده ونفد ماله وهكذا ) فبعد خصم كل تلك الفئات من المجموع الكُلى للمُستحقين للصدقات سيتبقى لنا على الأكثر 10% من سُكان المُجتمع فقراء..ومن هُنا يجب ألا يزيد عدد الفقراء في المُجتمع الإسلامي وفى دولة تُقيم العدل والقسط عن 10%.
و يجب أن تعمل الدولة على مُكافحة أسباب الفقر والقضاء عليها ، أما ما نراه من وجود أكثر من نصف المُجتمع فقراء فبكُل تأكيد هذا مؤشرخطير ودلالة قاطعة على غياب العدل في توزيع الثروات ،وأن المُجتمع في حاجة ماسة للإصلاح ومُحاسبة سارقى مُقدرات الناس وثرواتهم العامة مُحاسبة شديدة لإقرار العدل وإسترجاع ما سلبوه وإعادة توزيعه على مُستحقيه من خلال ميزانية الدولة مرة أثخرى.وذلك لتقليل الفجوة بين مستويات الناس وعدم إستإثار فئة قليلة منهم على الثروة على حساب الآخرين، وفى هذا قال ربنا سبحانه وتعالى ((كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء منكم)).
-9- هناك طبعا درجات الإيثار والإحسان وهذه درجات عُليا من التصدق والإنفاق في سبيل الله ،وندعو الله أن نصل إليها.ولكن أنا هُنا أتحدث عن درجة حقوق لذوى القربى واليتامى والفقراء في مال الله الذى جعلنا مُستخلفين فيه ::
10- الخُلاصة ::
من وجهة نظرى أن نسبة الزكاة أو الإنفاق والصدقة هي 20% مما زاد عن حاجتك المالية وليست 20% من كل دخلك وربحك ،. وأن نسبة الفقراء ومجموعهم في المُجتمع يجب ألا تزيد عن 10% من مجموع عدد السكان سواء من المواطنين أو المُقيمين...وأن وقت وموعد إخراج الزكاة والصدقة بعدما تحصل على الربح والمال مُباشرة وليس بعد أن يمُرعليه سنة كما يقول الفقهاء . وأن المال الذى خرجت زكاته ليس عليه زكاة مرة أخرى فالزكاة على المال مرة واحدة .